_
· جاءَ بَعْدَ اللَتَيَّا وَالَّتي.
قال الميداني:
يُكنى بهما عن الشِّدةِ، واللَّتَيَّا: تصغيرُ "التي" وهي عبارةٌ عن الداهيةِ المُتناهيةِ، كما قالوا: الدُّهَيْم واللُّهَيْم والْخُوَيْخية والفُوَيْمية وكل هذا تصغيرٌ يُراد به التكبير.
و"التي":عبارةٌ عن الداهيةِ التي لم تبلغْ تلك النهايةَ.
وقيل: الأُصلُ فيه أَنَّ رجلاً من جَدِيسٍ تزوج امرأةً قصيرةً، فقاسى منها الشدائدَ، وكان يُعبّر عنها بالتصغير، فتزوج امرأةً طويلةً، فقاسى منها ضِعفَ ما قاسى من الصغيرةِ، فطلقها وقال: بعد اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوج أبداً، فجرى ذلك على الداهيةِ.
قال الصفدي في "تصحيح التصحيف وتحرير التحريف":
ويقولون: بعد اللُّتَيّا والتي، فيضمون اللام الثانيةَ من (اللَّتَيّا) وهو لحنٌ فاحش، وغلطٌ شائن؛ إذِ الصوابُ فيها "اللَّتيّا" بفتحِ اللام؛ لأَنَّ العربَ خَصَّتِ (الذي) و (التي) عند تصغيرِهما وتصغيرِ أَسماءِ الإشارةِ بإِقرار فتحةٍ أوائلَها على صِيَغِها، وبأَنْ زادتْ ألفاً في آخرها عِوضاً من ضمِّ أولِّها، فقالوا في تصغيرِ (الذي) و(التي): اللَّذَيّا واللَّتَيّا، وفي تصغير (ذاك ) و(ذلك): ذَيّاك وذَيّالِك. اهـ.
لكن ذكر ابنُ سِيده والفيروز أبادي جوازَ الضم عند التصغير، فجاء في "المُحكم": وتَصْغِيرُ (الَّتِي) و(اللاّتِي) و(اللاّتِ): اللُّتَيّا واللَّتَيّا.
وجاء في "القاموس": وتَصْغيرُها -أي: التي-: (اللَّتَيَّا) و(اللُّتَيَّا).
وقال في "تاج العروس": ( واللُّتَيَّا ) بالضم والتَّشْديد، حَكاهُ ابنُ سِيدَه وابنُ السِّكِّيت من أَهل البصرةِ، ومنعه الحريريُّ في "دُرَّةِ الغواص" تَبَعاً لجماعَةٍ. قال شيْخُنا: وقد بَيَّنْتُ في "شرح الدرَّة" أنَّه لغةٌ جائزةٌ، إلا أَنَّها قليلةٌ .
.
|