دمع العيون..على ما صار إليه المسلمون..وأحوالهم اليوم..وقبل ثمانية قرون ..!
دمع العيون..
على ما صار إليه المسلمون..
وأحوالهم اليوم-وقبل ثمانية قرون ! - !
قال الإمام القُرْطُبيّ-المتوفى سنة(671هـ)-رحمه الله-في تفسيره «الجامع لأحكام القرآن »(3/255)-مفسّراً قولَ الله-تعالى-:﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾-ما نصّه-:
(...وَفِي قَوْلِهِمْ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-:﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ..﴾- الْآيَةَ-: تَحْرِيضٌ عَلَى الْقِتَالِ ، وَاسْتِشْعَارٌ لِلصَّبْرِ ، وَاقْتِدَاءٌ بِمَنْ صَدَقَ رَبَّهُ.
قُلْتُ:
هَكَذَا يَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نَفْعَلَ.
لَكِنَّ الْأَعْمَالَ الْقَبِيحَةَ وَالنِّيَّاتِ الْفَاسِدَةَ مَنَعَتْ مِنْ ذَلِكَ ؛ حَتَّى يَنْكَسِرَ الْعَدَدُ الْكَبِيرُ –مِنَّا- قُدَّامَ الْيَسِيرِ مِنَ الْعَدُوِّ -كَمَا شَاهَدْنَاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ-، وَذَلِكَ بما كسبت أيدينا!
وفي «البُخاري» : وقال أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ.
وَفِيهِ –مُسْنَداً-: أَنَّ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:«هَلْ تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!».
فَالْأَعْمَالُ فَاسِدَةٌ ، وَالضُّعَفَاءُ مُهْمَلُونَ ، وَالصَّبْرُ قَلِيلٌ ، وَالِاعْتِمَادُ ضَعِيفٌ ، وَالتَّقْوَى زَائِلَةٌ!
قَالَ اللَّهُ-تَعَالَى-:﴿اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾.
وَقَالَ:﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا ﴾.
وَقَالَ:﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾.
وَقَالَ:﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾.
وَقَالَ:﴿إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.
فَهَذِهِ أَسْبَابُ النَّصْرِ ، وَشُرُوطُهُ.
وَهِيَ مَعْدُومَةٌ –عِنْدَنَا- غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فِينَا!
فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ عَلَى مَا أَصَابَنَا ، وَحَلَّ بِنَا!
بَلْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا ذِكْرُهُ، وَلَا مِنَ الدِّينِ إِلَّا رَسْمُهُ ؛ لِظُهُورِ الْفَسَادِ ، وَلِكَثْرَةِ الطُّغْيَانِ ، وَقِلَّةِ الرَّشَادِ !!
...حَتَّى اسْتَوْلَى الْعَدُوُّ -شَرْقًا وَغَرْبًا، بَرًّا وَبَحْرًا-، وَعَمَّتِ الْفِتَنُ ، وَعَظُمَتِ الْمِحَنُ -وَلَا عَاصِمَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ-!).
__________________
<a class="twitter-timeline" href="https://twitter.com/alhalaby2010" data-widget-id="644823546800181249">Tweets by @alhalaby2010</a>
<script>!function(d,s,id){var js,fjs=d.getElementsByTagName(s)[0],p=/^http:/.test(d.location)?'http':'https';if(!d.getElementB yId(id)){js=d.createElement(s);js.id=id;js.src=p+" ://platform.twitter.com/widgets.js";fjs.parentNode.insertBefore(js,fjs);}} (document,"script","twitter-wjs");</script>
|