عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-24-2014, 02:14 PM
أم مسعود أم مسعود غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 52
افتراضي الدرس الثالث عشر من شرح ثلاثة الأصول

الدرس الثالث عشر
4/3/1434هـ 16/1/2013م
المتن : ( اعلم أرشدك الله لطاعته ) :
الشرح : اعلم هذه للتنبيه وللتأكيد , وكلمة ( اعلم ) تدل أن ما بعدها علم يقين وعلم مهم ينبغي عليك أن تعلمه , ولذلك قال لك : ( اعلم أرشدك الله لطاعته ) : ثم دعا لك وهذا من اللطف في التعليم , ومن الترغيب في التعليم أن تدعو للمتعلم , وهذا الدُّعاء الذي ذكره للمتعلم من أفضل الأدعية , ( فالرَّشَد ) : ضد الغَي , وهو الاستقامة على طريق الحق , و ( الطاعة ) : موافقة المراد فعلا للمأمور وتركاً للمحظور , فمضمون الدُّعاء : هداك ووفقك لما ينفعَك في دنياك وآخرتك .
المتن : ( أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ) :
الشرح : هذه هي الحنيفيّة مأخوذة من الْحَنْف , وهو في اللغة : الميل , ويقولون لمن به ميل في قدمه : أحْنَف , فالأحنف هو الذي في رجله انحناء , فالحنيف المائل عن الشرك قصدا إلى التوحيد , والمستقيم المستمسك بالإسلام , المقبل على الله عز وجل , المعرض عن كل ما سواه , وهوكل ما كان على دين إبراهيم عليه السلام , فالحنيفِّية هي الملّة المائلة عن الشرك المبنيّة على الإخلاص لله عز وجلّ .
( مِلة إبراهيم ) : الحنيفية طريقة وشريعة الخليل إبراهيم وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام التي يسيرون عليها في طريقهم الدِّيني , وإبراهيم هو خليل الرحمن قال الله عز وجل : { واتخذ الله إبراهيم خليلا } : النساء : 125 } , وهو أبو الأنبياء , وقد تكرّر ذكر منهجه في مواضع كثيرة للاقتداء به .
( أن تعبد الله وحده مخلصا له الدّين ) : هذه هي حقيقة ملة إبراهيم : عبادة الله بالإخلاص , والإخلاص هو حُبِّ الله تعالى وإرادة وجه , والإخلاص هو التنقية والمراد به : أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته , بحيث لا يعبد معه غيره , لا ملكاً مقرباً ولا نبي مرسلا قال تعالى : { ألا لله الدين الخالص } أي : الخالص من شوائب الشرك والرّياء .
وعبادة الله بالإخلاص وترك عبادة ما سواه هي المذكورة في قوله تعالى : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين } : سورة النحل :123 وقوله : { إن إبراهيم كان أمة قانتاً وما كان من المشركين } النحل : 120 } ( حنيفاً ) مائلاً عن الشرك إلى التوحيد , ولذلك قال : { ولم يك من المشركين } .
( أن تعبد الله ) : هذه خبر ( أنّ ) في قوله : ( أنّ الحنيفية ) , والعبادة لها مفهوم عام هي : التذلُّل لله تعالى محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه .
والمفهوم الخاص للعبادة : قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – في تفصيلها : العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة : كالخوف والخشية , والتوكل , والصلاة , والزكاة والصيام , وغير ذلك من شرائع الإسلام .

فائدة * : في قوله : ( أن الحنيفية مِلّة إبراهيم أن تعبد الله وحده ) تعبد الله وحده : لك أن تجعل كلمة ( ملة إبراهيم ) خبراً للمبتدأ ( الحنيفية ) أو تجعلها بدلاً . والخبر حينئذٍ كلمة ( أن تعبد الله وحده ) , فيكون تعريف الحنيفية : أن تعبد الله وحده .
رد مع اقتباس