عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-02-2014, 02:22 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أنواع السجود - تتمـــــّـــــة.

3 /2. سجود التلاوة :

فضل السجود عند التلاوة :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول : (يا ويله).
وفي رواية : (يا ويلي أمِرَ ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمِرْتُ بالسجود فَأَبَيْتُ فلِيَ النار). (صحيح) [رواه مسلم وابن ماجه] انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1439].

ورواه الطبراني عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه – موقوفًا قال : (إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجدًا صاحَ وقال : يا ويله يا ويل الشيطان أمَرَ اللهُ ابن آدمَ أن يسجد وله الجنة فأطاع، وأمرني أن أسجد فعصيت فليَ النار). (صحيح لغيره، موقوف) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1440].

سجود المؤمنين سجود التلاوة
قال الله – تعالى - : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا [سورة مريم 58].

وقال الله – تعالى - : ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [سورة السجدة 15].

سجود الدواة والقلم سجود التلاوة : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد، وسجدنا معه، وسجدت الدواة والقلم). (حديث حسن) رواه البزار بإسناد جيد. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1443].

سجود الشجرة سجود التلاوة : روى أبو يعلى والطبراني عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : (رأيت فيما يرى النائم : كأني تحت شجرة، وكأن الشجرة تقرأ (ص)، فلما أتت على السجدة سجدت فقالت في سجودها : اللهم اغفر لي بها، اللهم حط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته، فغدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال : (سجدت يا أبا سعيد ؟) قلت : لا، قال : (فأنت أحق بالسجود من الشجرة) ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة (ص) ثم أتى على السجدة فسجد، وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها). (حسن لغيره) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1442].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ! إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم، كأني أصلي خلف شجرة، فرأيت كأني قرأت سجدة، فرأيت الشجرة كأنها تسجد لسجودي، فسمعتها وهي ساجدة، وهي تقول : (اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها وزرا، واقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود). قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ السجدة، فسمعته وهو ساجدٌ يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة"). (حديث حسن لغيره) (1) رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1441].

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

(1) الحديث الحَسَنٌ لغيرهِ هو : ما في إسناده مستور الحال أو سيئ الحفظ، أو مُدلّس، أو نحو ذلك مما هو ليس شديد الضعف، لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مُغَـفـّـلاً، ولا كثيرَ الخطأ فيما يرويه، ولا متهماً بالكذب، ولا يُنسَبُ إلى مفسّـِق آخرَ غيرِه، واعـُُتضِدَ بمتابعٍ أو شاهدٍ يتقوّى به، فيصير حسنا.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس