عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-01-2014, 03:47 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي فضل السجود

فضل السجود

1. القرب من الله – تبارك وتعالى - : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أقرب ما يكون العبد من ربه - عز وجل - وهو ساجد، فأكثروا الدعاء) (صحيح) رواه (مسلم).

2. اقتداءً بخيرة الخلق "الأنبياء" : فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : (أنه كان يسجد في (ص) فقيل له، فقال : (أولئِكَ الذين هَدَى الله فبهداهم اقتده)، وقال : (سجدها داود وسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). قال الأعظمي : (إسناده صحيح). انظر : [صحيح ابن خزيمة 1/ 277 رقم 551].

3 . يعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته يوم القيامة بأنهم غُرٌّ من السجود : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة) قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ؟ قال : (أرأيت لو دخلت صُبْرَةٍ فيها خيلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، وفيها فرسٌ أغرُّ مُحَجَّل، أما كنت تعرفه منها ؟) قال : بلى. قال : (فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء). رواه أحمد بسند (صحيح). [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ص (115)].

4. يبلغ العبد بكثرة السجود أعلى المنازل يوم القيامة "مرافقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الجنة" : عن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول : كنت أبيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آتيه بوضوئه وبحاجته فقال : (سلني) فقلت : مرافقتك في الجنة، قال : أوَ غيرَ ذلك، قلت : هو ذاك، قال : (فأعِنّي على نفسِكَ بكثرة السجود) (صحيح). ‌انظر : [سنن أبي داود 2/ 35 رقم 1320].

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنها - : "أن رجلين من بلى قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعًا فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما، فاستشهدَ ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة : فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارجٌ من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال : ارجع فإنك لم يأنِ لكَ بعد، فأصبحَ طلحة يحدّثُ به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدّثوهُ الحديث فقال : مِنْ أيِّ ذلكَ تعجبون ؟ فقالوا : يا رسول الله ! هذا كان أشدَّ الرجلينِ اجتهادًا ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟ قالوا : بلى، قال : وأدرَكَ رمضانَ فصامَ وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ؟ قالوا : بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَما بينهما أبعدُ مِما بين السماءِ والأرض). قال الشيخ الألباني : (صحيح). ‌انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1293 رقم 3925] و [صحيح الجامع 1316].

5. الدعاء أجدر بالإجابة أثناء السجود : عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألا إني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم). (صحيح) رواه مسلم.

6. يرفع الله العبد بالسجود درجة، ويكتب له بها حسنة، ويحط عنه بها خطيئة : عن ثوبان وأبي الدرداء – رضي الله عنه – قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة) (صحيح). ‌انظر : [صحيح الجامع 4050].‌
وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود) (صحيح). ‌انظر : [صحيح الجامع 5742].

7. من كان يُصلي ويسجد خالصًا لله - تعالى - من المؤمنين في الدنيا، يسجد له سجود تكريم وتعظيم في الآخرة، أما من كان يسجد اتقاءً ورياءً، جعل اللهُ ظهرهُ طبقةً واحدةً، كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه : عن أبي سعيد - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الطويل عن يوم القيامة : (.... فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم الساق، فيكشف عن ساقٍ فلا يبقى مَن كان يسجُدُ لله مِن تلقاءِ نفسِه، إلا أذنَ الله له بالسجود، ولا يبقى مَن كان يَسجُدُ اتقاءً ورياءً إلا جعل الله ظهره طبقةً واحدة، كلما أراد أن يَسجَدَ خَرَّ على قفاه، ثم يَرفعونَ رءوسهم، وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة، فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا ....) (متفق عليه).

8. حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود : عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (تأكل النار بن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود) (صحيح). ‌انظر : [سنن ابن ماجه 2/ 1450 رقم 4336].

وعن عبد الله بن بسر– رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يُخْرِجوا مَن يَعبدِ اللهَ فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيَخرُجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار، إلا أثر السجود) (البخاري ومسلم).

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقينا وإياكم عذاب النار وعذاب القبر، وأن يُدخلنا ووالدينا وأزواجنا وأحبتنا، الفردوس الأعلى من الجنة،
إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس