عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-28-2014, 11:04 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أذكار السجود، وبين السجدتين

أذكار السجود، وبين السجدتين :

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في السجود، وينهى عن قراءة القرآن الكريم في الركوع والسجود : فعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أيها الناس ! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له، ألا إني نُهيت أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ * أن يستجاب لكم) (صحيح) (أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم : 2746].
* فقَمِنٌ : جديرٌ، أو يقين أن يستجاب لكم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أقرب ما يكون العبد من ربه - عز وجل - وهو ساجد، فأكثروا الدعاء) (صحيح) رواه (مسلم).

و للسجود أذكار وأدعية عديدة، فقد أوتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جوامعُ الكلم، وكان تارة يقول هذا، وتارة يقول هذا، ومنها :

1. (سبحان ربّيَ الأعلى ثلاث مرات). وكان أحيانًا يُكررها أكثر من ذلك.
(وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل، حتى كان سجوده قريبا من قيامه، وكان قرأ فيه ثلاث سوَر من الطوال البقرة والنساء وآل عمران، يتخللها دعاء واستغفار). انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 112].

وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح القراءة فقرأ حتى انتهى إلى المائة، فقلت : يركع ثم مضى حتى بلغ المائتين، فقلت : يركع، ثم قرأ حتى ختمها، فقلت : يركع، ثم افتتح النساء فقرأ، ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه، وقال في ركوعه : سبحان ربي العظيم، ثم سجد، وكان سجوده مثل ركوعه، فقال في سجوده : سبحان ربيَ الأعلى، وكان إذا مرَّ بآية رحمة سأل، وإذا مرَّ بآية عذاب تعوَّذ، وإذا مرَّ بآية فيها تنزيه لله، سبّح). انظر : [صحيح ابن خزيمة 1/ 272 رقم 542].

2. (سبحان ربّيَ الأعلى وبحمده). ثلاثا.

3. (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) : فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده" : (سبوح قدوس رب الملائكة والروح).

4. (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي) كان يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأول القرآن.
أي : أنه يعمل بما أُمِرَ به في القرآن.

5. (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره، وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين).

6. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن بالليل، يقول في السجدة مرارا : (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 2/ 60 رقم 1414].

7. (سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء بنعمتك علي، هذي يَدَيَّ وما جنيت على نفسي).

8. (اللهم اغفر لي ذنبي كله، ودقهُ وجُله، وأوّلُهُ وآخره، وعلانيتهُ وسره).

9. (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة). وهذا وما بعده كان يقوله في صلاة الليل.

10. (سبحانك [ اللهم ] وبحمدك لا إله إلا أنت).

11. (اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت).

12. (اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا واجعل أمامي نورا، واجعل خلفي نورا واجعل في نفسي نورا، وأعظم لي نورا).

13. (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك). انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص 111 - 113].

14. عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : " رأيتُ فيما يرى النائم: كأني تحتَ شجرة، وكأنّ الشجرة تقرأ (ص) فلما أتت على السجدة سجدت، فقالت في سجودها : (اللهم اكتب لي بها أجرا، وحطّ عني بها وزرا، وأحْدِثْ لي بها شكرا، وتقبلها مني كما تقبلتَ من عبدِك داودَ سجدَته) فلمّا أصبحتُ غدَوْتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فأخبرتُهُ بذلك، فقال : (سجدْتَ أنت يا أبا سعيد ؟) فقلتُ : لا، قال : (أنت أحق بالسجود من الشجرة)، فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (ص) حتى أتى على السجدة، فقال في سجوده ما قالت الشجرةُ في سجودها " انظر : [السلسلة الصحيحة 2710].

أذكار الجلسة بين السجدتين :

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذه الجلسة :

1." اللهم " (وفي لفظ : ربِّ) اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني).

وتارة يقول :

2. (رب اغفر لي، رب اغفر لي).

وَتُشرَعْ هذه الأوراد في الجلسة بين السجدتين بالفرض والنافلة، ولا دليل على التفريق بينهما.

والاطمئنان بين السجدتين حكمه الوجوب

(كان - صلى الله عليه وسلم - يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه). وأمر بذلك (المسيء صلاته) وقال له : (لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك).

و (كان يطيلها حتى تكون قريبًا من سجدته"، وأحيانًا "يمكثُ حتى يقول القائل : قد نسي" رواه (البخاري ومسلم).

قال ابن القيّم رحمه الله - تعالى - : [وهذه السُّنَّة تركها الناس مِن بعد انقراض عصر الصحابة، وأما مَنْ حَكَّمَ السُّنَّة، ولم يلتفت إلى ما خالفها، فإنه لا يعبَأ بما خالف هذا الهدي]. ا هـ. انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – الحاشية، ص (118)].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس