عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-26-2014, 02:49 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

جزاكم الله خيراً شيخ خالد

انا طالب علم الله يحفظك الله

ما ذكره الشيخ القرني هو الغالب في حال بلاد الغرب في الأخلاق المشتركة بين عقلاء جميع الأمم

أما الأخلاق التي جاء بهت الإسلام إتماماً لمكارم الأخلاق فالغالب الأعم من الأمم غير الإسلامية بما فيها بلاد الغرب فهم منحلون خلقياً فيها كالزنا وشرب الخمر والشذوذ الجنسي وغير ذلك مما حركه الله في دين الإسلام

فليس مراد الشيخ القرني أن الغرب أحسن أخلاقاً من المسلمين في ( زماننا ) بالجملة لأن الجميع يعلم انهم منحلون خلقياً في جانب الأخلاق التي جاء بها الإسلام.

وإنما المراد أن كثيراً من المسلمين قد ترك التخلق بالقدر الذي لا يختلف فيه عقلاء الأمم كحسن المعاملة وغير ذلك مما مثَّلَ له الشيخ القرني فأصبح المسلمون شر من الكافرين في هذا الذي لا يختلف فيه اثنان من عقلا بني آدم

وما زاد الطين بله ان كثيراً من المسلمين تخلَّى عن كثيرٍ من الأخلاق الإسلامية في زماننا! لكن مع ذلك ما زال كثير من المسلمين في زماننا افضل خلقا بالجملة من حيث التزامهم ببعض الأخلاق الإسلامية.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تقوم الساعة حتى يُصبِح المنكر معروفاً والمعروف منكراً )

وهذا يشمل الأخلاق بقسميها لعمومه ويشمل المسلم والكافر فنحن نجد كثيراً من المسلمين في زماننا أسوء خلقاً من الكفار في الغرب في القدر المتفق عليه من الأخلاق بين عقلاء بني آدم! .

بعض أخواننا من الغيورين تكلم في موضوع يخص هل الغرب افضل أخلاقا من المسلمين وراح ينكر ذلك دون تفصيل ونقل كلام بعض أهل العلم الذي يصب في ان المسلمين في زماننا افضل خلقا بشأن الأخلاق الإسلامية!.

وبالطبع ما من عاقل منصف يقدر ان ينكر هذا في زماننا ولكن من حيث الأخلاق التي اتفق عليها العقلاء في جميع الأمم فالمسلمون أسوء من الغرب فيها.

يعجبني ما قاله الشيخ محمد عبده رحمه الله - وفي منهجه وعقيدته مؤاخذات تكلم فيها العلماء - بعد قدومه من بلاد الغرب: [ نظرت في بلاد الغرب فوجدت الإسلام ولم أجد المسلمين ونظرت في بلاد الإسلام فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام ] اه بمعناه

ومراده بشأن الأخلاق المتفق عليها بين عقلااء الأمم وكذلك بعض القوانين الغربية التي وافقت شريعة الإسلام مع أهميتها وصلتها بمقاصد الشرع كحفظ الحياة والعقل بخلاف المسلمين في بعضها!.

مثلاً هنا في بريطانيا نظام عجيب في بايه ! يشبه نظام بيت المال في إعطاء الفقراء الزكاة بالعدل! فهما تُعطى مخصصات مالية كل أسبوعين لمن لم يجد عملاً ! هل يفعل هذا بلد من بلاد المسلمين!

ولست مطالب كما سمعت ان في الأردن والسعودية - والله أعلم - يجب ان تحصل على وثيقة فقر! يعني يذلونك مذلة وتنفضح بدل أن يجعلون الأمر قانون وعفوي!

ولا ادري ان كان ثمة شيء حقيقي بشأن إعطاء العاطلين اي مال في بلاد الإسلام بل نسمع ان الناس من الجوع تسرق وتقتل ولا غرابة فالفقر يدمر أخلاق الناس الا القليل منهم فالفقر والجوع وعدم صرف معونات للعاطلين والعجزة من الحكومات يؤدي لفساد المجتمع وقد ورُوِيَ عن علي رضي الله عنه انه قال: ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) وهذا معناه صحيح ولا شك إذ الفقر قليل من الناس يحتمله وفي حديث مرفوع صحيح المعنى ضعيف المبنى: ( أخوف ما أخاف على أمتي - أو قال اعبدو الله ان يأتيكم - فعدد بعضا ثم قال: أو فقراً مُنْسِياً ).

فالفقر يؤدي الى جوع الناس وجوعهم يؤدي الى العمل الطويل بأجرٍ قليل في الغالب فيضيع وقتهم فلا يجدون الوقت الكافي لتعلم العلم الشرعي فيؤدي بهم ذلك إلى الجهل ونسيان طلب العلم ثم فعل البدع والمعاصي واعتيادها ثم يحصل ذلك في اجيال متعاقبة! فينتج خلف اضاعوا الصلوات واعتادوا الشهوات واعتقدوا الديمقراطية! وتذهب الأخلاق الا قليل!

فنُغلب ولا ننتصر وقد تقرر في علم الإجتماع - كما قال الشيخ المحدث مشهور بن حسن آل سلمان - ( ان الأمة المغلوبة تجاري الأمة الغالبة ) فيتشبه المسلمون بالكافرين في كفرهم ومعاصيهم!

هذا مجرد مثال وإلا فالفقر احد الأسباب التي للأسف لا توجد منظمة إسلامية ولو غير حكومية تقوم بجمع الزكاة وصرفها على العاطلين بالتساوي كما يفعل الغرب في أموال الضرائب! في بلادهم!

سمعت المحدث مشهور بن حسن آل سلمان ينقل عن بعض أهل العلم قوله: ( العربي عُنْجُهِي لا يُؤَدِّبه إلا الإسلام ) اه

فطالما ابتعد العربي عن الإسلام صار عنجهياً هذا في الغالب فكلما ازداد ابتعاد العربي عن الإسلام كلما ازداد تخليه عن الأخلاق بقسميه ما اتفق عليه عقلاء الأمم وما لم يتفقوا عليه مما هو في شريعة الإسلام

وهذا أمرٌ مشاهَد ومجرَّب في أحوال العرب!

أرجو أن يُفهَمَ كلامي بشكل صحيح

والمعذرة أطلت والأمر ذو شجون وآلام وآمال ولا حول ولا قوة الا بالله.