عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-09-2014, 06:04 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي الدين النصيحة يا أبناء الجزائر

الدّين النصيحة يا أبناء الجزائر، وإياكم والعنجاهية فقد أهلكت من كان قبلكم.
لا تذكر ضلال الروافض على العامة وبالأخص على المنابر يوم الجمعة إلا عند الحاجة.
والضرورة تقدر بقدرها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال العلامة أبو سعد عبد الكريم السمعاني رحمه الله (م562هـ) في الأنساب (ج6ص341 عند حديثه عن نسبة "الزيدي" تحقيق العلامة المحدث عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله): (واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما [لا] يليق بهم)اهـ. وأظن أن [لا] ساقطة من النسخة فاضفتها وجعلتها بين معقوفتين.
فلا يجوز تشويش عقول العامة بما لا يليق إلا عند الحاجة الماسة، والحاجة تقدر بقدرها.
وقال الخلال في السنة 228: أخبرني عليُّ بن الحسن بن هارون، قال: قلت لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: أبو عبد اللَّه إيشْ كتب مِن شِعر المغَازي؟
قال: ما هجا المسلمون المشرِكين، ولم يكتب هجاء المشركينَ للمسلمينَ).
الله أكبر؛ ما أعظم فقه الإمام أحمد رحمه الله، لم يُدوّن هجاء المشركين للمسلمين حتى لا يطلع عليه الناس فيحدث في أنفسهم شيئا أو ضعفا، فما بال أقوام هداهم الله يرتلون هجاء وطعونات الرافضة في خيار الصحابة على العامة يوم الجمعة؟ ألا يخشون من أن تلسق الشبه بعقول الضعاف؟
يا من قرعت الطنابيب لمحاربة الرافضة في الجزائر وفقك الله لكل خير عد إلى منهج السّلف وخذ منه السبيل الأنجع لدفع الشر عن أهل بلدك، ودع عنك الاجتهادات الخاطئة، والخطب الميتة والخالية من الأثر، فالعبرة بالإصابة وليس بالجعجعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التسعينيّة (3/926ط: دار المعارف) رادا على أبي المعالي الجويني وضربه من علماء الكلام، وإني أخالهم أذكى من بعض شبابنا ممن يجاهر بحرب الرافضة: (ولكن اتباع أهل الكلام المحدث، والرأي الضعيف، وما تهوى الأنفس، ينقص صاحبه إلى حيث جعله الله مستحقا لذلك، وإن كان له من الاجتهاد في تلك الطريقة ما ليس لغيره، فليس الفضل بكثرة الاجتهاد، ولكن بالهدى والسداد، كما جاء في الأثر: "ما زاد مبتدع اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا")
وتأمل يا طالب العلم بحق في كلام الإمام أبي نصر عبيد الله بن حاتم السجزي (م444هـ) رحمه الله وهو يضع فصولا عظيمة في محاربة الشر وقد جعلها رحمه الله أحد عشر فصلا، قال: (فالذي تحتاجون إليه حفظكم الله معهم في إزالة تمويههم:
الفصل الأول: أن تقيموا البرهان أن الحجة القاطعة هي التي يرد بها السمع لا غير، وأن العقل آلة للتمييز فحسب.
الفصل الثاني: ثم تبينوا ما السنة؟ وبماذا يصير المرء من أهلها؟ فإن كُلا يدعيها وإذا علمت وعرفت أهلها بَانَ أن مخالفها زائغ لا ينبغي أن يلتفت إلى شبهه.
[ثم ذكر بعد هذا ستة فصول] وقال في الفصل التاسع: وأن تذكر شيئا من قولهم لتقف العامة على ما يقولونه فينفروا عنهم، ولا يقعوا في شباكهم).
ثم ختم الفصول بقوله رحمه الله: (فجميع ما ذكرت أن بِكمُ إليه حاجة عند الرد عليهم أحد عشر فصلا، مَن أحكمها تمكن من الرد عليهم إذا سبق له العلم بمذهبه ومذهبهم، وأما العامي والمبتدي فسبيلهما أن لا يصغيا إلى المخالف ولا يحتجا عليه، فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلا والانفتال آجلا)اهـ.
وكل من خالف منهج السلف في محاربة الشر فإنه أحد رجلين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (14/482): (...وكذلك العمل فصاحبه إما معتد ظالم، وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و الجهاد في سبيل الله، ويكون من باب الظلم والعدوان).
بدأ الامام أبو نصرالسجزي بالفصل الأول الثاني لأنهما الأساس الذي به يعرف العامة ضلال أهل البدع من الروافض وغيرهم قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في درء التعارض (ج5ص26): (فالعِلم بالحقِّ يدعو صاحبَه إلى إتّباعه، فإنّ الحقَ محبوبٌ في الفطرة، وهو أحبّ إليها، وأجلّ فيها، وألذّ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له، فإنّ الفطرة لا تحب ذلك)
ثم تأمل:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنّة (3/77): (...وليس لأحد أن يردّ بدعة ببدعة، ولا يقابل باطلا بباطل)؛ قلت: ومن رام محاربة كفر الروافض بمنهج غريب عن السلف يكون قد وضع القواعد والأعمدة لمنهج جديد، سماته الفتن والفوضى وقد جاء في حديث أبي ذر الذي حسّنه علاّمةُ الشام رحمه الله في الصحيحة (برقم2046)، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُجْتَنَى من الشَّوْكِ العِنَب).
وأنا العبد الفقير أجزم أن بعض من يتململ في هواه ويدعي محاربة الرافضة لا علم له بهذه الفصول التي شرحها الامام السجزي في كتابه. فكيف يُنتظر منه نصرٌ للسنة وقهرٌ للبدعة؟
لفتة بديعة لمن يكرر الشر دون أن يعلم:
قال ابن المبارك رحمه الله في كتاب الزهد (برقم677): أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبد الله قال: (جاء رجل فقال: إن فلانا، أو قال: رجلا، قال لأمي: كذا وكذا، فسكت عنه، ثم قال الرجل: إنه قال لأمي: كذا وكذا، فقال عبد الله: وأنت قد قلته مرتين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري الأثري كان الله في عونه
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس