( لكننا أصبحنا نناقش في مثل هذه البديهيات إخوانا لنا-وليسوا من المتصوفة- يقولون بلسان الحال والمقال:( إنّ الشّيخ ربيع بن هادي هو جبل السّنة التي يمسكها أن تزول ووتدها الذي يمنعها أن تحول ، وهو عالم ليس كالعلماء! فكلامه في المنهج وأحكامه على الرجال واجب قبولها، لأنه لا يخطئ في المنهج) !
أخي أبا الحارث – وفّقك الله – كلامك هذا قد يَحسنُ وقعه على غيري ... ! و إلّا فإن الشّيخ ربيع بن هادي المدخلي كغيره من العلماء السّلفييّن يخطئ ويصيب ، و أحكامه في الرّجال واجب قبولها إن كانت حقّا لأنّه يجب قبول الحقّ منه ومن غيره من العلماء و لأنه من أهل الاختصاص .
هذا جانب .
و أمّا ما تظنّه تناقضا و يظنّه غيرك نفاقا – عياذا بالله – هو في الحقيقة عين منهج السّلف .
فأهل السّنة يفرّقون بين العالم الرّباني و بين المبتدع إذا وقع في خطإ و يفرّقون بين من كثر خطؤه وبين من قلّ و يفرّقون بين العالم وبين طالب العلم وبين الصحابي وبين التّابعي و بين المبتدع الذي يؤصّل لبدعه و بين غيره وبين من جُرّب عليه الكذب و بين الّصادق و كلّ هذا موجود في كتب الرجال والجرح والتّعديل .
تنبيه آخر:
وقد تصرّفت في تعليقي الأوّل ، و أنا لا أمانع من ذلك و إن كنت لا أحبّذه ، لكن بشرط أن تكون عالما بما يغيرّ المعنى من غيره ، و إلّا فإنّ الكلام يزيد و ينقص كما أنّ الإيمان يزيد وينقص .
و إنّي أذكّر الإخوة المعلّقين بيوم يقول الله تعالى فيه لعباده: ( ما لكم لا تناصرون ) .
( فارأفوا ) بأنفسكم وكون ( صالحين ) .
و أمّا كلام عبد الرحمن فيكفي أنه قال عبد المجيد جمعة و مثله إن لم يكن من العلماء فهو من طلبة العلم المتمكّنين الذين يحقّ لهم النّظر و الاستفادة من الحق الذي عند أهل البدع على تفصيل ليس هذا محلّه .
و إنّما كفاؤه أن يقال له جزاه الله خيرا على ما يذله لنفع إخوانه .
و أمّا أمثالي و أمثالك فلا يجزوز لنا النّظر في كتب أهل البدع لقصورنا ، و إنّما السّعيد منّا من وفّق لشيخ من أهل السّنة يدّله على الخير .