[احمد الإسكندرانى]

هل الإمام الألباني -رحمه الله- وافق المرجئة؟!


فأقول:

إن الإمام الألباني -رضي الله عنه- كان يرى بقاعدة التلازم بين الظاهر والباطن، وكان لا يتصور أن يتخلف العمل مع وجود أصل الإيمان في القلب!

فلماذا لا نحمل كلامه في كتابه <حكم تارك الصلاة> من كون الأعمال شرط كمال؛ على أنه في آحاد الأعمال وليس كلها! وبذلك يستقيم المذهب!

وقد قال العلامة بن باز أن من الأعمال ما هو شرط صحة ومنها ما هو شرط كمال!، كالصلاة -مثلا-؛ فهي جنس العمل الصالح الذي يدلل على صحة الإيمان عنده وعند العثيمين وغيرهما -رحمهما الله-..

وبما أن الإمام الألباني -رحمه الله- من المنتصرين لمذهب العامة من أهل العلم بعدم تكفير تارك المكتوبة تكاسلا! فيفهم أن جنس العمل عنده هو أي عمل صالح يظهر على الجوارح ليدلل على صحة إيمان المرء..

وعليه؛ فإن كل من يتفاصح، ويتناطح! ملوحا أو مشوحا(!) بوجهه هنا وهناك ليقول بأن الإمام الألباني -رحمه الله- "مرجئ"! أو: "وافق المرجئة".. فقد غاب عنه تحقيق مذهب الإمام -جهلا، أو تجاهلا!-..

وكلاهما شر..

وأحلاهما مر!

ومن قال ذلك! فإما أنه لا يعرف الإرجاء، أو لا يعرف الألباني -كما قال العلامة العثيمين!-

أو لا يعرفهما(!)..

ومن قال: "أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص؛ فقد خرج من الإرجاء أوله وآخره".. -كما قال غير واحد من السلف-..

والله من وراء القصد.