عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-11-2013, 03:22 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي [مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة] - تتمــــّــــــة -.

[مِنْ صِفاتِ الخَوارِجِ في السنَّةِ النبويّةِ المطهَّرة]

روى الإمام الآجري وغيره عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثمّ فارقهم وهذا نادر ؛انتبهوا أيها الأخوة نادرٌ جداً أن يكون رجلٌ ما مبتدعاً ثم يهديه الله للسنّة،ومن تلبّس بهذا النادر فليحمد الله ومن وفقه الله بالرجوع من الباطل إلى الحق فليحمد الله ،طبعاً نحن نتكلم عمن تشبّع بفكر الباطل وأهله ،أمّا اليوم من خلال خبرتنا بالنّاس فإن أكثر هؤلاء المخالفين إنما خطفتهم شبهة من هنا،أو ذهبوا إلى شخصٍ ما أبهرهم كلامه،أو تأثروا بعناوين عامة ليس تحتها من العلم والمعرفة، فمثل هذا نرجو له أن يرجع لأنه لم يتملّى بهذا الضلال ولم يأنس بما في أهله من سوء الخلال والعياذ بالله تعالى .
جاء رجل إلى ابن سيرين-من تلاميذ ابن سيرين-قال له: يا إمام أبشرك أن فلاناً من الخوارج رجع عن بدعته قال: لا تعجل أنظر إلى أي بدعة أخرى صار" لكن كما قلت لا نقول هذا حتى نثبط من كان ملسوعاً من أفكار هؤلاء أو ملذوعاً ببعض باطلهم لا؛ نقول له :أقبل ولا تخف الحق ظاهر مهما قالوا فيك ومهما تكلموا عنك ومهما طعنوا فيك، فلن تكون أجل ممن طعنوا عليه فيه في الأول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الآخرين عبدالله بن أبي أوفى ، بل قتلهم لعلي رضي الله تعالى عنه وطعنهم في أئمتنا وعلمائنا عندما قالوا فيه ولبئس ما قالوا !قالوا زلّ حمار العلم في الطين؛يقولون عن الشيخ ابن باز أنه حمار العلم ،هؤلاء هم المقدمون عندهم ؛ليس عندهم من الحجج إلا هذا اللجج الباطل الذي لا وزنَ له ولا حق له ولا نور له بل هو الظلم والظلام.


عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم قال دخلوا قرية فخرج عبدالله بن خبّاب ذعراً،تابعيّ عبدالله بن خبّاب خرج خائفاً –فقالوا: لم تُرَع ، لم تُرَع – يعني أنّك عسى أنّك لم تخف- قالَ واللهِ لقدِ رُعتُموني- والله قد خوفتموني- انظروا يا إخواني فرق ما بين الصورتين صورة انسان مرآه يذكرك بالله وفعله يعينك على طاعة الله، وصورة أخرى مرأى صاحبها لا تُذكرّك إلا بالسوء؛ ولا تُلقي في قلبِك إلا الخوف والرعب؛ فضلاً عن الأفعال التي تُبعدك عن طاعة الله وتنأى بك عن ما فيه موافقة سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فأسروه وامرأته معه ؛مع أنه خرج خائفاً وأرادو أن يهدؤه فقالوا:لم تُرع لم تُرع ،فقال:لقد رُعتموني ،أسروه وأسروا امرأته وكانت حاملاً قال له:من أنت قال: أنا عبدالله بن خبّاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم –يعني كأنه يظن أنه سيعطيهم شيئاً عظيماً وأن كلامه في أنه ابن صحابي سيردعهم أو يوقفهم أو يمنعم أو بالله يخوفهم أو عن سوء فعلهم يسد بابهم، ماذا جرى ؟قالوا:لا بأس عليك قال أنا عبدالله بن خبّاب صاحب رسول الله وأنتم قد روعتموني، قالوا لا بأس عليك حدثنا ما سمعت عن أبيك، هذه لفتة منهجية ليس في العلم إلا قال الله قال رسول الله كما قال الإمام الشافعي:


العلم ما كان فيـه قـال حدثنـا *** وما سوى ذلك وسواس الشياطين
وكما قال الإمام الذهبي :

العلمُ قـــــــــــــــــــالَ اللهُ قــــــــال رسولُــه ** قـــالَ الصحابةُ ليسَ بالتمويــــــــــهِ

ما العلمُ نَصْبَك للخلافِ سفاهـــــةً ** بين الرســـــــــــــولِ وبين رأي فقيهِ

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس