قَولُ اللهِ تَعالى : ﴿وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا﴾
جَمَعَ بَينَ الأمرِ بالاعتِصَامِ والأَمرِ بالاجتِمَاعِ , وَبَيَانِ مَحَلِّ
الاعتِصَامِ والاجتِمَاعِ , وَهُو (تَفصِيلاً) كِتَابُ اللهِ وسُنَّةُ نَبِيِّهِ
صلى اللهُ عليهِ وسلَّم على فَهمِ السَّلَفِ الصَّالِحِ .
والبَدَاءَةُ بالاعتِصَامِ قَبلَ الاجتِمَاعِ تُشِيرُ إلى (الاهتِمَامِ) بِمَحَلِّ
الاجتِمَاعِ قَبلَ الاجتِمَاعِ .
ثُمَّ نَهى عَنِ التَّفَرُّقِ ! لِيَدُلَّ على أمُورٍ , هي :
_ الاجتِمَاعُ الشَّرعِيُّ الصَّحيحُ هُو ما كانَ اِعتِصَاماً بِحَبلِ اللهِ .
_ دعوى الاجتِمَاعِ , لَكن لَيسَ على حَبلِ اللهِ , هِي
صُورِيَّةٌ شَكلِيَّةٌ , لا تُغني عَن وَاجِبِ الاعتِصَامِ بِهِ ! .
_ بَلْ كُلُّ اجتِمَاعٍ ليسَ اعتِصَاماً بِحَبلِ اللهِ هُو تَفَرُّقٌ !!
_ مَن كَانَ مُعتَصِماً بِحَبلِ اللهِ ؛ هُو مُجتَمِعٌ , ولَو كانَ
خَالِياً في أطرافِ الدُّنيا .
_ غَايَةُ النِّعمَةِ بالهِدَايَةِ إلى المَنهَجِ السَّلَفِي ؛ إذْ بِهِ العِصمَةُ
مِنَ الزَّيغِ والضَّلالِ , والبُعدُ عَنهُ ضَلالٌ يَنتَهِي إلى ضلالٍ ,
نَسأَلُ اللهَ السَّلامَةَ مِنهُ .