عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-03-2013, 01:39 PM
عبد الله ابو مسلم عبد الله ابو مسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 138
Post موقف ابن عثيمين من الحزب السلفي وتعليق البيضاني على الفتوى

موقف ابن عثيمين من الحزب السلفي وتعليق البيضاني على الفتوى

سؤال الفتوى: أحسن الله إليكم هل من تعليق على كلام الشيخ العثيمين وهو يبيّن وجود فرق بين منهج السلف وحزب السلفيين في شرح حديث العربَاضِ بنِ سَاريَةَ (وهو الحديث الثامن والعشرين من الأربعين النووية) قائلا في الفائدة السادسة عشرة : أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتمِ إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة، ثم ظهر أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالإمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: عَلَيكُم بِسُنَّتي وَسُنَّة الخُلَفَاء الرَاشِدين ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يُسمى السلفيين، والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبُها مذهبَ السلف الصالح لا التحزب إلى من يسمى ( السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب إتباع السلف، إلا أن الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق إلى الصواب، ولكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يضلل بعضاً ويبدعه ويفسقه، ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة، والواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون : بيننا كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء، ولا إلى فلان أو فلان، فكلٌ يخطئ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولكن العصمة في دين الإسلام. فهذا الحديث أرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلوك طريق مستقيم يسلم فيه الإنسان، ولا ينتمي إلى أي فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين.



< جواب الفتوى >

(حسب النص من الشريط الصوتي)

هذا الكلام يا أخي الكريم وقفت عليه للشيخ محمد بن صالح العثيمين مراراً ، ولا أتذكر هذا الكلام بطوله كما ذكرت، ولا أنكر ما ذكرت عنه ، فهو في ظاهر الأمر كان يدندن حول ذلك، وخاصة لما وجدت في عصره بعض الأحزاب، وسمت نفسها بالحزب السلفي، فلما ظهرت الجبهة الإسلامية في الجزائر، شهر هذا الأمر في الجزائر أنهم "الحزب السلفي"، وأيضا كذلك وجد في بعض الدول مسمى الحزب السلفي، فأنكر الشيخ رحمه هذا الأمر، وقال بأن الحزب السلفي أو الحزب الإخواني أو التبليغي أو ما أشبه هذا ، كلها أحزاب ولا شك أنه لا يوجد عندنا في الشريعة الإسلامية حزب يقال له الحزب السلفي، اليوم في مصر سمى بعض السلفيين أنفسهم بالحزب السلفي رغم أن كثيراً من العلماء هنالك يرفضون ذلك، وأيضا كذلك في اليمن سمى بعض السلفيين أنفسهم بالحزب السلفي، وهكذا في دول عديدة ، لكن لم يقولوا بهذا النص وإنما جعلوا لهم مسمى لهم كسلفيين، ومنهم من نصص، ولا شك يا إخواني أننا تكلمنا عن هذا الأمر، أنه لا يوجد في الإسلام حزبية ، ولا يوجد هناك حزب يقال له الحزب السلفي، وإنما هناك شيء يقال له منهج السلف الصالح وهذا هو الذي يقصده الشيخ، ولذلك قال الشيخ ولا شك أن حزب السلفيين هم الأقرب للصواب، هو لم يقل أنهم على الصواب ولكنهم الأقرب، فهم خير من الإخوان و خير من التبليغيين، وخير من غيرهم ، ولكنهم أيضا حزبيون على خلاف منهج السلف، لأنهم جعلوا لهم مسمى حزبياً وقالوا الحزب السلفي وخاضوا في اللعبة السياسية الديمقراطية التي كانوا يقولون عنها قديماً: لا يجوز الخوض فيها ، ولذلك السلفيون في العالم الإسلامي اليوم ليسوا جميعا معهم ،بل العلماء الأفاضل الذين على المنهج الصحيح يرفضون هذا التحزب، ولكن كما قلنا هم خير من غيرهم، أما هل هم على منهج السلف؟ فالجواب : ليسوا على منهج السلف الصالح، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما جاء في مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة، يقول أبو هريرة رضي الله عنه (سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّ الناسِ خيرٌ ؟ فقال : أنا ، والذينَ معي ، ثم الذينَ على الأَثَرِ ، ثم الذينَ على الأَثَرِ) أي على منهج السلف.
فالخائض في التحزبات السياسية المعاصرة وان سمَّ نفسه سلفياً، لا شك أنه ومن معه سيخضعون للنظام الديمقراطي، فلا يصلح نظام ديمقراطي كفري يصير المسلمين، فكيف بالسلفيين، فهل يصلح أن نقول الحزب السلفي الديمقراطي أم لا يصلح، هم يرفضون، لكن الجواب لاشك أنه ديمقراطي لأنه من الديمقراطية ولم تأذن به إلا الديمقراطية أما الشريعة لم تأذن به، يقول عبد الله بن مسعود كما في المسند قال (إنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خَطَّ خَطًّا ثمَّ قال : هذا سَبيلُ اللَّهِ ، ثمَّ خَطَّ خُطوطًا عن يَمينِهِ وعَنْ يَسارِهِ ثمَّ قال : هذِهِ سُبُلٌ ، عَلى كلِّ سبيلٍ منها شَيطَانٌ يَدْعو إليهِ ، ثمَّ قَرَأ { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
ولذلك لو اجتمع إخواننا السلفيون الذين أصروا ولا بد على الدخول في اللعبة السياسية لو اجتمعوا مع الإخوان المسلمين، فصاروا معهم لكان أفضل وأخير لهم من أن يتهموا المنهج السلفي بأنه خاض في اللعبة السياسية ، أو أنه جوز الحزبية ، يوم أمس تقولون الحزبية حرام، واليوم صرتم سادة وقادة في هذا الباب ، وصرتم تدافعون وتعملون التحالفات مع الأحزاب الاشتراكية والناصرية والبعثية والمخالفة لدين الله، الواجب على العلماء والدعاة إلى الله عز وجل أن يكونوا وسطاء بين الراعي والرعية، إذا رأوا من الراعي خطأ ذهبوا إلى منزله أو إلى قصره ونصحوه، أما أن ينافسوا الوالي وينافسوا العامة في هذه الكراسي ، فإن الأمر بلا شك سينقلب عليهم وسينقلب السحر على الساحر، الإخوان المسلمون في الأردن في التسعينات حصلوا على تسعة وتسعين بالمائة من المجالس النيابية، ولم يغيروا شيئا في الأردن، والجبهة الإسلامية كذلك في الجزائر حصلت على البرلمان كله، ولم يغيروا شيئاً ، وهكذا هي الدعوات الأخرى، فالواجب في هذه الحالة أن يترك هذا الباب، فلو قال لكم شخص بأنه من الحزب السلفي، فقولوا له لا حزبية في الاسلام، وهذا ما يقصده الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
ثم أقول لكم يا إخواني : الإخوان المسلمون وكذلك الذين سموا أنفسهم بالحزب السلفي والتبليغيون وعامة المسلمين كلهم إخواننا، نحبهم في الله ونبغضهم في الله، نحبهم في الله على قدر ما عندهم من إيمان، ونبغضهم في الله على قدر ما عندهم من عصيان، لكن لا نتابعهم على الخطأ وعلينا أن نناصحهم بحكمة، ولذلك الشيخ ابن عثيمين يقول بأن هناك عيباً عند بعض الإخوان أنه لا يحسن النصيحة، يعني بدلاً من أن يحذر من فلان وعلان، في جميع المجالس أو في عامة المجالس، يقول خير له أن يمهد لذلك، وخير له أن ينصح بحكمة، وأن ينصح بلين، وأن يكون رحيماً ، والله ، نحن كمسلمين من أرحم الخلق بالخلق، نأمل في اليهودي والنصراني والملحد والبوذي أن يعود إلى دين الله ، فما بالكم بخطأ يحدث من أخينا المسلم، والشيخ يقول أقيموا النصيحة بالحكمة وباللين، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم من حديث عائشة (إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ)،
ولما أرسل الله عز وجل موسى وهارون إلى فرعون ماذا قال لهما، قال (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) والله يعلم أنه لن يتذكر ولن يخشى، فلماذا قال الله عز وجل ذلك؟ الجواب : من أجل أن يعلم موسى وهارون الأدب، يا أخي كل ابن آدم خطاء، وأنت إذا أردت أن تنصح لا تقل لفلان يا فاسق يا عاصي يا حزبي أو تنفر من الناس ، نفر من المناهج، ونفر من العلماء، علماء الضلالة وكذا من دعاة الضلالة، وعينهم بأعيانهم طالما وهم أصحاب فتنة ، أما النسبة للعامة فعليك أن تناصحهم بحكمة وأن تجلس معهم إن كنت طالب علم، أما إذا كنت تخشى على نفسك من الضرر أو الضعف ولا تستطيع إيصال الحجة أو تخشى من أن يلقي عليك هذا الشخص شبهة قد تؤثر عليك فانظر إلى طالب علم متمكن، أو إلى عالم من أجل أن ينصحه، ولذلك لا حزبية في الإسلام، وكلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين، واضح تمام الاتضاح أن مسمى ومنهج الحزبي السلفي ليس من الدين، ويعاب كثيراً على أن بعض الناس يقول عن الشيخ العثيمين وعن ابن باز، بأنهما أجازا للسلفيين أن يعملوا أحزاباً سياسية في الدولة الإسلامية، هذا الكلام من كيسهم وليس من كيس ابن باز وابن عثيمين، وقد سمعناه منهم مراراً وتكراراً في حياتهم تحذير المسلمين من الحزبية، وبالله التوفيق.

للإستماع للفتوى : http://www.albidhani.com/play.php?catsmktba=944

رد مع اقتباس