عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 05-19-2013, 03:53 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي هل خلق الله السماء قبل الأرض، أم الأرض قبل السماء ؟

هل خلق الله السماء قبل الأرض، أم الأرض قبل السماء ؟ وكيف نجمع بين الأدلــــــة التاليـــة :

{أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ۞ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ۞ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ۞ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} وبين الآيات الكريمــــة : {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۞ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :

جاء رجل فقال : إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليّ، فقد وقع ذلك في صدري .

فقال ابن عباس رضي الله عنهما : أتكذيب ؟.

قال : ما هو بتكذيب، ولكن اختلاف.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : فهلمّ ما وقع في صدرك .

فقال له الرجل : أسْمَعِ الله يقول ــ فذكر أشياء ثم قال ــ : وفي قوله : {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ۞ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ۞ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ۞ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات] فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض.

وقال في الآية الأخرى : {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۞ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}. فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء .

فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : أما قولُه : {أم السماء بناها ۞ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} الآيات، فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها، قال : ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى) أخرجه البخاري تعليقاً ومسندا. انظر : [مختصر العلو رقم 26 ص 94].

قال الله - تعالى - : {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ۞ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ۞ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَللأرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ۞ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ۞ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [سورة فصلت 9 ــ 13].

وعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : (بدأ الله خلق الأرض فخلق سبع أرضين، يوم الأحد والإثنين ، وقدر فيها أقواتها يوم الثلاثاء والأربعاء، واستوى إلى السماء فخلقهن في يومين) انظر : [مختصر العلو رقم 96 ص127].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدي فقال : (يا أبا هريرة ! إن الله خلق السموات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميسن، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض، بأحمرها، وأسودها، وطيبها، وخبيثها من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث) (جيد الإسناد) انظر : [مختصر العلو رقم 71 ص 111].

ملاحظة هامة : قد يتوهم أن الحديث مخالفٌ للآية الكريمة في أول سورة السجدة، وذلك في قوله - تعالى - : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ۞ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ۞ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [سورة السجدة 4 ـ 6].

وليس الأمر كذلك، إذ أن الأيام السبعة المذكورة في الحديث غير الأيام الستة في القرآن الكريم.

وأن الحديث يتحدّث بشيئ من التفصيل الذي أجراه الله - تعالى - على الأرض، فهو يزيد تفصيلاً على ما جاء في القرآن الكريم ولا يخالفه. انظر : [ مختصر العلو رقم 71 ص 111 ].

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس