عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-09-2013, 08:33 PM
فتح الرحمن احمد فتح الرحمن احمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,108
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي أبو عبد الرحمن
وكما قلت فهي فريضة مهجورة ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
كذلك ما قمت به من دعوتهم و لين الجانب وخفض الجناح لهم وتلطفك معهم
قادهم الي الاستجابة .........
قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسير قولِه -تعالَى-: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء 215]:
( بِلين جانبك، ولُطفِ خِطابكَ لهُم، وتَوَدُّدِك، وتَحبُّبِك إليهم، وحُسْنِ خُلقِك والإحسانِ التام بهم.
وقد فعل -صلَّى اللهُ عليه وسلم-، ذلك كما قال -تعالى-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}؛ فهذه أخلاقُه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أكملُ الأخلاق، التي يَحصُل به مِن المصالِح العظيمة، ودفْعِ المضارّ، ما هو مُشاهَد.
فهل يليقُ بمؤمن بالله ورسوله، ويدَّعي اتِّبَاعَه والاقتداءَ به، أن يكونَ كَلًّا على المسلمين، شرِسَ الأخلاقِ، شديدَ الشكِيمةِ، غليظَ القلبِ، فظَّ القوْل، فظيعَهُ؟!! وإن رأى منهم معصيةً، أو سوءَ أدب؛ هجَرَهم، ومقَتَهُم، وأبْغضَهُم، لا لِينَ عندَه، ولا أدبَ لديه، ولا توفيق!!
قد حصل مِن هذه المعاملة، مِن المفاسد، وتعطيلِ المصالح ما حصل.
ومع ذلك تجدْه محْتَقِرًا، لمَنِ اتَّصَف بصفاتِ الرسول الكريم، وقد رمَاه بالنفاقِ والمداهنة، وذكر نفسَه ورَفعَها، وأعْجِبَ بعمَلِه. فهل يُعَدُّ هذا إلا مِن جهْلِه، وتزيينِ الشيطان، وخدعِه له؟!!
ولهذا قال الله لرسوله: {فَإِنْ عَصَوْكَ}: في أمْرٍ مِن الأمور، فلا تتبرأ منهم، ولا تتركْ معاملتَهم بِخفضِ الجناح ولين الجانب، بل تبرأ من عملِهم، فعظْهُم عليه، وانْصَحْهم، وابذل قدرتَك في ردِّهم عنه، وتوبتِهم منه.
وهذا الدفع، احترازُ وَهْمِ مَنْ يَتَوَهَّم، أن قولَه: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: يقتضي الرضاء بجميع ما يصدُر منهم ما داموا مؤمنين، فدَفَع هذا، والله أعلم ).
__________________
قال العَلامَةَ ابْنَ دَقِيقِ العِيد رحمه الله[SIZE="5"][/SIZE] فِي «الاقْتِراح» (ص302):

«أَعْرَاضُ المُسْلِمين حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار؛ وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاس: المُحَدِّثُونَ، وَالحُكَّام».
رد مع اقتباس