عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 03-13-2013, 03:20 AM
ابوعبيدة السلفي ابوعبيدة السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 79
افتراضي

أقول وبالله التوفيق .... تبويبات المحديثين فيها من العلم ما فيها من فقه المحدث وجمع الرويات وغيرها لكن ليس على إطلاقها وليست دليلا يستدل به على ترجيح قول عن قول حديثيا كان أو فقهيا ثم قد تجد بعض التبويبات لا علاقة لها بما ذكر من الأحاديث تحت الباب ولنضرب مثلا ففي صحيح مسلم وهو من تبويب النووي كما هو معروف :
15 - بَابُ وَضْعِ يَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ تَحْتَ صَدْرِهِ فَوْقَ سُرَّتِهِ، وَوَضْعِهِمَا فِي السُّجُودِ عَلَى الْأَرْضِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ.
54 - (401) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، وَمَوْلًى لَهُمْ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ، - وَصَفَ هَمَّامٌ حِيَالَ أُذُنَيْهِ - ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنَ الثَّوْبِ، ثُمَّ رَفَعَهُمَا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمَّا، سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ "

فلم يُذكر في الحديث ما يشير إلى ما ذهب إليه النووي ، بل حتى في شرحه للكتاب لم يذكر حديث يشير إلى ماذهب إليه إنما ذكر مجرد فتوى فقال :.... وَاسْتِحْبَابُ وَضْعِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ وَيَجْعَلُهُمَا تَحْتَ صَدْرِهِ فَوْقَ سُرَّتِهِ هَذَا مَذْهَبُنَا الْمَشْهُورُ وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا يَجْعَلُهُمَا تَحْتَ سُرَّتِهِ....... ثم ذكر كلاما . وأعظم من هذا كله قوله :وَفِي الْمَسْأَلَةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ وَدَلِيلُ وَضْعِهِمَا فَوْقَ السُّرَّةِ حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى على صدره رواه بن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ... .
فالحديث صريح في وضعهما فوق الصدر خلافا لما بوب هو له ... ولكن ليعلم أن كل إنسان معرض للخطأ والنسيان وليعلم أن تبويب المحدثين يعتريها التمذهب أحيانا.
وكل ما قيل يبقى الإمام النووي إماما من أئمتنا رغم أنف كل أحد ولا ينقص من قدره ما أشرت إليه ... وكما قيل :
كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه. والسلام عليكم مع حسن الظن بأخيكم.
رد مع اقتباس