عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-10-2013, 10:50 AM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي



...من الفوائد العلمية النادرة التي علّقتُها -قبل أكثر من عشرين سنة- على غلاف نسختي الخاصة من "مجلة المنار"-أثناء قراءتي الأولى لها-: استفتاءٌ وجّهه (أبو جعفر محمد منصور نجاتي) للأستاذ الشيخ محمد رشيد رضا
-رحمهما الله- ،وجوابه عليه.

وقد كان سنّ شقيقه (محمد ناصر الدين نجاتي)-يومَذاك-نواً من عشرين سنةً..

وهاكم النصَّ-كاملاً-:

(س8 -10): من صاحب الإمضاء -بدمشق الشام-:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله- تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[الأنبياء: 7] .


حضرة الأستاذ الفاضل السيد محمد رشيد رضا -المحترم-.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد:

فإن الأمر قد أَشكل علينا في بعض المسائل، ولم نعثُر على شيء منها.

ونريد منكم أن تبيّنوا أحكامَها بالتفصيل التام، ولم نر أحدًا نعتمد - بعد الله تعالى -إلا جنابَكم.


وهاهي الأسئلة:



1 - ما حكم استعمال الذهب في الكتب الإسلامية وغيرها- (أي: تذهيب

الكتاب في الكعب)؟



2 - ما حكم طبع الكتب للأديان الباطلة وتجليدها؟



3 - هل يجوز حفر الصليب على النحاس، أو على الزِّنْك، وطبعها بالذهب على ظهر الكتاب؟



أَفْتونا، وانشروها في صفحات «مناركم»- الغراء-.


ولكم الأجر والثواب على الله
تعالى-، ودمتم للمسلمين ذُخْرًا.



الداعي:.....

محمد منصور نجاتي

[ربيع الآخر - 1354هـ/يوليو - 1935م]
[الأجوبة]:


(8) تذهيب جِلد الكتب:


تزيين الكتب المجلّدة بطبع أسمائها وأرقام عددها-وغير ذلك من الزينة-

بالمادة الذهبية المعروفة عند المجلِّدين مباحٌ ، لا يدخل فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم - من الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة - ولا ممّا زِيدَ على ذلك خاصًّا بالذهب -كما بيّناه -مِن قبلُ- مرارًا- في( باب الفتاوى ) ؛ فلا نعيده.
* * *
(9) طبع كتب الأديان الباطلة ، وتجديد كُتُبها:

نشرُ الأديان الباطلة ، والمساعَدة عليه : إقرارٌ لها ، والمساعَدة على الدعوة إليها، أو معرفتها ، والاطمئنان بها ؛ فهو حرامٌ- على الأقل- في حال إنكارها ، والبراءة منها-.

وأما الرضا بها ، واستحلال نشرها ، والمساعَدة عليه ؛ فهو كفر.
* * *
(10) حفر الصليب على النحاس -أو الزنك- وطبعه:

الصليب شعار لدين غير الإسلام؛ فلا ينبغي لمسلم أن يُساعِدَ أهله على

إظهاره ، ولا أن يُعارضهم فيه في دار الإسلام ؛ ولكنّ أهله قد يتخذونه علامةً لبعض مصنوعاتهم وتجاراتهم ؛ فلا يكون فيه إقرارٌ لشيء من عقائد أهله، ولا من عباداتهم: ففي هذه الحالة لا يُعَدُّ من يحفره في المعدن -لإعلان تجاري مثلاً- موافقًا لشيء من دين أهله، ولا جانِيَاً على دينه- هو-».

قلتُ:

وجوابه -رحمه الله-على (السؤال الثاني)-في موضوع (الأديان الباطلة)-: ردٌّ سلفيٌّ مبكِّرٌ على دعاة (وحدة الأديان!)،و(تقريب الأديان!)-وما إلى ذلك من شرك وكُفران-مما لا يزال الغلاة -وشيخهم الأكبر- يرموننا به ، ويفترونه علينا-ووالله لن نسامحَهم فيه إلى أن يتوبوا من افترائهم-.

أما جواب (السؤال الثالث)؛ فلا نوافق فيه -ألبتّة- الشيخ رشيداً-رحمه الله ، وغفر له-.

وقد قال سماحة أستاذنا الشيخ ابن عُثيمين-رحمه الله-في كتابه"الشرح الممتع":

«(الصليب): هو عبارة عن خطّين أحدهما قائم ، والآخر معترض، ادّعت النصارى أن المسيح عيسى ابن مريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قُتل وصُلب عليه.
ولعل ذلك ـ والله أعلم ـ لقوة اليهود ، وظهورهم عليهم ذَلّوا أمامهم.
وإلا ؛ فمن المعلوم أن النصارى يعظّمون عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، والذين ادّعوا أنهم قتلوه وصلبوه : هم اليهود -كما قال الله ـ تعالى ـ عنهم-: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } .
ولهذا يجب علينا- نحن المسلمين- أن نعتقد أن عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يُقتَل ولم يُصلَب.
ويجب علينا أن نعتقد أن اليهود باؤوا بإثم قتله وصلبه- لأنهم أقرّوا بأنهم قتلوه وصلبوه- ؛ فباؤوا بالإثم لإقرارهم-.
هذا الصليبُ تعظّمه النصارى ، وتعلّقه في أعناقها ، وترسمه على أبواب بيوتها، وفي مجالسها ، وفي كل شيء؛ تعظّمه بحُجّة أن المسيح ـ عليه الصلاة والسلام ـ قُتل وصُلب عليه!
ونحن نرى أنه منكرٌ عظيمٌ؛ لأنه شعار كفر، وأنه مبنيٌّ على كذب لا حقيقة له، والمبنيُّ على الكذب ـ والكذبُ باطلٌ ـ يكون باطلاً».



رد مع اقتباس