عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-30-2012, 03:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فضيلة الشيخ علي الحلبي حفظه الله - تعالى - يبدي رأياً حول الزحف المقدس. عمون (بترا).

فضيلة الشيخ علي الحلبي حفظه الله - تعالى - يبدي رأياً حول الزحف المقدس.


pm] 7:35:03 - 29/ 9 / 2012].


عمون – (بترا) – قال الشيخ علي بن حسن الحلبي : أن المصلحة الكبرى للمواطن تنادي بصوت القلب، بحزم مخاطبةً الضمائر قدِّموا مصلحة الوطن والمواطن وما أعظمها من مسؤولية على أمانيِّ الحزب، والذات، والنفس .

وأضاف الشيخ الحلبي في بيان صادر عنه السبت، وتلقت وكالة الانباء الاردنية) (بترا) نسخة منه : قدِّموا المصلحة المحقَّقة، القائمة الموجودة، على ما تحسبونه مصلحة أكبر توهُّما مما لعله قد يُدخل الناس أجمعين في نفق مظلم وظالم.

وفيما يلي نص البيان :

جَمَعَني توفيقُ الله – سبحانه وتعالى - عصرَ أمس (الجمعة) – وبغير درايةٍ سابقةٍ مني - وللمرة الأولى في حياتي - بالأستاذ حمزة منصور (الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي) - الوجه الآخر لجماعة الإخوان المسلمين -، فتصافحنا، وتعانقنا، وعرّفتُه – حينَها – بنفسي ، فكان جوابه - مبتسمًا - : (معروف .. معروف).

وقد كان سببُ اللقاء احتفالَ عقد زواجٍ لبعض أصدقائنا المشترَكين – في عمان العاصمة -، وجاء موضعُ جلوسي – لاقتضاء ظروف المناسبة – بجانب مجلسه - تماماً – وفقه الله -؛ فاهتبلتُ فرصة ما قبل ابتداء الحفل بأن دنوتُ منه، وهمستُ في أذنه - قائلاً - بما فحواه -:

(يا أستاذ حمزة .. كلنا في مركب واحد، إذا غرقنا غرقنا – جميعا -، وإذا نجونا نجونا - جميعاً -، والبلد – كما لا يخفى - لا يتحمّل ، وله ظرفه الخاص، ووضعه الخاص، وبلدنا ليس مصر، ولا تونس، ولا ... فأرجو التأني والتعقّل، فإذا انفلتت الفتنة فلا مردّ لها، وسيكون بلاؤها عظيماً - جداً -).

ثم قلتُ له : (أنا أعلم أن حضرتك لن تستطيع اتخاذ قرار في هذا الأمر إلا من خلال الحركة والتنظيم ، و .. و .. ولكنها أمانة أرفعها من عنقي، وأضعها في عنقك).

وبعد انتهاء الحفل – وعند لحظة الانصراف، والوداع - تكرّر الكلامُ - نفسُه - مع الأستاذ حمزة - بمعيّة بعض الأفاضل - ومن عدة زوايا -.

ولم يكن جواب الأستاذ حمزة – سدده الله – في كلا المقامين - بدءاً وانتهاءً - إلا في إطار تركيزه على أن (مسيرتهم سلمية)، وأن (مطالبهم إصلاحية)، وأنهم جرّبوا – من قبل - غيَر هذا الأسلوب - كثيراً - دون جدوى!.

وأقول - بعد - للذكرى، وللعظة - {لقوم يتفكّرون} :

رحم الله شيخَ الإسلام ابنَ تيميّة - القائلَ - :
(والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء - فيها - عن دفع السفهاء)؛ فلسنا نأمن - ألبتةَ - اندساسَ – ولا أقول : وجودَ - سفهاءَ - من هنا، أو هناك، أو هنالك – وذلك في محيط ظروف نفسية وسياسية متأزّمة - جداً- جداً -، وسطَ ترقُّب خبيث (متصاعد) من الجهة الغربية لنهر الأردن !، وتربّص عنيد (ممانع!) من الجهة الشمالية لحدود الأردن؛ يريد كلا الطرفين – مِن وراء ذلك- زلزلة أمن بلدنا الأردن الطيب المبارك، البلد الذي يُعجبني - جداً - لقبُ مَن لقّبه بـ (بلد المهاجرين والأنصار) - عبرَ موجات هجرة – متتالية - لكثير من الأشقّاء العرب – والمسلمين - في كثير من بلدانهم - استقبلهم – فيها أهالي هذا البلد المعطاء - كباراً وصغاراً ً- أعظمَ استقبال -؛ متقاسمين معهم – بكل حب وفخر - اللقمةَ من العيش، والأبيضَ من القرش، والبساطَ من الفَرْش.!.

نعم ؛ لا نشك – كما لا يشك كل ذي لُبّ - : أن الفساد – وبصور متنوعة - موجود، بل هو – فواأسفاه - منتشرٌ ومُستشرٍ، وفي مواقعَ شتى – خاصة، وعامّة - وفي مستويات متعددة -؛ بحيث أضحى هذا الأمر – ولعوامل عدة- معترَفاً بوجوده – وبواقع ما له من دافع -، مع الحرص - ولو في درجات متفاوتة - على إزالته، وكشف سوآته.

وقد حصل ذلك - فعلاً - مع عدد ليس بالقليل - ولو نسبياً - ممن (كان) يُشار إليهم بالبنان -، والأمل معقودٌ – أكثر وأكثر - أن تزداد المتابعة لهؤلاء الظلَمة، ويزداد الحرص على نبش تاريخهم المظلم؛ حتى يطمئن (الناس) - أوفرَ - إلى جدّية الجهات المسؤولة – زادها الله من فضله - وفي مقدّمتها وليُّ أمر البلاد الملكُ عبد الله - زاده الله توفيقاً - في دفع بلاء الفساد، ورفع لواء الإصلاح – وليس – فقط - من الناحية السياسية، أو الاقتصادية -، بل - أيضاً - من جهة العقيدة، والعبادة، والأخلاق - وهو الأمرُ الذي لم نسمع (!) له – في سائر البلدان - ليس في بلدنا - حَسْبُ - حِسّاً ولا رِكزاً - على مَدى شهور ما سُمِّي بـ (الحَراكات الشعبية) - وفي ظلال ما عُرف بـ (الربيع العربي) - !.

ولكنّ المقرَّر عند أصحاب العقول – ولا أقول: أرباب العلوم ! - أنّ مِن شرط (دفع بلاء الفساد) : أن لا يَعْقُبَهُ فسادٌ أكبر منه ! وأنّ مِن شرط (رفع لواء الإصلاح) : أنّ لا يترتب عليه فسادٌ - أيضاً -؛ إذ (القاعدة العامة) - كما يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة -، أنه : (إذا تعارضت المصالحُ والمفاسد، والحسناتُ والسيئات - أو تزاحمت -؛ فإنه يجبُ ترجيح الراجح منها - فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد، وتعارضت المصالح والمفاسد؛ فإن الأمر والنهي - وإن كان متضمِّناً لتحصيل مصلحة، ودفع مفسدة -؛ فيُنظر في المعارض له : فإن كان الذي يفوتُ من المصالح، أو يحصلُ من المفاسد = أكثر : لم يكن مأموراً به؛ بل يكون محرماً - إذا كانت مفسدتُه أكثرَ من مصلحته).

وفي الأمس القريب – منذ أيام معدودة - نقلت وكالاتُ الأنباء عن (الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب) - أثناء مؤتمر سياسي كبير - في تونُس -، أن : (الثورات العربية فاقمت معدِّلات الجريمة، ومخاطر الإرهاب) - وذلك على الرغم من وجود بوادرَ إيجابية - أيضاً - !.

ورضي الله عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - القائل - : (السعيد من وعظ بغيره)؛ فلئن نجا بلدُنا العظيم - هذا - الذي لا نزال نتفيّأ ظلال أمنه، ونتنعّم بتراب أرضه، ونهنأ برزق خيره – على ما فيه من نقص وتقصير - كغيره - مِن قتلٍ أصاب غيرَنا، ومِن فتنٍ هتكت أستارَ سوانا : فلا يضمن (!) أحدٌ – عند أدنى أدنى صِدام – لا قدّر الله - أن نَلْحَقَ بغيرنا - فتناً -، وأن نفقدَ مقوّمات وجودنا - دماراً - وهو الشأنُ الذي لا يقبل به عاقلٌ - لا وجوداً، ولا تصوُّراً - !. .

وما نحن فيه - اليومَ - مما أُطلِق عليه لقبُ : (مسيرة الزحف المقدس!)، أو: (مسيرة إنقاذ عمان!) - يتنزّل - تماماً - على تلكم المعاني الشرعية، والعقلية - المنضبط -، والتي – بإدراكها - تتحقّق أرفعُ معاني الأمن، والأمان، والإيمان.

وبالغفلة عنها – أو إغفالها - (قد) يحدثُ العكسُ، فينفرط العِقد، وينفلت الزِّمام – وحينها لن ينفع الندم ! ولن تُجدي التأوّهات - ولا مفرِّج إلا الله - عز وجلّ -..

فالمصلحة الكبرى للوطن - اليومَ - تنادي بصوت العقل – بقوة - محفّزةً الوجدانَ - :

اتقوا الله في هذا البلد..اتقوا الله في أمن الناس..اتقوا الله في أقواتهم ..اتقوا الله في إثارة النعرات بينهم..

اتقوا الله في أن لا تُشمِتوا بنا أعداءنا – وما أكثرهم ! -.

اتقوا الله في مستقبل أُسَركم، وأبنائكم ..

المصلحة الكبرى للمواطن - اليومَ - تنادي بصوت القلب – بحزم - مخاطبةً الضمائرَ -:

قدِّموا مصلحة الوطن والمواطن – وما أعظمها من مسؤولية - على أمانيِّ الحزب، والذات، والنفس - وتطلّعات كلٍّ -!.

قدِّموا المصلحة المحقَّقة – القائمة الموجودة - على ما تحسبونه مصلحة أكبر - توهُّماً - مما - لعله - قد يُدخل الناس - أجمعين - في نفق مظلم – وظالم!-!.

إن التحدّي لا يولّد إلا التحدّي – مهما ادُّعي - أثناءه - بالسلم، والهدوء، والمنطق - !.

وإن المواجهة – تحت أي عنوان كانت - لها عواقبها، وعقباتها !.

وإن الصبر – مهما تجمَّل به أهله وأصحابه -: فله حدوده، وله دوافعه و.. موانعه .. وقد يكون لشياطين الإنس - أكثر من شياطين الجن ! - دورٌ فاعل - شديد - جداً - في إيقافه وتوقيفه، وعكس اتجاهه !.

إنّ صوت الدّين يناديكم .. وصوت الوطن يناديكم .. وصوت العقل يناديكم .. وصوت المستقبل يناديكم ..
كونوا سببَ أمن وأمان .. ولا تكونوا باب محنة وامتحان ..

كونوا مفاتيح خير ، مغاليق شر ..

وإنَّني إذ أكتب – ها هنا – محذِّراً- بكل شفقة، وحرص -؛ إنما أكتب من واقع المسؤولية الشرعية - أولاً -.

ومن باب المواطَنة الصالحة – فيما أرجو - ثانياً -؛ معبِّراً - فيما كتبتُ - عما يجول في خواطر، وقلوب - وعقول - أكثر الناس – ممن جالستُ، وسمعتُ - وكثيرٌ ما هم -.

لا أكتب من منطلقات جهوية، أو فئوية – شعبية أو حكومية -؛ فلم أَعْرِف - يوماً - ولله الحمد - عبوديةً لغير الله – جل في علاه، وعظم في عالي سماه - من حزب يُسيّرني، أو وظيفة تُغيّرني -..


ورحم الله مؤرخَ الإسلام الإمامَ شمس الدين الذهبي - من جلّة علماء القرن الثامن - القائل – تعليقاً على حوادثَ مؤسفةٍ وقعت بعد زوال دولة (إسلامية)، وحلول دولة (إسلامية) أخرى - مكانها - في زمنٍِ عِزِّ الإسلام والأمة المحمديّة -لا زمنِ الوَهَن الوتبَعيّة ! - تأصيلاً شاملاً، وتأطيراً عاماً - ما نصُّه - :

(فالدولة الظالمة - مع الأمن وحقن الدماء -، ولا دولةٌ عادلةٌ تُنتهك دونها المحارم؛ وأنّى لها العدل ؟ !!).

ولسنا - واللهِ - نريدُ ظلماً وفساداً – ولو قلّ -، ولسنا – من باب أَوْلى - نبتغي إفساداً ودماءً – ولو شحّت- !.

وكم - وكم - ننتظر – بشغَف وشوق - لا يعلم مداهما إلا العليم الخبير - يومَ يكون (الزحف المقدس!) – بالحق – بنياناً مرصوصاً - لاسترداد قدسنا الحبيب، ويومَ يكون (الإنقاذ) - بالأمل - عزماً وتصميماً - للأقصى السليب.!.


فهل مِن متأمِّلٍ - بالحقِّ- إلى الحقِّ - يستجيب؟!.

... حتى لا نكونَ ممَّن قال الله – تبارك اسمه - فيهم :{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ } ! {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}،
{مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس