عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 08-25-2012, 05:34 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فوائد في قضاء صيام الفوائت.

فوائد في قضاء صيام الفوائت.

قال الله - تعالى - : ﴿يا أَيُّها الّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلى الّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لعَلّكُمْ تَتَّقون ۞ أَيّامًَا مَعْدوداتْ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكينْ فمن تطوَّعَ خيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهْ وَأَنْ تَصوموا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمون ۞ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هُدَىً لِلْناسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وألْفُرْقانْ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكَمِّلوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّروا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرون [سورة البقرة 183 - 185].

1. من عجز عن الصيام لمرضٍ، أو كبر سنٍ لا يصوم أحد عنه في حياته، بل يُطعِم عن كل يوم مسكينا، لقوله - تعالى - : ﴿وَعَلى الذينَ يُطيقونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكين [سورة البقرة 184].

فعن عطاء أنه سمع عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - يقرأ هذه الآية، فقال ابن عباس : (ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فليُطعمان مكان كل يومٍ مسكينا) أخرجه البخاري (4504/ 179/ 8) وانظر : [إرواءالغليل 912]

2. وعنه - رضي الله عنهما - قال : (إذا خافت الحامل على نفسها، والمُرضع على ولدها في رمضان قال : يفطران، ويطعمان مكان كل يوم مسكينا ولا يقضيان صوما) عزاه الألباني - رحمه الله - في الإرواء (19/ 4) إلى الطبري (2758) وقال إسناده صحيح على شرط مسلم.

وعن نافعٍ قال : (كانت بنت لابن عمر تحت رجلٍ من قريش، وكانت حاملاً فأصابها عطشٌ في رمضان، فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا) انظر : [الإرواء 19/ 4].

3. أجمع العلماء أن من مات وعليه صلوات فاتته فلا يُقضى عنه، لعدم ثبوت الدليل على ذلك : فعن عائشة - رضي الله عنها -(كنا نحيض على عهد - صلى الله عليه وسلم - فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع 3514].

4. من مات ولم يَصُمْ، أطعِمَ عنه، ولا قضاء عليه، ومن مات وعليه صوم نذرٍ صام عنه وليه : عن سعيد بن جُبَيْر عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : (إذا مرض الرجل في رمضان ثمّ مات ولم يَصُمْ، أطعِمَ عنه ولم يكن عليه قضاء، وإن كان عليه نذرٌ قضى عنه وليّـــه) أخرجه أبو داود بسندٍ صحيح. انظر : [أحكام الجنائز ص 215].

قال أبو داود في المسائل (96) سمعت أحمد بن حنبل قال : (لا يُصام عن الميت إلا في النذر بدليل ما روت عمرة أن أمها ماتت وعليها مِن رمضان، فقالت لِعائشة: أقضيهِ عنها ؟ قالت : لا بل تصدقي عنها مكان كل يومٍ نصف صاعٍ على كل مسكين) [الطحاوي 3/ 142 ] [أحكام الجنائز ص 215].

وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - : (أن امرأة ركبت البحر فنذرت إنِ الله - تبارك وتعالى أنجاها، أن تصوم شهرا، فأنجاها الله - عزّ وجلّ - فلم تصُم حتى ماتت، فجاءت قرابة لها [أمها أو أختها أو ابنتها] إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال : (أرأيتك لو كان عليها دين كنت تقضينه ؟)، قالت : نعم، قال : فديْنُ الله أحق أن يُقضى، فاقضِ عن أمِّك) [متفق عليه]. وانظر :[أحكام الجنائز ص 214].

وفي رواية : (من مات وعليه صوم صام عنه وليه) [متفق عليه].

وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - : (أن سعد بن عبادة - رضي الله عنه استفتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنّ أمي ماتت وعليها نذر ؟ فقال : اقضه عنها) [متفق عليه].

5. حكم صيام القضاء كحكمه في شهر رمضان يجب تبييت النية لصيامه قبل الفجر، وعدم الإفطار وقطع الصيام إلا بعذر من سفر أو مرض، أو حيض أو نفاس : فعن ابن أم هانئ عن أم هانئ – رضي الله عنها - قالت : (كنت قاعدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلت : إني أذنبت فاستغفر لي، فقال : وما ذاك ؟ قالت : كنت صائمة فأفطرت، فقال : أمِنْ قضاء كنت تقضينه ؟ قالت : لا، قال : فلا يضرك، قال : وفي الباب عن أبي سعيد وعائشة) قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - : (صحيح). انظر : [جامع الترمذي 3/ 109 رقم 731].

6. الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر : وعنها – رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر) رواه النسائي، والحاكم، والبيهقي. وقال الحاكم : " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي. (وهو كما قالا). انظر : [آداب الزفاف 84].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس