عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 07-09-2012, 12:01 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

السؤال 9. مرض السرطان مرض خطير، يتهرب العديد من الناس حتى من مجرد ذكره، فكيف كان تلقيه للخبر عندما علم بوجوده عنده ؟.

الجواب :

أم أيمن : بداية مرضه كان في 20/ 4 /2011م، سافرنا للعمرة وفي أول يوم نزلنا فيه بالمدينة، شعر بحمى شديدة، قال لي : تعرفي يا أم أيمن، إني سأموت، ويظهر أني سأموتُ مبطوناً وشهيدا – إن شاء الله -، فالصبر ... الصبر والإحتساب،... الصبر ... الصبر والإحتساب، فلما عدنا وراجع الأطباء اكتشفوا المرض.

أم البراء : كان يكثر من الحمد يقول : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا. ويوصينا بالصبر والإحتساب، فكنت أذكّره بقوْل الله - تعالى – {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، فكان يقول : هذه لكم أيضاً فاصبروا، اصبروا.

أم سعد : كان في مرضه راضٍ غير شاكي، كنت أراهُ وكأنه يعتصر من الألم، فأقول له : تتألم ؟ فكان يقول : لا، لم أره يوماً شاكياً قط، ولا متذمراً قط، حتى وهو مريض. كان يكثر من قول : رب إني عنك راض فارض عني، رب إني عنك راض فارض عني، صحيح أنه كان مميزا.

أم عبدالله زهر وأم البراء وأم أيمن : قلن معا : حتى وهو مريض، لم يَشْكُ ولم يتذمّر قط.

أم أيمن : كان يتألم، ولا يشكو، ولا يحب أن يشعرنا بألمه، وإذا أشار إلى موضع الألم يقول : يا رب ليس جزعاً، يارب ليس جزعا. وكان إذا سئل، يقول أنه تحسن.
وذلك بناء على كلام ابن أخته - وهو طبيب - ليرفع من معنوياته، مع أن ابن أخته كان يعلم مدى خطورة حالته في أيامه الأخيرة.

أم عبدالله زهر : وكان لا يحب أن يأخذ المسكنات القوية مثل الفاليوم وغيرها، إلا في حال الضرورة القصوى، حتى لا يغفل عن ذكر الله.

أم سعد : كنت أقول له أحيانا : أنا على يقين أن الله سيشفيك، فكان يقول : اللهم اختر لي، اللهم اختر لي، وكان يكثر منها، ومن قول : لربيَ الحمد ... لربي الحمد. في آخر أيامه.
كنت أرقيه وأقول له : ادع الله أن يشفيك، فكان يقول : اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك العفو والعافية،

أم البراء : من الغريب في شدة تمسكه بالسنة أنه رغم شدة ألمه لم يطلب يوماً من أحدٍ أن يرقيه، كان يرقيه مَن يزوره بلا طلب من الشيخ، وكان يقول لا تتصلوا بأحد ليقرأ عليً، أنا أريد أن أكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

وفي الخمسة أشهر الأخيرة من حياته كان يعاني من حمى – حرارة شديدة، طلب منه أحد زواره أن يعالجه بالكي في بعض المواضع أسفل الظهر، فرفض رفضاً قاطعا، حاولنا إقناعه، فقال مستحيل، لن أكتوي، أريد أن أفوز بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

أم عبدالله نجلاء : أسأل الله – تعالى – أن يثقل له الموازين ويجمعكم به في أعلى عليين.

حرصه على أن يكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب يدلّ على علوّ الهمـّـــة وعدم الرضى بالدون، ويدل أيضاً على حسن ظنه بالله، وتوكله على الله، لأن هؤلاء الذين بشرهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بدخول الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون. أسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعاً وإياه منهم.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس