عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 04-24-2009, 08:24 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow

أبو داود السجستاني . 11 / 74
ت : ( 275 هـ )
صاحب السنن ، اسمه : سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن يحيى بن عمران ، أبو داود السجستاني ، أحد أئمة الحديث ؛ الرحالين إلى الآفاق في طلبه ، جمع ، وصنف ، وخرج ، وألف .
وسمع الكثير عن مشايخ البلدان ، في الشام ، ومصر ، والجزيرة ، والعراق ، وخراسان ، وغير ذلك .
وله السنن المشهورة المتداولة بين العلماء ، التي قال فيها أبو حامد الغزالي : " يكفي المجتهد معرفتها من الأحاديث النبوية " .
حدث عنه جماعة منهم : ابنه أبو بكر عبد الله ، وأبو عبد الرحمن النسائي ، وأحمد بن سليمان النجار وهو آخر من روى عنه في الدنيا .

سكن أبو داود البصرة ، وقدم بغداد غير مرة ، وحدث بكتاب السنن بها ، ويقال : إنه صنفه بها ، وعرضه على الإمام أحمد ؛ فاستجاده واستحسنه .

وقال الخطيب : حدثني أبو بكر محمد بن علي ابن إبراهيم القاري الدينوري من لفظه ، قال : سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن القرصي ، قال : سمعت أبا بكر بن داسه يقول : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خمسمائة ألف حديث انتخبت ؛ منها ما ضمنتُـه كتاب السنن ، جمعت فيه : أربعة آلاف حديث ، وثمانمائة حديث ، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة : أحاديث قوله عليه السلام (( إنما الأعمال بالنيات )).
الثاني قوله : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )).
الثالث قوله : (( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه )).
الرابع قوله : (( الحلال بين والحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات )).

وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي ، أن أبا بكر الخلال قال : أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ؛ الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفة تخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد من أهل زمانه ، رجل ورع مقدم ، قد سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحد كان أبو داود يذكره .
وكان أبو بكر الأصبهاني ، وأبو بكر بن صدقة ؛ يرفعان قدره ، ويذكرانه بما لا يذكران أحدا في زمانه بمثله .
قلت : الحديث الذي كتبه عنه وسمعه منه الإمام أحمد بن حنبل ، هو ما رواه أبو داود من حديث حماد بن سلمة ، عن أبي معشر الدارمي ، عن أبيه : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل عن العتيرة فحسنها .

وقال إبراهيم الحربي وغيره : ألين لأبي داود الحديث ؛ كما ألين لداود الحديد .
وقال غيره : كان أحد حفاظ الإسلام للحديث وعلله وسنده .
وكان في أعلا درجة النسك ، والعفاف ، والصلاح ، والورع ؛ من فرسان الحديث .
وقال غيره : كان ابن مسعود يشبه بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في هديه ، ودله ، وسمته ، وكان علقمة يشبهه ، وكان إبراهيم يشبه علقمة ، وكان منصور يشبه إبراهيم ، وكان سفيان يشبه منصور ، وكان وكيع يشبه سفيان ، وكان أحمد يشبه وكيعا ، وكان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل .

وقال محمد بن بكر بن عبد الرزاق : كان لأبي داود ؛ كم واسع ، وكم ضيق ، فقيل له : ما هذا يرحمك الله ؟
فقال : هذا الواسع للكتب ، والآخر لا يحتاج إليه .
وقد كان مولد أبي داود في سنة : ثنتين ومائتين ، وتوفي بالبصرة ، يوم الجمعة ، لأربع عشرة بقيت من شوال ، سنة : ( 275 هـ ) خمس وسبعين ومائتين ، عن ثلاث وسبعين سنة ، ودفن إلى جانب قبر سفيان الثوري .
وقد ذكرنا ترجمته في التكميل ، وذكرنا ثناء الأئمة عليه .
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس