عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 02-06-2012, 06:17 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي

أجوبَةِ الأئمــــة في حكم الإضرابات والإعتصامات.

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى -.

ما حكم الإضراب عن العمل في بلد مسلم للمطالبة بإسقاط النظام العلماني ؟.

فأجاب - رحمه الله - قائلاً :
هذا السؤال لا شك أن له خطورته بالنسبة لتوجيه الشباب المسلم، وذلك أن قضية الإضراب عن العمل سواء كان هذا العمل خاصاً أو بالمجال الحكومي، لا أعلم له أصلاً من الشريعة يُبنى عليه.

ولا شك أنه يترتب عليه أضرار كثيرة، حسبَ حجم هذا الإضراب شُمولا، وحسب حجم هذا الإضراب ضرورة، ولا شك أنه من أساليب الضغط على الحكومات.

والذي جاء في السؤال أن المقصود به إسقاط النظام العلماني. وهنا يجب علينا إثبات أن النظام علماني أولا، ثم إذا كان الأمر كذلك، فليعلم أن الخروج على السلطة لا يجوز إلا بشروط .....

وسئل فضيلته أيضاً : بعد الإضراب يُقدّم الذين أضربوا مطالبَهُم، وفي حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب، هل يجوز مواجهة النظام بتفجير ثورة شعبية ؟.

فأجاب - رحمه الله قائلاً : لا أرى أن تقام ثورة شعبية في هذه الحال، لأن القوة المادية بيد الحكومة كما هو معروف، والثورة الشعبية ليس بيدها إلا سكين المطبخ وعصا الراعي، وهذا لا يقاوم الدبابات والأسلحة، لكن يمكن أن يتوصل إلى هذا من طريق آخر إذا تمت الشروط السابقة .

ولا ينبغي أن نستعجل الأمر لأن أي بلد عاش سنين طويلة مع الاستعمار لا يمكن أن يتحوّل بين عشية وضحاها إلى بلد إسلامي، بل لا بد أن نتخذ طول النفس لنيل المآرب.

فالإنسان إذا بنى قصراً فقد أسّس، سواءً سَكَنَهُ أو فارقَ الدنيا قبل أن يسكنه، فالمُهمّ أن يُبني الصّرْحَ الإسلامي وإن لم يتحقق المراد إلا بعد سنوات.

فالذي أرى ألا نتعجل في مثل هذه الأمور، ولا أن نثيرَ أو نفجر ثورة شعبية، لأن المسألة خطيرة وتعرفون أن الثورة الشعبية غالبها غوغائية لا تثبت على شئ،

لو تأتي القوات إلى حَيٍّ من الأحياء وتقضي على بعضه لكان كل الآخرين يتراجعون عمّا هم عليه]. [انتهى كلامه - رحمه الله تعالى -].

_____

المرجع : كتاب : [فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة ص 123 - 124].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس