عرض مشاركة واحدة
  #108  
قديم 01-01-2012, 01:38 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

107- يقول السَّائل: شيخَنا؛ وأنا أقرأ -البارحةَ- إحدى رسائلِكم في (التَّحذير مِن فتنةِ التَّكفير والتَّفجير) لأستعينَ بها على ردِّ شُبَهِ هؤلاء القوم؛ وقفتُ على ثناءٍ منكم على ردِّ الشَّيخِ ياسر برهامي على «ظاهرةِ» سفَرٍ، فكنتُ قد اطَّلعتُ على هذا الكتابِ -قبل ذلك-، فلاحظتُ في مقدِّماته -بالذَّات- بعضَ التَّميُّع في الوصفِ لسَفرٍ ولِغيرِه من المُخالِفين.
فشيخَنا: هل اطَّلعتُم على ذلك؟ وما قولُكم في تلك الذي قد نلاحظُها مُيوعةً -وما إلى ذلك-.
وكتابٌ آخر -شيخنا- وهو: «إرشاد الخِلَّان إلى أنَّ تركَ العملِ خُروجٌ مِن الإيمان» لشخصٍ يَمني اسْمُه: أبو عُبود عبدُ الله بن عُبود بن أحمد باحمران، يَمني، حاول فيه أن يقرِّب المذهبَين بينكم وبين اللَّجنة؛ فما رأيُكم فيه -إذا كان قد وصَلَكُم-؟ وجزاكم اللهُ -عزَّ وجلَّ- خيرًا.
الجواب:
أمَّا ما ذكرهُ الأخُ: فمُلاحظتُه في مكانِها، وإن كنتُ أنا قد لا أسمِّيها تميُّعًا -على الأقل إلى هذه اللَّحظة-؛ وإنَّما قد يكونُ أرادَ التَّلطُّفَ مع المخالِف وأتباعه؛ لأنَّه لا يَخفى عليكَ -أخي السَّائل-جزاكَ الله خيرً- كم مِن النَّاس يتعصَّبون ويتحزَّبون لفُلانٍ أو علان، ولا يقبَلون الحقَّ الصَّافي، فكيف إذا أُضيف إلى الحقِّ شيءٌ من العُنف، أو الثِّقل، أو الصُّعوبة -وما أشبه ذلك-؛ فلا شكَّ ولا رَيب أنَّ هذا سيكونُ أدعَى؛ فهذا قد يكونُ مِن التَّلطُّف، أو قد يكونُ لَم يظهرْ له إلا هذا.
أمَّا ثنائي: فثنائي على نُقطةٍ واحدة؛ وهي مناقشتُه له في موضوع التَّكفير المتعلِّق بالأعمال -وما أشبه ذلك-، فهذا الذي ذكرَ له وجوهًا متعدِّدة.
ونحن نتمنَّى أن يكونَ هنالك ردودٌ متعدِّدة مِن إخوانِنا السلفيِّين الخُلَّص؛ حتَّى لا نضطرَّ إلى أن نَعزوَ لِمثلِ كتابِ الأخِ ياسر بُرهامي -على ما فيه مِن خير- بسبب ما فيه مِن ملاحظاتٍ، وهذا -للأسفِ الشَّديد- الذي يَجعلُنا نضطرُّ مثلَ هذا الاضطرار.
وأنَّ هذه دعوة لإخوانِنا المشايخ وطلبة العلم: أن يُكثِّفوا الرُّدودَ على هؤلاء المُخالِفين لنا، والمُخالِفين لحقِّنا، والمخالِفين لدعوةِ مشايخِنا؛ حتى يظهرَ الحقُّ، فلَم تظهر دَعوتُهم إلا لنشاطِهم فيما يُخالِف الحقَّ، فمِن باب أَولَى أن يكونَ أهلُ الحقِّ هو النَّشِيطين، وهم الأقوياء، وهم المُكثِرين في الدَّعوة إلى اللهِ على بصيرة، وفي ردِّ انحرافاتِهم.
أمَّا كتاب الأخ أبو عُبود: فأنا قرأتُه واطَّلعتُ عليه، وأرى أن الأخَ فاضلٌ؛ لكنَّه يُحاولُ شيئًا دونَه الحقُّ -فيما يظهر-، ولَم يكنْ معهُ -فيما يظهر-، وخاصَّة هذا التَّقريب الذي ادَّعاهُ؛ الحقُّ واضح، والمسألةُ بيِّنة.
ومِن أعجبِ ما قرأتُ له: دعواهُ أنَّ شيخَنا الألبانيَّ يُكفِّر تاركَ الصَّلاةِ في بعض الصُّوَر -أو في شيءٍ منها-؛ هذا -الحقيقة- غريبٌ وبعيدٌ جدًّا جدًّا عمَّا عِشناهُ نحوًا من رُبعِ قرنٍ مع شيخِنا الألباني -رحمهُ اللهُ-، وما توهَّمَهُ مِن بعض أقوالِ الشَّيخ في ذلك؛ يجبُ عليه أن يتركَه، وأن يتراجعَ عنه؛ لأنَّ الحقَّ ليس ما توهَّمهُ هذا الأخُ الفاضل.
ونوصيهِ بِمزيدٍ من التَّحقيق، ومزيدٍ من التَّنقيح؛ فأرضيَّتُه طيِّبة، وبَحثُه جيِّد، لكنْ ليس مِن شرطِه أن يُوافقَ الحقَّ في كلِّ ما يقول.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (21/11/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (51:16). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.