عرض مشاركة واحدة
  #104  
قديم 01-01-2012, 01:33 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

103- كيف يتعاملُ طالبُ العلمِ في خِضمِّ ما يحصلُ -اليومَ- بين دُعاةِ أهلِ السُّنَّة السَّلفيِّين -أنفسِهم- مِن رُدود، وخاصَّة أنَّه -في بعضِ الأحيان- تكونُ الرُّدودُ حادَّةً، ويُخرج الواحدُ منهم الآخرَ مِن السَّلفيَّة؟ ما هي الحدودُ؟ وكيف يتعاملُ طالبُ العلم مع هذه المسائلِ؟ بارك الله فيكم -شيخَنا-، جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
تعامُلُ طالبِ العلم ينبغي أن يكونَ مَبنيًّا على ما يَعلمُه من الشَّرع الحكيم، وما يعرفُه من قواعدِ هذه الدِّين وتأصيلاتِه العِلميَّة؛ فينظرُ أقوالَ المُختلِفين ويرى الحُجَّة على هذا القولِ أو ذاك.
فالرَّسول -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- يقول: «انصُرْ أخاكَ ظالِمًا، أو مظلومًا»؛ فإذا رأى المظلومَ يَجبُ أن ينصرَه، وإذا رأى الظالِمَ يجب أن ينصرَه؛ ينصرُه بِنقدِ ما أخطأ به، وينصرُ ذاك في بيانِ الحقِّ الذي غُمطَ فيه حقُّه.
أمَّا إهمالُ ذلك مُطلقًا؛ فلا، وأيضًا: الوُلوغُ في ذلك مُطلقًا -بِحيثُ يكون هذا هو الشُّغل الشَّاغل للدُّعاة ولطلبة العلم-كما حصل في بعضِ الفترات في بعضِ البلاد-؛ هذا -أيضًا- لا نراهُ منهجًا سلفيًّا مُطلقًا، فالغلوُّ -دائمًا- يُؤدِّي إلى غُلوٍّ أكبَرَ وأكثر، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
ونحنُ -كما ذكرتُ في بعضِ الأجوبةِ السَّابقة- مع تعميقِ الحوار، وفتح بابِ العودةِ للمُنحرفِ إذا أخطأ في واحدةٍ حتَّى لا يَضمَّ إليها أخرى، ويكون هذا بابًا مفتوحًا، ومجالًا مفسوحًا لتعظيمِ الدَّعوة، وقيامِ دُعاتِها بواجبِهم الحقِّ تجاهَ دعوتِهم المباركةِ -هذه-.
أمَّا لو أخطأ كلُّ واحدٍ رددناه، ونقضناهُ، وهَجَرناه، وبَدَّعناه، وأخرَجْناه؛ فلن يَسلمَ لنا أحدٌ! ومَن يُبدِّع -اليومَ-؛ فسنراهُ مُبدَّعًا -بالغدِ القريب-إلا أن يشاء اللهُ-!
ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.
المصدر: لقاء البالتوك (21/11/2006) -من لقاءات البالتوك القديمة، وفي ظني أنها في غرفة مركز الإمام الألباني-، (45:00). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.