عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 06-01-2011, 04:11 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

جزى الله إخواننا،طلبة العلم خيرا على هذه الإفـادات الرائقة ،ولعلّي أزيد الموضوع انفتاحـا :
ـ فموضوع تعريف النّاس بربهم في جانب ربوبية الله وأسمائه وصفاته ،مسألة عظيمة كما قرره أئمتنا رحمهم الله تعالى :
ـ ولربما يقول أحدهم ،إن توحيد الربوبية مركوز في الفِطَر ،فيقال أيضا وتوحيد الألوهية كذلك ،إنما يحصل اللبس فيه كثيرا ويقل اللبس في توحيد الربوبية ،إذ نادرا ما يتعرض للتنقيص من ربوبية الله عزّ وجل ..
وبالتالي :
فإن دعوة الأنبياء عليهم السلام جميعا ـ إلى توحيد الله ـ التوحيد العام ـ ربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ـ كما قرره شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله ..
ومنهج الرسل في تقرير التوحيد هو استنهاض الفطرة وتحريكها ،لإلزامهم بالاقرار بتوحيد الألوهية ..
فينبغي الاعتناء بهذا الأصل ،ألا وهو تعريف الناس بخالقهم ،خاصة في هذه الأزمان المتأخرة التي قل الكلام فيها عن التوحيد والاشتغال بالطرق الكلامية المنفرة ..
قال الشيخ صالح آل الشيخ :
والإيمان بتوحيد الربوبية ونَفْيِ الشَّرِكَةْ في الربوبية على درجتين:
أ - الدرجة الأولى: واجبة على كل مُكَلَّف، ومن لم يأتِ بها فليس بموحّد، بل هو مشرك، وهو ما ذكرنا من الاعتقاد بأنَّ الله واحدٌ في ربوبيته؛ في أفعاله سبحانه، فهو الخالق وحده، وهو الرزّاق وحده، وهو المحيي المميت وحده، وهو النافع الضار وحده - عز وجل -، وهو مُدَبِّرُ الأمور وحده، وهو خالق الخَلق وحده، إلى آخر أفراد ذلك، وهذه واجبة على كل أحد.
ب - الدرجة الثانية: وهي مرتبةٌ للخاصة وأهل العلم وهي شهود آثار الربوبية في خَلْق الله - عز وجل -، وهذه بحيث لا يَرَى غير الله - عز وجل - مُؤَثِراً في هذا الملكوت، ولو كان تأثير معلولات عن عِلَلْ، أو تأثير مُسَبَّبَاتْ عن أسباب، فإنّه يَرَى أنْ لا مؤثر في الحقيقة ولا خالق إلا الله - عز وجل -، وينظر لذلك في الملكوت متفكراً، متدبراً.اهـ
ـــــ
فالرسل دعت إلى جميع أنواع التوحيد :
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
[الدرء:8/124]:
<<ثم دعاهم عليه السلام إلى معرفة الله عز وجل وإلى طاعته فيما كلف تبليغه إليهم بقوله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [ التغابن : 12 ] وعرفهم أمر الله بإبلاغه ذلك وما ضمنه له من عصمته منهم بقوله تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } [ المائدة : 67 ] فعصمه الله منهم مع كثرتهم وشدة بأسهم وما كانوا عليه من شدة عنادهم وعداوتهم له حتى بلغ رسالة ربه إليهم مع كثرتهم ووحدته وتبري أهله منه ومعاداة عشيرته وقصد الجميع المخالفين له حين سفه آراءهم فيما كانوا عليه من تعظيم أصنامهم وعبادة النيران وتعظيم الكواكب وإنكار الربوبية وغير ذلك مما كانوا عليه حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة وأوضح الحجة في فساد جميع ما نهاهم مما كانوا عليه ودلهم على صحة جميع ما دعاهم إلى اعتقاده وفعله بحجج الله وبيناته وأنه عليه السلام - لم يؤخر عنهم بيان شيء مما دعاهم إليه عن وقت تكليفهم فعله لما يوجبه تأخير ذلك عنهم من سقوط تكليفه لهم وأنه جوز فريق من أهل العلم تأخير البيان فيما أجمله الله من الأحكام قبل لزوم فعله لهم فأما تأخير ذلك عن وقت فعله فغير جائز عن كافتهم..

ـ فجزى الله إخواننا خيرا على هذه النفائس والدرر ..
وبخاصة الشيخ الطيباوي ،والأستاذ عمر الكرخي

__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس