عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 02-12-2011, 09:39 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي




415 – إسناد ساقط من مطبوعة " المستدرك على الصحيحين " للحاكم النيسابوري
جاء في مطبوعة " المستدرك " ( 3 / 142 – 143 ) : عن حيان الأسدي، سمعت عليًّا يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا " . يعني لحيته من رأسه . اهـ .
قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة ( 10 / 555 ) : كذا وقع الحديث في "المستدرك" و "التلخيص" بدون إسناد . وقوله : "صحيح" فقط ؛ إنما هو الأسلوب أو اصطلاح الذهبي في "تلخيصه" . فيبدو لي أن الطابع لما لم ير الحديث في "المستدرك"، ووجده في "تلخيصه"؛ نقله عنه وطبعه في "المستدرك" ! وفي حفظي أنه فعل ذلك في غير هذا الحديث أيضاً ، ولكنه نبّه عليه ، بخلاف عمله هنا؛ فما أحسن . وأنا في شك من ثبوت هذا الحديث في "المستدرك" ... اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : بفضل الله وجدتُ الإسناد – أو الجزء المهم منه – في مخطوطة " إمتاع الأسماع " ( 298 / أ ) للمقريزي؛ قال : وخرّج الحاكم من حديث يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، ثنا يونس بن أبي يعقوب، عن أبيه قال : حدّثني حيّان الأسدي قال : سمعت عليًّا ... فذكره المقريزي وقال : قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد .

416 – وقائع عن ولاية بيروت وسكّانها قبل أكثر من مئة وثلاثين عاماً ( سنة 1300 هـ )
قال الشيخ محمد بن عبد الجواد القاياتي المصري ( 1254 – 1320 هـ ) في رحلته إلى بلاد الشام المسمّاة " نفحة البَشام في رحلة الشام " ( ص 31 / ط . دار الرائد العربي ) - والتي قام بها عندما نُفِيَ من بلده مصر لأربع سنوات انتهت بعودته سنة 1303 هـ - :
- معاملة النصارى لأهل الإسلام معاملة بغاية الأدب والاحترام والتزام التوقير للصغير والكبير، وذلك لأمرين : الأمر الأول – وهو الذي عليه المعول – شهامة الطائفة الإسلامية وشدّة غيرتهم الدينية، مع قلّة عديدهم وكثرة نديدهم، فإن البلد ( يقصد بيروت ) تشتمل على نحو ثمانين ألفاً من النصارى، ونحو عشرين ألفاً من المسلمين، وفضلاً عن ذلك فإن نصارى لبنان محيطون بهم من كل جانب، بل وبغيرهم من البلاد من حدود طرابلس إلى حدود صيدا، وهم يبلغون في العدد نحو مئتي ألف ...
- لقد كنا في ابتداء إقامتنا فيها نعجب من كثرة الأمن بها ليلاً ونهاراً، فأهل البيوت يتركونها بدون تسكير ليلاً إلى الصباح، فتبقى طول الليل مفتّحة الأبواب، وذلك بهمّة الضابطة ورجال الجندرمة والبوليس ( ص 45 ) .
- ( من عادتهم في جنائزهم ) النساء خلف الرجال سكوت لا يرفعن أصواتهن بالصراخ ولا العويل، بل يبكين من غير رفع صوت وكشف وجه، وعليهنّ الأُزُر البيض لا السود، فإذا وصلوا به إلى المقبرة وواروه التراب ... ( ص 49 ) .
- اعتناء أهل بيروت باللحم قليل جدًّا، فالرطل الشامي يسد مسدًّا ويكفي العدد الكثير عدًّا، ومنتهى رغبتهم وجود أنواع الحلواء في المائدة، فيقولون : قدِّم لنا المحلي والتطلي، وبعد وجود هذا الطعام فعلى الدنيا السلام، فهذا غاية المرام ( ص 50 ) .
- هم في الملبوس على أقسام : قسم – وهو الكثير الغالب الآن – يلبس الطربوش الإفرنجي والسترة والبنطلون، ويحلق لحيته ويبقي شعر رأسه، وقسم يلبس القنباز ( القفطان ) في اصطلاح أهل مصر وفوقه الجبة أو المضربية أو السترة الطويلة، ويلبس كلٌّ من القسمين في رجله اللستيك ( الجزمة )، وأما المركوب أو الصرمة فقليل مَن يلبسهما من الناس إلا الفقراء جدًّا، وقسم يلبس البدلة العثمانية القديمة؛ وهي الدمير والشروال الكبير الواسع، وعلى رأسه الطربوش الاسكندراني بالزر الكبير ( ص 51 ) .
- ومن الخصال الحميدة في هذه المدينة، أنه لا يوجد فيها تجاهر بالمعاصي أصلاً كشرب خمر وزنى وغير ذلك بالنسبة للطائفة الإسلامية، وأيضاً فالمقاهي الموجودة بها بل وبغالب مدن الشام لا توجد فيها أشياء من المسكرات أو المخدرات كالحشيش والشيرة والبسط التي عمّت البلوى بها في مصر، فذلك ممّا تُغْبَط عليها أهل بلاد الشام ( ص 53 ) .
- وفي الحقيقة فبلاد الشام أحسن البلاد الإسلامية الآن، وإنْ كانت مصر أكثر قرآناً وعلماً منها، إلا أن الشام خليٌّ من التظاهر بالمنكرات كما في مصر، فإن الفواحش مستورة فيها جدًّا، فلا ترى محلات مخصوصة بالمومسات ( الزواني ) كما في بلاد مصر، ولا ترى تظاهراً بشرب الحشيش والبسط وما أشبه ذلك، ومقاهي الشام كلها سواء في بيروت وغيرها لا ترى فيها غير القهوة والتنباك فقط، والجالسون فيها بغاية السكينة، ولذلك لا يتحاشى عن الجلوس فيها أمير ولا حقير ولا عالم ولا غيره، لأنها لا تشتمل على شيء يخلّ بالمروءة كتعاطي المكيفات والمشروبات والتكلّم بالفحش والمجون كما يفعله أهل العته والجنون، وهذا الأمور من مزايا البلاد الشامية ( ص 151 ) .
- ( الحازمية ) هي محل من ضواحي المدينة على نحو ميل منها، جرت عادة أهل بيروت بتلقّي القادمين من الشام فيها، ولأهل الشام جميعاً حرص زائد على استقبال العزيز القادم ولو من أهله وأقاربه ... فيخرجون لملاقاته بالكراريس إلى الحازمية وينتظرون مجيء " الدالي جنص " في أواخر النهار ( ص 144 ) .
قال أبو معاوية البيروتي : ولعلّ المحافظة على هذه العادة من أسباب استمرار الشيخ زهير الشاويش ونجلَيه بلال وعلي حفظهم الله لسكناهم في الحازمية .
- أهل بيروت يكتفون في الغالب بالكنى والألقاب ويتركون الأسماء، فيقولون : أبو سعيد مثلاً، وأبو سليم، وأبو رشيد، فلا يُدرَى مِنْ كثرة اطلاق الكنية ما اسم هذا الرجل ( ص 163 ) .

417 - الشيخ أحمد بن عبد اللطيف البربير الحَسَني ( 1160 – 1226 هـ ) يهجو أهل بيروت في زمنه
قال الشيخ محمد بن عبد الجواد القاياتي المصري ( 1254 – 1320 هـ ) في كتابه " نفحة البَشام في رحلة الشام " ( ص 116 / ط . دار الرائد العربي ) : كان الشيخ أحمد البربير العَلَم الشهير، الذي هاجر من بيروت لعدم صفاء العيش له فيهما، وصنع في هجو أهلها بيتَين سمعتهما من قريبه أبي إبراهيم البربير، وهما :
بيروت مقبرة العلوم وحفرة ....... أضحت على أهل العلوم سعيرا
كم عالِم قد مات من ضغطاتها ....... ورأى هنالك منكراً ونكيرا

418 – التوسّع في حفظ مثل شعر أبي نواس وابن الحجّاج وابن الفارض حرام
قال الإمام الذهبي في " مسائل في طلب العلم وأقسامه " ( ص 209 / ط . الدار السلفية ) : وكذلك الشعر هو كلامٌ كالكلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، والتوسّع منه مباحٌ، إلا التوسّع في حفظ مثل شعر أبي نُوَاس وابن الحجّاج وابن الفارض فإنه حرام، قال في مثله نبيّك صلى الله عليه وسلّم : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يَرِيَه خيرٌ له من أن يمتلئ شعراً " ( رواه مسلم )، وقال في المُباح والمُستَحب منه : " إن من الشعر حكمة "، وقال في حق حسان إذ هجا المشركين : " اللهمّ أيّده بروح القُدُس " .
" المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 1 / 212 ) تأليف : إبراهيم الهاشمي الأمير

419 – عدم جواز تصرُّف الناسخ فيما ينسخ
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 386 ) : من تعقباته على نسخة المنكوتمريه من " الأغاني " في ترجمة أبي العتاهية، وقد بيَّض الناسخ شيئاً من كلامه، واعتذر بأنه ممّا لا يجوز كتابته .
فقال شيخنا ما نصّه : قوله " ممّا لا يجوز كتابته "، جهلٌ من الكاتب، وحاكي الكفرِ ليس بكافر، وليس للناسخ أن يتصرّف فيما ينسخه، والكلام الذي حذفه هو قول أبي العتاهية : قرأته البارحة عمّ يتساءلون ؟ ثم قلتُ : هي قصيدة أحسن منها . ( قال أبو معاوية البيروتي : والنص في " الأغاني " هو : أخبرني يحيى بن علي إجازة قال حدثني ابن مهرويه قال : حدثني العباس بن ميمون قال : حدثني رجاء بن سلمة قال : سمعت أبا العتاهية يقول : قرأت البارحة ( عم يتساءلون ) ثم قلت قصيدة أحسن منها ) .
قلت ( أي ابن حجر ) : وفي السند إليه نظر، فإنْ ثَبَت كان كافراً، لكن يُحتَمَل أن يكون هذا في شبيبته، ثم تنسّك بعد ذلك وتاب . انتهى .
بل رأيتُ شيخنا في ترجمة أبي العتاهية أيضاً من الكتاب المذكور سَدَّ ما بَيَّضه الناسخ، لكونه – في زعمه – ممّا لا تجوزُ كتابته، وهو أن رجلاً شاور أبا العتاهية فيما ينقشُ على خاتمه، فقال له : انقش لعنة الله على الناس .

420 –

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس