عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-21-2010, 09:51 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللهم آمين. وإياك أختي الفاضلة.

وسئل العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

ما الحكم إذا رأينا شخصًا نتوخى فيه الصلاح وطلبنا منه أن يدعوَ لنا؟ ...

فأجاب:
طلب الدعاء من شخص تُرجى إجابة دعائه: إن كان لعمومِ المسلمين؛ فلا بأس به؛ مثل أن يقول شخص لآخر: ادعُ الله أن يعزَّ المسلمين، وأن يصلح ذات بينهم، وادعُ الله أن يُصلح ولاتَهم، وما أشبه ذلك.

أما إذا كان خاصًّا بالشخص السائل الطالبِ من أخيه أن يدعوَ له: فهذا قد يكون من المسألة المذمومة؛ إلا إذا قصد الإنسان بذلك نفع أخيه الدَّاعي له؛ وذلك لأن أخاه إذا دعا له بظهر الغيب قال الملَك: آمين ولك بمثله، وكذلك إذا دعا له أخوهُ فإنه قد أتى إحسانًا إليه، والإحسان يُثاب عليه؛ فينبغي عليه أن يُلاحظ مَن طلب من أخيه أن يدعوَ له فائدة الأخ الداعي.

على أن طلب الدعاء من الغير قد يترتب عليه مفسدة؛ وهي:
أن هذا الغير يُعجب بنفسه، ويرى أنه أهل لإجابة الدعاء.

وفيه -أيضًا-:
أن هذا الطالب من الغير أن يدعوَ له؛ قد يعتمد على دعاء المطلوب؛ فلا يُلح هو على ربِّه بالدعاء، بل يعتمد على دعاء غيره.

وكِلا المفسدتين شرٌّ.

والذي أنصح به إخواني:
أن يكونوا هم الذين يدعون اللهَ -عزَّ وجلَّ-؛ لأن الدعاء عبادة، والدعاء مُصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه، وشعور المرء بأن الله -تعالى- قادر على أن يمده بفضله.
[كتاب الدعوة (5)، للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، (2/145-146)، بواسطة "فتاوى علماء البلد الحرام"، (1699)].
رد مع اقتباس