العلامة عبد الكريم الخضير لزوم العدل في الجرح والتعديل عند الحاجة إليه
اللهم اغفر لنا وارحمنا ،
يقول العلامة عبد الكريم الخضير في تعليقه على تفسير الجلالين : - وأعراض المسلمين حفرة من حفر النار، يقول ابن دقيق العيد: "وقف على شفيرها العلماء والحكام" فالعلماء يحتاجون إلى الكلام في الناس، الحكام يحتاجون إلى الكلام في الناس، فلا تجوز الزيادة عن الحاجة، وأن يكون الكلام بالعدل بالقسط، لا يزاد في حق فلان ولا .. ؛ لأنه لو زدت في حقه ورفعته فوق شأنه إن كان راوياً جعلت الناس يقبلون خبره، وهو في الحقيقة خبره غير مقبول، هذا ضرر عظيم، وإن نقصت من شأنه جعلت الناس يردون حديثه، وقد يكون حديثه مقبول، فأنت غررت بهم، وإن كان مما يسأل عنه من أجل ولاية ونحوها إن رفعت من شأنه غششت به الأمة، وإن حططت من شأنه ظلمته وظلمت غيره، فلا بد من العدل، والإنسان ما دام في عافية ما علق هذا الأمر به ولا أنيط به فعليه أن يحرص على إبراء ذمته؛ لأن العدل في مثل هذه الأمور فيه صعوبة، يعني إذا سئلت عن شخص قد تمدحه اليوم وتذمه غداً، إما أن يكون قد ظهر لك من أمره ما لم يظهر، أو يكون تعامله معك في هذا اليوم تغير، مع أن العدل مطلوب سواءً تعامل معك على وجه حسن ترضاه ويروق لك، أو خلاف ذلك، فنعتني بهذا ونهتم به، والإنسان لا يأتي يوم القيامة مفلساً، يجمع الحسنات من الصيام والصلاة والزكاة والبر وغيرها وطلب العلم والتعليم ثم بعد ذلك يأتي يوزع هذه الحسنات على غيره، فيكون مفلساً، كما جاء في الحديث الصحيح، يحرص على أن يحافظ على ما اكتسبه، والوزن مثل ما ذكرنا كما يكون في المحسوسات يكون أيضاً في المعنويات، فلا بد من العدل، ولا بد من القسط. انتهى |
درر حفظك الله ونفع بك
|
اقتباس:
إي واللهِ صدقَ العلَّامةُ المتفنِّنُ عبد الكريمِ الخضير؛ ولا أدرِي لم الغلاةُ غيرُ آبهينَ بنتاجِه العلمِي المتِين؛ ألِمرضٍ في قلوبِهم!؟؛ أم يخافونَ أنَّ منهجَه ليسَ منهجَهُم فليسُوا هم ينشرُونَ لَه!؟؛ أم هوَ ليسَ بشيءٍ؛ فإنَّهُ واللهِ وعاءُ علمٍ لا نعدِلُ به ثلاثتَكُم مجموعةً؛ والحقائقُ عندَنا لا تنقلبُ بالأسماءِ المهداةِ، والألقابِ المُزجاةِ، والمراتبِ المخلوعةِ مينًا وزورًا؛ فيَا ما أشدَّ فسادَ مذهبِكُم. |
اقتباس:
وما أجمل قول الشيخ : - والإنسانُ مَا دَامَ فِي عَافِيَة مَا علق هذا الأمر به ولا أُنِيطَ به فعليه أن يحرص على إبراء ذِمَّتِهِ ؛ لأنَّ العَدْلَ في مثل هذه الأمور فيه صعوبة انتهى وقال الحافظ الذهبي في الموقظة - فلا بُدّ من العلم والتقوى في الجَرْح فلصُعُوبةِ اجتماع هذه الشرائط في المزكِّين، عَظُمَ خَطَرُ الجَرْح والتعديل. انتهى ونص أهل العلم أن الجرح والتعديل وسيلة وليس غاية في نفسه . والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات كالجرح والتعديل . وعليه فالسلامة لا يعدلها شيء والبلاء مُوَكَّلٌ بالمنطق والعياذ بالله . والورع ترك ما يُخشى ضرره في الآخرة كما عرفه الشيخ تقي الدين . وقال الحاكم في المدخل : - وَلَعَلَّ قَائِلًا يَقُولُ وَمَا الْغَرَضُ فِي تَخْرِيجِ مالا يَصِحُّ سَنَدُهُ وَلَا يُعَدَّلُ رُوَاتُهُ وَالْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ أَوْجُهٍ مِنْهَا أَنَّ الْجَرْحَ وَالتَّعْدِيلَ مُخْتَلَفٌ فيهما وربما عَدَّلَ إمامٌ وَجَرَجَ غَيْرُهُ . انتهى فلِم جعلتموه شعارا وحملتم الناس على أقوالكم ؟ أليس من البغي ؟ يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم أليس الاختلاف فيه من جنس اختلاف الفقهاء والمجتهدين ؟ قال الحافظ المنذري في رسالته : جواب الحافظ أبى محمد عبد العظيم المنذري المصري عن أسئلة فى الجرح والتعديل قال رحمه الله : (اختلاف المحدثين في الجرح والتعديل كاختلاف الفقهاء عن اجتهاد) واختلاف هؤلاء كاختلاف الفقهاء، كل ذلك يقتضيه الاجتهاد، فأن الحاكم إذا شهد عنده بجرح شخص، اجتهد في أن ذلك القدرمؤثر أم لا؟ وكذلك المحدث إذا أراد الاحتجاج بحديث شخص ونقل إليه فيه جرح، اجتهد فيه هل هو مؤثر أم لا؟ ويجري الكلام عنده فيما يكون جرحا (ا) ، في تفسير الجرح وعدمه، وفي اشتراط العدد في ذلك، كما يجري عند الفقيه، ولا فرق بين أن يكون الجارح مخبرا بذلك للمحدث مشافهة أو ناقلا له عن غيره بطريقه، والله عز وجل أعلم . انتهى |
قال الشيخ مُقبل الوادعي -رحمه الله-:-
عمل السلف بالجرح انما بحسب الحاجة، والاصل هو حرمة عرض المسلم. - المخرج من الفتنة صـ 44 |
اقتباس:
ويقولُ الغلاةُ: عملُ السلفِ بالطعنِ والقدحِ هو الأصلُ، وحفظُ عرضِ المسلِم ليسَ بمتعيِّن، ولا بلازِم. |
اقتباس:
مرة كنت أكلم أحد من أكل لحمي وباع حرمة عرضي في المدينة فقلت له: لكن ما فعلت هو غيبة. فقال: وبشدة وإستهزاء محركاً يده إلى جنبه؛ "الغيبة هذه إتركها على جنب" ! وعندما أقول "بإستهزاء"؛ فأنا أعني كل حرف من هذه الكلمة.! والغيبة توضع على جنب في ستة مواضع، وأغلب ما يحصل بين الشباب السلفي لا يدخل في الستة مواضع. على كل حال/ هذه الآفة أصبحت منبوذة، حتى من كنت أظنه "عمدة" فيها تركها. وأصبحنا إلى اللين والرأفة والرفق أقرب. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ |
بارك الله فيكم
نعوذ بالله من الظلم والغي |
الساعة الآن 07:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.