الفرق بين (المداراة) و (المداهنة )
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين (المداراة) و (المداهنة )
السؤال:
ماالفرقُ بينَ (المداراةِ) و(المُداهنةِ) ؟ وما الحكم الشرعي لكل منهما ؟
الجواب:
الفرق معروف بين العلماء:
المداهنةُ أن تخالف الدين في سبيل ما تريد.
والمداراةُ ليس فيها مخالفةٌ في الدين، وإنما هي التلطف في الكلام أولاَ،ثم تحاشي مصادمة الظالم ومواجهته إذا كان يترتبُ من وراء ذلك مفسدةٌ.
فهذا هو الفرق بين المداهنة و المداراة.
المداهنةُ تتطلب مخالفة الشريعة، وهذا لا يجوز،والمداراةُ إنما هي أن يضع كل شيء في محله دون مخالفة للشريعة.
ومن المشهور على ألسنة الناس _وكثيراً ما يسألونني عنه_،يقولون:إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنا لَنَبَشُ في وجوه أقوام،وإن قلوبنا لتلعنَهُم)*1*
فنجيب أن هذا لا يصحُ نسبَتُهُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يُروى عن بعض الصحابة_لعله أبو الدرداء-*2*
ولكن قريب منه ما رواه البخاري في (صحيحه)*3* من حديث عائشة-رضي الله عنها-:أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم،فقال صلى الله عليه وسلم :(ائذنوا له،بئس أخو العشيرة هو)، دخل الرجلُ، وجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهشَ إليهِ وبَشَ، فلما خرج، وكانت السيدة عائشة- رضي الله عنها- الكيسةُ الذكيةُ المؤمنةُ- تراقبُ أول القصةِ وآخرها، قالت:يا رسولَ الله! لما استأذن في الدخولِ قلتَ :(ايذنوا له، بئس أخو العشيرة هُوَ)، فلما دخل هَشَشتَ إليهِ
وبَشَشتَ ؟!
قالَ يا عائشة! إن شر الناس عند الله- تبارك وتعالى- يوم القيامة مَن يتقيهمُ الناسُ مخافةَ شَرهِم).
يقولُ شراح*4* الحديث: إن هذا الرجل كان منافقاً،وكان رئيس قبيلةٍ،وتحت رِياستِهِ ضُعفاء المؤمنينَ،فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَبَذَهُ، وما تلطف معهُ فربما عادت قسوتُهُ قسوةً منهُ على ضعفاء المسلمين الذين هم من قومه، فكانت هذه سياسةً من الرسول صلى الله عليه وسلم ومداراةً لَهُ ،ولم تكن مداهنةً، لأنهُ لم يقل صلى الله عليه وسلم كلاماً يخالفُ الشريعةَ.
فهذا هو الفرقُ بينهما *5*
.................................................. .................................................. ......................................
*1*...(السلسلة الضعيفة)(216),(4856)
*2*...نعم , هو –كما في (صحيح البخاري)(5/2270)-معلقاً-
*3*...رواه البخاري(5685) ,ومسلم(2591).
*4*...انظر (التمهيد)(24/261),و(فتح الباري) ,و(شرح مسلم)(4/82)
*5*...انظر (صحيح ابن حبان )(2/216) و(روضة العقلاء)(ص70)-له-, و(الغرباء)(ص79) للآجري ,و(فتح الباري)(10/528) لابن حجر,و (الروح) (ص231)لابن القيم.

من كتاب- سؤالات علي الحلبي الأثري لشيخه الألباني- المجلد الأول(ص435)

بوركتِ أختي أم سلمة السلفية على هذه الأضافة النافعة
وزادكِ الله من فضله علماً و عملاً

جزاك الله خيرا أختي أم محمد السلفية عى الفائدة الطيبة
و مرحبا بك في منتديات كل السلفيين
حياك الباري

وحياكِ المولى عزوجل أختي أم عائشة وزادك الله من فضله علماً نافعاً وعملاً صالحاً