من أخطر أساليب المنافقين في خلق الفتن داخل المجتمع المسلم ونشر الشائعات الكاذبة وترويج الأقاويل الباطلة

قال تعالى:
﴿لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ وَالمُرجِفونَ فِي المَدينَةِ لَنُغرِيَنَّكَ بِهِم ثُمَّ لا يُجاوِرونَكَ فيها إِلّا قَليلًا﴾
[الأحزاب: ٦٠].
وقال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَكونوا كَالَّذينَ آذَوا موسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمّا قالوا وَكانَ عِندَ اللَّهِ وَجيهًا﴾
[الأحزاب: ٦٩].
وقال تعالى:
﴿وَإِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعوا بِهِ وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَاتَّبَعتُمُ الشَّيطانَ إِلّا قَليلًا﴾
[النساء: ٨٣]
وقال تعالى:
﴿لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ
[التوبة: ٤٧]
وفيهنَّ من العلم:

التنبيه أن الشائعات وترويجها من أخطر الأمراض التى تصيب المجتمع، وتعتبر فى الإسلام شكلاً من أشكال الفتنة والفساد فى الأرض، وهي ابرز سبل المنافقين داخل المجتمع المسلم مقروناً بالطعن والعيب!

وفي المقابل دلَّ القرآن على المنهاج الشرعي المقابل لسبيل المنافقين وهو النصيحة قال تعالى:
﴿فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحينَ﴾
[الأعراف: ٧٩].
وقال تعالى:
﴿قيلَ ادخُلِ الجَنَّةَ قالَ يا لَيتَ قَومي يَعلَمونَ * بِما غَفَرَ لي رَبّي وَجَعَلَني مِنَ المُكرَمينَ﴾
[يس: ٢٦-٢٧].
وقال تعالى عن يوسف عليه السلام وهو يخاطب حاكماً كافراً:
﴿قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ
[يوسف: ٥٥]. وضد الحفيظ الغاش الخائن

وجعل رسول اللهﷺ الدين كله النصيحة فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّﷺ قَالَ:
(الدِّينُ النَّصِيحَةُ)). قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ:
(لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)).

ولهذا فإنّ ثمرة النصيحة هي الإصلاح كما قال شعيب عليه السلام:
﴿قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَرَزَقَني مِنهُ رِزقًا حَسَنًا وَما أُريدُ أَن أُخالِفَكُم إِلى ما أَنهاكُم عَنهُ إِن أُريدُ إِلَّا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ وَما تَوفيقي إِلّا بِاللَّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ﴾
[هود: ٨٨].
وثمرة الخيانة الفساد في الأرض كما قال تعالى:
﴿وَإِذا قيلَ لَهُم لا تُفسِدوا فِي الأَرضِ قالوا إِنَّما نَحنُ مُصلِحونَ﴾
[البقرة: ١١].

والله أعلم.
حرر في: 09ـ09ـ1440هـ.