{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر اللغة العربية والشعر والأدب (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   هل يجوز في اللغة الشكر بقولنا (شكراً) ؟ (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=43214)

ابو صالح الفلسطيني 11-11-2012 07:19 AM

أستطيع المساهمة بالقليل في موضوعك أخانا الرائع في طرح مواضيعه .

فأنا أعرف هذا البيت وأحفظه :
لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ فَوْقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً *** أَعْلَى مِنَ الشُّكْرِ عِنْدَ اللَّهِ فِي الثَّمَنِ
إِذًا مَنَحْتُكَهَا مِنِّي مُهَذَّبَةً *** حَذْوًا عَلَى حَذْوِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنِ
وبعد البحث في غوغل وجدته في كتاب (( شكر الله على نعمه للخرائطي )) وهو على هذا الرابط :

http://www.islamweb.net/hadith/displ...d=91020&hid=84

وتقريبا كأني قرأت في موضوع الشكر لشهاب الدين القرافي ولا أدري في أي كتاب ، ولكن سأبحث ولعله في الذخيرة أو الفروقات .

ختاما :

أشكر لك السماح لنا بالمتابعة .

خالد الشافعي 11-11-2012 10:40 AM

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم .

قلت :
لكن لا بأس من استعمالها ، ولم يرد النهي في ذلك ، ومن منع فعليه بالدليل الشرعي ، والأمر واسع ، وقد استخدمها العلماء قديما وحديثا ، وفقكم الله لكل خير .
فائدة :


قال الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه : حدثنا يحيى بن آدم عن مفضل عن منصور عن مجاهد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن هشام عن كعب قال قال موسى يا رب دلني على عمل إذا عملته كان شكرا لك فيما اصطفيت إلي قال يا موسى قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال فكان موسى اراد من العمل ما هو أنهد لجسمه مما أمر به قال فقال له يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن

خالد الشافعي 11-11-2012 12:14 PM

ما هو دليل المنع ؟ أي الشرعي وليس اللغوي ، وشكرا .

أبو المنذر وسام بن محمد آل ميهوبي 11-11-2012 11:33 PM

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أمّا بعد:

فإني أتقدّم بالشكر لصاحب الفضل عمر الخالدي-آنس الله وحشته-، فأقول:
جزاك الله خيرا على اهتمامك بما أدليت به، وحسنُ ظنك بي هو من أصلك الطيب.

وأعلم أحبتي أنّ ما قررته في هذا المسألة ليس وليد اللحظة، بل شيء سكن قلبي من سنوات، ونبهت عليه غير مرة في الدروس، فما عارض قولي أحدٌ بشيء ذي بال، ولست أزعم الصواب المطلق، فلعل من الإخوة من سيقف على ما يبين ضعف ما ركنت إليه...

لذا أنا أتابع باهتمام مشاركات الإخوة لربما فتح الله على أحدهم بما خفي عليّ...
أمّا ما ذكر من عدم شرطية استعمال العرب فسأجيب عنه لاحقا بحول الله.

والله الموفق.

عبد الله بن مسلم 11-12-2012 07:02 AM

بارك الله فيكم!

أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- 11-14-2012 12:10 AM

قبيل مغادرة هذا الموضوع الجميل الذي دخلته لأول مرة تذكرت هذا الحديث الذي تعرفونه جميعا:
قال عليه الصلاة والسلام: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلبٌ يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له.

علاء الدين عبد العزيز 12-17-2012 02:05 PM

أمرنا الله بالشكر له سواء بالقول أو بالعمل فقال :( ان اشكر لي ولوالديك الي المصير) ( اعملوا آل داؤود شكرا )
أما الحمد فهو الثناء علي الجميل الاختياري ؛ لذا لا يُحمد هكذا على الاطلاق إلا الله - جل في علاه- لما له من الاسماء الحسنى والصفات العلا ، أما غير الله فيكون حمده من وجه قد يستحقه وقد لا يستحقهز والله أعلم ولي عود - ان شاء الله -
هذا مما جاد به تفكيري ولم ابحث في المسألة بعد لكثرة المشاغل ، فلا مانع من النصيحة

أبو زيد العتيبي 10-07-2013 07:56 AM



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على أفضاله ، والشكر له على نعمه ونواله ، وصلى الله وسلم على محمد وصحبه وآله
.

أما بعد :

فمن دواعي مشاركتي في هذا المبحث اللطيف التفائل بفحواه لعل الله أن يسلكنا ضمن الذين أثنى عليهم في محكم كتابه فقال : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ }[سبأ : 13] .

واسأله سبحانه أن يبصرنا بأمر ديننا حتى نؤدي شكر نعمه التي لن نبلغ منتهاها ، بل الحال كما قال الشافعي – رحمه الله - : " الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه توجب مؤدي ماض نعمه بأدائها نعمة حادثة يجب عليه شكره بها " (الرسالة ، ص/7 – 8 ) .

لا أدري من أين استهل خطابي لكن حسبي أن أذكر عبارتين تحتهما معان عزيزة وبهما يتحرر الجواب ويزول الاشكال .

العبارة الأولى ( حمد الشكر ) ، والعبارة الثانية : ( الشكر المقول ) .

كلتا العبارتين من سبك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وتحريره وتقريره لمعنى الشكر وبيان أنواعه .

فقد بين ما هو معروف فقال : " الْحَمْدُ يَتَضَمَّنُ: الْمَدْحَ، وَالثَّنَاءَ عَلَى الْمَحْمُودِ بِذِكْرِ مَحَاسِنِهِ، سَوَاءٌ كَانَ الْإِحْسَانُ إلَى الْحَامِدِ أَوْ لَمْ يَكُنْ، وَالشُّكْرُ لَا يَكُونُ إلَّا عَلَى إحْسَانِ الْمَشْكُورِ إلَى الشَّاكِرِ، فَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ: الْحَمْدُ أَعَمُّ مِنْ الشُّكْرِ ؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ عَلَى الْمَحَاسِنِ وَالْإِحْسَانِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحْمَدُ عَلَى مَالَهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، وَالْمَثَلِ الْأَعْلَى، وَمَا خَلَقَهُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}[الإسراء : 111].
وَقَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام:1].
وَقَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ} [سبأ:1].
وَقَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر:1].
وَأَمَّا الشُّكْرُ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا عَلَى الْإِنْعَامِ، فَهُوَ أَخُصُّ مِنْ الْحَمْدِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لَكِنَّهُ يَكُونُ بِالْقَلْبِ وَالْيَدِ وَاللِّسَانِ، كَمَا قِيلَ: أَفَادَتْكُمْ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيرَ الْمُحَجَّبَا وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا} [سبأ : 13].
وَالْحَمْدُ إنَّمَا يَكُونُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ الشُّكْرُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ أَنْوَاعِهِ، وَالْحَمْدُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ أَسْبَابِهِ
" ( الفتاوى الكبرى : 2/378 – 379 )

فأنت تلحظ أن الحمد والشكر يشتركان في صورة ، وهي مقابلة النعمة بالقلب واللسان . فالاعتراف بالنعمة ونسبتها إليه ، والثناء على الله بها باللسان ، والتحدث بذلك هو حمد الشكر .

فهنا عندنا مطلبان :

المطلب الأول / إثبات هذا النوع المشترك والذي عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ( بحمد الشكر ) ، و ( بالشكر المقول ) .

المطلب الثاني / في ثبوت هذا النوع المشترك نصل إلى النتيجة التي توصل إليها الاستاذ أبو المنذر وسام الجزائري – وفقه الله – من أن كلمة : ( اشكرك ) ونحوها ليست هي الشكر القولي ، وإنما هي اسم للشكر أو إخبار عنه . وأن حقيقة إنشاء الشكر - الشكر القولي - هو حمد الله .

وإليك تحرير القول في المطلبين :

قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : " وَلَمَّا قَالَ سُبْحَانَهُ : { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ذَكَرَ التَّكْبِيرَ وَالشُّكْرَ كَمَا فِي قَوْلِهِ : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } .
وَالشُّكْرُ يَكُونُ بِالْقَوْلِ وَهُوَ الْحَمْدُ وَيَكُونُ بِالْعَمَلِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا } فَقَرَنَ بِتَكْبِيرِ الْأَعْيَادِ الْحَمْدَ . فَقِيلَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ طُلِبَ فِيهِ التَّكْبِيرُ وَالشُّكْرُ . . . . لِيَجْمَعَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْحَمْدِ حَمْدَ الشُّكْرِ
" (24/230 ) .

وقال – أيضاً - : " وَ " الْحَمْدُ نَوْعَانِ " : حَمْدٌ عَلَى إحْسَانِهِ إلَى عِبَادِهِ . وَهُوَ مِنْ الشُّكْرِ ؛ وَحَمْدٌ لِمَا يَسْتَحِقُّهُ هُوَ بِنَفْسِهِ مِنْ نُعُوتِ كَمَالِهِ " (مجموع الفتاوى : 6/84 ) .

وقال – أيضاً - : " ولهذا كان الرب محموداً حمداً مطلقاً على كل ما فعله ، وحمداً خاصاً على إحسانه إلى الحامد فهذا حمد الشكر والأول حمده على كل ما فعله " ( منهاج السنة النبوية : 5/280 ) .

ونكتة المسألة من حيث المعنى الشرعي واللغوي أن الشكر ثلاثة أنواع :

1) شكر القلب ، ويكون بِمَعْرِفَتِهَا لَهُ وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ هُوَ مُسْدِيهَا وَالْمُنْعِمُ بِهَا .

2) شكر اللسان ، ويكون بِالْحَمْدِ لَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِهَا .

3) شكر الجوارح ، ويكون بِالتَّصَرُّفِ بِهَا فِيمَا يُحِبُّهُ وَيُرْضِيهِ وَهُوَ مَا أَسْدَاهَا لِأَجْلِهِ مِنْ حِكْمَةٍ وَرَحْمَةٍ .

قال الراغب – رحمه الله - : " والشكر ثلاثة أضرب : شكر القلب ، وهو تصور النعمة . وشكر اللسان ، وهو الثناء على المنعم وشكر سائر الجوارح ، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه " (المفردات للراغب ، ص/265 ) .

وقال محمد رشيد رضا – رحمه الله - : " وَشُكْرُ النِّعْمَةِ لِلْمُنْعِمِ يَكُونُ أَوَّلًا بِمَعْرِفَتِهَا لَهُ وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ هُوَ مُسْدِيهَا وَالْمُنْعِمُ بِهَا - وَثَانِيًا بِالْحَمْدِ لَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِهَا - وَثَالِثًا بِالتَّصَرُّفِ بِهَا فِيمَا يُحِبُّهُ وَيُرْضِيهِ وَهُوَ مَا أَسْدَاهَا لِأَجْلِهِ مِنْ حِكْمَةٍ وَرَحْمَةٍ " (تفسير المنار : 8/290 ).

والذي يهمنا من معاني الشكر ما تعلق منه باللسان وأن حقيقته اللغوية هي الثناء : الذي هو تكرار أوصاف المنعم حمداً له على نعمه .

قال ابن فارس – رحمه الله - : " (شكر) الشين والكاف والراء أصولٌ أربعةٌ متباينةٌ بعيدة القياس. فالأول : الشُّكر : الثَّناء على الإنسان بمعروف يُولِيكَهُ ".(معجم مقاييس اللغة :3/161) .

وقال ابن منظور – رحمه الله - : " الشُّكْرُ عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه " (لسان العرب : 4/424) .

نستفيد من هذا أن الشكر يكون بأمرين :

التحدث بالنعمة ونشرها وعدم سترها وجحدها .
الثناء على المنعم بها .

ولهذا قال الراغب – رحمه الله - : " شكر : الشكر تصور النعمة وإظهارها ، قيل وهو مقلوب عن الكشر أي الكشف ، ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها ، ودابة شكور مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها ، وقيل أصله من عين شكرى أي ممتلئة ، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه " (المفردات للراغب ، ص/265 ) .

وهذان المعنيان ثبتا في عدد من الأحاديث التي تبين أن الشكر القولي حقيقته إظهار النعمة ونشرها ، والثناء على المنعم بها بذكر أوصافه وتكرار ذلك ، ومنه حمده ، وإليك بعضها :

1) " التحدث بنعمة الله شكر " من حديث النعمان بن بشير . ( حسن : صحيح الجامع ، برقم :3014) .

2) " كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول : لولا أن الله هداني فيكون له شكر و كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني فيكون عليه حسرة " من حديث أبي هريرة . ( حسن : صحيح الجامع رقم : 4514 ) .

3) " من أعطي عطاء فوجد فليجز به ومن لم يجد فليثن فإن من اثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر " من حديث جابر بن عبد الله . ( صحيح : السلسلة الصحيحة ، برقم : 617) .

4) " من أتي إليه معروف فليكافىء به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره " من حديث عائشة ( حسن لغيره ، الترغيب والترهيب ، برقم : 972 ) .

5) " من أبلي بلاء فذكره فقد شكره و إن كتمه فقد كفره " من حديث جابر ( صحيح : صحيح الجامع رقم : 5933 ) .

6) " إذا رأى أحدكم مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني عليك و على كثير من عباده تفضيلا كان شكر تلك النعمة " من حديث أبي هريرة . ( حسن : صحيح الجامع رقم : 555 ) .

7) " وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله : " رأيت فلانا يشكر يذكر أنك أعطيته دينارين " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فما شكر ، وما يقوله إن أحدكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار .
قال : قلت يا رسول الله لم تعطهم . قال : " يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل
" من حديث أبي سعيد ( صحيح الترغيب والترهيب ، برقم : 844 ) .

8) " أخبرنا عبد الله بن قطحبة حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قَالَ:
أَتَى أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الْأَشْهَلِيُّ النَّقِيبُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِيهِمْ حَاجَةٌ قَالَ: وَقَدْ كَانَ قَسَمَ طَعَامًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(تَرَكْتَنَا حَتَّى ذَهَبَ مَا فِي أَيْدِينَا فَإِذَا سَمِعْتَ بِشَيْءٍ قَدْ جَاءَنَا فَاذْكُرْ لِي أَهْلَ الْبَيْتِ) قَالَ: فَجَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ طَعَامٌ مِنْ خَيْبَرَ: شَعِيرٌ وَتَمْرٌ قَالَ: وجُلُّ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ نِسْوَةٌ قَالَ: فَقَسَمَ فِي النَّاسِ وَقَسَمَ فِي الْأَنْصَارِ فَأَجْزَلَ وَقَسَمَ فِي أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَأَجْزَلَ فَقَالَ لَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ يَشْكُرُ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَنَّا أَطْيَبَ الجزاء ـ أو قال: خيراً ـ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ أَطْيَبَ الْجَزَاءِ ـ أَوْ قَالَ: خَيْرًا ـ مَا عَلِمْتُكُم أعِفَّة صُبُرٌ وَسَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فِي الْأَمْرِ وَالْعَيْشِ فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحوض
" . قال الألباني في التعليقات الحسان : " صحيح ـ ( الصحيحة ) : (3096) " .

فالمقصود من هذه الأحاديث أن من أراد أن يشكر الله بالقول فله سبيلان :

الأول / التحدث بالنعمة .

الثاني / أن يحمده ويثني عليه بها .

ومما يدل على ذلك – أيضاً – وبصورة صريحة قوله – عليه الصلاة والسلام - : " افضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الشكر الحمد لله " . . ( حسن : السلسلة الصحيحة ، برقم : 1497) .

ومما يدل عليه قَوْله تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إنْ كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ } . فَأَمَرَ بِالْأَكْلِ وَالشُّكْرِ . وَفِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ بِأَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا } فجعل من الشكر على النعمة حمد الله عليها .

فالحمد هو أحد أنواع الشكر ، فمن أراد أن ينشأ الشكر اللساني فليحمد لله ، فهو شكر .

قال شيخ الاسلام – رحمه الله - : " وَإِذَا كَانَ الْحَمْدُ لَا يَقَعُ إلَّا عَلَى نِعْمَةٍ ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ رَأْسُ الشُّكْرِ ، فَهُوَ أَوَّلُ الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى نِعْمَةٍ وَعَلَى حِكْمَةٍ ، فَالشُّكْرُ بِالْأَعْمَالِ هُوَ عَلَى نِعْمَتِهِ ، وَهُوَ عِبَادَةٌ لَهُ لِإِلَهِيَّتِهِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ حِكْمَتَهُ ، فَقَدْ صَارَ مَجْمُوعُ الْأُمُورِ دَاخِلًا فِي الشُّكْرِ . وَلِهَذَا عَظَّمَ الْقُرْآنُ أَمْرَ الشُّكْرِ ، وَلَمْ يُعَظِّمْ أَمْرَ الْحَمْدِ مُجَرَّدًا إذْ كَانَ نَوْعًا مِنْ الشُّكْرِ ، وَشُرِعَ الْحَمْدُ الَّذِي هُوَ الشُّكْرُ مَقُولًا أَمَامَ كُلِّ خِطَابٍ مَعَ التَّوْحِيدِ ، فَفِي الْفَاتِحَةِ الشُّكْرُ مَعَ التَّوْحِيدِ ، وَالْخُطَبُ الشَّرْعِيَّةُ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ الشُّكْرِ وَالتَّوْحِيدِ . وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ نَوْعَانِ : فَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِيهَا الشُّكْرُ وَالتَّنْزِيهُ وَالتَّعْظِيمُ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فِيهَا التَّوْحِيدُ وَالتَّكْبِيرُ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } " ( مجموع الفتاوى : 8/211 – 212 ) .

إذا كان شكري نعمة الله نعمة....علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله....وإن طالت الأيام واتصل العمر


اللهم اجعلنا من الشاكرين نعمك المثنين بها عليك والحمد لله رب العالمين .





عمربن محمد بدير 10-08-2013 03:50 PM

(وقليل من عبادي الشكور)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه ، فشكر الله له فغفر له ) رواه البخاري ومسلم .


الشكر لله عز وجل (ابن أبي الدنيا) - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF

www.waqfeya.com/book.php?bid=680‏


الساعة الآن 01:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.