{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر الأخوات العام - للنساء فقط (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   دفاعا عن الإمام الألباني - لتلميذه الشيخ علي الحلبي - رحمهما الله - (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=73541)

أم زيد 07-04-2021 09:37 PM

دفاعا عن الإمام الألباني - لتلميذه الشيخ علي الحلبي - رحمهما الله -
 
دفاعًا عن الإمام المحدِّث محمَّد ناصر الدِّين الألباني
(ت 1420 هـ)

-قدَّس الله روحَه، ونوَّر ضريحَه-


بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم


إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ -لَا شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بَعْدُ:
فهذا نظمٌ عِلميٌّ يَحوي جانبًا من الحقِّ الواجبِ علينا تُجاه شيخنا الأستاذ الحبيب، ووالدنا العلامة الأريب أبي عبد الرَّحمن ناصر الدِّين الألباني -أسبغَ اللهُ عليه شآبيب رحمته-...
... وصلى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب:
أبو الحارث الحلبي الأثري
-عُفي عنه-


مدخَل

الحمدُ للهِ العظيمِ الشَّانِ ... ثم الصَّلاةُ على النَّبي العدناني
والصَّحبِ والآلِ كذاكَ لِتابعٍ ... بالخيرِ والحقِّ من الإحسانِ
فالقصدُ من هذا القصيدِ وَفاؤُنا ... بالحقِّ نحو إمامِنا الألباني



طلبُه لِلعلمِ

كبِرَ الفتى مُتعلِّمًا وشُيوخُهُ ... عددٌ فمنهمْ (والدٌ) ذا الحاني
والشَّيخُ (بهجتْ) عالِمٌ متفرِّدٌ ... بل زِدْ عليه (سعيدًا البرهاني)
والشيخُ (راغبُ) في الحديثِ تَخصُّصٌ ... أعطى إجازتَه له بِبَيانِ
فهمُ شيوخُ العلمِ في سوريَّةٍ ... أكرِم بهم عِلمًا وخُلقًا ثاني
لُغةٌ وعِلمُ الفقهِ أو في سُنَّةٍ ... أو عِلمِ تجويدٍ لذا القرآنِ
فلْيخسأِ القَوَّالُ جهلًا فاضحًا ... أن لا شيوخَ له بِلا تِبيانِ



الجامعة الإسلاميَّة

في صرحِ جامعةٍ كثيرُ مشايخٍ ... عَظُموا بِفقهٍ ثابتِ الأركانِ
في طَيْبَةَ النُّورِ اجتماعٌ خيِّرٌ ... فيه الهدى بالعلمِ والإيمانِ
بِمدينةِ المختارِ عزَّ جَنابُها ... في ذكرياتٍ دونما نِسيانِ
للدعوةِ الغرَّاءِ دعوةِ أحمدٍ ... في منهجِ الأسلافِ بِالعِرفانِ
كانت ثلاثًا من سنينٍ بَرَّةٍ ... منها التلاميذُ اهتَدَوا بِأمانِ



أخلاقُه

أخلاقُه في ذُروةٍ بِتأدُّبٍ ... من نورِ أحكامٍ منَ القرآنِ
بِمحجَّةٍ بيضاءَ كان طريقُه ... في منهج السَّلف الهُدى الرَّبَّاني
فتواضُعٌ في الشَّيخ خُلْقٌ واضحٌ ... لا يختفي إلا على العُميانِ
قد كان دَومًا كالحكيمِ مُردِّدًا ... حُبُّ الظُّهورِ مُقوِّضُ الأركانِ
والصَّبرُ منه شِعارُهُ ودِثارُهُ ... فتأدُّبٌ وتجلُّدٌ نُورانِ
كانا بِصدرِ الشَّيخِ ضَوءًا ساطعًا ... بهما تفجَّرَ عِلمُه الرَّبَّاني
ورُجوعُه للحقِّ نهجٌ ظاهرٌ ... في كُتبِه ومجالسِ الخِلَّانِ
لا بالتَّكبُّرِ أو غُرورٍ قاتلٍ ... أدَبٌ وعِلمٌ فيه مُجتمعانِ
وتعقُّبٌ تَعقيبُ ذا أكرِم بِهِ ... لِمُجالسٍ فيها بلا أضغانِ
لا ليس يَحقِدُ أو يُكِنُّ بِقلبِهِ ... غِلًّا به يَعلوكَ كالبركانِ
وجهٌ توحَّدَ ظاهرًا أو باطنًا ... بِصراحةٍ لا ما له وجهانِ
فالحقُّ عنوانٌ له في نفسِه ... من غيرِ تزييفٍ ولا مَيَلانِ
زِدْ فوق هذا رِقَّةً رَقراقةً ... بالدَّمعِ تَغرَق منه ذي العَينانِ


الابتلاءات والمِحَنُ

إنَّ البلاءَ إذا يَحِلُّ بِمسلمٍ ... عنوانُ فضلِ الثَّابتِ الإيمانِ
فالشَّيخُ في محنٍ تَحُلُّ بِجَنبِهِ ... من سِجنٍ او نفيٍ كذا عُدوانِ
...
لكنَّ صبرَ الشَّيخ قُلْ ودُعاؤُهُ ... لله باللهِ فَمَوصولانِ
...
كذبوا عليهِ وثوَّروا أتباعَهمْ ... فالجهلُ منهُم والهوى وِقرانِ
لا لستُ أعذِرُهُم فَهُمْ بِخطابةٍ ... وكتابةٍ أيضًا وبالهَيَجانِ
قد جئتُهُ في بيتِهِ مستفسِرًا ... فإذا به مُتماسِكُ البُنيانِ
قد قال قولًا صابرًا ومُصبِّرًا: ... ذاكَ الهُراءُ كَزَوبعِ الفنجانِ


دعوته ومنهجُه

طالَتْ منارةُ شيخِنا في دعوةٍ ... أقطارَ دُنيا في جميعِ مكانِ
عَمَّانُ سورِيَّا الرِّياضُ ومِصرُهُمْ ... يَمَنٌ وتونُسُ قُلْ كذا بِعُمانِ
وكذاكَ أمريكا أُورُبَّا مِثلُها ... وجزائرٌ حتى إلى لُبنانِ
عِلمٌ تَشَيَّدَ بالصحيحِ بِناؤُهُ ... دون الجهالةِ أو بِقَولٍ ثاني
(العلمُ قال اللهُ قال رسولُهُ ... قال الصَّحابةُ) دون رأي فُلانِ
وكذاكَ توحيدٌ تحقَّق أصلُهُ ... لَمُهدِّمٌ أركانَ ذي العدوانِ
مِن مُشرِكٍ أو بالخرافةِ غارقٍ ... مُتكلِّمٍ في منطقِ اليونانِ
وكذا التصوُّفُ في ابتداعٍ جاهلٍ ... مِن مارقٍ مُتراقصٍ خَوَّانِ
فالحقُّ تصفيةٌ وتربيةٌ كذا ... في دعوةٍ سارتْ مدى المَلَوانِ
ذي دعوةٌ أهلُ الحديثِ رجالُها ... وكذاكَ مثلُهمُ ذوُو القرآنِ



ثناءُ العلماءِ عليهِ

مِن غيرِ إحصاءٍ ولا حصرٍ ولا ... عدٍّ ولا تَحريرِ ذي الحُسبانِ
إنِّي لأذكُر (بعضَ) مَن قد أنصفوا ... فثناؤُهُم تَبجيلُهم نُورانِ
هذا (ابنُ إبراهيمَ) شيخٌ عالِمٌ ... شيخُ ابنِ بازٍ إذْ هُما عَلَمانِ
فالشَّيخُ والتلميذُ شيخٌ مِثلهُ ...كلٌّ له مُثنٍ بِلا خِذلانِ
قال (ابنُ بازٍ): إنَّه لَمُجدِّدٌ ... عِلمَ الحديثِ بِجُهدِه الوحداني
و(ابنُ العثيمين) الفقيهُ بِعِلمِهِ ... نَصَرَ الحقيقةَ دونما كِتمانِ
والشَّيخ (حمَّادُ) الكبيرُ بِسُنَّةٍ ... هو عارِفٌ فضْلًا بِلا ثُنيانِ
والشَّيخ (عَبَّادٌ) إمامُ مدينةٍ ... وكذاك (شَقرةُ) في جميلِ بيانِ
وكذاكَ (سِنديٌّ) وقُلْ (فُلَّاتَةٌ) ... و(بَديعُ دينٍ) مثلُ شيخِ (أمانِ)
وكذاك مُفتٍ في الرِّياضِ فإنَّهُ ... مِن (آلِ شَيخٍ) عِلمُهم رَبَّاني
وكذاك غيرُ أولاءِ مِن علمائِنا ... في ذا الزَّمان كذا بكلِّ مكانِ



شبهاتٌ وأجوبتها

أهلُ الجهالةِ وجَّهوا بِسهامِهمْ ... للشَّيخ شُبهاتِ الهوى الشَّيطاني
لكنَّها سقطتْ وطاحتْ مثلَما ... يَهوِي الغَريمُ بِضربةٍ وطِعانِ
وكذا الحسودُ بِضُرِّهِ وبِشَرِّهِ ... هو غارقٌ في هُوَّةِ الخسرانِ
مِثلٌ لِهذَينِ الضَّعيفُ تَردُّدًا ... بين المحِقِّ وبين ذي البطلانِ
لا ليس يَدري أينَ يأوي آخِرًا ... مِن أوَّلٍ كَتَلَدُّدِ الحَيرانِ
قالوا: مُحدِّثُ غيرُ ذي فِقهٍ ولا ... عِلمٍ به قولَ المُسيء الشَّاني
قُلنا: فسادٌ قولُكم بل باطلٌ ... فالفقهُ عند الشَّيخِ أصلُ مَباني
هذا الحديثُ بأصلِه وبِفصلِهِ ... هذي "الفتاوى" شاهدٌ لِعيانِ
وكتابُ ربِّي قبلَ هذا كلِّهِ ... أصلٌ أصيلٌ مِن هُدى الفرقانِ
أين المثيلُ بِكُتبِ فقهٍ قد مضى ... لِكتابِ "أحكام الجنائز" داني
وكذا "الثمارُ المُستطابةُ" جَنْيُها ... فِقهٌ له العينانُ شاخصتانِ
وكذا تعقُّبُ "فقهِ سُنَّةِ" سيِّدٍ ... بالفقهِ والأصلَين والقرآنِ
و"جِيادُ تعليقاتِه" لكنَّه ... مفقودُ ثم وجدتُهُ بِبَناني
إن كان هذا غيرَ فِقهٍ فَمَنْ ... هو ذا الفقيهُ الحقُّ بالبرهانِ
...
قالوا بإرجاءٍ تلبَّس شيخُكمْ ... قد زلَّ فيه بمنهجِ الإيمانِ
قلنا لهم يا قومُ ربَّكمُ اتَّقوا ... خيرٌ لكمْ مِن قولِ ذي البهتانِ
هذا هو الظُّلمُ الظَّلومُ فَجَهلُكمْ ... لا يَنطلي إلا على الصِّبيانِ
أنتمْ لِجهلِكمُ خلطتُمْ باطلًا ... بالحقِّ لكن دونما أوزانِ
فالحقُّ خَسرانٌ بِباطلِ قولِكمْ ... هذي الحقيقةُ دونما نُقصانِ
فالشَّيخُ في (التَّكفيرِ) ضابطُ قولِهِ ... عِلمٌ وعِلمٌ ثم عِلمٌ ثانِ
لا بالجهالةِ والحماسةِ قائلٌ ... أو بالعواطفِ ليس يجتمعانِ
يكفي لدى الشَّيخ الثَّناءُ مِن الأُلى ... عرَفوا العلومَ وحقَّقوا بِبَيانِ
الشيخُ (عبدُ العزيزِ) ومثلُه ... (إِبنُ العُثيمينِ) هُما صِنوانِ
قد وافقوهُ وأيَّدوا ما قاله ... بالحقِّ والتَّصريحِ والبرهانِ
إنِّي وربِّي حالفٌ بِرًّا بهِ ... أنَّ الجهالةَ فيهمُ وَصفانِ
وصفٌ من الجهل البسيطِ تلبَّسوا ... ظُلمًا به ثم المركَّبُ ثانِ
لا يَعرفون رجاءَنا حقًّا ولا ... إرجاءَ جهلٍ مِن أُولى الهذَيانِ
إن العجائبَ منهمُ لا تَنقضي ... بجهالةٍ ومقالة البهتانِ
...
قالوا: فشَيخٌ لم يُرَبِّ لأُمَّةٍ ... خُلُقًا ولا أدَبًا هُما مِثلانِ
قلتُ: العلومُ بها تربَّى شيخُنا ... وبها تربَّى جيلُنا القرآني
إن لم تكنْ هذي العلومُ مُربِّيًا ... قل لي بِربِّك هل هما شيئانِ
فالعلمُ تصفيةٌ وتربيةٌ بهِ ... فهُما كَحالٍ بعدُ متَّحدانِ


جائزةُ الملك فَيصل للدِّراساتِ الإسلاميَّة

قد حاز شَيخي في العلومِ مكانةً ... أسمَى من المُلكِ لذي التِّيجانِ
قد جاءتِ الدُّنيا لِتسعى نحوهُ ... فإذا بها مردودةٌ بِهوانِ
لكنَّ أهلَ الفضلِ مِن إنصافِهمْ ... عرَفوا له فضلًا مَزيدًا ثاني
مِن قبلِ وقتٍ مُذْ شُهورٍ قد مضتْ ... جاء المُهاتِفُ مُخبرًا بِأمانِ
أن نالَ شيخٌ للحديثِ مكانةً ... أخرى تُضافُ له من الشُّكرانِ
من فيصلٍ بِجوائزٍ قد خُصِّصتْ ... للعلمِ تكريمًا بِلا مَنَّانِ
فَلْتَهنئي يا جائزاتُ بِفرحةٍ ... فرَحًا به عِزٌّ مدى الأزمانِ



وفاتُه
....
في موتِ عالِمِنا حياةٌ حُرَّةٌ ... فالموتُ للعلماءِ ذِكرٌ ثانِ
أمَّا الجهالةُ أهلُها هُمْ مثلُها ... قد طُيِّروا مِن جهلِهمْ كدُخانِ
هُم ميِّتونَ بِذي الحياةِ ولو مضَتْ ... أنفاسُهُمْ في نبضِهِمْ بِثوانِ



خاتمة

والختمُ مِنِّي دعوةٌ موصولةٌ ... بالحبِّ والتَّقديرِ والعِرفانِ
لا لستُ أَغلو أو أكونُ مُفرِّطًا ... فَكلامُنا في شيخِنا وسطاني
لا لستُ أرجو فخرَ دُنيا إنَّني ... مولايَ أسألُ حِفظَه لِجَناني


منتقى من: "المنظومة النونيَّة في مآثرِ وآثارِ ورثاءِ العلامة الألباني مُجدِّد علوم السُّنَّة النَّبويَّة"، لفضيلة الشَّيخ العلَّامة عليِّ بنِ حسنٍ الحلبيِّ -رحمهما الله رحمةً واسعة-.

أم زيد 07-05-2021 08:43 AM

وقال -رحمهُ الله-:

فلا يَغرُركَ مِن جهلٍ سَناءٌ ... ولا لونٌ له حُسنُ البريقِ
فـ(ناصرُنا) و(بازٌ) و(العُثَيمُ) ... أئمَّتُنا إلى هذا الطريقِ
طريقِ السُّنَّةِ الغَرَّا بِفهمٍ ... هو الدُّرُّ المصفَّى كالعقيقِ
فتصفيةٌ وتربيةٌ سَويًّا ... لها رَوحٌ كَأطيبِ ذا الرَّحيقِ
بِعلمٍ أصلُهُ زادٌ عظيمٌ ... مِن القرآنِ والسَّندِ العريقِ
سبيلُ السَّالفين لنا شِعارٌ ... كذاك دِثارُنا نهجُ العتيقِ



[نقلًا من كتابهِ: "الرَّد البرهانيّ في الانتصارِ للعلامةِ الألبانيّ" -رحمهما الله-، (38)]

أم زيد 07-06-2021 08:24 AM

وأعزُّ (الوفاء): ما كان لأعيانِ العلماء؛ موافقةً لعقيدتِهم السَّواء، وتوحيدهم ربَّ الأرضِ والسَّماء..
وما أجمل ما قيل:
وجرَّبنا وجرَّب أوَّلونا ... فلا شيءٌ أعزَّ من (الوفاءِ)
وأقول:
وفاءٌ نحو أشياخٍ كبارٍ ... وفاءٌ في العقيدةِ كالشِّفاءِ

[من: "الرَّد البرهانيّ في الانتصارِ للعلامةِ الألبانيّ"، (52)]

أم زيد 07-06-2021 08:30 AM

لا يضرُّ البحرَ أمسى زاخرًا ... أن رمى فيه غُلامٌ بِحَجَرْ
ولا يضيرُهُ -أيضًا-ولا يضرُّهُ- أن يثِبَ عليه أجرياءُ أُجراءُ -غيرُ أبرياء، ولا أسوياء-، يتناوَشونَه، ويطعنونهُ؛ بلا عِلمٍ، ودون حِلم...
["الرَّد البرهانيّ في الانتصارِ للعلامةِ الألبانيّ"، (65)]

أم زيد 07-08-2021 08:03 AM

فتوى لفضيلة الشَّيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين -رحمهُ الله- فيها الثَّناء على العلامة الألباني -رحمه الله- نقلَها تلميذهما فضيلة الشَّيخ علي الحلبي -رحمه الله-، قال الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله-ردًّا على من اتَّهم الشيخ الألباني في عقيدتِه-:
(( أقول لكم كما قال الأوَّل:
أقِلُّوا عليهم لا أبا لأبيكُمُ ... مِن اللًّومِ أو سُدُّوا المكانَ الذي سَدُّوا
الألباني -رحمه الله- عالِمٌ مُحدِّث فقيه...
وأنا أشهدُ للشَّيخ الألباني -رحمه الله- بالاستقامةِ، وسلامة المعتَقد، وحُسن القصد)).
وقال في فتوى أخرى له -رحمه الله-:
((الألباني رجلٌ من أهل السُّنَّة -رحمه الله-، مُدافعٌ عنها، إمامٌ في الحديث، لا نعلمُ له أحدًا يُباريه في عصرِنا؛ لكن بعض النَّاس -نسأل الله العافية- يكون في قلبِه حقدٌ، إذا رأى قَبول الشخص؛ ذهب يلمزُه بشيء؛ كفعل المنافقين {الذين يَلمِزون المُطَّوِّعينَ من المؤمنينَ في الصَّدقاتِ والذين لا يَجِدون إِلَّا جُهدَهمْ}؛ يلمزون المتصدِّق المُكثِر من الصدقة، والمتصدِّق الفقير.
الرَّجل -رحمه الله- نَعرفه من كُتبه، وأعرفه بمجالستِه -أحيانًا-: سلفي العقيدة، سليم المنهج...)).
...أقول [أي: الشيخ علي الحلبي-رحمه الله-]:
ولقد سُئل أستاذُنا العلامة الإمامُ، سماحةُ الشَّيخ أبي عبد الله عبد العزيزِ بن عبد الله بن باز -تغمَّده الله برحمته-في (لقاء البصائر)-وهو مشهور سائر- سؤالًا حول هذا الأمر -نفسِه-:
((يُثيرُ (بعضُهم) شبهاتٍ حول (عقيدة) العلامة الشَّيخ محمَّد ناصر الدِّين الألباني -حفظهُ الله-، وينسبونه إلى بعض الفِرق الضَّالة -(كالمرجئة)-؛ فما نصيحتكم لأولئك؟)).
فأجاب -رحمه الله-:
((الشَّيخ ناصر الدِّين الألباني من إخوانِنا المعروفين المحدِّثين -من أهل السُّنَّة والجماعة-؛ نسأل الله لنا وله التَّوفيق والإعانةَ على كلِّ خير.
والواجبُ على كل مسلم أن يتَّقيَ الله، وأن يُراقب اللهَ في العلماءِ، وألا يتكلَّم إلا عن بصيرة)).
إذا قالتْ حذامِ فَصدِّقوها ... فإنَّ القولَ ما قالت حذامِ
وأقولُ -أخيرًا-:
فقارِن بين جهلِهِمُ وحقٍّ ... من الأشياخِ في هذا الكلامِ
كلامُ العلمِ والحقِّ المُبينِ ... يُقابِلُهُ كَلامٌ كالكِلامِ
فماذا أنتَ قائلٌ -أيُّها الغَويُّ المائل-؟!
آلصَّواب معك؟! أم هو الكذبُ والمَينُ؟!
أم أنَّه -بلا رَيب- مع هذين الإمامَين الكبيرَين؟!
كالفَرْقَدَينِ إذا تأمَّلَ ناظرٌ ... لم يَعْلُ موضعُ فَرقدٍ عن فَرقدِ


[نقلًا من "الرَّد البرهاني في الانتصار للعلامةِ الألباني"، للشيخ علي الحلبي -رحمهما الله-، (71 ، 72، 73-74)].

أم زيد 07-08-2021 08:09 AM

وسنبقى -بِمِنَّة الله وتوفيقِه- أوفياءَ لِدينِنا، أعزةً بِمنهجِنا، ذابِّين عن شيخِنا الإمام -بالحقِّ، إلى الحقِّ، لا شيء غير الحق-..
ولن يضرَّنا -من قبلُ ومن بعد- سَفهُ السُّفهاء، ولا طَيشُ البُلداء، ولا كَيد (المشاغِبين) الجبناء، ولا تطاوُل المجهولين الجُهلاء!!


["حق كلمة (الإمام الألباني) في سيد قطب"، (83-84)]

أم زيد 07-09-2021 01:18 PM

والشَّيخُ الألبانيُّ -رحمهُ الله- في (قضيَّة التَّكفير) يَسيرُ على منهجِ أهل السُّنَّة؛ حَذوَ القُذَّةِ بالقُذَّة -شاء مَن شاء، وأبى مَن أبى-.
والعلماءُ المنصِفون شهِدوا له بذلك -تمامًا-.




["مع محدِّث العصر.."، (142)]

أم زيد 07-09-2021 01:22 PM

ذا ناصرٌ سُنَنَ النبيِّ المصطفى ... قُلْ كـ(البخاريِّ) وقُل كـ(مُسدَّدِ)
وكذاكَ (مُسلمُ) (تِرمِذيٌّ) (ماجةٌ) ... (داودُ) و(ابنُ شُعيبِ) مثلُ الـ(أحمدِ)
ذي عُصبةُ التَّحديثِ فَخْرُ رجالِنا ... فاخرسْ عدوَّ الحقِّ أو فَلْتَرقُدِ
فعقيدةُ الأسلافِ رأسُ طريقِنا ... وكذاك نهجٌ للحبيبِ محمَّدِ


["الرَّد البرهاني.." (247-248)، منظومة "المئويَّة السلفيَّة"، الأبيات السابقة من نظم الشيخ علي -رحمهُ الله-]

أم زيد 07-10-2021 02:15 PM

فالشيخُ الألباني -في باب الإيمان- على منهج السُّنَّة والجماعة.
بل هو الذي خرَّج أحاديثَ كتاب "الإيمان" لابن تيميَّة، وهو أولُ مَن نشرَ كتاب "الإيمان" لأبي عُبيد، وكتاب "الإيمان" لابن أبي شَيبة؛ انتصارًا لعقيدةِ السَّلف، وهي كتب السَّلف، وكتب أئمَّة السَّلف.
وهو الذي خرَّج -أيضًا- أحاديث كتاب "شرح العقيدة الطَّحاويَّة" لابن أبي العزِّ الحنفي، بل وشرحَ "الطَّحاويَّة" في كتاب صغير، سمَّاه: "العقيدة الطَّحاوية: شرحٌ وتعليق".
وردَّ في حواشيها على بعض العلماء الذي جعلوا الخلافَ بين المرجئة وأهل السُّنَّة خلافًا صُوريًّا! وبيَّن أنَّه خلاف حقيقيٌّ، وأن الأعمالَ من الإيمان، وأن الإيمانَ قولٌ، وعمل، واعتقاد، وأنَّه يزيدُ وينقص.
ثم بنى على هذه الأصول (قضيَّة التَّكفير) ضمن الضَّوابط الدَّقيقة التي أقرَّه عليها مشايخُ العصر والزَّمان، وبخاصَّة الشَّيخين الجليلَين: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين -رحمهم الله-تعالى-أجمعين-.

["مع محدِّث العصر.."، (143-144)]

أم زيد 07-12-2021 12:54 PM

[في قضيَّة التَّكفير/التبديع]
الشَّيخ الألباني كان يُقيم مذهبَه -في هذه القضيَّة- على أصلَين:
الأصل الأوَّل: واقعٌ عمليٌّ تربويٌّ -عامٌّ-، بَناه على كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "أهل السُّنَّة أعرف النَّاس بالحقِّ وأرحمهم بالخلق".
والأصل الثَّاني: بَناه على تقعيد لطيف جدًّا، أقامه على أصول الشَّريعة -في الكتاب والسُّنَّة-سواء في مسألة التَّكفير، أو في مسألة التَّبديع-؛ وهي أنَّه: (ليس كل مَن وقع في الكفر وقع الكُفر عليه، وليس كلُّ مَن وقع في البدعة وقعتِ البدعةُ عليه).
["مع محدِّث العصر.."، (161)].

أم زيد 07-12-2021 01:05 PM

[سجن الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ-]
سؤال:
ما سبب سجن الشَّيخ الألباني -رحمهُ اللهُ-تعالى-؟
الجواب:
{وَما نَقَموا مِنهُمْ إِلَّا أَن يؤمِنوا باللهِ العَزيزِ الحَميد}؛ ليس من سببٍ لسجن الشيخ الألباني إلا هذا!
الشَّيخ الألباني مِن يومِه الأوَّل وهو يقول: (مِن السِّياسة تركُ السِّياسة).
ومِن يومِه الأوَّل لم يشتغل بالسِّياسة، ولا بالأحزاب، ولا بالمظاهرات، ولا بالانتخابات؛ لكن دعوة النَّاس للدِّين الحقِّ سبب يغيظ أعداء الله..سبب يغيظ الكفار -حتى الفُسَّاق والظالمين-، نسأل الله -تعالى- العافية.
الشَّيخ الألباني كان سجنه لدِينه، لم يكن لسياسة، ولم يكن لتنافُس دنيويٍّ؛ كما سُجن شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -أيضًا- للسبب نفسِه.
شيخ الإسلام كان يقول: (أنا رجل مِلَّة لا رجل دولة)، وكان سجنه -أيضًا- لقضايا عقائديَّة حيث شكاه بعض الفقهاء المتعصبين إلى السلطان، وسجَنَه لأجل ذلك.
أما السُّجناء المعاصِرون -إن جاز التَّعبير- هم سُجناء سياسيُّون، ونحن نقول:
فحسبُكُمُ هذا التَّفاوُت بيننا ... وكلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ

[تفريغًا من محاضرة: "نبذة في سيرة الإمام الألباني"، للشيخ علي الحلبي -رحمهما الله-، (1:18:18)]

أم زيد 07-13-2021 07:57 AM

والألباني يدعو إلى التَّوحيد على سبيل السَّلف، وعلى نهج شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وشيخ الإسلام محمَّد بن عبد الوهَّاب، وألَّف في ذلك عددًا من الكتب، ويُحارب البدعَ على منهج السَّلف...، وكتُبُه مليئة بذلك، وشغله الشَّاغل -بِمنَّة الله عليه- طيلة حياتِه: خدمة السُّنَّة، وخدمة العقيدة ومنهج السَّلف...
والألباني يدعو إلى التَّوحيد الذي جاء به الأنبياء، ودرج عليه الصَّحابةُ والتَّابعون لهم بإحسان إلى يومِنا هذا.
["مسائل عِلميَّة في الدَّعوة والسِّياسة الشَّرعيَّة"، (33-34)].

فالألباني مشهور لدى الخاصِّ والعامِّ بمحاربتِه التَّكفير، وكتُبُه وأشرطتُه مليئةٌ بذلك، ولا يكابر في منهجِه -هذا- وواقعه المستقيم: إلا كلُّ أفَّاكٍ أثيم.
والحزبيُّون والتَّكفيريُّون -في العالَم كلِّه- يُحاربونه ويَطعنون فيه؛ لأنَّه حامل لواء الحرب على التَّكفير.
[المرجع السَّابق، (30)].


أم زيد 07-14-2021 01:51 PM

أمَّا العلماء في بلاد الحرمَين الشَّريفَين؛ فهُم -واللهِ- إخوانُ الألباني في العقيدة والمنهج ومُحاربة البدع، والخلافُ بينه وبينهم -إن وُجِد- فهو اجتهاديٌّ مَحض؛ كالخلاف بين مالك وأحمد والشَّافعي، وكلٌّ منهم يُحب صاحبَه ويقدِّره.
وإنَّنا -واللهِ- ما علِمنا عنه -رحمه الله- إلا حبهم وتقديرهم، ولا نعلم عنهم -حفظ الله أحياءَهم، ورحم أمواتَهم- إلا حُبَّ الألباني وتقديره والثَّناء الجميل عليه:
وكلمة المفتي الأكبر سماحة العلامة الشَّيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- فيه قامعةٌ لكلِّ مُغرِض سفيه، حيث وصفَه في "فتاويه" (4/92) -ضمن فتوى مخالِفة له في مسألة اجتهاديَّة- بأنَّه: "صاحب سُنَّة ونُصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل".
والذي تواتر عن سماحة الوالد العلامة أستاذنا الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- أنَّه يعدُّه مِن كبار العلماء المجدِّدين(1).
وكذلك فضيلة أستاذنا الشيخ عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-(2).
ويبلغنا عن فضيلة أستاذنا الشَّيخ محمد بن صالح بن عثيمين -حفظه الله- الثَّناء العاطِر عليه(3)، وأنَّه ما خدم السُّنَّة النبويَّة في هذا العصر مثله.
وكذلك فضيلة الشَّيخ صالح اللحيدان(4) -حفظه الله-.
ومثلهم الشَّيخ حمود التويجري(5) -رحمه الله-تعالى-.
وكذلك -أيضًا- العلامة حمَّاد الأنصاري(6) -رحمه الله-تعالى-.
وكذلك الشيخ محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله-(7).
وغيرهم من أهل العلم(8) -حفظ الله أحياءَهم ووفَّقهم، ورحم الله أمواتَهم وغفر لهم-.


__________________
(1) كما في "دفع التَّحريش" (ص38 و86).
وانظر -أيضًا- مقالة أخرى له -نفع الله بعلومِه- فيها مدح الشيخ الألباني والثَّناء عليه، وأنَّه: "لا يجوز سبُّه، ولا ذمُّه، ولا غيبتُه، بل المشروع الدعاء له بالمزيد من التَّوفيق وصلاح النيَّة والعمل"، في "مجلة الدعوة السعودية"، عدد 1449/ص: 26.
(2) وهو مسجَّل بصوتِه، ومشهور عند القاصي والدَّاني.
(3) ومن ذلك وصفُه إيَّاه بـ(محدِّث الشَّام)، وأنَّه "ذو عِلم جَمٍّ في الحديث رواية ودراية، وأنَّ الله -تعالى- قد نفع فيما كتبه كثيرًا من الناس من حيث العلم والمنهاج والاتجاه إلى عِلم الحديث".
ثم قال -بعد كلام-: "وعلى كل حال؛ فالرجل طويل الباع، واسع الاطِّلاع، قويُّ الإقناع" كما في كتاب "حياة الألباني" (2/543) للأخ الفاضل محمد بن إبراهيم الشَّيباني.
(4) أثنى عليه ومدَحه، وسمعتُه يقول في رمضان/سنة (1418هـ) في غرفته الخاصَّة -في الحرم المكي-: "أنا أُتابع كتب الألباني منذ عام 1377هـ".
(5) فقد ذكر ولدُه عبد الكريم في مقاله "عالِم فقدناه" -المنشور في "مجلة الأصالة" (العدد 3) بتاريخ 15 شعبان 1413هـ- موقف الشيخ حمود من الشَّيخ الألباني؛ فقال: "فقد كان مُحبًّا له، مُعجبًا به، مُثنِيًا عليه"، ثم قال: "ولقد قال -مرَّةً- بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: "إن الشيخ ناصرًا مِن أحقِّ مَن يُعطاها خدمةً للسُّنَّة"، ثم قال الأخ عبد الكريم: "ولقد دعاه الشيخ [حمود] إلى منزله حين زار الألبانيُّ الرياض في عام 1410هـ".
(6) وثناؤه عليه معروف مشهور، بل قرأتُ بخطِّه -من رسالة وجَّهها لشيخِنا- وصفه بـ"العلامة الشيخ محدِّث الدِّيار الشَّاميَّة"، وكانت الرسالة تحمل سؤالَين....
(7) حيث قال في مجلس مشهود -ما لفظُه-ضمن كلام-: "ذكرتُ عدَّة مرات أني أحبُّ الشيخ ناصر الألباني وأقدِّره، وفعلًا: أُشهد الله، ثم أُشهدكم -الحضور- بأني أحب فضيلة الشيخ ناصر الألباني وأقدِّره؛ لأنه من أهل العلم، ومن كبار علماء الحديث، فيجب أن نحب أهل الحديث وأهل العلم وأهل الفضل، نحبُّهم ونحترمهم".
(8) من ذلك ما كتبه إليَّ الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -سدَّده الله-في مفتتح عام (1407هـ)-ومن خطِّه أنقل-ضمن رسالة خاصَّة- أن عنده مشروعًا عِلميًّا بِاسم: "اختيارات الشيخ الألباني وتحقيقاته" قال عنه: "... وقد قطعتُ فيه مرحلة، وكنت أبيِّن -بإيجاز- سلفَه من أهل الع لم فيها، وقصدي تقريب فقه الدَّليل من ناحية، وإحباط المقولة الشَّائعة عنه أنه ليس فقيهًا! أو أنَّه لديه شُذوذ في الرَّأي!".
ومنه -أيضًا- قول الشيخ المحدِّث عبد الله بن محمد الدُّويش -رحمه الله- بعد ذكره شيئًا من ملاحظاتِه الحديثيَّة على الشيخ الألباني؛ حيث قال -كما في مقدمة كتابه "تنبيه القاري.." (ص: أ): "وهي تُعدُّ قطرة في بحر في مقابل خدمته للسُّنَّة ونشرها".
...
ولو جُمعت كلماتُ أهل العلم في مدح الشيخ الألباني والثَّناء عليه -وذكرتُ عباراتهم-؛ لجاءت في رسالة لطيفة (قد) تُسمَّى: "الردّ الوافر بعقد الخناصر: على مَن طعن في العلامة الشيخ ناصر".
ثم؛ بعد وفاة شيخنا -رحمةُ الله عليه- وردتنا ألفاظُ ثناء علماء آخرين كبار -عليه-رحمه الله-؛ من مثل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ عبد الله ابن جبرين، وغيرهما.


["مسائل عِلميَّة في الدَّعوة والسياسة الشَّرعيَّة"، (35-37) -مع الحواشي-].

أم زيد 07-15-2021 02:34 PM

ونحن نعتقد أنَّ ما قاله الإمامُ ابنُ باز وسائر إخوانِه من أهل التَّوحيد والسُّنَّة في كل صُقع:
أن العلامةَ الألبانيَّ في عداد المجدِّدين؛ لهو حقٌّ ويقين..رغم أُنوف الخائضين المناوِئين!!
فهذا الحقُّ ليس بهِ خَفاءٌ ... فدَعْني مِن بُنَيَّاتِ الطَّريقِ


["مسائل عِلمية.."، (56)]

أم زيد 07-15-2021 02:44 PM

والعلامةُ الألباني -رحمةُ اللهِ عليه- من كبار علماء السُّنَّة في هذا العصر -رغم أنوف كل أهل الأهواء-، وله جهود مباركةٌ مسدَّدة ضد أهل البدع، ولا سيَّما التَّكفيريِّين والحزبيِّين والثَّوريِّين السِّياسيِّين؛ الذين لم يتولَّد عن فظائعهم إلا السُّوء، ولم يَنتُج عن فعائلهم إلا الدَّمار؛ وقد استفاد من جهودِه الميمونةِ -رحمه الله- علماء المنهج السَّلفي وطُلَّابُه على مستوى العالَم كلِّه.

["مسائل عِلميَّة.."، (62)]

أم زيد 07-16-2021 01:22 PM

والشَّيخ الألباني -كما هو معلومٌ عنه من القاصي والدَّاني- يَرى إصلاح هؤلاء -جميعًا-حُكَّامًا ومحكومين- عن طريق:
الدَّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعن طريق العلم والسُّنَّة والتَّوحيد.
لا عن طريق الثَّورات والانقلابات، ولا عن طريق التَّكفير والتَّفجير؛
بل هو -رحمه الله- مُحاربٌ لهذا، مُضادٌّ له.


["مسائل عِلميَّة.."، (70-71)]


أم زيد 07-16-2021 01:24 PM

إن منهج الألباني واضحٌ كالشَّمس في رائعةِ النَّهار، فدعوتُه هي دعوة السَّلف الصَّالح؛ حقيقةً ومنهجًا وغايَة.
وخلافُه مع معظم الجماعات -عقيدةً ودعوةً- ظاهرٌ كالقمر ليس دونه غَيايَة.


["مسائل عِلميَّة.."، (88)]

أم زيد 07-18-2021 01:38 PM

وكلام شيخِنا الألباني -رحمه الله- في ذمِّ الحزبيَّة والتَّحزُّب كثير وكثير؛ منه قولُه فيه: "ليس من الإسلام في شيء، بل ذلك مما نهى عنه ربُّنا.."، وقولُه: "هذه الأحزابُ لا نعتقد أنَّها على الصِّراط المستقيم، بل نجزم بأنَّها على تلك الطُّرق التي على رأس كلٍّ منها شيطان يدعو النَّاسَ إليه".
ونصح -رحمةُ الله عليه-في أكثر من مناسبة- المسلمَ: "أن لا يتحزَّب، وألا يتكتَّل مع أي جماعة، أو مع أيِّ فرقة".
هذا هو موقف شيخنا الألباني -رحمه الله- الذي قضى جُلَّ حياتِه عليه، يعرفه عنه، ويُسلِّم له بع، ويراه واضحًا كالشَّمس: كلُّ مسلم راغب بالحق، وهو -في ذلك كلِّه- ضد الخروج على الحكَّام، وضد الثَّورات والانقلابات، وضد التَّكفير المُودِي إلى التَّفجير.
["مسائل عِلميَّة.."، (100-101)].

أم زيد 07-22-2021 07:29 AM

إن طُلاب العلم -كلَّهم- يعلَمون حَجم تصدِّي العلامة الألباني لنقد الحزبيَّة ومُحاربتها؛ انطلاقًا من قاعدتِه الثَّابتة: (لا فِرَق ولا أحزاب في الإسلام)، ويَعلمون عنه علمَ اليقين أنَّه يُحارب الخروج وفِكر الخوارج، بما يكادُ لا يقاربه فيه أحدٌ من المعاصِرين..
وإخوانُه المخلِصون -من علماء السُّنَّة في العالَم- يعرِفون ذلك جيِّدًا، كما يَعرِف ذلك -ويوقِنُ به-، طُلاب العلم، وهو -في ذلك-في مثل هذا المقام والكلام- كبقيَّة إخوانه العلماء؛ مثل سماحة العلامة الشَّيخ عبد العيز بن باز مُفتي بلاد الحرَمَي الشَّريفَين، وكعُضو هيئة كبار العلماء -هناك- العلامة الشيخ محمد بن صالح العُثيمين..
["مسائل عِلميَّة.."، (98-99)].

أم زيد 07-22-2021 08:14 AM

وعليه؛
فإنَّ الطعنَ -اليوم- بِعلماء السُّنة؛ كابن باز والألباني وابن عثيمين، ونحوهم، أو تلامذته النَّاشرين لعُلوم الوحيَين
هو طَعنٌ بالسُّنَّة ومنهجها ودعوتها.
فليتنبَّه لهذا الخطر الدَّاهم المخلِصون من المسلمين، والصَّادقون من طلبة العلم.


[من مقال: "اتِّهام أهل الحقِّ بغير حق"، "مجلة الأصالة"، العدد السابع، ومن هنا لقراءة المقال كاملًا].

أم زيد 07-24-2021 01:53 PM

* الامتحان بمُوافقة أهلِ السُّنَّة:
ولقد امتُحن الناسُ -قديمًا- بِحبِّ أئمَّة السُّنَّة ومُوالاتهم؛ كأحمد، وسفيان، وحمَّاد؛ فمَن أحبَّهم فهو على خير، ومن لا: فلا!!
بل قد وقع مثل هذا الامتحان -والابتلاء- فيمن دون هؤلاء الكبراء:
كما قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي: "إذا رأيتَ الشَّاميَّ يُحب الأوزاعيَّ وأبا إسحاق الفزاريَّ: فَارْجُ خيرَه"، وفي لفظ: "فهو صاحب سُنَّة".
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: "امتَحِنْ أهل الموصِل بِمُعافى بنِ عمران؛ فإن أحبُّوه: فهم أهل سُنَّة، وإن أبغضوه فهم أهل بدعة".
ومن هذا الباب -فيما نحن بِصدده- قول العلامة حمودد التويجري -تغمَّده الله برحمته-: "الألباني -الآن- عَلَم على السُّنَّة؛ الطَّعن فيه إعانة على الطَّعن في السُّنَّة".
وإذ قد استقرَّ في أحوال دُنيا الاجتماع، وشؤون النفوس والطِّباع؛ أنَّه (لكلِّ زمان دولة ورجال): كان لِزامًا على أهل السُّنة السَّنيَّة أن يعرِفوا كُبَراءَهم، وأن يُميِّزوا مشايخَهم.
فهذا العصر -بِيقين- عصر أئمَّتنا الكبار: ابن باز والألباني وابن عثيمين -رحمهم الله أجمعين، ومن سار على نهجهم الأمين-؛ الذين وَفَّوا لهذه الأمَّة قسطًا عظيمًا من حقِّها، وأدَّوا جانبًا مُهمًّا من الواجبات الثِّقال الملقاة على عواتقهم تُجاهها؛ نصحًا وتوجيهًا وتعليمًا وإرشادًا.
* علماء السُّنَّة سدٌّ مَنيع:
ويعلم كل ذي بَصر وبصيرة كم قد رُدَّت من فتن على الأمَّة -بوجودهم-! وكم حُفظت بسببهم عقول وقلوب! وكم صِينَت -بإمامتهم وأمانتهم- مِن دماء وأعراض وأموال!
فرحمهم الله -تعالى- رحمة واسعة، وألحقنا بهم في الصالحين من عباده على خير وحُسن خاتمة -بِمنِّه وكرمه-.
ولما كان حال هؤلاء الأئمَّة: كذلك؛ كان لا بُدَّ أن يكونوا -هم- مِحنةَ المخالِف، ونُصرةَ المؤالِف: لا تحزُّبًا؛ فالتَّحزُّب سببُ مقتٍ لا ينقطع، ولكن: ولاءً للحق ودُعاته وحَمَلته:
فالمحبُّ لهم، الرَّافع قدرَهم، المادح منهجَهم: خيرُه مرجوٌّ، وفضلُه مأمول، والمبغِضُ لهم، المشكك فيهم، المتنقِّص بهم: فضلُه مهضوم، ونهجُه مهدوم!



["الدرر المتلألئة بنقض الإمام العلامة الألباني (فرية) موافقته المرجئة"، (7-10)].

أم زيد 07-25-2021 07:25 AM

[حول حركة (جهيمان)]
...انقلبت هذه الدَّعوة إلى حركة ثوريَّة تكفيريَّة لأسباب عدَّة؛ منها: الحقد العشائري القبَلي، والنَّعرات الجاهليَّة التي كانت تنضحُ بها أفكارُ (أولئك) وكتاباتُهم!! ومنها: دسّ أعداء السَّلفيَّة بينهم منهجَ التَّكفير حتى بالكبائر؛ حتى ضلُّوا عن منهج السَّلف وتاهُوا، فأدَّى بهم هذا الانحرافُ الفكريُّ والعقديُّ إلى ذاك المصير المظلِم المذموم..ومنها..ومنها..
وليس من تلك الأسباب -البتَّة- دعوةُ أستاذِنا الألباني، التي تحارب التطرُّف، وتَنقضُ عُرى التَّكفير والثَّوراتِ والنَّزوات؛ وهذا أمرٌ متواتر عن الألباني، مُشتهِر عن منهجه؛ يعرفه القاصي والدَّاني، وهو -لأجل ذا- منتشرٌ خَبَرُه في الأوساط العلميَّة -وغير العلميَّة-كافَّة- في العالم الإسلامي كلِّه، ومن أجلِه -أيضًا- ترى الثَّوريِّين والتَّكفيريِّين يُحاربونه أشد الحرب في مؤلَّفاتهم، ويَصِمونه -من أجل محاربتِه للتَّكفير- بالإرجاء؛ حتى إنَّه صُنِّفت فيه -بسبب ذلك- كتاباتٌ خاصَّة مُستقلَّة...
فمِن الإفك الواضح، والزُّور الفاضح: أن تُربَط فكرة الجُهيمانيَّة وفِتنتُهم وثَورتُهم بِدعوة الألباني ومنهجه.
وقد عَرف العلماء وطلاب العلم -في بلاد الحَرَمين خاصَّة- نَقْدَ الألباني للجُهيمانيِّين ومناظرتَه لهم لِردِّهم إلى الصَّواب، فأبَوا إلا التمرُّد عليه وعلى غيرِه من علماء السُّنَّة، وعلى رأسهم سماحةُ العلامة الشَّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-تعالى-.
ولقد سأل أخونا الفاضل الشَّيخ أبو إسحاق الحُويني -وفَّقه الله للصَّواب-قبل أكثر من عشر سنوات- شيخَنا الألباني عن (جُهيمان والمهدي!!) -ومن معهما-، وحُكمِ فِعلتِهم النّكراء في المسجد الحرام؟
فقال شيخُنا -جوابًا- ما لفظُه: "لو فعلوا فِعلتَهم هذه في العَراء: لا تجوز؛ فما بالُك في المسجد الحرام؟!".
ثم قال -رحمه الله-: "فهذا الخروجُ لا يجوزُ إسلاميًّا -مُطلقًا-؛ وه في المسجد الحرام إثمٌ أكثر".
وفيه قولُه -عند ذِكره وصولَ خبر ما حدث في المسجد الحرام إليه-بعدُ-: "سبحان الله! وقع ما كنتُ أحذِّرُ منه وأخشاه؛ من القيام بالثَّورات والانقلابات بِزعم الإصلاح، وهذا يُنافي ما تبنَّيتُه منذ نحو عشرين سَنة؛ بأن الإصلام لا يكون إلا بالتَّصفية والتَّربية".
["مسائل عِلمية في الدَّعوة والسِّياسة الشَّرعيَّة"، (120-122)].

أم زيد 09-19-2021 09:10 AM

وما أجمل ما قال الإمام ابن القيِّم في القصيدة النونيَّة -المسمَّاة بـ"الكافية الشَّافية"- ذابًّا عن شيخِه شيخ الإسلام، وموضِّحًا حقيقةَ ما هو عليه -ببديعِ نظام-:
واللهِ لم يَكُ ذنبُه شيئًا سوى ... تجريدِه لحقيقةِ الإيمانِ
إذْ جرَّد التوحيدَ عن شركٍ كذا ... تجريدُهُ للوحيِ عن بُهتانِ
فتجرَّدَ المقصودُ عن قصدٍ لهُ ... فلِذاكَ لم يَنضَفْ إلى إنسانِ
قلتُ: يريد أن لم ينتسب إلى أيِّ مذهبٍ جمعه إنسان، أو يُعزى إليه -كائنًا من كان-، مكتفيًا بالنسبة إلى الكتاب والسُّنَّة وما عليه السَّلف الصَّالح، وكفى بهذا نِسبةً فاضلةً مُباركةً.
وأُضيفُ إلى أبيات ابن القيم ما يناسبها -في هذا المقام- حول شيخنا الألباني الإمام، وما ناله من (هؤلاء) الأقوام -استجابةً لطلبٍ من بعض مشايخِنا الأعلام-:
تاللهِ لم يَكُ حالُه إِدًّا ولا ... سُوءًا ولكنْ غِرَّةُ الشيطانِ
جَعَلَتْ أُناسًا يَطعنونَ بِعِلمِهِ ... مِن غيرِ ما ورعٍ ولا إحسانِ
فتكلَّموا كَذِبًا وزادوا فِريةً ... في بَهتِهِمْ لأئمَّةِ الأزمانِ
بتَروا النُّصوصَ وزوَّرُوا أقوالَهُ ... لِينالَ منهمْ وصْمةَ الخِذلانِ
خابوا وباؤُوا بالخَسارِ لِسُوئِهمْ ... هذا جزاءُ المفسِدِ الطَّعَّانِ
أشياخُنا بدرٌ مُنيرٌ عِلمُهمْ ... قُل كابنِ بازٍ مثلُه الألباني
والختمُ في هذا المقامِ كأصلِه ... نظمٌ لابن القيِّمِ الرَّبَّاني:
(يا مُبغِضًا أهل الحديثِ وشاتِمًا ... أبشِرْ بِعَقدِ وِلايةِ الشيطانِ)


[من رسالة:"إنها سلفيَّة العقيدة والمنهج" (42-43)، وقد ذكرها -رحمه الله- في مقدمة تحقيقِه لنونيَّة ابن القيِّم "الكافية الشافية"، والبيت المضمَّن ورد برقم (4502) بترقيم الشيخ -رحمه الله-].


الساعة الآن 05:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.