{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر العقيدة و التوحيد (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   هل (الْجَنْبُ)من صفات الله عزوجل (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=14239)

ابو الياس المختار 01-29-2010 02:57 AM

هل (الْجَنْبُ)من صفات الله عزوجل
 
الْجَنْبُ
جعل بعضهم (الجنب) صفةً من صفات الله الذاتية ، وهذا خطأ ، والسلف على خلاف ذلك ، ومـن هؤلاء الذين أثبتوا هذه الصفة صديق حســن خان في كتابه ((قطف الثمر)) (ص67) ، والذين أثبتوا هذه الصفة يستدلون بقولـه تعالى : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ (الزمر : 56).
يقول ابن جرير عند تفسير هذه الآية : ((وقولـه : عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّه ؛ يقول : على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به ، وقصرت في الدنيا في طاعة الله)).أهـ.
وقال الدارمي في ((رده على المريسي)) (ص 184) : ((وادعى المعارض أيضاً زوراً على قوم أنهم يقولون في تفسـير قول الله :  يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ؛ قال : يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو ، وليس على ما يتوهمونه.
فيقال لهذا المعارض : ما أرخص الكذب عندك، وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقاً في دعواك ؛ فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله ، وإلا ؛ فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك ، وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك ؟! .
إنما تفسيرها عندهم : تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله تعالى ، واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله ، فسماهم الساخرين ، فهذا تفسير (الجنب) عندهم ، فمن أنبأك أنهم قالوا : جنب من الجنوب ؟! . فإنه [لا] يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين ، فضلاً عن علمائهم))أهـ.
ويقول شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (3/145 ، 146) : ((000لا يُعرف عالم مشهور عند المسلمين ، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين ، أثبتوا لله جنباً نظير جنب الإنسان ، وهذا اللفظ جاء في القرآن في قولـه : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ (الزمر:56) فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أنَّ يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق ؛ كقولـه تعالى : بَيْت الله ، ناقَة الله ، وعِبَاد الله ، بل وكذلك رُوح الله عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم ، ولكن ؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله ، وعلم الله ، ويد الله ، ونحو ذلك ؛ كان صفة له.
وفي القرآن ما يبين أنه ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان ؛ فإنه قال : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ، والتفريط ليس في شيء من صفات الله عَزَّ وجَلَّ ، والإنسان إذ قال : فلان قد فرط في جنب فلان أو جانبه ؛ لا يريد به أنَّ التفريط وقع في شيء من نفس ذلك الشخص ، بل يريد به أنه فرط في جهته وفي حقه.
فإذا كان هذا اللفظ إذا أضيف إلى المخلوق لا يكون ظاهره أنَّ التفريط في نفس جنب الإنسان المتصل بأضلاعه ، بل ذلك التفريط لم يلاصقه ؛ فكيف يظن أنَّ ظاهره في حق الله أنَّ التفريط كان في ذاته ؟ ‍!)).اهـ.
ويقول ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (1/250) : ((000 فهذا إخبار عما تقولـه هذه النفس الموصوفة بما وصفت به ، وعامة هذه النفوس لا تعلم أنَّ لله جنباً ، ولا تقر بذلك ؛ كما هو الموجود منها في الدنيا ؛ فكيف يكون ظاهر القرآن أنَّ الله أخبر عنهم بذلك ، وقد قال عنهم : يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ (الزمر : 56) ، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله ؛ لا في جنب ولا في غيره ، بل يكون منفصلاً عن الله ، وهذا معلوم بالحس والمشاهدة ، وظاهر القرآن يدل على أنَّ قول القائل : يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ؛ ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه)).اهـ
قلت : لا يصح إضافة الأبعاض إلى الله تعالى.
وذكر ابن الجوزي في ((زاد المسير)) عند تفسير الآية السابقة خمسة أقوال لجنب الله : طاعة الله ، وحق الله ، وأمر الله ، وذكر الله ، وقرب الله.

صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ
علوي بن عبد القادر السَّقَّاف


الساعة الآن 08:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.