{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   أشرطة مفرغة للإمام الألباني (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   تفريغ الشريط رقم 880 من سلسلة الهدى و النور (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=32236)

محمدالسلفي 10-23-2011 05:14 AM

تفريغ الشريط رقم 880 من سلسلة الهدى و النور
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هذا رد العلامة الألباني رحمه الله على بعض افتراءات المغرضين عليهم من الله ما يستحقُّونه .

وهو تفريغ للشريط رقم 880 من سلسلة الهدى والنور والذي هو من أواخر أشرطة الشيخ رحمه الله ورد عنه كيد الأعادي حيث سجل في 24 من ربيع الثاني 1417 هـ الموافق 7 من سبتمبر 1996 م .

وما كان باللون الأسود فهو كلام الشيخ رحمه الله, وما كان باللون الأحمر فهو كلام الشيخ العبيلان حفظه الله, وما كان باللون الأزرق فهو من كلام الشيخ علي الحلبي حفظه الله, وما سوى ذلك فهو لأحد الحضور, وهذا التفصيل اللوني تجدونه في الملف المرفق فقط .


ملحوظة: بعض الكلمات لم أستطع سماعها سماعًا واضحًا أشرت إليها بـ ___, فيرجى ممن لديه القدرة على سماعها سماعًا واضحًا أن يخبرني بها كي أعدِّلَها .

والذي كانت فقراته كالتالي _كما في برنامج فهرس الأشرطة_:

سلسلة الهدى والنور-880 10.31 م (45 مرة) (52 مرة)

محتويات الشريط :-


1 - ذكر الشيخ الألباني لقاءه مع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي . ( 00:02:10 )

2 - الخلاف بين أهل السنة يجمع ولا يفرق . ( 00:07:40 )

3 - ثناء الشيخ الألباني على علماء السعودية . ( 00:10:00 )

4 - ثناء الشيخ السندي وبيان عذره في الرد على الشيخ . ( 00:23:55 )

5 - لم لا نجعل فتوى الصحابة هي المرجع ونترك الخلاف الحاصل بين العلماء .؟ ( 00:27:18 )

6 - ما هو الضابط في شهرة قول الصحابي؟ ( 00:41:10 )

7 - هل هناك كتب جمعت آثار الصحابة.؟ ( 00:52:38 )

8 - نقل الشيخ العبيلان فتاوي الشيخ بن إبراهيم في حكم من سب الدين
وموافقة الشيخ الألباني لهذه الفتاوى . ( 00:57:03 )

9 - شروط التكفير . ( 01:11:35 )

10 - نقول وأقوال عن شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في العذر بالجهل
ورد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب على من يتهمه بتكفير المجتمعات . ( 01:12:14 )

11 - تعليق الشيخ على هذه النقول . ( 01:15:57 )

12 - ما نقل عن ابن القيم في العذر بالجهل . ( 01:24:10 )


أما بعد:

فهذا مجلس آخر من مجالس شيخنا العلامة / محمد ناصر الدين الألباني _سدده الله تعالى_ فيه أسئلة وجهها إليه الأخ الشيخ / عبد الله بن صالح العبيلان, وهي متضمنة لبعض الشبهات أو الإشكالات التي يثيرها بعض المغرضين _أصلحهم الله_ تشكيكًا بمنهجية شيخنا وعلمه وفتاويه .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه, وأصلح نفوسنا وقلوبنا لما فيه هداه, إنه وليُّ ذلك والقادر عليه .

وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا مُحمّد وعلى آله وصحبه وسلم .



شيخنا: عمّن تتكلم شيخنا ؟

الشيخ السعدي .

عبد الرحمن السعدي يا شيخ ؟!

أي نعم, هذا الرجل التاجر _ونسيت اسمه_ لكن كان عرفني به رجل كان أرسل هنا في يوم وقعت الواقعة بين اليهود والجيوش العربية وكانت العاقبة مع الأسف كما تعلمون, فهذا الرجل اسمه / فهد المارق _كان قائد الجيش . . ., الفوج: أو الفوج السعودي؛ لا نستطيع أن نقول الجيش_ . الفوج السعودي الذي كان يقاتل في فلسطين تحت راية الدولة _أو الحكومة_ السورية, ولما انتهت القضية على ما لا يَسُرُّ _مع الأسف_ جاء هذا الرجل بفوجه إلى دمشق لأنه كان يعمل تحت راية السوريين, ثم فوجئت به وقد جاء إليّ وأنا في دكاني _وأنت تعلم أني أنا كنت ساعاتيّ_ والحقيقة إنه هذه الدكان كانت يعني ندوة لإخوانّا السلفيين _على قلتهم_, وكانت تجري أحاديث كثيرة في مناسبات عديدة بيني وبين الزائرين _سواءٌ كانوا من المعارف أو من الزبائن_ فجاء هذا الرجل وأنا أتكلم في مسألة فقهيّة أو حديثيّة _ما أذكر الآن_, فبعد ما سلَّم وجلس شارك في الحديث, فعجبت! لأنه كان لابس البدلة العسكرية السورية _ضابط يعني_ فبعد ما انتهى الحديث وانصرف الرجل الذي كنت أتحدث معه عرفني بنفسه أنه: قائد الفوج السعودي, وأنه هو الآن على وشك العودة إلى الرياض .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أهلاً وسهلاً .

وأنه يريد أن يصطصحب لهم مرشدًا _والقصة طويلة وما لنا فيها_ وفعلاً أنا لأول مرة ذهبت إلى الرياض بطريق البَرِّ _ولقينا فيها الملاقي ومر بنا الحديث_ هذا الرجل عرفني بذاك التاجر وكان له محل في منطقة اسمها _عندنا في سوريا_: الحريقة!؛ لأن الفرنسيون _حينما ثار السوريون عليهم_ ضربوها بالمدافع فاحترقت, ثم جدّدوا بنيانها . واتخذ هذا الأخ التاجر السعودي فيها محلاًّ _كمركز لتجارته_ . هذا فهد عرفني به, ذات يوم هذا يتصل بي هاتفيًّا _وكان عندي الحمد لله هاتف في الدكان_ يقول: عندنا الشيخ سعدي وهو يريد أن يلقاك ويتعرف عليك . فأنا سارعت إلى الرجل وتعرفت عليه وسررت بلقائه جدًّا لأني عرفت منه أحسن مما أعرف من سائر النجديين؛ فنحن نعرف عنهم _الحمد لله_ الكلمة الأساس _كما يقولون اليوم_: التوحيد . لكن من جانب آخر _كما تعلم_, أما هذا فقد جمع الأمرين فكان لقاءنا مع بعضنا البعض يعني مسرورًا جدًّا من الطرفين, وآنست منه الحقيقة علمًا ورشدًا . . . وإلخ .

ولذلك أنا مسرور من يوم لقائه, ثم من تفسيره المعروف اليوم والمتداول؛ فسمت المنهج الذي ندعوا الناس إليه كان واضحًا عليه .

أي نعم, بارك الله فيك .

نلاحظ يا شيخنا أنه تأثر بمنهج الشيخين .

ما شاء الله .

مع شيخه إبراهيم حمد الجاسر, والشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية, وابن القيم .

بلا شك؛ أنا أقول: كلُّ سلفيٍّ على وجه الأرض فله لهذين الشيخين عليه المِنَّة, فلا شك يعني, ونسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا مُحمّد وعلى آله وصحبه _أجمعين_ .

صاحب الفضيلة الشيخ / مُحمّد ناصر الدين الألباني _سلَّمه الله_ .


نعم .

فهذا الكلام سلَّمك الله يا شيخ يَجُرُّنا إلى موضوع آخر .

نعم .

وهو موضوع قديم ! _جرى بين الصحابة ومَن بعدهم_ وهو خلاف أهل العلم, كما قال الإمام مالك: كلُّ مِّنا رادٌّ ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر .

رحمه الله .

قد يُفَسَّرُ بعض ردود الشيخ ناصر الألباني _سلمه الله_ على بعض أهل العلم في المملكة العربية السعودية بأنه ينحى منحًى غير المنحى الشرعي المطلوب ! في الردود ! وما أشبه ذلك ! وثم في الردود, ثم أيضًا هذا قد يَجُرُّ إلى أمر آخر يُفسّر بأن الشيخ ناصر الألباني على خلاف مع أهل العلم في المملكة العربية السعودية ! وطبعًا هذا ما لا نظنه _ولله الحمد_, فأريد من سماحتكم تعليقًا على هذا .


نعم .

إن الحمد لله نحمده, ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله .

أما بعد:

نحن _والحمد لله_ مع كل العلماء حيثما كانوا, وفي أي أرض عاشوا ممن يتبنون منهجنا القائم على اتباع الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح .

وأعتقد أن البلاد السعودية إلى الآن لا يزال الكثيرون من أهل العلم فيهم على هذا المنهج متأثرين بما تأثرنا نحن مثلهم بدعوة شيخ الإسلام _بحقٍّ_ أحمد بن تيمية _رحمه الله_, ثم تلميذه ابن القيم الجوزية, ثم بمن سار على منهجهم وسلك سبيلهم كالشيخ مُحمّد بن عبد الوهَّاب الذي كان له الفضل الأول بإحياء دعوة التوحيد في بلاد نجد _أولاً_ وبتفصيلٍ دقيقٍ حتى لمسناه في الصغار قبل الكبار _هناك_, كما أنه أسس لدعوة الاتباع السنة وعدم إيثار أيّ مذهب _من مذاهب أهل السنة الأربعة_ على الكتاب والسنة .

وإن كنت أعتقد أنَّ ما كان فيه من الاجتهاد للدعوة لدعوة التوحيد أولاً في تلك البلاد التي كانت تشبه بلاد مصر _من حيث انتشارُ الشركيّات والوثنيّات فيها_ أعتقد أنه لم تتح له الفرصة لتوسيع دائرة الدعوة إلى الكتاب والسنة وجعل الكتاب والسنة فقهًا يمشي على وجه الأرض كما وُفِقَ في مثل ذلك فيما يتعلق بالتوحيد .

ولكن على كل حالٍ كان له الفضل الثالث بعد الشيخين المشار إليهما _ابن تيمية وابن قيم الجوزيّة_ في اعتقادي بإحيائه منهج الشيخين في العالم النجدي _أولاً_ ثم في العالم الإسلامي _ثانيًا_ .

له الفضل في عصره في نشر هذه الدعوة المباركة, وقد التزمها _كثيرًا_ من العلماء ليس في نجد فقط, ثم الحجاز التي تليها, بل وفي سائر العالم الإسلامي في الهند والباكستان وفي بلاد أخرى, وإن كان مع الأسف لا تزال كثير من البلاد الأعجمية لم يشمُّوا بعد رائحة الدعوة السلفية إلا لمامًا في هذا العصر الحاضر وفي بعض تلك البلاد .

أقول هذا اعترافًا بفضل هؤلاء الشيوخ _أولاً_, وبيانًا لما أدين الله به _ثانيًا_, وأعتقد أن العلماء في نجد هم _غالبهم_ نشؤوا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأجد فرقًا كبيرًا جدًّا بين هؤلاء العلماء الذين يتبنون المذهب الحنبلي _مذهبًا_ وبين حنابلة آخرين يعيشون في بلاد أخرى غير البلاد السعودية _لنقولها باللفظة الاصطلاحية المعاصرة_؛ فإنهم لا فرق بين هؤلاء الحنابلة الذين يعيشون خارج البلاد السعودية وبين أصحاب المذاهب الأخرى من حيث جمودهم على مذهبهم وعدم خروجهم عنه _قيد شعرة_ بخلاف العلماء الحنابلة في نجد وهم متأثرون _إلى حدٍّ كبير_ بدعوة الشيوخ المشار إليهم آنفًا . لكنّي أقول كلمة حقٍّ: هؤلاء الشيوخ ليسوا سواءً؛ فمنهم من يغلب عليه اتباع الكتاب والسنة وقلما يفتون بالمذهب إلا إذا لم يتبين له خلافه, أما الجمهور منهم فهم حنابلة؛ لكن لما كان مذهب الإمام أحمد _أولاً_ أقرب المذاهب إلى السنة, وثانيًا: لما كان هذا المذهب روعي من علماء قديمًا وحديثًا يتبنَّون منهجنا _منهج الكتاب والسنة_ خفَّت وطأة التعصب المذهبي الحنبلي في البلاد السعودية بخلاف البلاد الأخرى التي نحن نعرفها؛ فهناك مثلاً في الناحية الشرقية من دمشق بعض القرى _كلُّها حنابلة_ مثل: ضُبَيْر, ورُحَيْبَة, ودَيْرِ عطية, ونحو ذلك فهؤلاء نشؤوا على المذهب الحنبلي لكن هم في التوحيد _فضلاً عن غير التوحيد_ قبل أن تبلغهم الدعوة السلفية لا يعرفون شيئًا عن التوحيد إلا ما يعرفه هؤلاء الحنابلة, أما الحنابلة في نجد ففرق بينهم وبين أولئك _تمامًا_, ولذلك أنا كما أقول _بغير أي مناسبة_: أتمنَّى أن يكون أصحاب المذاهب الأخرى في البلاد الإسلاميّة الأخرى على مذهب الإمام أحمد لسببين اثنين:

الأول: لأن الإمام هو نفسه ! _إمام السنة_ .

والسبب الآخر: أنَّ مذهبه الآن يصان ويحفظ بالسنة إلى حدٍّ كبير وكبير جدًّا .

ثم أعود لأجيب عن خلافي ! مع بعض المشايخ هناك في السعودية:

أنا لا أجد فرقًا في مثل هذا الخلاف بيني وبين مشايخ هناك أو في أي بلد آخر ولو كانوا من دمشق _مثلاً_ فضلاً عن أن يكونوا ألبانيين مثلي؛ فلا فرق عندي أن أخالف سعوديًّا نجديًّا حجازيًّا مِصريًّا دمشقيًّا _وهو إلى آخره_ ذلك أولاً كما كنا تكلمنا في مناسبة أخرى: أن الخلاف أمر طبيعي جدًّا وله أسبابه المعروفة التي شرحها ابن تيمية _رحمه الله_ في رسالته المعروفة بـ (إعلام ...) أيش ... ؟! (رفع الملام عن الأئمة الأعلام), فلهذا السبب لا يرى غرابة البخاري في بعض العلماء من أي بلد كانوا لأن هذا هو الأمر الطبيعي, وكما أشرتَ في مطلع سؤالك إلى كلمة الإمام مالك _رحمه الله_ الذي قال: ما منّا من أحد إلا ردَّ وَرُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر .

لكن أقول كلمة صريحة: قد يكون _أحيانًا_ منِّي بعض الكلمات يجدها بعض من يقرؤها ولم يقرأ كلام المردود _منِّي_ عليه ولو قراءة إمعان يجدها فيها شيء من الشدة أو القسوة, أنا لا أنكر هذه الشدة, ولا أنكر مثل هذه القسوة في بعض كتاباتي لكنِّي أعترف أنني لا أكون البادئ بها . وإنما أكون آخذًا شيئًا من حقِّي ممّن جنى عليّ وقال ربما فيَّ قال فيَّ ربما ما لا يعتقده كبعض مثلاً الذين نسبوا إليَّ شيئًا ما أذكر الآن عبارته من الزندقة! أو يُخشى أن يؤدِّي إلى الزندقة بسبب, بسبب: أنني قلت ما قاله العلماء _بل ما قاله جمهور العلماء_ أنَّ وجه المرأة ليس بعورة . طيب, فأنا إذا قلت مثل هذه الكلمة واستدللت ودعمتها بالسنة وبالآثار السلفية . . . إلخ . مع ذلك نسبني _بعضهم_ إلى أنني فتحت باب الفتنة ! وباب تبرج النساء ! وربما ذكَرني بشيء مما ذكرته آنفًا, فقد يكون في ردِّي على مثل هذا الذي يتهمني بمثل هذا الكلام شيء من القسوة _لا أنكر_, لكنِّي _ما استطعت_ لا أبتدئ إنسانًا يردُّ عليَّ ردًّا علميًّا بشيءٍ من القسوة, وأنا أرجو من كل محبّ مخلص لي إذا رأى منِّي ابتداءً بالهجوم وبالطعن على أي رجل عالم في أي بلد من بلاد الدنيا أن يُذكرني, وأقول _له_: رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي .

فإذن إذا كان الخلاف . . ., إذا كان الخلاف أمرًا طبيعيًّا فيكون أيضًا من الطبيعي جدًّا أنا أن أخالف بعض العلماء هناك أو هنا, لكنِّي أحمد الله أن الخلاف كما يقولون _وإن كنت لا أؤيد هذا التعبير_: الخلاف في الفروع, وليس في الأصول . أي نعم؛ يعني الخلاف في بعض المسائل الفقهية, أما في العقيدة فنحن والحمد لله جميعًا متفقون فلا جرم أننا اُتهمنا زمنًا طويلاً بأننا من الوهَّابيين, ومضى علينا زمن أنَّا نعيش بين حجري الرحى! ؛ فلا هؤلاء الذين ينسبونا إلى الوهّابية راضون عن منهجنا ! ولا الذين نُنسب إليهم _بعضهم_ أيضًا لا يرضى عنا !!! لكننا نرجو من الله أن يرضى عنَّا جميعًا, نعم .


يا شيخ يعني لكم منزلتكم الكبيرة عند كبار علمائهم هناك سماحة الشيخ عبد العزيز والشيخ محمد العثيمين؛


وهو كذلك .

الشيخ ابن عثيمين في رمضان لما كان يوزع جوائز على الطلاب حينما يسأل الطلبة بأسئلة فيجيبون, فيوزع على بعضهم أشرطتكم, فقال _مرةً_:

أشرطة محدِّث الشام, بل نقول: محدث العصر الشيخ ناصر الألباني .



جزاه الله خيرًا .

والشيخ هكذا الشيخ عبد العزيز بن باز يعلمون فضلكم لا أحد ينكر هذا .

هذا حسن الظن بهم, جزاه الله خيرًا .[color=red]

وهكذا أهل العلم, وكل منصف _لا شك_ .[/color


]الحمد لله .

وعلى كلِّ: فالخلاف قد يجري _مثلاً_ بين أهل العلم في البلد الواحد .


وهو كذلك .

في نجد أو في غيرها .

وهو كذلك .

لكن أنا أقول: ينبغي _في مثل هذه الأمور_ إحسان الظن بالمؤمن والمسلم .

وهذا الواجب, نسأل الله أن يجعلنا منهم .

آمين, والحقيقة في الختام ما يسعنا إلا أن _يعني_ نشكر سماحتكم على اتساع صدركم لنا وأيضًا حقيقةً يعني قلتُ _للأخ / عليّ_: لما أن الشيخ _سلمه الله_ علق على كتابي (إرشاد القاري) أقول: لو لم أؤلف إلا هذا الكتاب لمّا أنَّ الشيخ علق عليه لكان هذا منقبةً وفضلاً .

هذا من لطفك وأدبك وتواضعك .

فنحن _حقًّا_ شاكرون ومقدرون, والإخوة هناك يعني حملونا إليكم السلام .

عليك وعليهم السلام .

وعلى كل حال, فأراء الخلاف كما يعرفون من قديم موجود الخلاف ليس جديد .

وهو كذلك .

لكن كما تقدم ينبغي أن يحسن الظن في المؤمنين, أسأل الله أن يمتع بكم الإسلام والمسلمين, وأن يبارك في عمركم إلى مزيد من نشر العلم ونصر سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

الله يبارك فيكم, بهذه المناسبة جاءني شخص منذ يومين ثلاثة يحدثني عن ردِّ الشيخ عبد القادر الباكستاني السندي حول الحجاب, وأخذ يثني على خلقه وأدبه, وأنا أعرفه لأنه تلميذي في الجامعة, ويقول بأنه يعني يثني عليك ثناءً عاطرًا جدًّا, وحينما يعني في بعض المناسبات يبكي . أنت رأيته .


رأيته بعيني .

المهم, وبيقول إنه أنا ما ___ من الشيخ أنا رأيي يعني أبديته, وذكر هذا المعنى . لما انصرف الرجل من عندي قلت له _هنا الشاهد_, قلت له: سلِّم على من يسأل وبخاصة على (أخونا الشيخ عبد القادر) وبتذكره إنه خلافنا يجمع ولا يفرق, بخلاف خلاف الآخرين, فكل إنسان يقول رأيه ما في مانع إذا كان في حدود الأدب _ما في غمز, ما في لمز . . . إلخ_ (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) .

الله أكبر .

يعني قصدي هذه كلمة؛ قلت له: ما في مانع إنه هو بيخالفني, وأنا أخالفه؛ فنحن لا نزال على المنهج .

الله أكبر .

هذا هو, وهذا خير مثال لما سألتم عليه .

شيخنا _حفظكم الله_, بعد حج هذا العام تفضل علينا أخونا أبو صهيب دكتور عاصم القريوتي جزاه الله خيرًا,

الله يجزيك خير .

بأن زرنا الشيخ عبد القادر حبيب الله السندي,

ما شاء الله .

وفي الحقيقة أنا أول زيارة أزورها .

ما شفته سابقًا ؟!

نعم, فيعني كان مريضًا ___,

عافاه الله .

فذهبنا إليه في المستشفى, والله يا شيخنا لمَّا عرف أنِّي من عندكم يعني سبحان الله العظيم .

لا إله إلا الله .

تأثر كثيرًا, وبكى,

الله أكبر .

وقال: يشهد الله أننا نتقرب إلى الله بحب الشيخ الألباني .

الله يبارك فيك .

واذكروا هذا له ومحبَّتنا إياه, و, وتكلم بكلام يعني أضعاف هذا الذي ذكرت, بل أنا أخبرني شيخنا أخونا الدكتور عاصم القريوتي أبو صهيب حفظه الله سماعًا من الشيخ عبد القادر نفسه _عبد القادر السندي سماعًا منه قال: بأني لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما كتبت الردود على الشيخ الألباني في مسألة الحجاب _لا للمسألة العلمية_ ولكن خشية أن يستغلها أهل البدع في ضرب الشيخ ومنهجه, وهو المنهج الذي ندين الله به ونعتقده كاصل في . . ., كأصل علمي بغض النظر عن هذه المسألة التي هي فيها خلاف بين أهل العلم من قديم الزمان .
نعم .

بارك الله فيك,

ما شاء الله .

جزاه الله خيرًا .

الله يحفظكم يا شيخ .

الله يسلمكم .

____________________________


إخوة الإيمان والآن مع مجلس آخر:




نعم .

السؤال يا شيخ الآن _وأنا حقيقة أتمناه من الله _جلَّ جلالُه_ يعني أن يقوم به فضيلتكم_ يعني دعوتَ في السنين الكثيرة الماضية إلى لزوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك, وأيضًا لم تكتفوا بهذا بل دعوتم إلى أنه لا يمكن للمسلمين أن يفهموا كلام الله _سبحانه وتعالى_ وكلام النبي صلى الله عليه وسلم إلا من خلال فهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم, فكما أنهم نقلوا لنا ألفاظ القرآن والسنة فكذلك نقلوا لنا معاني القرآن والسنة, فأقول لِمَ لا يكون هذا في جميع أمور الدين ؟


في جميع أمور أيه ؟!

في جميع أمور الدين يعني بمعنى _وأنتم دعوتم إلى ذلك نحمد الله ونشكره_ بمعنى أن كل ما ثبت عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولاً أو فعلاً يكون له حكم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلاف المعرف فيما إذا اشتهر قول الصحابي أو لم يشتهر, فما اشتهر واضح إن كان يدل على الوجوب قلنا أنه واجب, وما لم يشتهر أقل ما يقال: إنه هو الأفضل وهو الأقرب للكتاب والسنة لأن الصحابة علموا من الكتاب والسنة ما لم نعلمه, ويعلمون من اللغة العربية ما لم نعلمه, والقرائن الحالية للخطاب لا يمكن لنا أن نعلمها من ظاهر الحديث فقط من غير من عاينوا وجلسوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ولذا أضرب على هذا مثالاً واحدًا _بينه فضيلتكم في غير ما كتاب_ وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصًا ولا تعد . هذه الجملة (ولا تعد) هذه مجملة _اختلف العلماء في تفسيرها_ منهم من حملها على كذا ومنهم من حملها فلما عدنا إلى المنبع الأول الأصيل علمنا أنه ليس مراد النبي (لا تعد) أي لا تعد إلى الركوع قبل الصف لأن الصحابة فعلوه وهم الذين شهدوا القرائن الحالية للخطاب, فأقول من هذا الباب: لم لا يقال. . ., لم لا يدعى الناس _أهل العلم كلهم_ لِمَ لا يُدعَون إلى الأخذ بما كان عليه الصحابة _وسواءٌ ___ قلنا وجوبًا فيما اشتهر عنهم أو استحبابًا فيما لم يشتهر عنهم_ وبذلك ينتهي الخلاف وينقطع لا, لا يبقى يعني لا يبقى, أولاً: يتربى الناس على أنه إذا اختلف العلماء في فهم حديث رَدُّوهُ إلى ما كان عليه الصحابة هذه ناحية مهمة جدًّا؛ لماذا إذا قرأنا في كتب الفقه يجعل قول الصحابي أو قول أكثر من صحابي كقول غيره من العلماء ! لماذا ؟! فالواجب هو ماذا ؟ ؛ أن يقال: ليس الإمام أحمد أولى من الشافعي ولا الشافعي أولى من أبي حنيفة ولا أبي حنيفة أولى من مالك . بل يقال: الفهم الذي يوافق ما كان عليه الصحابة _فعلاً أو تركًا أو قولاً_ هو الموافق لكتاب الله عزَّ وجلَّ ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم, هذا الأصل تندرج عليه آلاف المسائل _لا أقول مئات المسائل بل آلاف المسائل_ ومع الأسف الواقع لهم يدل على البعد العظيم في طريقة التعليم ولازلنا _مع أن الدعوة دعوتكم إلى السنة وإلى لزوم قول الصحابة قائمة وحصل فيها الخير الكثير_ لكن لازالت يربى الطلاب على ماذا ؟! على كتبٍ ألَّفها رجال _ربما في القرن التاسع أو في القرن العاشر أو . . . على اختلاف المذاهب_, ثم يدور الطالب في فلك هذه الكتب لا يمكن أن يتعداها وربما قيل له إياك ! _أو ويحذَّر من تعدِّي هذه الكتب إلى ما وراءها !_ يعني أقول أنا _وبعبارة أخرى وأرجو أن أكون ما أطلت على الشيخ_ أقول: _سلمك الله_ ألا يرى سماحتكم أن مثل هذه الكتب حالت بين الطالب _المريد للحق_ وبين ما كان عليه النبي وصحابته رضي الله عنهم بحيث أن ما وافق هذا الكتاب وهذا المذهب صارت له فتوى وما خالف هذا الكتاب وهذا المذهب فإنه يعني وإن لم يُشَنِّع عّلى صاحبه لكنه يكون صاحبه في غربة فما رأي سماحتكم ؟


أقول:

إن الحمد لله نحمده, ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله .

لا شك يا فضيلة الشيخ / عبد الله أن ما تدندن حوله هو أمر هامٌّ جدًّا جدًّا وهو أن يعود المسلمون إلى فهم كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم على ما كان عليه سلفنا الصالح وبخاصة منهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للسبب الذي ذكرتَه ولبعض الأمثلة التي ذكرتَها, لكن الذي أراه _والله أعلم_ أنَّ القضاء على الخلاف أمر مستحيل (أمر مستحيل), ولذلك الذي ينبغي علينا كطلاب علم كما يقولون اليوم والصحيح أن نقول على اعتبارنا من طلاب العلم: أن نطلب الممكن وأن نَّتحاشى طلب المستحيل؛ لأن في طلب المستحيل إضاعةً للوقت وللجهود, لا يمكن الاتفاق والقضاء على الخلاف لسببين اثنين:
السبب الأول: ما نُصَّ عليه في كتاب الله عزَّ وجلَّ في مثل قوله تبارك وتعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك . . .) .

والشيء الآخر: أن الواقع ينبئنا بأن الاتفاق على أمر غير ممكن لأنه لو كان أمرًا ممكنًا لكان السلف الأول أولى بهذا الأمر الممكن والجميل جدًّا جدًّا, وإن لم يكن فلن يكون في بعد وهم القرون المشهود لهم بالخيرية, إذا كان الأمر كذلك وهذه في اعتقادي نقطة اتفاق ليس فيها أي اختلاف فعلينا أولاً إذن علينا أولاً أن نسعى لاتخاذ الوسائل العلمية الممكنة والتي تساعد على القضاء على هذا الاختلاف, ولست أشك معك بأن ما أشرتَ إليه من الكتب سواء كانت كتبًا في علم أصول الفقه أو في فروع الفقه أنها صدَّت الجماهير من طلاب العلم إن لم أقُل من العلماء أنفسِهم عن اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لا أشك في هذا أبدًا, ولكن ماذا نفعل ؟!

قد كان ما قد خفت أن يكونَ إنَّــا إلـى الله راجـعونَ

فهذه الكتب موجودة الآن علينا إذن أن نُّحاول صرف الطلاب والعلماء الذين أشرت إليهم _بالأدلة الشرعية التي تقنع من مخلصًا منهم (من مخلصًا منهم) !_ بوجوب الرجوع إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح, وأنا وضعت هنا كلمة (من مخلصًا منهم) ! لأشير أيضًا أنَّ وجود هذا الإخلاص وعدمه هو من أسباب استمرار الخلاف (هو من أسباب استمرار الخلاف), فلو كان ذاك المستحيل ممكنًا وجعلناه واقعًا لما خلصنا أيضًا من الخلاف بسبب وجود هذه الآفة _آفة الظهور وآفة المخالفة و, و . . . إلخ_ لذلك نحن ما علينا باختصار إلا أن نتخذ الأسباب التي تساعد ذوي الإخلاص على الرجوع إلى هذا الفهم الصحيح الذي ألمحتَ إليه, ونحن معك فيه, ولقد لاحظت في كلامك شيئًا مهمًّا ودقيقًا وهو التفريق بين ما كان من أقوال الصحابة مشهورًا بينهم وبين ما لم يكن كذلك؛ أن يعطي للقسم الأول من هذه الأقوال ما لا نعطي للقسم الآخر فنلزم الجماهير _من هؤلاء المخلصين_ بالخضوع لقول أولئك الصحابة الذي قالوه واشتهر من بينهم, وعلى ما فصلتَ من دلالة ذلك القول على الحكم الشرعي _وجوبًا استحبابًا تحريمًا كراهةً . . . إلخ_, فإذن بقي عندنا القول الآخر الذي وردنا عن صحابيّ ولم يشتهر ذلك الاشتهار, هنا الآن ينبغي أن نقف قليلاً أنا لمحت من تضاعيفِ كلامك أنك ترى أن لا نعامل هذا النوع من آثار الصحابة معاملتنا للنوع الأول من آثار الصحابة وهذا ما كنتُ ذكرته لك في حديث عارض جرى بيني وبينك في عهد قريب؛ ضربت لك مثلاً بالنسبة لحديث: (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائمًا, فقيل لأنس: والأكل ؟! قال: الأكل شر !), أنا شخصيًّا ألحق حكم الأكل بالشرب فلا أجيز الأكل قائمًا _لكنِّي لا أقطع به_ بخلاف الشرب قائمًا فأقطع به ولا أريد أن أعيد البحث الذي لا بد أنك على ذكرٍ منه, فإذا كان المراد الآن من هذا البحث هو البقاء عند هذا التفريق الظاهر وأنا لا أرى من الحق سواه, أما إذا كان المقصود أن نعامل القسم الثاني معاملتنا للقسم الأول فالأمر يحتاج إلى بحث وإلى دليل ليقنعنا نحن قبل أن نحاول أن نقنع غيرنا, فإذا كان عندك شيء حول هذا فنريد أن نستفيده منكم, وإلا فالموضوع عندي منتهي تمامًا كما قلتَ: قول الصحابي _رأي الصحابي_ خير من رأي فلان وعلاّن . هذا بلا شك, ولكن هل عندنا في الشرع ما يلزمنا بالأخذ به ولو لم يكن مشهورًا بين الصحابة ؟! هذا هو نقطة البحث, تفضَّلْ .

الثاني حفظك الله من باب إتمام أو تكميل ما سبق قبل الانتقال إلى ما تفضلتم به أخيرًا, قد يُسأل _أو قد يسأل سائل أو يقول قائل_: ما هو الضابط بين الشهرة وغيرها ؟

هذا وإن كان لا يمكن وضع ضابط كما يقال جامع مانع لكن بلا شك إنه هناك آثار يظهر فيها الشهرة فتُلزم من يتبنى التفريق الذي ذكرناه آنفًا بأن يأخذ به ولا يحكِّم مذهبه أو رأيه, أنا أستحضر الآن بعض الأمثلة:

عمر بن الخطاب لمّا كان يخطب يوم جمعة فتلا آية سجدة فنزل وسجد, وسجد الناس معه, ثم في خطبة أخرى تلا آية سجدة فهَمَّ الناس بأن يسجدوا فما سجد, فقال قولته الثابته في صحيح البخاري: إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء . وما سجد . هذا مثال يحتاج إلى ضابط ؟! ما يحتاج إلى ضابط . ولا يخفاك: أن كثيرًا من المسائل ليس لها ضوابط (ليس لها ضوابط), لكن كل مسألة تُدْرس على حدة, فإذا أردنا أن نقول مثلاً: ما حكم سجود التلاوة _هو واجب كما يقول المذهب الفلاني ؟! أو سُنّة ؟! بأجد القائلين بالوجوب يستدلون بآيات عامّة, وبعضها يُخَاطب بها المشركون مثلاً . حينئذ نحن نعود إلى هذه القاعدة (نعود إلى هذه القاعدة), يا جماعة هذه آيات تلاها الرسول على الصحابة أولئك مباشرةً, وكما أشار الشيخ آنفًا: أنهم نقلوا اللفظ والمعنى معًا . . . إلخ, وهذا الفاروق عمر بن الخطاب يخطب على ملأ من الناس (وهذا الفاروق عمر بن الخطاب يخطب على ملأ من الناس) ويقول: إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء . وما سجد . فإذن دعوا آراءكم هذه, وسلِّموا لهؤلاء السلف الصالح . ولعل من هذا القبيل أيضًا إنكاره _أعني عمر رضي الله عنه_ على الرجل _الذي قيل: إنه عثمان بن عفّان_ حينما دخل المسجد وعمر يخطب . فقال: ما بال أحدهم يتأخر عن صلاة الجماعة . قال _هو_: والله يا أمير المؤمنين ما كان إلا أن سمعت الأذان فجئتُ . قال: والأذان أيضًا ! ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: . . .,

الوضوء .

الوضوء .

ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى الجمعة فليغتسل . فأنكر تأخره أولاً, ثم أنكر عليه اقتصار على الوضوء دون الغُسل . هنا بقى تأتي تأويلات للذين يقولون بعدم وجوب الغُسل ما أنا بحاجة الآن للخوض فيها قصدي هذا الإنكار أيضًا علنًا يُحشر في زمرة أيضًا القرائن التي دلَّت على أن هذا أعلنه على الناس وأنه معروف عندهم أنه لا ينبغي الاقتصار يوم الجمعة على الوضوء, وقد قال _عليه السلام_: من أتى الجمعة فليغتسلْ . فإذا لم يمكنَّا وضع تلك الضابط التي تساءلتَ عنها فهذا لا يمنعنا نحن من أن ندرس كل أثرٍ دراسة موضوعية كما يقولون وحينئذ نلحقه إما بالقسم الأول, أو بالقسم الآخر . هذا ما عندي, والله الموفق .

هذا يا شيخنا واضح لكن في مباحثة بيني وبين الشيخ عبد الله جزاه الله خيرًا في الموضوع .

تفضلْ .

ورد ذكر بعض الآثار التي نُقلت لا على ملأ كما تفضلتم في المثَلين, ولكن نُقل فتوى؛ فيعني فُتِيَ عن _مثلاً_ ابن عمر, فُتِيَ عن أبي هريرة, فُتِيَ عن ابن مسعود _ثلاثة مثلاً_ فهل هذه الفُتيا المنقولة عن صحابي اثنين ثلاثة نعدُّها مشهورةً, مع وجود _مثلاً_ فتوى عن صحابي فقط مخالف آخر له, فهل نقول بأن هذه الثلاثة يعني له حظ من الشهرة المشار إليها مع وجود واحد يخالف _حينًا_ أو عدم وجود المخالف _حينًا آخر_ ؟!



نعم, في فرق طبعًا,

في فرق .

في فرق بين وجود المخالف وعدم وجوده .

لا لا الكلام في حالة عدم وجود المخالف !

لازم نفرق بين أمرين لأنه أيضًا بحث هذا الموضوع وكان اشتُرط ألاَّ يكون هناك خلاف .

عشر صحابة يقولون قولاً, أو عشرة صحابة يقولون قولاً ثم صحابي يخالفهم فهل هذا أيضًا داخل في حيز الخلاف ؟

نعم, نحن خلينا ننتهي قبل كل شيء من مثل عدم وجود خلاف .

جميل جدًّا .

طيب, فإذا انتهينا منها ننتقل إلى الأخرى التي أنت تسأل عنها .

حفظك الله .

فأنا أقول إذا كان هناك عدة أقوال عن عديد من الصحابة وصدرت منهم في مناسبات مختلفة ودون أيّ تواطؤ منهم (أيّ تواطؤ منهم)؛ أي دون ما أقول تقليد دون اتباع أحدهم للآخر, وإنما هو كان بمحض الاجتهاد, فأنا أُلحق هذا القسم بالنوع الأول (فأنا ألحق هذا القسم بالنوع الأول), لكن تحقيق الموضوع _عام_ ليس هو بالأمر السهل, أنا أقول هذا وأدقق هذا التدقيق لأني في حدود ما علمت وما اطلعت كنت أرى أن لعمر بن الخطاب رضي الله عنه من بين الصحابة الآخرين له رهبة في صدور كبار الصحابة _فضلاً عمّن دونهم من الصحابة_, فقصة مثلاً عمار بن ياسر في مسألة التيمم وأن عمر بلغه بأنه يفتي للجنب أن يتيمم ف___ وكأنه أنكر ذلك عليه فذكَّره بالقصة التي وقعت لهما معًا وأنهما لم يجدا الماء وأنهما تمرَّغا بالتراب ولما جاءا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال _لعمّار_: إنما كان يكفيك ضربة للوجه والكفين . ذكَّره بهذا الحديث فما تذكَّر ! لما رأى عمّار عمرَ لم يتذكر قال _له_: إن شئتَ أمسكتُ ! قال: لا, إنما نوليك ما توليت . فهذا يلفت النظر إلى ضرورة التأكد من أن تكون تلك الأقوال صادرة بدون أن يكون في ارتباط بين الواحد والآخر منهم كذلك مثلاً لما جاء أبو موسى _ما أدري أين كان ؟!_ ويفتي بمتعة الحج . قيل _له_: هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فينهى عن متعة الحج . الآن ذهب عن ذاكرتي ماذا أجاب أبو موسى بشيء يلتقي مع قصة عمار بن ياسر . هل تذكرونها ؟!
أنا أذكر أنه امتنع عن الفتوى (امتنع عن الفتوى)!

___ لماذا ؟! لأنه أمير المؤمنين _يره_, فإذا آمنَّا هذه الناحية في تلك الآثار المتعددة فأنا ألحقها بالقسم الأول .

بعد هذا نعود إلى إذا كان هناك خلاف: حينئذ هذا الخلاف يُذكّرنا بقول ابن تيمية: لنا أن نختار من خلافهم, وليس لنا أن نحدث قولاً ثالثًا عليهم . لكن يا شيخ عبد الله هنا أمر مهم جدًّا جدًّا جدًّا, وفي اعتقادي لعله أهم من أصل هذه المسألة من الناحية الأصولية الفقهية, وهي أن آثار الصحابة حتى اليوم لم تُعامل معاملة الأحاديث النبوية, ولذلك فتجد كتب الخلاف _لا أستثني منها كتابًا_ تذكر فلان الصحابي قال: كذا . و فلان الصحابي قال: كذا . وإذا ما رجعنا _على الأقل_ إلى المصادر التي بين أيدينا فنجد كثيرًا من هذه الآثار لا تصح من حيث إسنادُها ! فما قيمة البحث الفقهي حينذاك والأمر كما قيل:

.... ..... ..... ... .... وهل يستقيم الظل والعود أعوجُ ؟!

والكلام حسن,___ ولكن حينما يثبت الإسناد إلى أحد الصحابة سواء اجتهاد أو . . .,

بلى, لكن الواقع أنه ليس عندنا كتب نعود إليها لنميز الثابت من هذه الآثار من غيرها _ما في عندنا_ .

ما, ما تصورت ما تريد _سلَّمك الله_؛ إن كان مثلاً يعني وجود كتب اعتنت بجمع آثار الصحابة ؟! هذا موجود !

ليس بالجمع !

والأسانيد مثل عبد الله بن ___ .

ليس بالجمع !! وإنما بالتصحيح والتضعيف؛ يعني جرى عمل جماهير العلماء على أن يتساهلوا في رواية الآثار بخلاف ما جرى عليهم عملهم بالحديث النبوي ! فنحن حينئذ إذا ما أردنا أن نطبق القاعدة, وموقفنا الذي أراه معتدلاً في آثار الصحابة فهذا ينبغي أن نعامل آثار الصحابة من حيث البحث في صحتها كما نعامل الأحاديث النبوية, لكن هذا البحث لا يساعد جماهير العلماء _فضلاً أن يساعد جماهير طلاب العلم_ ما دام أن هؤلاء لا يستطيعون أن يميزوا الصحيح من الآثار من ضعيفها ! يعني لو نحن أقنعْنا الناس بهذا الذي نحن مختلفون الآن من التفريق بين أثر وأثر, لكن من الناحية العملية لا يستطيعون أن يطبقوها لأنهم سيعودون مثلاً إلى فتح الباري, سيعودون إلى نيل الأوطار للشوكاني؛ يحشر الناس أقوال كثيرة وكثيرة جدًّا إنه ثبت أو جاء عن الصحابة أو روي عن الصحابة . . . إلخ, لكن جربنا في كثير من هذه الآثار لمّا نعود إلى المصنفات التي أشرتم إليها آنفًا نجدها مراسيل أو معاضيل أو فيها مجاهيل أو نحو ذلك ! بحيث لا يصح حينذاك أن نعتبر مثل هذه الآثار مساعدًا لِّتأويل النص إلى ما ذهب إليه بعض العلماء الذين يحتجون بهذه الآثار, فإذا ضُمَّ إلى تساؤلِك واقتراحِك أيضًا العناية بدراسة هذه الآثار يتم الموضوع حينذاك ويفيد الناس وينقذهم من إخلالهم بالمبدأ الذي اتفقنا عليه _بناءً على النصوص الشرعية_ وهو: [وجوب الرجوع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح] .

وراعِ يعني؛ يتوج سماحتكم على المجهود العظيم خلال النصف قرن. . ., أكثر من نصف قرن, لو بشيء يسير نموذج يسير عليه طلاب العلم في هذا الباب .

يعني أفعل ماذا ؟!

يعني لو تحقق يعني جملة ولو ليست كبيرة, من أثر الصحابة كما سار طلاب العلم على نهجكم في الحديث يسيروا كذلك على منهجكم في آثار الصحابة .

طيب, يعني ما في شيء كنت تريد أن تعلمه ؟

لا في في في الكثير, في الكثير .

نقدم يعني مثلاً باب معين من أبواب الفقه في تحرير أقوال اصحابة فيه,

تحرير أقوال اصحابة .

لو في باب واحد حتى يحتذى حذاءه .

على كل حال أسأل الله عز وجل أن يوفقني لما تقترحونه, ويجعل فيه الخير الكثير إن شاء الله .

أنا الحقيقة عندي سؤال لكنِّي أخشى أن أطيل عليك وأنت يعني صوتك _إن أعطيتني وقتًا آخر في وقت . . .,_ فأنا أقول لعل الليلة يكفينا هذا .

طيب, مادام بشرتني بالوقت الآخر ___ فقد طمعتني فيك !!!

شكر الله لك, الله يحفظك .

جزاك الله خير يا شيخ .

وإيّاكم, الله يحفظكم, أهلاً وسهلاً,

شكر الله لك, ونفع بعلمكم .

جزاكم الله خيرًا,

جزاك الله خير يا شيخ .

وإيّاكم .


إخوة الإيمان والآن مع مجلس آخر:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا مُحمّد وعلى آله وصحبه _أجمعين_ .

صاحب الفضيلة الشيخ / مُحمّد ناصر الدين الألباني _سلَّمه الله_ .

في لقاء سبق معكم قبل ثلاث سنوات سُئلتم عن بعض السفهاء الذين يستهزئون بالدين, وربما سبُّوا الدين ! فكان جواب سماحتكم: أنَّ مثل هؤلاء يؤدبون, ويضربون أسواط, ثم بعد ذلك ينتهى عن . . ., يتركون ولا يحكم عليهم بشيء . فهذه المسألة الحقيقة يعني فُهِمَت من بعض الناس فَهْمًا لا يريده الشيخ ناصر _سلَّمه الله_؛ بحيث أنهم ظنُّوا أنَّ الشيخ يُطلِق أنَّ الاستهزاء مثلاً بالدين أو سبّ الدين أو سبّ النبي ليس كُفرًا !!!

فأريد من الشيخ _سلَّمه الله_ توضيح هذا . _وإنْ أذن لي الشيخ _قبل الجواب_ أن أقرأ شيئًا يسيرًا من فتاوى الشيخ مُحمّد إبراهيم العلاّمة الشيخ مُحمّد إبراهيم _مفتي الديار السعودية رحمه الله_ حول يعني سؤال سئله الشيخ حول هذه المسألة فأجاب: . . ._

إذا شئت تفضَّلْ .

قال من:. . .,

بسم الله الرحمن الرحيم

"مِنْ مُحَمَّدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِلَى فَضِيلَةِ مُسَاعِدِ قَاضِي مَحْكَمَةِ صَامِطَةَ:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ،

فَقَدْ جَرَى اطِّلاعُنَا عَلَى خِطَابِكُمْ رَقْم ...، وَتَارِيخ كذا وكذا؛ بِخُصُوصِ مَسْأَلَةِ (مُعَوِّض بْن فلان)، وَمَا صَدَرَ مِنْهُ مِنْ لَعْنِهِ دِينَ مُحَمَّدِ بْنِ المَهْدِيِّ، وَمَا قَرَّرْتُمُوهُ فِي حَقِّهِ مِنْ جَلْدِهِ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ تَعْزِيرًا، وَاسْتِتَابَتِهِ، ثُمَّ تَوْبَتِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ، وَطَلَبِكُمْ مِنَّا الإِحَاطَةَ بِذلِكَ.

وَنُفِيدُكُمْ أَنَّ سَبَّ. . ., أَنَّ سَبَّهُ دِينَ مُحَمَّدِ بْنِ المَهْدِيِّ -وَالحَالُ أَنَّ مُحَمَّدَ المَهْدِيِّ مُسْلِمٌ- هُوَ سَبٌّ لِلدِّينِ الإِسْلامِيِّ، وَسَبُّ الدِّينِ -كَمَا لا يَخْفَى عَلَيْكُمْ- ارْتِدَادٌ -وَالعِيَاذُ بِاللَّهِ-.

وَعَلَيْهِ؛ فَيَلْزَمُكُمْ -عِلاوَةً عَلَى مَا أَجْرَيْتُمْ- إِحْضَارُ المَذْكُورِ، وَأَمْرُهُ بِالاغْتِسَالِ، ثُمَّ النُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَتَجْدِيدِهِ التَّوْبَةَ -بَعْدَ إِخْبَارِهِ بِشُرُوطِهَا الثَّلاثَةِ-: مِنَ الإِقْلاعِ عَنْ مُوجَبِ الإِثْمِ، والنَّدَمِ عَلَى صُدُورِهِ مِنْهُ، وَالعَزْمِ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ إِلَيْهِ.

وَنَظَرًا لِمَا ذَكَرْتَهُ عَنْهُ مِنْ أَنَّهُ جَاهِلٌ بِمَدْلُولِ مَا صَدَرَ مِنْهُ: فَيُكْتَفَى بِمَا قَرَّرْتُمُوهُ عَلَيْهِ تَعْزِيرًا، وَفَّقَكُمْ اللَّهُ. وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ".
مفتي اليار السعودية .

إذن إن أذنت لي أيضًا بفتوى أخرى .

تفضَّلْ, تفضَّلْ .

أيضًا هنا (حكم من سمَّى علم التوحيد، علم التوحيش، "وعلم الفقه" علم حزاوي العجائز)

"مِنْ مُحَمَّدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ,

سمّاه ماذا ؟!

حزاوي العجائز, (حزاوي العجائز) !

شو يعني ؟! العجائز ؟!

العجائز .

حزاوي أيش يعني ؟!

يعني أحاديث .

حزاوي !

أحاديث عجائز !

هي لغة نجدية يعني ؟!

لا أعلم يا شيخ !

طيب !

"مِنْ مُحَمَّدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إلى فضيلة قاضي هرجاب _سلمه الله_

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته, وبعد:

فقد وصل إلينا كتابك رقم كذا وكذا وتاريخ كذا وكذا, الذي ذكرت فيه حالة بعض الشباب من تلاميذ المدارس وأنهم يسمون "علم التوحيد" علم التوحيش !!! ويسمون "علم الفقه" علم حزاوي العجائز !!! - وتسأل عن حكم هؤلاء ؟

والجواب: لاشك أن مثل هؤلاء متجنون على الشريعة الإسلامية وعلومها، وهذا مما يدل على استخفافهم بالدين، وجرأتهم على رب العالمين .

ومن أطلق هذه المقالة على علم التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو يعلم معناها فلا شك أنه مرتد .

لكن ينبغي معرفة الفرق بين الحكم على شخص بعينه بالكفر وبين أن يقال: من فعل كذا وكذا, أو قال: كذا وكذا . فهو كافر؛ لأن الشخص المعين لابد من إثبات صدورها منه باختياره وكونه مكلفًا بالغًا عاقلاً .

ومن أطلق هذه المقالة على علم الفقه فهو مخطئ ومتجنٍّ على علوم الشريعة؛ لكن لا يبلغ به الحكم عليه بالردة .

وعلى كل فيتعين تعزيز كل من يصدر منه مثل هذه الألفاظ؛ فان كانوا من الأطفال والسفهاء فهذا أخف، وإن كانوا كبارًا عقلاء فهذا أغلظ والعياذ بالله .

والحقيقة إن هذا مما يستغرب وقوعه لا سيما من طلاب المدارس الذين يتلقون هذه العلوم في مدارسهم وهي من أهم مقرراتهم،. . . ".

إلى هنا المقصود من كلامه عليه رحمة الله .

نعم .

تفضل سيادتك .

الذي أراه وأدين الله به وأقول بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله: أنَّ الأمر لا يتعدَّى في عقيدتي ما أسمعتني إيَّاه من كلام الشيخ رحمه الله في فتاواه .

لكني أريد أن أوضح شيئًا تضمنَّه جوابُ الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان, فأنا أقول: من المعلوم عند كافَّة العلماء أنَّ الأقوال بمقاصد قائليها؛ فإذا تكلَّم المتكلم بكلمة تحتمل أمرًا مخالفًا للشرع والمخالفة قد تَّزدوج فقد تكون كفرًا ورِدَّةً, وقد تكون معصيةً .

وأوضَح مثال في ذلك هو: الحلف بغير الله تبارك وتعالى؛ فنعلم جميعًا قوله صلى الله عليه وسلّم: (من حلف بغير الله فقد أشرك) . وفي اللفظ الآخر: (فقد كفر) . فلا نستطيع أن نقول لكلِّ من حلف بغير الله أنه كَفَرَ كُفْرَ رِدَّةٍ, ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كَفَرَ كُفْرَ رِدَّة _قد يكون !_ و_قد لا يكون !_, ولذلك فلتأكيد أحد الاحتمالين ورفع الاحتمال الآخر فلا بد من معرفتنا بطريقةٍ أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف ؟! فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير ربّ العالمين عزّ وجلّ تعظيمًا له كتعظيمه لله عزّ وجلّ, وهذا ما لا يفعله فيما أعتقده أيّ مسلم, فيكون والحالة هذه: كُفرَ رِدَّةٍ, ولكن كما قلتُ _آنفًا_: فأنا ما لا أعتقده أنَّ فردًا من أفراد المسلمين _وما أكثر هؤلاء الذين يحلفون بغير الله عزَّ وجلَّ في بلاد الإسلام_ ما أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله عزَّ وجلَّ كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا .

ولذلك نرى كثيرًا من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة _عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرُّسُل, بل وبرأس الرَّجُل وبلحيته وشاربه . . . ونحو ذلك من الأيمان القبيحة_ إذا ما ذُكِّرَ وقيل _له_: رسول الله يقول: كذا وكذا . . . . ___ القول جزاك الله خير, وأنا ما كنت أعرف هذا . ويستغفر الله . هذا مثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسبّ الله عزّ وجلّ أو يسبّ نبيّه عليه السلام أو يسبّ الدين الأمر يعود إلى القصد؛ لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به, فإذا ما سمعنا شخصًا من هؤلاء _كما قال الشيخ في بعضهم: السفهاء ._ يسب الشرع أو الدين أو ربّ العزة أو نبيّه عليه السلام . . . إلخ, فإذا ما ذُكِّرَ _وهذا يقع كثيرًا منهم ومن الناصحين والمذكرين لهم_ بيقول: لعنة الله على الشيطان . ساعة شيطانيّة _غضبيّة_ أستغفر الله. فهذا يدل على شيء مهم جدًّا فيضطرنا نحن ألاَّ نتسارع إلى إصدار حُكم بالتكفير بحقِّه؛ لأنه لم يتقصَّد الكفر, كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بدر منه ؟! لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته ! بل ننكر عليه ذلك أشد النكير, ولو كان هناك حُكْمٌ أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يُعذَّر؛ بأن يُجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول _عليه السلام_ المعروف . لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحُكم لا يوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين, ولعل هذا يُسوِّغ لي أن أقول: لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نصَّ الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب . . .)؛ عدم قيام الحُكَّام بتنفيذ الأحكام الشرعية هو من أسباب انطلاق ألسنة هؤلاء السفهاء بما لا ينبغي ولا يجوز شرعًا أن يتفوَّهوا به .
وخلاصة الكلام: أنَّ التكفير أمر صعب جدًّا _كما هو معروف عند أهل العلم_, والأحاديث الصحيحة في البخاري غير معروفة في هذا المعنى ! لكنِّي أريد أنْ أذكر فرعًا _بهذه المناسبة_ أريد أنْ أذكر فرعًا فقهيًّا جاء في بعض كتب المذاهب _وهذا في الواقع متجاوب تمامًا مع رهبة تلك الأحاديث التي تحذِّر المسلم أن يبادر إلى تكفير أخيه المسلم خشية ألاَّ يكون كافرًا فيعود الكفر على المكفِّر, لقد ذكروا أنه إذا صدر من مجموعة من العلماء _بلغ عددهم تسعةً وتسعين شخصًا_ بتكفير مسلم, لكن عالم _واحد_ قال: لا؛ ليس بكافر . فينبغي ألاَّ يصدُر حُكم التكفير بالنسبة لهذا الإنسان مادام أن هناك عالم يقول: هذا ليس بكفر . فأفهم من هذا أنَّ هؤلاء الذين فرَّعوا هذا الفرع راعوا خطورة إصدار الكفر بحقِّ الرجل المسلم, لا سيّما إذا كان معلومًا بمحافظته على الأركان الإسلاميّة _ليس فقط على الشهادة بل على الصلاة والصيام وهو إلى آخره_, وكثيرًا ما نسمع ينشب بين الزوجين فتأتي المرأة وتسأل: إن زوجي سبّ كذا ! نسأل يُصلِّي ؟! بتقول: يصلّي . يصوم ؟! يصوم . . . إلخ, إذن كيف هذا ؟! أنا اتخاصمت معه وصاح وصحت . . . إلخ, إذن فهذه السُّبَّة إذا صدرت من إنسان في حالة غضب يُستتاب ويعذَّر ويُجلد . . . إلخ, لكن إذا ما أردنا أن نُصدر في حقه التكفير الذي يلازمه الرِّدَّة لا بد أن نَّسهب اعترافه بما فعله, فإن اعترف فهو رِدَّة, ويقتل كما هو معروف في الإسلام من قوله _عليه السلام_: (مَنِ ارْتَدَّ عن دينه فاقتلوه) . أمّا إذا أتبع كلامه بالاستغفار والتوبة إلى الله عزَّ وجلَّ فهذا دليل أنها ثورة غضبيّة؛ لا نستطيع أن نرتب عليها ما نرتب على الكلام الصادر بقصدٍ وإرادة, ولاّ كان الرسول _عليه السلام_ يقول: (إنما الأعمال بالنيّات) . وهذا لم تكن النّيّة أن يقصد مثلاً ما سبّه من مما ذكر آنفًا, فلا يجوز أن ندينه بكلمته مادام أن قلبه يخالف كلمته . هذا رأيي في هذا الموضوع .

سلمك الله, هل يمكن مثلاً أن نُجمِل هذا ونقول _مثلاً_: إنَّ شروط التكفير ثلاثة, وموانع التكفير ثلاثة:

شروطُها:

الأول: العلم, ويقابله الجهل: مانعه الجهل .

نعم .

الاختيار: مانعه الإكراه, والجبر .

وهو كذلك .

التأويل: ومانعه عدم التأويل .


يعني لو لم يفتح باب التأويل في مسألة _نرى أن التأويل قد يدخل فيها_ لكفّرنا الجهميّة, لكفَّرنا المعتزلة؛ هذا اللي يقول: لا أدري الله فوق العرش أم تحت العرش !!!

نعم .

والسلف لم يحاربوا ذلك .

هذا صحيح .

والسلف لم يحاربوا ذلك, هنا _سلّمك الله_ عبارة بدِّي أقرأها عليك لشيخ الإسلام / محمد بن عبد الوهّاب عليه رحمة الله .

رحمه الله .

في كتاب الشيخ الفاضل / صالح العبود, يقول الشيخ: والشيخ يكفِّر من كفر بإجماع المسلمين وهو الذي قامت عليه الحُجّة, ولا يكفِّر من لم تقم عليه الحُجّة .

تمام .

حتِّى إن الشيخ قال _عليه رحمة الله_: إنَّ أول الأركان الخمسة للإسلام الشهادتان, وقد أجمع العلماء على كُفر تاركها ووجوب قتاله . أما الأربعة الباقية: فإذا أقرَّ الإنسان بها وتركها تهاونًا . _فالشيخ يقول:_ فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره بتركها .

ما شاء الله .

لأن العلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود .

ما شاء الله .

أيضًا هنا عبارة أخرى وتعلِّق _سلّمك الله_, ينقل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب عن شيخ الإسلام ابن تيميّة يقول: لما استحلّ طائفة من الصحابة والتابعين الخمرَ كقُدامةَ وأصحابه, ظنُّوا أنها تباح لمن عمل عملاً صالحًا ! على ما فهموا من آية المائدة, اتفق علماء الصحابة كعمر وعليّ وغيرهما على أنهم يستتابوا؛ فإن أصرُّوا على الاستحلال كفروا, وإن أقرُّوا بالتحريم جُلِدُوا . فلم يكفروهم بالاستحلال _ابتداءً_؛ لأجل الشبهة حتى يُبين لهم الحق فإن أصرُّوا كفروا . ولذلك كنت أقول: الجهمية الذين نفوا أن يكون الله فوق العرش أنا لو وافقتم كنت كافرًا, وأنتم عندي لا تكفرون .

تمام .

لأنكم جهّال .

ما شاء الله .

ونحن نعلم بالضرورة _هذا كلام الشيخ الآن لعلّه كلام الشيخ الباقي الآن_ ونحن نعلم بالضرورة أن الرسول صلى الله عليه وسلّم لم يشرع لأمته _أو لعل هذا الكلام لشيخ الإسلام_ لم يشرع لأمته أن يدعوا أحدًا من الأحياء والأموات ولا الأنبياء ولا غيرهم لا بلفظة الاستغاثة, ولا بلفظ الاستعاذة, ولا غيرهما. كما أنه لم يشرع لهم السجود لميّت ولا إلى غير ميّت ونحو ذلك . بل نعلم, نعلم أنه نهى عن ذلك كلِّه .

نعم .

وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله, لكن لغلبة الجهل, وقلّة العلم بآثار الرسالة,

الله أكبر .

في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك, (لم يكن تكفيرهم بذلك) حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم, ولهذا ما بينت هذه المسألة قطّ _لأن هذا كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب_ لمن يعرف أصل دين الإسلام إلا تفطَّن له وقال: هذا أصلٌ. . ., وقال: هذا أصلُ دين الإسلام, وكان بعض أكابر الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول: هذه أعظم ما بيّنتَه لنا .

الله يجزيه الخير, هذا كلام شيخ الإسلام أكيد .

هذا كلام شيخ الإسلام, نعم .

أي نعم .

عاد هنا كلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب _لو أذنت لي يا شيخ .

تفضلْ .

لـ, حينما اتهم بأنه يكفر المسلمين !!!

أه .

قال: وأمّا الكذب والبهتان فمثل قولهم: (إنّا نكفّر بالعموم)! ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه وأنّا نكفِّر من لم يكفّر, ومن لم يقاتل ! ومثل هذا وأضعاف أضعافه يعني زعمهم

الله أكبر .

. . . أنه يكفر من لم يقم عليه الحُجّة ونحو ذلك, يقول الشيخ: فكل هذا من الكذب والبهتان الذين يصدّون به الناس عن دين الله ورسوله, وإذا كنّا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر _لعله يعني قصده ما يوضع على القبور هناك_

نعم .

وإذا كنّا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر, والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله _إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفِّر ويقاتل_ ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم .

سبحان الله هذا كلام عظيم جدًّا, وأنا أقول:

فهذا هو الحقُّ ما به خفاءُ فدعني عن بُنَيَّات الطريقِ

لقد قلنا في كثير من المجالس _وإخوانّا الحاضرين يعرفون هذا_: وخاصّة هؤلاء النابتة الجديدة التي ديدنها هو تكفير حكام المسلمين وبالتالي المحكومين, يقولون: بأننا نكفّر الجماهير ! ولا نكفّر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله, فحكمنا بالنسبة للحكم بغير ما أنزل الله معروف ولا حاجة للخوض فيه لكن أنا قصدي أنْ أقول: أنا لا أكفّر هؤلاء العامّة الذين يطوفون حول القبور؛ لغلبة الجهل بل وقلت _ولعلّ الأخ أبو الحسن يذكر هذا_: إنني أتعجب من بعض العلماء الذين يقولون بأنه لا يوجد اليوم أهل فترة (أهل فترة), فأنا أقول أهل الفترة موجودون خاصّة في بلاد الكفر _أوربّا وأمريكا . . . وإلخ_ بل أنا أقول قولةً _ما أظن أحد يقولها اليوم_أنا أقول: أهل الفترة موجودون بين ظهرانينا وأعني هؤلاء الجهلة الذين يجدون من يؤيد ضلالهم _باستغاثتهم بغير الله ونذرهم لغير الله وذبحهم لغير الله ويسمّون هذه الشركيات كلَّها بـ (توسل) ! والتوسل كما تعلمون نوعان . فهؤلاء من أين لنا أن نكفّرهم وهم لم تبلغهم دعوة الكتاب والسنة ؟! أعني هؤلاء العامة والمبلَّغين من بعض الخاصّة, والبعض الآخر قد يوجدون في بلد ولا يوجدون في بلد آخر, ولذلك فهذا الكلام الذي تلوته عليّ آنفًا أنا متأثِّر به جدًّا جدًّا حتى قلتُ هذه الكلمة: إن أهل الفترة اليوم يعيشون بين ظهرانينا يصلّون معنا ويصومون ويحجّون لكن هم ما يفقهون ماذا يقولون حينما يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن مُحمَّدًا رسول الله . فهو كما أشرتم في كلامكم وفيما قرأتم لا بد قبل كل شيء من تحقُّقنا من علم هذا المتكلم بأنه عالم بما يقول, ويعني ما يقول؛ فإذا انتفى أحد الأمرين لم يَجُزْ لنا بحقِّه إلا التعزير . ومنذ أيّام قريبة جرى بحث بيني وبين بعض الإخوان ردًّا على هؤلاء الذين يبادرون إلى تكفير الحكام وكما يقولون عندنا في سوريا: بالكوم _بالجملة يعني_ بالجملة, نعم .

نعم .

نعم, ينسب إلينا بعض هؤلاء الخارجين نعم. . ., وعليكم السلام. . ., المقصود: بينت له خطورة التكفير لهذا الذي كنّا نتناقش معه وأشرت إلى هؤلاء الذين يفترون علينا الكذب كما افتروا على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب وغيره, ولنا أسوة بالأنبياء والرُّسُل كما هو معلوم بالقرآن . قلتُ: إذا رأينا مسلمًا نعرف أنه مسلم, رأينا مسلمًا داس المصحف بقدمه لا شك هذا أمر منكر, لكن لا يجوز أن نسارع إلى إصدار الحكم بتكفيره حتى نتثبّت أنه أولاً فعل هذا الفعل وهو يريد إهانة المصحف؛ وهو عارف إن هذا الكتاب الذي يدوسه بقدمه هو القرآن الكريم, فإذا كان عارفًا بأنه القرآن الكريم وقاصدًا إهانته فهذا كفره كفر ردَّةٍ, لكن مادام أنه يحتمل أن لا يكون هذا القرآن هو كلام الله؛ أو هذا الكتاب الذي داسه بقدمه؛ يحتمل أنه ليس كتاب الله ثم مع الاحتمال الآخر يحتمل أنه كتاب الله وهو أراد أن يستهزئ به وأن يهينه فهذا ردّة, أما إذا فعل ذلك في حالة ثورة غضبيّة فهو لا يدان وإنما أيضًا يعزّر . وأنا أذكر في مثل هذه المناسبة أنني لا أفرق في النتيجة وفي العاقبة بين أن يأخذ الرجل المصحف ويدوسه أو أن يضرب به الأرض كلٌّ من الصورتين لا بد من تطريق كل من الاحتمالين:

الأول أنه يدري أنه هذا كلام الله .

وثانيا أنه يقصد الإهانة والاستهزاء بكلام الله, وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم بأن كليم الله موسى ضرب الألواح بالأرض, فهل هذا يعتبر كفرًا, وكفر ردّة ؟! حاشا ! لكن هو لغيرته على التوحيد, ولمّا رأى قومه قد عبدوا العجل ثارت ثورته غيرة على التوحيد ووقع منه ما وقع, لكن هذا الذي وقع ليس بقصد منه, فالقصد هو الأساس في المحاسبة والمعاقبة فإذا لم يوجد هذا القصد مقترنًا مع اللفظ لم يجُز مبادرة عند التكفير وإنما إلى التعزير, نعم .

لعل هناك صورة لتبين بوضوح ما أردت الإشارة إليه.

تبينْ .

بوضوح ما أشرتم إليه .

نعم .

قد نرى رجلين: كلاهما يمزق المصحف .

أه .

فنعطي هذا حكمًا وهذا حكمًا .

تمام .

فهذا أراد تمزيقه إكرامًا له وحتى لا يهان وهذا فلا يشمله حكمه, وذاك أراد تمزيقه _مما علم من نيّته_ إهانة له فله الحكم .

جميل جدًّا .

نعم .

جدًّا؛ (إنما الأعمال بالنّيّات) .

جزاك الله خير .

أحسنت, لا حول ولا قوة إلا بالله .

كلمة ابن القيم وجدناها فقلنا لعل أخونا أبو أحمد يضيفها في الشريط بطريقته الخاصّة .

جميل .

وأيضًا هذا الكلام لابن القيم يدل على ما تقدّم من كلام الشيخ _فضيلة الشيخ العلامة محمد إبراهيم, سماحة الشيخ العلاّمة محمد إبراهيم_ يقول _ابن القيم_: وسأله صلى الله عليه وآله وسلم الحجاج بن علاط فقال: إن لى بمكة مالاً, وإن لي بها أهلاً, وإني أريد أن آتيهم فأنا في حِلٍّ إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا ؟! فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء . ذكره أحمد .

في تعليق آخر وإسناده من كتابك يا شيخ, وفيه دليل على أن الكلام إذا لم يرد به قائلة معناه إما لعدم قصده له, أو لعدم علمه به, أو أنه أراد به غير معناه لم يلزمه مالم يرده بكلامه,

الله أكبر .

وهذا,

الله أكبر .

هو دين الله الذي أرسل به رسوله ولهذا لم يلزم المكره على التكلم بالكفر الكفر, ولم يلزم زائل العقل بجنون أونوم أوسكر ما تكلم به,
ما شاء الله .

ولم يلزم الحجاج ابن علاط حُكم ما تكلم به؛ لأنه أراد به غير معناه, ولم يعقد قلبه عليه, وقد قال تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان. . .), وفي الآية الأخرى: (. . . ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم), فالأحكام في الدنيا والآخرة مرتبة على ما كسبه القلب وعقد عليه وأراده من معنى كلامه .

هذا هو الحق, ما شاء الله .

الصفحة 403 المجلد الرابع إعلام الموقعين .

يعطيكم العافية .

جزاكم الله خيرًا .

جزاكم الله خيرًا, ما شاء الله, كلام العلماء يا سيدي بينطبق عليه خير الكلام: ما دخل الأذن بغير إذن .

يا سلام .

جزاك الله خير .


منقول


الساعة الآن 08:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.