{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=54)
-   -   بِرُّ (وليد)..وبكاءُ (محمود)....عندما يفقد الوالدُ أكبرَ أولادِه...-ربِّ رُحماك-.. (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=60421)

علي بن حسن الحلبي 08-05-2014 06:19 PM

بِرُّ (وليد)..وبكاءُ (محمود)....عندما يفقد الوالدُ أكبرَ أولادِه...-ربِّ رُحماك-..
 
بِرُّ (وليد)..وبكاءُ (محمود)....
عندما يفقد الوالدُ أكبرَ أولادِه...
-ربِّ رُحماك-..


... أراد (محمودٌ ) أن يوقظَ أكبرَأبنائه (وليد)-كعادتِه صباحَ كل يوم- : إما للعمل ، وإما للدراسة الجامعية..


..فهكذا كانت حياةُ (وليد) –ابن العشرين عاماً-الشابّ المتدفّق قوةً وطموحاً ونشاطاً وحيويّةً-..

(استيقِظ..استيقِظ..استيقِظ)...هذا نداءُ أبيه –شبه اليوميّ-والمتكرّر-له...

لكنْ...لا جواب...

صمتٌ مُطبِقٌ...لا حَراك...

(اذهبوا به إلى المستشفى)..هكذا كان رأيُ الجميع مِن أهله ووالديه...

وهنالك كانت المفاجأة...وأيّةُ مفاجأة!

لقد وصل (وليد) مَيْتاً..

(الحمد لله ربّ العالَمين ..إنا لله وإنا إليه راجعون)....

هذه –بالحرف الواحد-كانت كلماتُ (محمود)-أبو (وليد)-لحظةَ سماعِه الخبر...

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾..

أما (محمودٌ)-هذا-؛ فهو رجلٌ أربعينيٌّ..ذو أسرةٍ وواجباتٍ.. شهمٌ ، مكافحٌ ، صبورٌ ، صاحبُ نخوةٍ ونجدة...

إنه الصبرُ...الذي لا يُكرِم الله به إلا مَن يحبُّ...

..لقد بكى (محمود) على (وليد)..وأبكانا..وصبر..وصبّرنا..«ومن يتصبّر يصبّره الله»..

«إنّ العين لَتدمع ، والقلب يحزن، ولا نقولُ إلا ما يرضي ربَّنا»..

إنّ أكثرَ ما أثّر في نفسي أنا-شخصياً- ،ودمَعت له عيني ،وانكسر له قلبي –مع الرضا بقضاء الله ، والرضوخ لحكمه-تعالى- : أن كلمةَ أهل (وليد)-المتوفّى- ،وأصحابه ، وجيرانه، ومعارفه-فيما رأيت- : أطبقت على أنه حَسن الخُلُق ، حييّ ، مطيع لوالديه ،وفيٌّ لأصحابه ، دائمُ البِشر والابتسامة ، حريصٌ على الصلاة...

حتى إني سمعتُ أحدَ رُفقائه يقول : (لمّا كان يأتي لـ (وليد) اتصالٌ هاتفيُّ مِن والده (محمود)...كان يتغيّر..فكان يُرى كأنّ والدَه أمامَه مواجَهةً-مِن شدّة احترامِه له،وأدبِه معه- )..

أمّا والدُه –(محمودٌ) ؛فقد سمعتُه -وهو يردِّدُ-مِن بين دَفَقات مُرِّ بكائه -: (وليدٌ صاحبي..وليدٌ حبيبي..وليدٌ أبي..والله لم يرفع عينَه فيَّ يوماً..ولم يُجاوبني بكلمةٍ يوماً..أحتسبُه عند ربّي...)...

هكذا بِرُّ الأبناء..وهكذا أخلاقُهم..وهكذا سَنِيُّ صِفاتِهم..

....لقد كان بكاءُ (محمود) على ولدِه وفِلْذِة كَبِدِه (وليد) مُرّاً..مبكياً...حارّاً..

وهكذا بكاءُ الرجال ...

نعم..لقد بكى (محمودٌ) على فَقدِه ولدَه (وليداً) –حبيبَه..ورفيقَ دربه..وقُرّةَ عينِه- بكاءَ الرجال الرجال.....

نعم..لقد أبكانا-والله-..وصَبَرَ.. وصبّرنا بالله..«ومَن يتصبّر يُصبّرْه الله»..

يا (محمود)..ارضَ بما كتبه الله لك/عليك..ينشرحْ صدرُك -وإن بَكيتَ-..ويطمئنَّ خاطرُك -وإن حزنتَ-..

..وهذا في الحالتين –بكاءً وحزناً- حقُّك..فأنت والدٌ..وأنت رجلٌ..وأنت مؤمنٌ صابرٌ مصابرٌ–إن شاء الله-..

يا (محمود)..«رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ ، وَسَخَطُ الربِّ في سَخَط الوالد»...و«الوالدُ أوسطُ أبواب الجنّة»..

يا (محمود)...اصبِر واحتسِبْ..وَارْضَ عن ولدِك (وليد) –وإن كنتُ على يقين أنك عنه راضٍ-، واستغفر له ، وأكثِر من الدعاء له ،والترحُّم عليه ..


﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾...


﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾...

﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾..

أبوالأشبال الجنيدي الأثري 08-05-2014 07:43 PM

رحم الله وليدا , ورزق محمودا وأهله الصبر والرضا .
بوركتم شيخنا على هذه الكلمات المؤثرة ...

عاصم عبد القادر 08-05-2014 08:15 PM

رحم الله ( وليد ) وأسكنه فسيح جناته .

ولا تنس دعاء المصيبة يا أبا وليد ، وثق أن ربك سيعوضك .

ثم اعلم أنك لم تفقد ابنك ، بل هو قد سبقك إلى الجنان - إن شاء الله - فاصبر على الدرب ، فقريبا تلاقي حبيبك .

ومن يضمن لأحدنا أن يموت كما مات ( وليد ) مقبلا غير مدبر .. ومستريحا من بلاء الدنيا نحسبه عند الله .

عبد الرحمن عقيب الجزائري 08-05-2014 09:18 PM

اللهم ارزقفنا برّ الآباء والأمّهات أحياء وأمواتا .
نعوذ بالله من الحرمان والخذلان
بارك الله في الشيخ عليّ ونفعنا بعلمه

حمزة الجزائري 08-05-2014 09:29 PM

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

عمربن محمد بدير 08-06-2014 01:24 AM

عظم الله أجر آل الندّاف

محمد عياد 08-06-2014 09:59 AM

اللهم .. إغفر له وإرحمه وعافه وأعف عنه ..
 


كلمات حارة .. ومزلزلة ..
رحم الله وليد وألهم والده الصبر ..
اللهم .. اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ..
اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ..


أبو عبيدة الجزائري 08-06-2014 11:49 AM

رحم الله ( وليد ) وأسكنه فسيح جناته

ابو الحارث المغربي 08-07-2014 01:09 AM

رحمه الله ورزق أهله الصبر والسلوان!

ابو عبد الله السعيد 08-07-2014 02:17 AM

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته


الساعة الآن 04:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.