{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   مقالات مشرفي كل السلفيين (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=70)
-   -   (2)العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية)!! (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=23649)

مشرفو منتدى (كل السلفيين) 01-07-2011 01:11 AM

(2)العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية)!!
 
(2) العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) !
لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وصحابته -أجمعين-.
أمَّا بعد:
.... فقد تصاعدت في السنوات الأخيرة موجات الطعن والتشكيك في جملة كبيرة من مشايخ الدعوة السلفية الأفاضل -ودُعاتها- بصور وأشكال شتى! ولعل من أقبحها -وهو أسخفها-: رميهم بأنهم من (الإخوان المسلمين):

فهذا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي يصف الشيخ (ابن جبرين –رحمه الله-) بأنه : (إخواني ضيَّع دينه)!
[كما في هذا المقطع]

ويصف –كذلك- الشيخ محمد حسان، وجماعة أنصار السنة بأنهم (إخوان مسلمون)!
[كما في هذا المقطع]

وهنا الشيخ عبيد الجابري يصف الشيخ أبا الحسن المأربي بأنه : "إخواني لعاب مكّار مدسوس في دعوة أهل السنة في اليمن"!

لا بل هو يوسّع الدائرة ليجعل أهل العلم السلفيين -من تلاميذ الشيخ الألباني –رحمه الله- كلهم من الإخوان المسلمين ؛ فقال عن شيخنا الحلبي وإخوانه من مشايخ الأردن : "وأنا والله أخشى أنه تأثر بفكر الإخوان أنه خالطهم وأثر عليه الأخوان وما استطاع أن يظهر هذا في حياة شيخهم الإمام العلامة الشيخ ناصر -رحمه الله-؛ ما استطاعوا أن يظهروا هذا فلما رحل شيخهم الذي فقده أهل الإسلام العارفون بقدره وبقدر أهل العلم والفضل أظهروا ما عندهم"!!
[ تفضل هنا . ]

وهذا الكلام من الشيخ المدخلي، ثم الشيخ الجابري -هداهُما اللهُ- لا يعدو أن يكون كلاماً إنشائيًّا لا يعجز الصبية عن أن يرموا أيَّ أحدٍ به؛ حتّى المتكلم –نفسه- !! بل ويمكن عكسه، فيقال : إن الشيخ ربيعاً المدخلي ومن يوافقه -كالشيخ الجابري- لم يظهروا طعوناتهم في أهل السنة السلفيين في حال حياة الأئمة الثلاثة ، لأنهم لو فعلوا ذلك لأرجعهم الأئمة أولئك إلى طائفتهم الحقيقية وهي : الحدادية !!
وهذا -بحُكم الواقع المنظور وآثاره -كما سيأتي- هو الأقربُ -جدًّا-.
ولعلَّ هذا ما يفسّر (!) التغييب التامّ (!)لكتاب «مجازفات الحدّاد» -وهو مِن أهمِّ مؤلّفات الشيخ ربيع!- عن موقعه على (الإنترنت)، وعن «مجموع كتبه» -التي طبعت حديثاً-!!! وما ذلك إلّا للمشابهةِ الشديدةِ -جدًّا- بين ما انتقدَهُ الشيخ ربيع على الحدّاد -قديماً-! وبين ما هو متلبّس به -حديثاً-!!
وانظُر: تَرَ...

وقال الشيخ محمد بن هادي المدخلي في الشيخ أبي الحسن المأربي : " نحذِّر من هذا الرجل في أنحاء المعمورة لأنه إخواني المنهج"!!
[ تفضل هنا . ]

إلى غير ذلك من الاتهامات الخطيرة -والباطلة- الموجهة إلى هؤلاء المشايخ -وغيرهم-، ورميهم بأنهم من الإخوان المسلمين !!
وإثبات مثل هذه الاتهامات في حق هذه الجمهرة من المشايخ السلفيين أصعب من إثبات وجود عنقاء مُغرب(!) -لو كانُوا يعلمُون-.

ومن يتكلَّم بمثل هذا لا يخرج عن كونه :
- إمَّا جاهلاً جهلاً مُطبِقاً بأحوال مشايخ الدعوة السلفية -المتّهَمين بالإخوانية- ؛ فرماهم بما هم منه بَرَاءٌ براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
- أو جاهلاً بمنهج الإخوان المسلمين جهلاً مدقِعاً؛ فلهذا تراه يرمي كثيراً ممن خالفه بهذه التهمةِ الجاهزة (المعلَّبَة!): بأنه من الإخوان المسلمين!!- أو كما جرتْ سُنّةُ بعضهم (!) برميِ مخالفِه بما هو أعظم من هذا وأنكى؛ كالقول بوَحدة الأديان! أو الطعن في الصحابة -متى أنهكتهم المسائلُ وأعجزتهم الدلائلُ-!!!
- أو جاهلاً جهلاً ذريعاً بالمنهج السلفي ، فاعتبر ما يسير عليه هؤلاء المشايخ من قبيل السير على طريقة الإخوان ونهجهم!
- أو جاهلاً بتحقيق مناط الحكم على المعيَّن بكونه من الطائفة البدعية الفلانية؛ والمتمثل في كون هذا المعيَّن ملتزمًا بما هو مِنْ سمات تلك الطائفة-التي بها تميزوا عن أهل الحق-، قائلًا بها أو داعيًا إليها!
- أو مقلداً مبغضاً حاقداً شانئاً حاسداً أعماه التعصب وحبُّ مقلَّده عن قبول الحق والانقياد له..
- أو ظالماً باغياً عادِيًا كاذِباً ؛ ضاربًا النصوص الآمرة بالتثبُّت والتوقِّي -وقد رأينا البعضَ يجعلُ هذه النُّصوصَ مِن قواعد الحزبيَّة!- وما تتضمَّنه مِن النَّهي عن البغي والظّلم- عُرض الحائط!
وقد تجتمع في حقه هذه الأمور كلُّها أو بعضُها؛ فعندئذ ليس لنا سوى أن نكبّرَ عليه تسعًا -إحياءً للسنَّة!-، أو ندعَه يكبّر -هو- على نفسه بنفسه! – ولو أربعاً- أقلّ الوارد!-حرصًا على عدم تضييع المزيد من الأوقات-!!!

ونحن في هذا المقال لن نناقش مسألة كون هؤلاء المشايخ لا يزالون من الإخوان المسلمين!! -أم لا-؛ فمناقشة هذا الموضوع فرع عن التسليم بصحته -أصلاً-!
والقول بصحة تلك المزاعم المُفتراة على بعض الشيوخ السلفيِّين بأنَّهُم (مِن الإخوان المُسلمِين): لا يقبلُه عاقلٌ ممن له اطّلاع على أحوال هؤلاء المتهَمين!
كيف لا! و(الإخوان المسلمون) –أنفسُهم- لا يقبلون هؤلاء المشايخ!!
بل يُعادونهم أشد المعاداة!! بل ويحاربونهم أشدّ محاربةً مِنْ أصحاب هذه الاتهامات المردودة عليهم -أنفسِهم-!!!
وحُقّ (للإخوان) أن يفعلوا ذلك؛ لأنّ عَدُوَّ الفِرقتين صار واحدًا!!!!!
ولله في خلقه شؤون!!!
ولكننا نوجّه هذا المقال لمن لا يزال يكابر في طعنه بهؤلاء المشايخ الأفاضل الأكارم بأنهم : (كانوا إخوانيين) فنقول لهم –مستعينين بالله-:

لوسلّمنا –جدلاً- بما قلتم! فأي ذم أو عيب يلحقهم إن كانوا إخوانيين (فعلاً)، ثم تابوا –من بعد ذلك- إلى ربهم وأنابوا ؟!!

- فماذا أنتم قائلون بصحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) والذين كان أكثرُهُم –ممَّن لم يولد على الإسلام - على الشرك والكفر ، حتى امتنّ عليهم رب العزة بالإسلام، فقال -سبحانه- مذكّراً المسلمين بما كانوا عليه من حال في الكفر والشرك : [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ].

- بل ماذا أنتم قائلون في ابن القيم –رحمه الله- والذي كان مشتغلاً عن المنهج السلفيّ الحق بالمنهج الفلسفي الكلامي ؛ فهداه الله -تعالى- إلى لزوم طريقة أهل السنة والجماعة، ومنهجَ السلف الصالح- كما أخبر هو عن نفسه في «النونية» بقوله-:
يا قوم والله العظيم نصيحةٌ ***** مِن مشفق وأخ لكم مِعوانِ
جرّبت هذا كلَّه ووقعت في ***** تلك الشباك وكنت ذا طيرانِ
حتى أتاح ليَ الإلهُ بفضله ***** من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حرَّانٍ فيا ***** أهلاً بمن قد جاء من حرَّانِ
فالله يجزيهِ الذي هو أهلُه ***** مِن جنة المأوى مع الرضوانِ
أخذَتْ يداه يَدَي وسار فلم نَرِمْ ***** حتى أراني مطلعَ الإيمانِ .

- بل ماذا أنتم قائلون في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -نفسِهِ!-، وهو الذي أخبر عن نفسه ، وأخبر عنه غيره –من أهل العلم- أنه : (كان إخوانيًّا)!!
ومن دلائل ذلك –الكثيرة جدا- :

أولاً : قوله في «مجموع الكتب والمؤلفات» (10/333) : "نعم كنت (مع الإخوان المسلمين) هذه المدة [ثلاثة عشر عاماً] أو دونها؛ أتدري لماذا؟!
إنه لأجل إصلاحهم وتربيتهم على المنهج السلفي، لا لأجل غرض دنيوي .
فقد دخلت معهم بشرطين :
أحدهما : أن يكون المنهج الذي يسيرون عليه ويربّون عليه حركاتهم في العالم هو المنهج السلفي.
وثانيهما : أن لايبقى في صفوفهم مبتدع (لاسيما ذا البدعة الغليظة)، فقبلوا ما اشترطت، وكان الذين عرضوا عليّ الدخول وقبلوا شرطي (ممن أعتقد فيهم أنهم سلفيون)، وسيكونون عوناً لي في تنفيذ ما اشترطت .
وظللت أنتظر تنفيذ هذين الشرطين، وأطالب بجدّ بتطبيقهما وصبرت وصابرت ، والأمور لا تزداد إلا سوءًا ، وظهر فيهم اتجاه صوفي قوي على يدي بعض كبار الصوفية ومؤلفاتهم التي ظهر بسببها في ذلك الوقت إقبالهم الشديد على هذه المؤلفات الصوفية وابتعادهم عن منهج السلف ، وظهرت حربهم للسلفية والسلفيين بصورة واضحة فلما وصلت معهم إلى طريق مسدود -كما يقال- وظهرت بوادر التعاطف مع الروافض رأيت أنه لا يجوز لي البقاء فيهم.
فإذن أكون قد دخلت فيهم لله وخرجت لله وأستغفر الله من ذنوبي وتقصيري في المدة التي قضيتها فيهم والتي حالت بيني وبين خدمة المنهج السلفي خدمة كاملة".
نقول : لا ندري كيف استطاع الشيخ ربيع -حِينَذاك- أن يقنع نفسه ، أو يقنعه (الإخوان المسلمون) بأنه لو دخل في صفوف الإخوان المسلمين ؛ فسوف ينزل (الإخوان المسلمون في العالم أجمع!!!) على شرطيه –الخياليين- بتغيير منهجهم فيصبحون سلفيين !! وإقصاء المنحرفين بـ(البدع المغلظة)؟! عن تنظيماتهم ودعوتهم ؟؟!
ألهذا الحدّ كانوا مستميتين لكسبه في صفوفهم؟!
أم أنه لهذا الحدّ كان معتَدًّا بنفسه؟!
أم هو من باب ذرِّ الرماد في العيون !!؟.
وههنا فائدة وهي: أنه يظهر مِن كلام الشيخ ربيع -هُنا-: أنَّه يفرق بين أنواع (البدع الغليظة)، وما دونها ؛ فهل هذا التفريق يختص بالإخوان المسلمين! ولا يشمل السلفيين؟! أم أن الشيخ ربيعاً يرى أن بدع المنتسبيين إلى السلفية كلها غليظة (!) موجبة لإخراج السلفي عن سلفيته! وهذا عين ما يدل عليه صنيعه وممارساتُه! –وفقه الله-!!.

ثانياً : قال الشيخ ربيع – [ كما في هذا المقطع -] مبيناً بشيء من التفصيل حاله عندما كان في صفوف الإخوان المسلمين : "في الإخوان المسلمين كل هذه الأمراض ؛ فيحب الذي كان من الإخوان : صوفي ، حلولي ... أي شيء ، يحبه ويواليه أكثر من إخوانه السلفيين ، وأنا جربت هذا ، جربت : مشيت مع شباب الإخوان المسلمين ، كنت والله إذا مشيت مع الخرافيين : يحبون رأسي ، وإذا رآني مع واحد سلفي فيقول كذا وكذا ؛ وأنا أتحداهم صراحة ، لأن أنا دخلت معهم لأصلح فاسدهم ، والله أنا قلت : أدخل معكم بشروط ، بشرط أن يربى الشباب –طبعا أنا (كان عندي قصور في العلم في ذلك الوقت)، وإلا والله ما كنت أدخل الحزبية -أعوذ بالله منها-.
قلت له : أدخل الإخوان مع سعيد حوى مع [كلمة غير واضحة!] ، وأجلس معهم جلسات –صراحة بارك الله فيكم- وهو –والله- يطعن في أهل الحديث ، ويطعن دائماً ويركّز عليهم ، وبعدين : هو (كان في الأول قريب إلى السنة)، ولكن الذي في نفسه قاءه في (التربية الروحية) وفي (جولات) ؛ هذه الجولات والصولات على من تظنون ؟ هذه الصولات على أهل الحديث ؛ فقال: إنها جولات، وأنها كر وفر –فعلاً- على أهل الحديث والله ، على أهل الحديث بارك الله فيكم .
فمشيت معهم على أساس أننا نصلح شبابنا ونربيهم ، يعني : (شباب الإخوان في العالم) على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، وما هم بصادقين ، هم كذابون ، تطالبهم ويناورون ، (عشرة سنين زهرة حياتي والله ضاعت معهم)، والله إني دخلت معهم وأنا أحفظ أكثر نصوص مسلم (ولو استمريت على هذا الدرب لكنت عالماً ومحدثاً)، لكن عشرة سنوات صرفتني عن كتب السنة والمعاجم وو إلخ ، يعني مثل المحدثين ، وحافظة كان عندي والله طيبة ، والله عندي حافظة جيدة جدا ، أحفظ ما أشاء .
والله (عشر سنوات معهم قتلت زهرة حياتي)، وما عندي ندم على شيء كترك تلك الفترة الطيبة التي ضاعت من حياتي".
نقول : وهذه الفقرة من كلام الشيخ ربيع -حقيقةً- تحتاجُ مَقالاً خاصًّا تُستنبَطُ (!) منهُ كثيرٌ مِن الفوائدِ والتنبيهات، و.. و.. و(العِبَر)!

ثالثاً : وقال الشيخ ربيع المدخلي – [ كما في المقطع التالي - ] مخبراً عن علاقته بكتب الإخوان المسلمين ومنها كتب سيد قطب، وأنها قديمة ترجع إلى أيام الثانوية : "أنا ابتليت بقراءة كتبهم، (لكن أنا أميّز بين الحق والباطل)، أنا في الظلال أنا قرأته، وأنا في الثانوي، (وأعرف الأخطاء التي فيه)، أعرفها والله وأنا في الثانوي، (عرفنا أخطاءه) في الصفات، (أخطاءه) في العلوم الكونية ، (أخطاءه) في النواحي السياسية والاقتصادية! كلها عرفناها ونحن في الثانوي عرفناها ، ما أدري شبابنا إذا قرأوا هذه الكتب (يميزوها وإلا لا يميزوها)، والله (نحن ميزناها) ونحن في الثانوي".
نقول : مع أنَّهُ تقدَّمَ -قريباً- اعترافُهُ (!) بقصورِهِ العلميّ –آنذاك-!!.

رابعاً : ورغم هذه القدرة على التمييز التي كان الشيخ ربيع يدَّعيها (!) في نفسه –أيام الثانوية!- إلا أن هذا لم يمنع من تأثير الإخوان فيه! وتأثره بطروحاتهم تأثراً سلبيًّا كبيراً ووقوعه في حبائلهم كما أخبر هو –وفَّقَهُ الله- عن نفسه –في هذا المقطع- بالقول : "فهم ـ أي الإخوان المسلمين ـ عندهم الأسلوب الماسوني الخبيث اليهودي الصهيوني: (إذا أردت إسقاط فكرة فعليك بإسقاط رجالها)، فوالله ماعرفناهم إلا وهم يطعنون في علمائنا وبأساليب ماكرة مثلاً يعني فلان يمدحون البنا والمودودي والغزالي وسيد قطب ومدح ومدح ومدح ومفكرين وسياسيين ويعرفون الواقع وعلماؤنا هؤلاء يعني كانوا يحسبون لهم حساب لكن يهونون من شأنهم .
وربّ السماء أني كنت أرى نفسي إذا جئتُ أمام عالم سلفي أقول (ما أستفيد منه!) وصلوني لهذه المرحلة (أنا أكرههم لكن يؤثرون فيك تأثير).. أمرّ حلقة الشّيخ ابن إبراهيم ما أبغى أستفيد! تمر حلقة ابن إبراهيم ولّا حلقة ابن باز ولّا حلقة واحد من العلماء .. (ما تستفيد منه!) كان العلماء : المعلمي والهاشمي وفلان وفلان وعبد الرزاق حمزة على قيد الحياة جبال من العلم (ما كأن لهم شي!! ما أخذنا منهم إجازات! ولا شي! ولا جلسنا!! مبهورين بكتابات الإخوان)!!
يعني عرفنا أنهم جهلة كذبة ؛ الكتاب فيه زخرفة وفخفخة تجد ما عنده أدلة ما عنده علم وربّ السماء ، تعلموا الأدب والأساليب الشيوعية وأخذوا الفلسفة والسياسات ويجي ويزخرف لك الباطل ، فالآن لما جينا كان واحد من الإخوان المسلمين يقرأ علينا من كتاب مصطفى السباعي (الاشتراكية) كتاب ضخم ، قال الله ، قال رسول الله ، (والله بدأنا نصدق إن الإسلام اشتراكي!)، والله -سبحانه وتعالى- خلّصنا بعد ذلك! العلماء يعني قاوموا الاشتراكية في ذلك الوقت عرفنا ، وإلا كان وقعنا فيها" أهـ .
نقول : هذا -كُلُّه- مع توثيقِهِ (!) لنفسِهِ بالقُدرة على التمييز (!) -مع اعترافِهِ -في آنٍ- بقصورِهِ العلميِّ-؛ فكيف يجتمعان -وهُما ضدَّان نَقيضَان-؟!
وهو يُقَرِّرُ هذا ليعتذرَ لنفسِه؛ فما له لا يعتذر لغيرِه -والحجة هي الحجّة-؟!
فكيف لو عرفنا أن الشيخ المعلّمي اليماني -الذي كان الشيخ ربيع المدخلي يزهد في حضور مجالسه بسبب تغرير الإخوان به(!) قد توفي سنة (1386هـ)-، وكذلك -مثله- الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ توفي سنة (1389هـ) ؛ فإنَّ هذا يعطينا مؤشراً قويًّا -جدًّا- على قدم تاريخ علاقة الشيخ ربيع بالإخوان المسلمين!!!!

خامساً : وقال – [ كما في هذا المقطع - ] مخبراً عن علاقته بالإخوان المسلمين ومساهمته في الترويج لأفكارهم وتدريسه لمناهجهم : "أَقرأُ لفلان وفلان وفلان ، فقههم وسياساتهم ، وسياسة ميكافيلي ، وسياسة الماسونية ، والمخابرات الأمريكية ، هذا الكلام الفارغ والضياع ، وكلها تبخرت ، والله لحفظ النصوص ، عشرة نصوص ، بل نص واحد خير من هذه الأشياء كلها .
وبعدين : الكتّاب والمفكرون لا يعرفون الإسلام ، والمودودي –أكبر مفكر فيهم- لما انتبهت والله كأنه طفل أمامي –لا أفتخر- لكن كيف صار قدامك كأنه طفل –هذا المفكر الكبير- : لأنه ما يهتدي بهدي الكتاب والسنة ؛ فكر الخوارج والروافض ، وفكر البنا ، وفكر الشرق والغرب (كنت أراها في التصور الأول آية من الآيات!!)، وبعدين : الله أعطاني نور وبصيرة ، فأنظر في أضواء القران والسنة على هذه الأشياء ؛ فأرى قمامات وخرافات أمامي ، والله تتحول إلى قمامات وخرافات هذه الأفكار كنت أعجب بها –بفضل العلم- .
أنا دَرَّستُ (التجربة الأخلاقية) و (الحركة الإسلامية) ، دَرَّستُه من قبل ، حبّك للشيء يعمي ويصم –كما يقال!!!- وبعدين لما تنبهت (!) إلى منهج الأنبياء فإذا أمامي أحداث رهيبة جدًّا ...".

سادساً : في هذا الطور (الإخواني) -أو ما بعده مِمَّا لا يزال فيه آثار ورواسب!- كتب الشيخ ربيع كتابه «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل» -وقدم لع في طبعته الأولى الشيخ (عبد الرحمن عبد الخالق)-، وأثنى فيه الشيخ ربيع على سيد قطب، ونقل كلاماً طويلاً عنه ، وفهرس له (ص144) بالقول : "إقرار الأستاذ سيد قطب لمنهج الأنبياء في الدعوة"!!!.
وقال عقبه (ص139) : "رحم الله سيد قطب ؛ لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب ، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية ، لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-".
ثم ثنّى بالنقل عن عمر التلمساني ، وفهرس لهذا النقل عنه بالقول في الفهرس (ص\144) : "إقرار الأستاذ عمر التلمساني للمنهج ذاته"!!! .
نقول : والغريب أنه ما زالت هذه العناوين موجودة في فهارس الطبعات اللاحقة ، وإن كان الشيخ ربيع قد حذف ما علّق به على كلام سيد قطب مِن ثناءٍ وإقرار!!!
ومما ينبغي التنبه له : أن القارئ لا يجد في الكتاب –في طبعته الأولى- أي تعريف واضح بالمفاهيم السلفية ، ونسبة المعاني الحقة إليها؛ فهذا إنما يدل على مقدار بُعدِ الشّيخ –في تلك المرحلة!- عن منهج هذه الدعوة المباركة ؛ لِذا تجدُه لم ينسبْ إليها ما هو منها!!!
ولم يتعد انتقاده للإخوان المسلمين –في الكتاب- أكثر من إهمالهم التركيز على جانب العقيدة على حساب الحاكمية، وأنهم لو اهتموا بجانب العقيدة لكانوا –كما قال- "حقّاً على منهج الأنبياء" ، بينما انحرافات الإخوان وضلالاتهم أكثر بكثير من هذا الجانب –كما هو معلوم- مع كون هذا الجانب أهمها.
نقول : وهذه زلة تغتفر (!) للشيخ ربيع ، فهو حتى تلك السنة كان لا يزال مخدوعاً بدعوة الإخوان! ومحسناً للظن بهم! كما أخبر (هو) عن نفسه معترفًا بأنّ نظرته إلى الإخوان المسلمين – إلى زمن إخراج الكتاب في طبعته الأولى (1406هـ )- كانت مشوبة بغبش! مما دفعه إلى الثناء عليهم في الكثير من الجوانب! حيث قال في وصف جماعة الإخوان المسلمين –من غير أن يسميها-كما في «مجموع المؤلفات والكتب» (1\329-330) أنها : "جماعة اهتمت بجوانب من الإسلام سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة وقدمت الكثير، ويُعرف ما قدّموه بما هو في المكتبات والمنابر والجامعات، وهم يشكرون على هذا الجهد الذي قدّموه .
ومما يؤخذ على هذا الاتجاه أنَّهم كتبوا في المجال السياسي الشيء الكثير باسم السياسة الإسلاميَّة، والدعوة إلى حاكميَّة الله وإقامة الدولة الإسلاميَّة.
وأهابوا بالأمَّة الإسلاميَّة -خصوصاً شبابها- لتكريس طاقاتها وتجنيد إمكاناتها لتحقيق هذه الغاية، بأساليب في غاية من القوّة والجاذبية التي تأسر القلوب وتخلب الألباب وكتبوا في الاقتصاد الإسلامي وعن محاسن الإسلام وفيه الشيء الكثير الطيب النافع الذي تحتاج إليه الأمَّة خصوصاً في هذا الوقت والذي يحمدون عليه.
وفيه -أيضاً- ما يؤاخَذون عليه أنَّهم في الوقت نفسه الذي اهتموا فيه بهذه الجوانب قصّروا في حق العقيدة تقصيراً واضحاً، فلو اتّجهوا بالقوّة نفسها والاهتمام نفسه إلى الإصلاح في العقيدة على منهج الأنبياء وكرّسوا جهودهم وأقلامهم على اقتلاع الشركيّات ومظاهرها والبدع والخرافات وأساطيرها؛ (لحقَّقوا الخير الكثير للإسلام والمسلمين، ولأتوا البيوت من أبوابها، ولكانوا حقّاً على منهج الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-)، ولما كانت دعوتهم وإنتاجهم الفكري بالمكانة التي ذكرتها، وأنا واحد من القرّاء الكُثر لهذا النَّتاج".
ثم قال في حاشية الكتاب -في الطبعات اللاحقة- : "قلت هذا الكلام حين كان لا يزال كثير من الغبش يغبش تصوري ، وقد زال كثير من هذا الغبش فتبين لي أنَّ (أكثر) ما قدَّموه فيه أضرار وأخطار".
نقولُ: مع وجود هذا التعليق -أخيراً-؛ أليس هذا الشرحُ والتفصيلُ (!) -هُنا- هو عين (منهج الموازنات) الذي يذمّه الشيخ ربيع، ويجعله من طرائق المميِّعة؟!!
ثُمَّ؛ ألَيسَت كلمة (أكثر!) -في السِّياقِ نفسِه- اختزالاً لمنهج الموازنات المبتدع؛ الذي طالَما ذمَّهُ الشيخ ربيع!! فلماذا -إذن-؟!!
وقال في مجموع المؤلفات (11\43) : "إنني استشهدت بكلام سيد قطب قديماً-فعلاً-؛ لأسباب منها:
أنه كان هناك إعلام ضخم يشيد بسيد قطب وينسج حوله الهالات العظيمة وحول تضحيته بنفسه في سبيل الإسلام وصدقه وإخلاصه في البحث عن الحق، الذي قاده إلى معرفة معنى " لا إله إلا الله " وفهم دعوة الأنبياء.
وجاء في كلامه ما ظاهره يوافق منهج الأنبياء في البدء بدعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل وتربية الناس على ذلك".
نقول: فلئنْ كان هذا التأثير قد وقع على الشيخ ربيع حيناً مِن الدَّهر -وهو الذي يُزكِّي نفسه (!) بالتميز –منذ سن الإعدادية- ، و.. و..؛ فلماذا لا يعذر غيره فيما لو وقع بمثل ما وقع فيه -تأثُّراً وتأثيراً-؟!

سابعاً : أن الشيخ ربيعًا كان لا يزال يرى – حتى بُعَيد أزمة الخليج!- أنّ (سيّدًا) توصّل إلى أنّ المنهجَ السّلفيّ هو الحقُّ، ونصحَ (الإخوان) بأن يعمَلوا بنصيحته؛ ، فقال في شريط (جلسة في مسجد الرضا) والذي سجل بعد أحداث الخليج – [كما في المقطع التالي] : "إن سيد قطب (كان ينشد الحق)، ولهذا لو يسمع الإخوان (نصيحته) لانتهت الخلافات بينهم وبين السلفيين، (هذا الرجل بإخلاصه) و(حبه للحق) توصل إلى أن: لا بد أن يربى الشباب على العقيدة قبل كل شيء والأخلاق، العقيدة الصحيحة، وأظن قرأت في كتابة زينب الغزالي هذه، والله أعلم إذا كنتم قرأتم لها: أنه (كان يرشدهم إلى كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكتب الحركة السلفية).
يقول: أنا قرأت أربعين سنة صرفتها في حقول المعرفة الإنسانية، وغبشت على تصوري، وأنا إن شاء الله إذا وجدت الحق واتضح لي آخذ به.
فالرجل (بحسن نيته إن شاء الله) توصل إلى أن المنهج السلفي هو المنهج الصحيح الذي يجب أن يأخذ به الشباب، وأن يتربوا عليه.
وعرض هذا المنهج على الموجودين في ذلك الوقت من الإخوان، ناس وافقوه وناس عارضوه، ثم غلب هذا الجانب المعارض على الجانب الموافق، واستمرت دعوة الإخوان على ما هي عليه، روافض إخوانهم، وصدام يقفون إلى جانبه، هذا كله من فساد العقائد ومن الخلط، لو كان هناك عقيدة صحيحة فيها الولاء والبراء ما يقفون لا مع خميني ولا مع صدام ولا مع كلام فارغ".
نقول: وهذا الكلام -أيضاً- ليس فقط مِن (منهج الموازنات)! -بل هو أكثر مِن ذلك -بكثير!- لو كانُوا يعلَمُون-!!
فأين (التراجعُ) عنه! و(التوبة) منه!! -وعلى (التفصيل!) -لا على (الإجمال!!)- كما يُطالب به (القومُ) غيرَهم!! أم: حرامٌ على بلابلِهِ الدُّوحُ حلالٌ للطَّيرِ مِن كلِّ جِنس؟!
وقد أوضح الشيخ ربيع -فيما بعد- أن ثناءه –هذا- على سيد قطب جاء نتيجة اغتراره بالهالة الإعلامية الكبيرة التي نسجها الإخوان المسلمون حول سيد قطب، بما يدلل على أنه لم يكن متثبتاً من حال سيد قطب حتى بُعيد أزمة الخليج (!)؛ كما قال في «مجموع المؤلفات» (11\76) : "لقد قلتُ هذا الكلام في أزمة الخليج مصدقاً للدعايات الضخمة لسيد قطب، وأنه توصل إلى أن منهج السلف هو الحق، وأنه يوجه الناس إلى العقيدة الصحيحة، وإلى كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب ، ومع ذلك فقد ذكرت فساد عقيدته، وذكرت أن أخطاءه كثيرة"!!!.
نقول : أثنى الشيخ ربيع على سيد قطب! ونسب إليه أن توصل بفطرته إلى أن المنهج السلفي هو المنهج الصحيح الذي يجب أن يأخذ به الشباب، وأن يتربوا عليه!! مع أنه كان قد ذكر -سابقاً- أنه أدرك أخطأ سيد قطب العقدية وغيرها ، وهو في الثانوي!!
فهل كانت الأخطاء التي وقف عليها الشيخ ربيع لسيد قطب ، لا توجب إخراج سيد قطب من السلفية -حينئذٍ-؟!!
أم أنه (هو) من لم يكن سلفيًّا؛ فضلاً عن أنْ تكونَ سلفيَّتُهُ أقوَى (!) مِن سلفيَّةِ الإمامِ الألبانيِّ -كما ادّعاه (هو) في مقامٍ آخَر-؛ معلِّلاً ذلك باستفادتِهِ المنهج السلفيّ مِن الشيخ عبد الله القرعاوي -رحمه الله-؛ الذي كانت وفاتُهُ سنة (1369هـ) ، وقد كان عُمُرُ الشيخ ربيع -يومذاك- أقلّ مِن أربعين سنة –وهو كان إخوانيا حينها وقبلها , بل وبعدها بسنوات –طويلة-!!؟؟
نرجُو مِن (العُقلاء) أن يُجيبُوا، ويَتجاوَبُوا!؟!

ثامنا : وفي هذا الطور كان الشيخ ربيع يرى أنه لا فرق بين السرورية والإخوان ولا غيرهما؛ فالجميع أهل حديثٍ، إخوة على مشربٍ واحدٍ، ومنهج واحدٍ، وعلى قلب رجلٍ واحدٍ!!! حيث قال [ كما في المقطع التالي - ] جواباً على سؤال:
"السائل :يا شيخ نسمع هذه الأيام بعقيدة تسمى العقيدة السرورية ، الرجاء إعطاء نبذة عنها ولماذا سميت بهذا ؟
ج \ بالله اتركوا هذه التفرقة ، لا سرورية ولا إخوانية ولا هذه!! كلنا أهل الحديث إن شاء الله ، تستطيعوا أن تقضوا ، إن كان هناك تفرقة فلنقض على هذه الأشياء اللي تفرق بيننا ، فكلنا مشرب واحد ومنهج واحد وعلى قلب رجل واحد إن شاء الله ، اتركوا هذه الأشياء بارك الله فيكم ، وتكونوا إخوة - ان شاء الله لتكونوا إخوة إن شاء الله يوم القيامة - حفظنا الله وإياكم اتركوا هذه الأشياء وتحابوا وتصافوا تحابوا في الله" .
نقولُ: وهذا الكلام قالَه الشيخ ربيع بعد حَرب الخليج، وعُمُرُه فوق السِّتِّين سنة!!!!
فمتَى عرَفَ المنهج السلفيّ الحقّ -إذاً-؟؟
و-على ضوء أصولهم-: أين (التراجع!) المفصّل! و(التوبة) الواضحة -مِن كُلِّ جُزئيَّة جزئية!-، لا بالإجمال -كما (هُم) يُطالِبُون-؟!

تاسعاً : لم يقتصر الأمر عند عدم تفريق الشيخ في هذه المرحلة بين المنهج السروري والاخواني والسلفي(!)، والدعوة إلى اللقاء والتقريب بين التوجهات، بل تعداه إلى موافقة الشيخ ربيع لمن يصفهم بالقطبيين والسروريين والحزبيين على أحد أكبر تحركاتهم ألا وهو الاشتراك مع (سفر الحوالي ، وسلمان العودة ، وعائض القرني ، وناصر العمر) -وغيرهم الكثير ممن انتقدهم الشيخ ربيع –بعد ذلك- ، في التوقيع على مذكرة النصيحة (!!!) الموجّهة إلى خادم الحرمين الشريفين، والتي أثار نشرها لغطاً كبيراً في حينه –كما هو مبين في الوثيقة الملحقة- .
وليس هذا فحسب ؛ بل كان الشيخ ربيع المدخلي يثني ثناءً عطراً على (سفر الحوالي) ، ومن ذلك :
1- قوله في شريط (أهل الحديث ومصاب أفغانستان) : "الفضل الأول والأخير في هذا الحشد الطيب المبارك، إنما هو لفضيلة أخينا سفر بن عبد الرحمن الحوالي، فجزاه الله خيراً"!!
[ تفضل هنا . ]

2- ونسمع الشيخ ربيعاً المدخلي [ هذا المقطع نستمع ] وهو يثني على من يحضر دروس (سفر الحوالي) ويصفه بأنه: (على خير)!!

3- ويثني في [ هذا المقطع يثني ] ثناءً عطراً على رسالة (منهج الأشاعرة في العقيدة) بالقول : "وفي هذه الأيام كتب الشيخ سفر كتيباً صغيراً ؛ يعني –ما شاء الله- : محكم ، جامع ، بيَّن فيه أصول هذه الطائفة"!!

4- لا، بل كان الشيخ ربيع المدخلي ينصح بعدم الانشغال بشريط الشيخ محمد بن هادي (لسنا مغفلين) -في الرد على (سفر الحوالي)-! وينصح بتركه! متعللاً بان سفراً الحوالي ومحمد بن هادي أَخَوان! وقد تعانقَا ، كما تستمعون إليه في هذا المقطع .
نقول : وكذلك الشيخ ربيع والشيخ العبّاد (تعانَقَا) -قبل أشهر قليلة- رُغْم التباين المنهجي العظيم بينهما في طريقة الهَجر، والتبديع، و.. و..!!
وما رسالتَا «رِفقاً أهلَ السُّنَّةِ...»، و«مرَّةً أُخرَى.. رِفقاً أهلَ السُّنَّةِ» إلّا أكبر دليل على ذلك...
وما رضا الشيخ ربيع (!) عمّن قال: (مَن يوزّع رسالة «رِفقاً» فهو مُبتدع!) عن العاقل ببعيد!!
فإذا كان هذا حكم (الموزّع)، فما حكم (المؤلّف)؟!!
والعَجَبُ: أنَّ قائلَ هذه الكلمةِ (تنصَّلَ) مِن (توصيل) حُكمِه (!) على المؤلِّف!!
فإنْ لمْ يَكُن هذا هو التناقض حاصراً إيَّاه في (الموزِّع)!!! فما هو؟!
ثم نقول: يبدو أن ذاك الود السابق لا زالت بقيته مؤثرة في الشيخ ربيع المدخلي ؛ فتراه في رده على (سفر الحوالي) -قبل بضع سنوات- يوقّره ويصفه بـ(الشيخ) أكثر مَن عشر مرات!!
وفي كتاب «منهج السلف الصالح» (ص183) -لشيخِنا الحلبي -بيانٌ لوجهٍ آخر (!) مِن اضطرابِ الشيخ ربيع -هداهُ الله- في حال سفر الحوالي، وحُكمِه عليه!
لا، بل هو لا يزالُ متوقفاً عن تبديعه! بل واختلف مع الحدادية بسبب رفضه لتبديعه! بل ونفيه لكونه مبتدعاً –كما في (جلسته -المشهورة- مع إخواننا من فلسطين)!!- ؛ بينما هو بدّع مَن هو خير حالاً من سفر الحوالي بمرات ومرات !!
فَلِمَ؟! ولماذا؟!

وممّا يؤكّد إخوانية الشيخ ربيع (الأولى!) شهاداتُ بعضِ زملائه في الدِّراسة، وهي:

عاشراً: قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله تعالى- في شريط "الأسئلة الحضرمية": ما رأيك فيمن يقول عن الشيخ ربيع: أنه متهّور؟
فأجاب –رحمه الله- : "الشيخ ربيع له خبرة بمعرفة الواقع لأنه عاش مع الإخوان المفلسين زمناً طويلاً"!!.
وقال –أيضاً- في كتاب «فضائح ونصائح» (ص\126) : "وأنا أنصحكم أن تسألوا الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله -تعالى-، فقد (ذهب من عمره (الكثير) مع الإخوان المسلمين)، فهو أعرف الناس بهم وبحقيقتهم وحقيقة الجماعات، (وأنا لا أطلب منكم أن تقلدوا الشيخ ربيعاً)، لكن تستفيدون من علمه، وأنا لم أقل لك: تستفتي محمود الحداد ، ولا فريداً مالكاً، بل تستفتي رجلاً صالحاً، عالماً من العلماء الأفاضل، (قطع شوطاً كبيراً مع الإخوان المفلسين)"!!
فهذا الشيخ مقبل يشهد بأن الشيخ ربيعاً : (عاش مع الإخوان المسلمين زمناً طويلاً)! وأنه (قطع شوطاً كبيراً معهم)! أنه : (قد ذهب من عمره الكثير مع الإخوان المسلمين)!
وهو -رحمه الله- في الوقت نفسه- ينصح الطلبةَ أن لا يقلِّدُوا الشيخ ربيعاً، وإنّما يستفيدُون مِن علمِهِ!
وليس يخفَى أنَّ هذه النصيحةَ لا تخصُّ الشيخ ربيعاً -وحده-، بل هي عامَّةٌ في كلِّ أحدٍ ممّن دُونَهُ! وممَّن فوقه!
وقد قال الشيخ ربيع في (مذكّرة) جُمِعَت له بعُنوان «أسئلة وأجوبة مهمّة في عُلوم الحديث»:"البخاري كان يأخذ عمّن دونه، ويستدرك على العالم الكبير وهو في الحادية عشرة مِن عُمره..."!
فإيَّاك -أخي المُنصِف- والمُجادلةَ بالباطلِ!

حادي عشر : وهذا عبد الرحمن عبد الخالق -والذي كان صديقاً للشيخ ربيع المدخلي على مدى ثلاثين عاماً، وكان زميلاً حميماً له في سنوات الدراسة في الجامعة الإسلامية، حيث كانا يجلسان دائماً على مقعد واحد! -فهو من أعرف الناس به في تلك المرحلة!-، والذي يقول واصفاً تلك العلاقة بينه وبين الشيخ ربيع في كتاب «الرد الوجيز» : "أنا بحمد الله أعرف أخي الشيخ ربيع بن هادي، فقد كنا زميلي دراسةً في الجامعة على مدى أربع سنوات في كلية الشريعة، ولا نجلس إلا متجاورين في مقعد واحد، واستمرت الصداقة والأخوة بيننا أكثر من ثلاثين سنة"!!
وكان عبد الرحمن عبد الخالق قد قال في بيان علاقة الشيخ ربيع بالإخوان المسلمين في نفس الكتاب -«الرد الوجيز»- بأنه كان: (عضواً عاملاً في جماعة الإخوان المسلمين لمدة ثلاثة عشر عاماً) ؛ فقال : "نقول للشيخ ربيع بن هادي: إذا كنت قد غيرت موقفك ومنهجك، وانقلبت من النقيض إلى النقيض، ومن الضد إلى الضد -فبعد ثلاثة عشر عاماً (كنتَ فيها عضواً عاملاً في جماعة الأخوان المسلمين)، وذلك بعد تخرجك من الجامعة، وأنت تحمل شهادة شيخ!!- إلى عدو يرى بغضهم ديناً"!!!
والشيخ ربيع وقف على هذه الكلمات؛ فلم ينكرها، بل أقّرها! كما جاء في كتاب «النصر العزيز» -ضمن «مجموع الكتب والرسائل» (10\333)-، حيث قال بعد أن ساق كلام عبد الرحمن الخالق السابق : "نعم كنت (مع الإخوان المسلمين) هذه المدة أو دونها"!

ثاني عشر : وهذا عبد الله السبت صاحب الشيخ ربيع وصديقه –سابقاً!- ألقى محاضرة -نقل بعض مضامينها وردَّ عليها بمقال عنوانه (رد الجميل بالذب عن الشيخ الجليل) ونشر في شبكة سحاب بتاريخ 24\6\2009-، وكان من ضمن ما شهد به فيها قوله : "فنحن نحترم الشيخ ربيع وهو صديق لي ، ولكن الحق أحق أن يُتَّبع علماً : ترى (الشيخ ربيع زمان كان من الإخوان المسلمين)، قبل أن يكون سلفياً ، ولذلك كُتُب الشيخ ربيع القديمة كلها نقولات عن سيد قطب ، وهذا موجود"!!
[ من هنا . ]

ثالث عشر : وقال الشيخ ابن جبرين –رحمه الله- : "وأما ربيع المدخلي والشيخ النجمي فإنهما من العلماء السلفيين -إن شاء الله-، ولكن قد ظهر منهما شيء من المخالفة لبعض المشايخ، فأظهرا الطعن في الإخوان المسلمين بمصر رغم أنهما (قبل عشر سنين أو خمس عشرة سنة كانوا من الذين يمدحون الإخوان المسلمين، ويترحّمون عليهم)"!!
[ تفضل هنا . ]
نقول: والشيخ النجمي في رسالته (رد الجواب على من طلب عدم طبع الكتاب) -وهي ردّ على الشيخ ابن جبرين- في موضوعٍ آخَر!- وقفَ على كلامٍ له يثبت أن الشيخ النجمي كان قبل عدة سنوات يقرأ كتبَ حسن البنا ويسمعُ الثناء عليه في المجالس، بل يسمحُ بذلك، معلّلًا بأنه وغيره لم يكونوا عارفين بحقيقة منهج البنا -بمعنى آخر: أنهم كانوا يجهلونها!!-، فقال : "وأما قولك : ((أنك لم تزل تسمع الثناء عليه في المجالس ، والقراءة في كتبه إلى نحو سبع سنين ، حيث انقلب عليه أكثر الإخوان وبخسوه حقه))!
وأقول [أي: الشيخ النجمي]:فهل هذا حجة إن أثنى على منهجه أو أثنى عليه من لا يعلم ما في منهجه من الكوارث وما عنده من الأخطاء الفادحة ، فهذه ليست حجة ولا ميزاناً لصحة منهجه.
وأنت في قرارة نفسك تعلم أن هذا ليس بحجة ، وأنهم أثنوا عليه حين ما كانوا منخدعين بالمظهر العام لمنهجه ، فلما عرفوا ما فيه أنكروا ذلك وتنكروا له وهم محقون فيما فعلوا"!!!



رابع عشر : وهذا الشيخ زيد بن هادي المدخلي , يقر ولا ينكر أن الشيخ ربيع المدخلي دخل في صفوف الإخوان برهة من الزمن ثم تركه لهم وتخليه عنهم وعن منهجهم , كما في كتابه (الإرهاب وآثاره السيئة على الأفراد والأمم)(ص 73 ـ 75) حيث قال :
(( أقول لمحمد سرور : لقد اعتبرت دخول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في صفوف الإخوان المسلمون برهة من الزمن ثم تركه لهم وتخليه عنهم وعن منهجهم عيبا من عيوبه ، وفرصة سنحت لك ولأمثالك من العاجزين عن الحجج المعقولة والمنقولة لتنتقدوه ، فأين حجتك الشرعية على أن من وقع في خطأ ما بمفرده أو مع جماعة ما بحسن نية أو غير ذلك ثم ترك الخطأ جملة وتفصيلا احتسابا لوجه الله رجاء رحمته سبحانه وخشية عقابه ، ثم حذر منه المسلمون ، أنه ارتكب محظورا يصح أن يلام عليه ؟ ! بل إنه يجب أن يشكر على تقديمه الهدى على الضلال وإيثاره الحق على الباطل والتماسه رضا الله بسخط الناس .


أين الفهم يا سرور للنصوص التي تدل على ان الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ؟ !....
والخلاصة : أنه تخلى عنهم وعن منهجهم وبيّن سلبيته التي لا تطيق أحد من الدعاة إلى الله على منهج السلف أن يطبق واحد منها .
وإذا كان الأمر كذلك فإنني أسأل محمد سرور : هل عابه أحد من العلماء السلفيين على خروجه من حزب الإخوان المسلمون ، أو لامه منهم لائم ؟ كلا .
وإذن لماذا وجه اللوم الشديد بأسلوب التهكم والسخرية إلى الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي ، لأنه خرج من صفوف الإخوان لما رأى فيهم مثل ما رأى محمد سرور أو أعظم ، ثم بين خطر تنظيمهم السري لا سيما في الدول التي تحكم بشرع الله الكريم وتنصر منهج السلف الصالحين ، وخرج منهم مثل ما خرج محمد سرور ؟ !
ولكن إلى أين خرج محمد سرور ؟ وإلى أين خرج الشيخ ربيع المدخلي ؟
وبالرجوع إلى مؤلفات كل واحد منهما تظهر الحقيقة جلية ، ويتضح المنهج تماما ...)) .


خامس عشر : أعلن الشيخ ربيع –وفّقه الله- بعد أزمة الخليج الأولى -حربه على الإخوان المسلمين ، ولام السلفيين على سكوتهم ، وترك الردِّ عليهم فقال – [ كما في المقطع التالي ] - في شريط (جلسة في مسجد الرضا) والذي سُجّل بُعيد أزمة الخليج موجِّهاً كلامه للإخوان المسلمين بعد أن أثنى على سيد قطب : "الذي نأخذه على إخواننا السلفيين الذين يتعاطفون معهم أنهم ما ينتقدون، والله إنه كان الواجب ينفضون أيديهم منهم [أي: الإخوان]، عرفنا حقيقتكم .
خلاص اليوم آخر يعني هو الفيصل بيننا وبينكم، هذا الذي يجب ، بعدين الأمور تكشف لهم، وربما يأتي اليوم هذا الذي يقفون هذا الموقف"!.
نقول : وقد دامت علاقة الشيخ ربيع بالإخوان المسلمين ومسايرته لهم أكثر (بكثيرٍ) ممّا ذُكِرَ عنه مِن كونِها ثلاثةَ عشر عاماً!! بل قد استمرّت حتى عام 1413هـ -تقريبا- ، أي عام (1992م) -كما أخبر هو عن نفسه-، وذلك في «مجموع الكتب والمؤلفات» (11\69) -لمّا استدرك على الشيخ عدنان عرعور قوله : "(وأنت سمعت الشريط، ونحن سمعناه عشر سنوات ربيع في الإخوان المسلمين؛ كان لإصلاحهم كان كان ، المهم تراجع يتراجع عن عشر سنوات ، وأنا ما كنت يوماً من دهري في الإخوان المسلمين، أو كنت في القطبية ، أو في.. في.… إلى غير ذلك ...) .
أقول [الشيخ ربيع] : مسكين عدنان يهرف بما لا يعرف، ويتعلق بأوهى من خيوط العنكبوت... ؛ أتحاسبني الآن على ما تراه أنت أنه خطأ، (وقد أرحت نفسي والناس منه منذ سبع سنوات)"؟!!!!!.
وبحسب ما جاء في (موقعه الرسمي على الإنترنت): فإنّ تاريخ تأليف الشّيخ ربيع لرسالته في الرد على الشيخ عدنان كانَ سنةَ 1420 هـ ، وبذلك يكون الشيخ ربيع قد قطع علاقته بالإخوان قبل سبع سنوات –فقط!- من تأليفها!! وتحديدًا سنة 1412 – 1413!! وبالتاريخ الميلادي سنة 1992 م!!!
وفي نفسِ الوقت الذي يكتشف فيه الشيخُ ربيع -باعترافِهِ وإقراره! - وهو سيّد الأدلّة- حقيقةَ (الإخوان): يُخرجُ فضيلةُ شيخنا الحلبي السلفيّ كتابَه «التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية» في طبعته الثانية!!
والأجودُ مِنْ ذلك أنّهما السّنتان اللّتان أخرجَ فيهما رسالته «رؤية واقعية في المناهج الدعوية» بطبعتيه الأولى (1412)، والثانية (1413)!!! والرسالة تضمنتْ -كذلك- نقدًا عنيفًا لمنهج الإخوان المسلمين!!!
بل وأخرج كتابه " الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي , والتعاون الشرعي " نقض فيه أصول الإخوان وسائر الأحزاب و وأدلتهم في التجمع , والتنظيم الحزبيين , التي غرق فيهما الشيخ ربيع !!
لا بل إن شيخنا ـ حفظه الله ـ قد ألف قبل هذه الفترة (سنة 1405هـ ) رسالته " البيعة بين والسنة والبدعة عند الجماعات الإسلامية " والتي حطم فيها شبهات الإخوان على البيعة ـ التي عقدها الشيخ ربيع للمرشد ـ ونقد فيها أهم مؤسسي الإخوان ومنظريهم !!!
وهو الوقتُ -نفسُه- تقريباً- الذي طلب فيه الشيخ ربيع مِن شيخِنا الحلبي تقريظَ أَحَدِ مُؤلّفاته!!!
واللبيبُ تكفيه الإشارةُ!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

تلخيص وتنصيص

هذه النقولات والشهادات -القاطعات!- أفادتنا جملة –كثيرة- من الفوائد -الكبيرة - يحسن التنبيه على أهمها:

الفائدة الأولى : لا تطعنوا في الشيخ ربيع -الآن- لـمّا كان إخوانيًّا –مبتدعاً- !!
قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (10\299) : "والاعتبار (بكمال النهاية) لا بما جرى في (البداية)، والأعمال بخواتيمها ، والله -تعالى- خلق الإنسان وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئاً، ثم علمه فنقله من حال (النقص) إلى حال (الكمال)؛ فلا يجوز أن يعتبر قدر الإنسان بما وقع منه قبل حال (الكمال)، بل الاعتبار بحال (كماله)" .
نقول : وكون الشيخ ربيع –أو غيره- كان إخوانيًّا -سنوات طويلة-، فهو (في الثانوية) كان يقرأ في كتب الإخوان المسلمين! ومنها (في ظلال القران) ، ثم أنه لشدة تأثره بطروحات الإخوان كان زاهداً بمجالس العلماء -كأمثال العلامة اليماني الذي توفي (1386هـ) = (1965م)! ودخوله في تنظيم الإخوان المسلمين قريباً من ثلاثة عشر سنة -بل أكثر (بكثيرٍ) كما بيَّنَّا-، ثم توبته من منهج الإخوان المسلمين في العام (1992)!!
نقول : كل هذا لا يستلزم التنقص منه و لا الطعن فيه، وإلا لانفتح باب واسع في عدد مِن العُلماء الذين نشؤوا –في أول أمرهم- على عقائد فاسدة .
والمقصود؛ أنه: لا يجوز الطعن في الشيخ ربيع بسبب ماضيه البدعيِّ، لكن يمكن أن نجعل هذا الكلام بمثابة ردٍّ على من يطعنون فيه، ومن باب أولى ردّ على من يصر على الطعن في (بعض) مشايخ الدعوة السلفيَّة (!) بأنهم كانوا من الإخوان!! فكيف الحال وهي -أصلاً- فرية بلا مرية -بدءاً وانتهاءً-!!؟

الفائدة الثانية : هل الشيخ ربيع يفرق بين (العقيدة) و(المنهج) التفريق المذموم؟!
إن القول بأن في الإخوان من هو سلفي المعتقد أو على منهج سلفي (!!!) لا يوجب الطعن والتشكيك في منهجية القائل واتهامه بأنه يفرق بين العقيدة والمنهج التفريق المذموم شرعاً –إن عُلم سلامة قصده وطريقته ومنهجه- ، وإلا للزم من ذلك الطعن في الشيخ ربيع -نفسِه- وهو حاملُ راية هذا التفريق!-، حيث يقول -وقت أنْ كان داخلاً في الإخوان المسلمين-: "كان يمشي مع (من ينتسبون منهم إلى المنهج السلفي)"!! فيفهم من كلام الشيخ ربيع أنه يوجد في الإخوان من كانت (منهجيَّتة سلفية!!) !!
وكذلك يقول في كتاب «النصر العزيز» ضمن «مجموع الكتب والرسائل» (10\333) : "وكان الذين عرضوا عليّ الدخول وقبلوا شرطي (ممن أعتقد فيهم أنهم سلفيون)، وسيكونون (عوناً لي) في تنفيذ ما اشترطت".
وهذا نصّ واضح منه بوجود أفراد من الإخوان كان الشيخ ربيع يعتقد أنهم سلفيون، وأنهم سيكونون عونًا له في دعوته الإصلاحية داخل صفوف الإخوان!!
وهذا تقريرٌ نستعمله -الآن- ردًّا على (الغلاة) الطاعنين في بعضِ أعلام السلفيِّين بمثل هذه الفرية؛ فكان الأوْلَى بهم أن يطعنوا في الشيخ ربيع –سدده الله- الذي لم يُظهر تراجعاً -تفصيليًّا- (إلى الآن!) -عن هذه الدقائق!-، بدلاً من أن يتمسحوا بأقواله ليل نهار -رغبةً ورهبةً-!!

الفائدة الثالثة : الشيخ ربيع (كان) يُصلح من الداخل –وفشل-! فهل يُلام من يصنع مثله –ونجح-!؟
إن مخالطة السّنيِّ المتمكّنِ لأهل البدع بقصد إصلاحهم، ودعوتهم، والتأثير فيهم أمر (قد) يكون مشروعًا -وبضوابطه-، فالشيخ ربيع خالط , بل انتمَى حزبيا وكان عضوا عاملا في تنظيم الإخوان المسلمين على مدى سنين طويلة (!) بقصد إصلاحهم، ولم يكن يرى أن هذه المخالطة وذاك الإنتماء قد توجب ذمًّا أو قدحًا، مع أنه تأثر بهم غاية التأثر لا العكس -كما هو الزّعم-؛ مما يدل على أنه لم يكن متمكناً من أصول السّنّة -وهذا باعترافِهِ هو بقُصورِهِ العلميّ-؛ فكيف جاز له أن يغير من الداخل -بدون ضوابط-؟!!
ومن باب الفائدة : فقد قال الشيخ زيد بن هادي المدخلي –كما في المقطع التالي- جوابا على السؤال: إذا طلبني مبتدعة لأذهب إلى مسجدهم لوعظهم وإلقاء الخطب، فهل علي الذهاب أم أرفض؟.
الجواب: لا، لا ترفض، إذا طلبوا أهل البدع في المسجد أن تخطبهم أو تعظهم أو تقيم ندوة أو محاضرة، ولكن عليك أن تهدف على البدع التي هم واقعون فيها، تهدف عليها وتبين ضررها وتدلل من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فلعل الله-عز وجل-يهدي بالكلمة والموعظة والخطبة من يهدي من عباده فيكون لك الأجر، والله أعلم".
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، لماذا لا نزالُ نسمع نقدًا وذمًّا منه ومن أتباعه ومقلِّدِيه (!) لبعضِ مشايخ أهل السنة وطلبة العلم بسبب مخالطتهم لمن هم دون الإخوان في الشر -ولعلّ الشيخ ربيعاً ومقلِّدِيه لا يعترفُون- بدرجات (!) ما بين الخير أو الشرّ! -قُرباً وبُعداً-، مع أن المقصود واحد، مع فارق أنهم أعرفُ منه بالكتاب والسنة!!ونجحوا معهم في تحقيق ما فشل في هو تحقيقه مع الإخوان !!
فهل هذا القصد النبيل حَكْرٌ على الشيخ ربيع المدخلي –فقط-! ولا يتعداه إلى من هو مثله -فضلاً عمّن هو أفضلُ منه-!!
وما أجملَ قولَ شيخِ الإسلام ابن تيميَّة -في «مجموع الفتاوى» (28/209) -تقريراً وتحقيقاً-:
"وإذا اجتمع في الرَّجُلِ الواحدِ خيرٌ وشرٌّ، وفُجورٌ، وطاعةٌ ومعصيةٌ، سُنَّةٌ وبِدعةٌ: استحقَّ مِن المُوالاةِ بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ مِن المُعاداة والعقاب بحَسْب ما فيه مِن الشرّ، فيجتمعُ في الشخص الواحد مُوجِباتُ الإكرام والإهانة، فيجتمعُ له مِن هذا وهذا، كاللِّصِّ الفقير تُقطَعُ يدُهُ لسرقتِهِ، ويُعطَى مِن بيت المالِ ما يَكفي حاجتَه، هذا هو الأصلُ الذي اتَّفَقَ عليه أهلُ السُّنَّةِ والجماعة، وخالفَهُم الخوارجُ والمعتزلةُ (ومَن وافقَهُم عليه!!)؛ فلَم يجعلُوا الناسَ إلا مُستحقًّا للثواب -فقط-، وإلا مُستحقًّا للعقاب -فقط...-".
أمْ تَراهُم (!) سيقولونَ -أو بعضُهم!-: كلّ شيء (عندكُم!) ابن تيميَّة.. ابن تيميَّة!!
فنقولُ: نَعَم؛ فكان ماذا؟!
فهذا -على الأقلِّ- خيرٌ بألفِ مرَّة (ومرَّة!) مِن أنْ نَقولَ -دائماً، وماضياً، ومُستقبَلاً!-: فُلان!! فُلان!! فُلان!!
واللَّبِيبُ مِن الإشارةِ يَفهمُ!

الفائدة الرابعة : الشيخ ربيع زهد -أيّامَ كان (مِن الإخوان المُسلمِين!) في مجالس العلماء، فكان مصيره ما كان !! حيث ذكر أنه لو استفاد مِن تلكم السنوات لصار(عالماً محدِّثا)!! فهل من متّعظ؟!
التحذيرُ مِنْ مجالسة أهل البدع والاستماعِ إليهم (لغيرِ المتمكن) من أصول السّنة، وهو أمر لا مناص منه؛ لِئلّا تُفضي المجالسة إلى الاغترار بهم وتحسين أحوالهم ومقالاتهم، و-ربما- تبنّي بعض طروحاتهم الباطلة، والعزوف عن أهل العلم الموثوق بهم؛ كما حدث مع الشيخ ربيع المدخلي -يومئذٍ!- لمّا كان زاهدًا في مجالسِ أهل العلم -باعترافِهِ الصريح! -زادَهُ اللهُ توفيقاً-؛ كالشيخ محمد بن ابراهيم ، والشيخ ابن باز ، والمعلمي ، والهاشمي ، وعبد الرزاق حمزة ، وغيرهم، محبًّا لمجالس أهل البدع والسماع عنهم؛ حتى تأثّر بهم! فبدأ يصدّق كذبة أنّ الإسلام اشتراكيّ! بل ظن أنّه لا فرقَ بين الإخوان والسرورية والسلفية -وهذا كان عنده في فترتِه السلفيَّة (!) بعد حرب الخليج -وقد بلغ مِن العمر ستِّين سَنَة!- فالجميع أهل حديث!!! بل صرّح أن (سيد قطب)توصل بفطرته السّليمة إلى العقيدة السلفية!!
وهذا -كُلُّه- درس عملي من الشيخ ربيع-وفقه الله- لمن يريد أن يتعظ !!

الفائدة الخامسة : لماذا يقول الشيخ ربيع: بأن سلفيته أقوى من سلفية الألباني؟!!
إنّ مَنْ يتتبع مجالسَ العلماء، ويحرص على ثني الرّكب عندهم، وتدوين أقوالهم، واستخلاص الفوائد من كلامهم ، والتأثُّر بِسَمْتِهم مع تعظيم شأنهم؛ هو التلميذ الحقّ الذي يُظن فيه أن يكون على نهج شيخه سائرًا ، ولطريقته موافقًا!!
أمّا الدراسة الأكاديمية (القسرية) على يدي شيخ -أيِّ شيخٍ!-؛ فهي –في الغالب- لا تُخرج تلميذًا موافقًا للأستاذ في فهم النصوص الشرعيَّة، وكيفية التعامل الحقّ معها ؛ بله اختياراته!
ولما كانت تلمذة الشيخ ربيع على الشيخ الألباني تلمذةً أكاديمية قسرية (!) -لم تتجاوز (بجُملتِها) الثلاث سنوات- فضلاً عن محدوديَّة عدد المحاضرات (!) أثناء هذه السنوات -: كان حاله كحالِ المئات غيره مِن أقرانه ممن تتلمذ على الشيخ في الجامعة ؛ لم يكن مستغرَبًا منه عدم تأثره بأستاذه! فكيف قد صرّح بأنّ سلفيته أقوى من سلفية الألباني؟!!
أضف إلى ذلك مفارقة الشيخ ربيع للعلامة الألباني في الكثير من اختياراته وطروحاته!! وما سلسلةُ التبديع الجائر -غير المنتهية!- إلا شاهداً على ذلك -وفي وقت نُضج (!) الشيخ ربيع- إن جاز التعبير-!!!
بخلاف –مثلا- مشايخنا في بلاد الشام –وفقهم الله- فهم كانوا يتتبعون مجالس الشيخ الألباني طوعًا مِن غيرِ قَرٍّ!! يسجلون الفوائد، ويستخرجون من كلامه الفرائد؛ لذلك تجدهم أكثرَ النّاس موافقةً لمنهجية الشيخ الألباني عامَّةً، وفي غالب اختياراته –رحمه الله- خاصَّةً- ممّا وافَقَ الحقَّ والصواب-.

الفائدة السادسة : الشيخ ربيع -كسائرِ البَشَر، وأهل العلم- لا بُدَّ أنْ يتناقض؛ وإلا فهو .... ؟؟.
فـ"التناقض واقع من كل عالم غير النبيين" -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (29\42) :
ومن ذلك : تناقض أقوال الشيخ ربيع السابقة ، وشهادة أهل العلم عليه مع قوله في هامش كتاب «انقضاض الشهب السلفية» -المنقول سابقا- : "ربيع لم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يربوا شبابهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع من ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم ، وقد فعل مثل هذا بعض السلفيين ، ومنهم الشيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتراجع؟! "!!
نقول : لم نستطع (!) التوفيق (!) بين نفي الشيخ ربيع أنه كان إخوانيًّا، وبين إثباته (هو) -بنفسِهِ- لذلك -كما مرّ معنا سابقاً- بأدلَّة قويَّةٍ مُتعدِّدَة- مِنْ:
1- تصريحه بأنه قد عُرض عليه (الدخول) في الإخوان المسلمين فقبله بشروط .
2- تصريحه بأنه كان (مع) الإخوان المسلمين ، وأنه كان يسير في (تنظيم الإخوان المسلمين)!!
3- تصريحه بأنه كان خلال مدة (بقائه مع الإخوان) –بقصد إصلاحهم- مقصّراً؛ لأنها شغلته عن خدمة الدعوة السلفية خدمة (كاملة!)، وأنه نادم أشد الندم على تلك السنوات التي أضاعها من حياته وهو (بين الإخوان المسلمين)!!
4- تصريحه بأنه (دخل في الإخوان المسلمين) قريباً من ثلاثة عشر عاماً -مع أنّ الواقعَ الذي ما له مِن دافع -باعترافِه (هو)!- أكثر مِن ذلك!-، ولما أصروا على انحرافاتهم، وظهر له المزيد منها: رأى أنه لا يجوز له البقاء (فيهم)؛ (فخرج منهم)؛ فهو كان (في الإخوان)، و(خرج منهم)!!
5- تصريحه بأنه كان قد ابتلي بقراءة كتب الإخوان منذ زمن طويل ، فقد قرأ «الظلال» وهو في الثانوية لكنه –كما يقول- كان (يستطيع أن يميز أخطاء) سيد قطب في الصفات وفي العلوم الكونية وفي النواحي السياسية والاقتصادية (!!!!) ، كلها عرفها وهو في الثانوي -مع اعترافِهِ -في مقامٍ آخر -بقصوره العلميّ-!!!
وهذه مُعضِلَة أُخرَى!!
6- تصريحه بأنه كان منبهرًا بكتابات الإخوان! لدرجة أنه بدأ يصدّق بأن الإسلام اشتراكي!
ولا نعلم لحدّ الساعة كيفية التوفيق بين هذه التصريحات -المُنبئةِ عن بلايا وطامّات-، وبين ادعائه تمييزَه لأخطاء سيد قطب السياسية والاقتصادية والعقائدية -وهو في المرحلة الثانوية-!!
فهل من ذكيٍّ فطنٍ يدلُّنا على حلٍّ لهذه العُقدة؟!
لا بُدَّ سنجد؛ ولكنْ على طريقة مقلّدة الحنفية، مِن (غُلاة السلفيَّة)!!
7- تصريحه بأنه كان يقرأ عند بعض الإخوان المسلمين كتاب مصطفى السباعي «الاشتراكية»! وأنه تأثّر بهذا الكتاب!
8- تصريحه بأنه كان كثيرَ الإعجاب بطروحات الإخوان المسلمين حتى درّس كتبهم!!!
فاللهم اغفر للشيخ ربيع؛ فإنه قد ضلَّل الكثير من المسلمين -وقتذاك- على حين غفلة مِنه ومنهم!
9- تصريحه بأن علاقته بالإخوان أثرّت -سلبًا- في استفادتِهِ وانتفاعِهِ - ولا نقول: علاقاته!- بالمشايخ السلفيين الكبار؛ كالشيخ محمد بن إبراهيم، وابن باز، والمُعَلِّمي، والهاشمي، وعبد الرزاق حمزة -وغيرهم-؛ فلم يحرص على مجالستهم، والاستفادة منهم، أو حضور دروسهم؛ فضلاً عن أن يأخذ عنهم الإجازات العلمية!!
10- تصريحه بأن الله -تعالى- قد خلّصه من علاقته السابقة بالإخوان وبكتبهم! وبتأثّره بفكرة أن الإسلام إشتراكي!!
11- تصريحه بأنه كان (معهم!)، وأنه تلقّن (منهم) بعض طروحاتهم وأفكارهم!
12- مدحه لجماعة الإخوان المسلمين، وشكره جهودَهم التي قدّموها لخدمة الإسلام، وأن عيبهم (الوحيد!) هو تقصيرهم في جانب العقيدة! ولو صحَّحَتْ هذه الجماعة توجُّهَها في هذا الجانب لكانتْ -حقًّا!- (على منهج الأنبياء)!!!
... فيالها من (مُوازنة) لم يسبق إليها الشيخ ربيع -مِن أيِّ أحدٍ مِن (فُضلاء) السلفيَّة -عُلماءَ وطلبةَ عِلم-؛ فما عسى أتباعه ومُقلِّدُوه أن يقولوا -بعد كُلِّ هذا-؟!
13- إقراره بأنه من القراء الكُثر لنتاج جماعة الإخوان المسلمين!
14- مدحه وتوقيره لعمر التلمساني ولسيد قطب -حيناً مِن الدَّهر-، واعتبارهما ممن أقرّوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، بل مَدْحُه غيرهما ممن تلبَّس ببدع، وكلّ ذلك بسبب عدم اطلاعه (!) على ما وصفه بالأصل الأصيل المجمَع عليه (!!)عند أهل السنة والجماعة!!
ثُمَّ إنَّنا نقولُ هل الشيخ ربيع -الآن!- يُراعي هذا (الأصل الأصيل المُجمَع عليه (!) عند أهل السُّنَّة والجماعة) في مسائل الخلاف (الاجتهادية = السائغة) بين (أهل السنة والجماعة) -فيما (وقع) بينه وبين خُصومه-؟!
أمْ أنَّهُ يُغفل ذلك -جدًّا-، ويُدير معاركَه، و(فِتَنه!) على (اجتهاداتِهِ) -الخاصَّة- والتي -إلى الآن- لا يقرُّ -أصلاً- بأنّها (اجتهاديَّة)؟!!!
فإنْ لمْ تكن (اجتهاديَّةً!)؛ فبربِّكُم: ما هي؟! وكيف هي -إذَن-؟!!
وقد نَعَى شيخُ الإسلام في» الاستقامة» (1/60) على مَن "لا يُميِّز بين (المسائل القطعيَّة) -المنصوصة، والمُجمع عليها-، وبين مفاريده، أو ما شاع فيه (الاجتهاد)؛ فنجده يُفتِي بمسائل (النُّصوص والإجماع) مِن جِنس فُتياه بمسائل الاجتهاد والنِّزاع!".
فاعتبرُوا يا أُولي الأبصار!
ويُمكننا أن نقولَ بلغة سهلة: أن الشيخ ربيعًا (كان) -إلى بُلوغِهِ السِّتِّين مِن عُمره -نسألُ اللهَ لنا وله حُسن الخِتام- يجهلُ أهمَّ الأصول السلفية!
15- وصفه لسيد قطب أنه (بحسن نيته) توصّل إلى أن المنهج السلفي هو المنهج الصحيح الذي يجب أن يأخذ به الشباب، وأن يتربّوا عليه ، وأنه عرض على الإخوان أنه لا بد أن يُربى الشباب على العقيدة الصحيحة قبل كل شيء، والأخلاق، فوافقه بعضهم!!!
16- تصريحه أنه حتى العام (1406) كان لا يزال كثيرٌ من الغبش يغبش تصوره حول جماعة الإخوان! وقد زال كثير من هذا الغبش –لاحقاً-، فتبين له أنَّ أكثر ما قدَّموه فيه أضرار وأخطار –والحمد لله على البصيرة-!
لكن؛ هل زال هذا (الغبش) الذي يغبش (تصوُّره) بالكلية، أمْ أنَّهُ ذهب (به) إلى اتِّجاهٍ آخر؟! ؟؟!!
17- أنه –حفظه الله- كان يرى -وذلك إلى ما بعد سنة (1410هـ)-: أن لا فرق بين السرورية ولا الإخوانية، فالجميع أهل حديث!!!
فكيف يجتمع النَّقِيضان -مِن هذا وما قبله- والشيخ ربيع -يومئذٍ- في السِّتِّين مِن عُمره -أحسن الله خاتمتنا وإيَّاه-...؟!!
18- ثناؤه على سفر الحوالي القطبي! ومشاركته إياه في بعض تحرُّكاتِهِ ومُعارضاتِه لوليِّ الأمر -خادم الحرمين الشريفَين-!! فضلاً عن عدم تبديعه له- إلى الآن-!!
19- إعلانه عن مُفاصلته للإخوان بُعيد حرب الخليج -مع بقاء ترسُّبات فكريَّة (!) قويَّة عنده -كما تقدَّ-!!!.

نقول: فإما أن يكون كل ما تقدم يكفي في الدلالة على إخوانية الشيخ ربيع–السابقة-!! أو أن يكون الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله- له مفهوم خاص عن الإخوانية يختلف عن مفهوم : الدخول فيها تنظيميًّا! ومخالطة أعضاء التنظيم والمتأثرين بفكر الجماعة! أو التأثر ببعض أفكارهم!!!
فعند ذلك نخرج من بعض التناقض –مع بقاء بعض آخَرَ!!- وسوف يكون هذا المفهوم -بَعْدُ- كفيلاً بالرد على كل (!) من اتهم شيخاً من مشايخ الدعوة السلفية -أو دُعاتها- بأنه إخواني! أو كان إخوانيًّا!! لأن كل ما سوف يُذكر لا يوجب إدخالَه في مفهوم الإخوانية (المدخليّ)! كما أنه لم يوجب إدخال الشيخ ربيع المدخليّ -نفسِهِ- في مفهوم الإخوانية -سواءً بسواء-؛ فهل سيوجد إخواني بعد هذا(!!!)؟!
طبعًا لا! ولكنّ الواقعَ سيقول لك -بلسانِ مدلوع! وصوت مسموع!!-: كفاك كذبًا!!

الفائدة السابعة : مقارنة فاسدة بين حالين! بل منهجين !!
خطأ الشيخ ربيع –حفظه الله- في مماثلة مخالطته للإخوان المسلمين ، بمخالطة الشيخ الألباني لهم (!) خطأٌ شنيعٌ جدًّا، ومُغالطةٌ قبيحةٌ -غايةً-؛ فالشيخ الألباني –رحمه الله- لم تكن علاقته (مع الإخوان المسلمين) -يوماً- كعلاقة الشيخ ربيع معهم؛ فالألباني –رحمه الله- لم يكن في تنظيمهم -ألبتَّة-كما كان الشيخ ربيع- ، وهو لم يخرج يوماً (من الإخوان)؛ لأنه لم يدخل فيهم –أصلاً-؛ لا بشروط ولا بغير شروط!! بخلاف الشيح ربيع الذي (دخل فيهم) بشروط (وخرج منهم) بعد ذلك من غير أن يتحقّق له (بعض) ما اشترطه!! ولا شيءٌ ممّا قصده!
بل إن الشيخ الألباني كان مع (مخالطته) للإخوان يؤثّر فيهم -جدًّا- كما حصل في الأردنّ- في أواسط السبيعينيَّات الإفرنجيَّة -كما هو مشهورٌ-، بينما الشيخ ربيع كان حال دخوله (في الإخوان) هم مَن يؤثّرون فيه لا العكس ؛ ففي الوقت الذي كان الشيخ ربيع المدخلي يسير في ركب الإخوان ويتأثّر بطروحاتهم ؛ كان الشيخ الألباني يؤصّل للمنهج السلفي، ويدعو له، ويؤثّر في الإخوان المسلمين قياداتٍ وأفراداً- كما أشار الشيخ الألباني -رحمه الله- إلى هذا في عددٍ مِن أشرطته الصوتية.
... فأين الثَّرَى مِن الثُّرَيَّا!!؟ بل أين من كان –حينها-تحت الثرى ممن هو فوق الثريا !!؟

الفائدة الثامنة : السلفية منهج علمي رباني، لا دعوى مجردة منقوضة !
أخطأ الشيخ ربيع في ادّعائه أن (سلفيته أيام كان طالباً في الجامعة الإسلامية أقوى من سلفية الألباني –رحمه الله-) خطأٌ شنيعٌ جدًّا، ومُغالطةٌ قبيحةٌ -غايةً-؛ مع مُحاولتِهِ (هو) -ومُحاولةِ بعضِ (مُقلِّدِيه) أنْ يخرجُوا منها -ولو بحَملِ (المُجمَلِ على المُفصَّل)! أو بتأويل -ما- ولو كان غيرَ سائغ!!!
ذلكم أن الشيخ ربيعاً في تلك المرحلة كان إخوانيًّا –كما تقرر أعلاه- ، متأثراً بالإخوان المسلمين بإقراره هو ، وبشهادة غيره عليه -مع اعترافِهِ الصريح بالقُصور العِلميّ-!
فكيف تصحُّ المقابلة -أصلاً-، ولا نقول: المفاضلة؟!
ولا يخفى على من أوتي نصيباً -ولو قليلاً- من العلم أن هذا النوع من المفاضلة يستلزم التنقص من منزلة الفاضل؛ فهو من باب قول الشاعر :
ألَم تر أن السيف ينقص قدره ***** إذا قيل إنَّ السيف أمضى من العصا

الفائدة التاسعة : مفارقة الشيخ ربيع لكبار العلماء -نشأة وأثراً -ماضياً وحاضراً-!!
ثمة فرق كبير بين مخالطة العلماء الكبار الذين (نشؤوا) على المنهج السلفي النقي علمًا وعملًا وتربيةً، وتعاملًا مع النّصوص والحوادثِ والنّوازل والفُتيا على مدى سنوات طوال؛ فترى مِنْ آثارهم وثمارهم العلمَ بالحق -حقًّا- والرحمة بالخلق -واقعًا-، مع تحرُّزهم الشديد مِن أن ينسبوا اجتهاداتهم إلى دين الله: وبين الشيخ ربيع الذي (نشأ) متأثرًا بالمناهج البدعية الإخوانية المنحرفة، ثم اهتدى -ولو على درجات! –في مرحلة متأخِّرة مِن عمره- وقد أظهر نَدَمَهُ عليها!- إلى طريقة السلف؛ فأخذ يؤصّل أصولًا غريبة! وينزّل الأحكام على الحوادث والأعيان –بلا رحمةً!-بعيدًا عن العلمِ وتقريرات الكبار الأعلام! ثمّ ينسب اجتهادَه الشخصي (والذي لا يزالُ (!) لا يعترف أنّه اجتهاد!)- فماذا هو -إذن-؟!- في ذاك التأصيل والتنزيل -إلى (منهج السلف)، وإلى (دين الله الحق)، ومِنْ ثمّ يعقد عليها راية الولاء والبراء!!
فشتان بين الطريقتين ، وشتان بين المنهجين!!
ولا حاجة لسؤال الخبراء، فالحقُّ واضحٌ لكلِّ ذي (عينَين!)...!!!
ورحم الله ابن القيم حيث قال في كتاب الفوائد (ص111) : "فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة وسبيل المؤمنين مجملة وهذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الأمم ومقالات أهل البدع فعرفها على التفصيل ولم يعرف ما جاء به الرسول كذلك بل عرفه معرفة مجملة وان تفصلت له في بعض الأشياء ومن تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا وكذلك من كان عارفا بطرق الشر والظلم والفساد على التفصيل سالكا لها إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار يكون علمه بها مجملا غير عارف بها على التفصيل معرفة من أفنى عمره فى تصرفها وسلوكها".
نقول : وهذا أبو الحسن الأشعري: اهتدى في أواخر عمره إلى طريقة السلف (المجملة) -ولكنه لتأثره بعقيدته الكلامية السابقة- لم يستطع موافقة السلف في مفصّل اعتقادهم، فوقعت منه زلاّت فيه ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (12\204) : "كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة، وخبرته بالسنة خبرة مجملة ؛ فلذلك وافق المعتزلة في بعض أصولهم التي التزموا لأجلها خلاف السنة".
وقال شيخ الإسلام في «منهاج السنة» (5\276-278) مبيِّناً أن معرفة الأشعري بمقالات المعتزلة على التفصيل، وإظهاره لِعَوارها ونقضها على جهة (التفصيل) لم يكن -وحده- كفيلاً بأن يكون عارفاً بالطريقة السلفية -على جهة (التفصيل)-، بل كان رجوعه إلى معتقد أهل السنة رجوعاً (مجملاً)، وذكره لمقالاتهم ذكراً (مجملاً)، قال : "وهذا مما مُدح به الأشعري؛ فإنه بيّن من فضائح المعتزلة وتناقض أقوالهم وفسادها ما لم يبيّنه غيره ، لأنه كان منهم ، وكان قد درس الكلام على أبي علي الجُبَّائي أربعين سنة ، وكان ذكيًّا ، ثم إنه رجع عنهم ، وصنّف في الرد عليهم ، ونصر في الصفات طريقة ابن كُلاَّب ، لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم [تأمَّلُوا هذا الكلام -أيُّها العُقلاء-]، ولم يعرف غيرها ، فإنه لم يكن خبيراً بالسنة والحديث وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم ، وتفسير السلف للقرآن، والعلم بالسنة المحضة، إنما يُستفاد من هذا .
ولهذا يذكر في «المقالات» مقالة المعتزلة مفصلة؛ يذكر قول كل واحد منهم ، وما بينهم من النزاع في الدِّقِّ والجِلِّ ، كما يحكي ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك ، وكما يحكي أبو الحسن القُدُوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة، ويذكر -أيضاً- مقالات الخوارج والروافض.
لكن نقله لها من كتب أرباب المقالات ، لا عن مباشرةٍ منه للقائلين ، ولا عن خبرة بكتبهم ، ولكن فيها تفصيل عظيم ، ويذكر مقالة ابن كُلاَّب عن خبرة بها ونظر في كتبه ، ويذكر اختلاف الناس في القرآن من عدة؛ فإذا جاء إلى مقالة أهل السنة والحديث ذكر أمراً مجملاً ، يلقى أكثره عن زكريا بن يحيى الساجي ، وبعضه عمن أخذ عنه من حنبلية بغداد ونحوهم .
وأين العلم المفصل من العلم المجمل؟!"...
نقول: فمن كان على مثل ما كان عليه الأشعري عارفاً بمفصل مقالات أهل البدع والضلالات، لكنه مقصر في معرفة مفصل أقوال أهل السنة والجماعة واختياراتهم ، لا يُتلقى -غالباً- عن مثله مفصّلُ اعتقاد أهل السنة ومنهجهم!
ومثلُ هذا -يكادُ يَكُون -تَماماً- صنيع الشيخ ربيع المدخلي -الواقعي والتطبيقي- سواءً في نفسه، أو مع غيره-؛ فهو قد ساير الإخوان -وكان منهم- زمناً طويلاً ، ثم لما أن هداه الله ورجع إلى طريقة السلف ومنهجهم –فيما يظهر-، تكلم في بيان عَوار الإخوان كلاماً مفصلاً ، لكنه لم يُحسن عرض المنهج السلفي عرضاً مفصَّلاً حسناً! فاكتفى بان يتمسك بالمجملات من عبارات السلف من غير تحقيق في مفصّل مسلكهم واختياراتهم ، فوقع منه -نتيجةً وثمرةً- ما لا يكادُ يخفى على ذي عينين من التفرق والاختلاف والتباغض والتدابر ؛ وذلك بسبب التمسك بمجملات النقولات السلفية! والإعراض عن تفصيل الكلام فيها!! بل الإصرار على معارضة التفصيل بالإجمال !!

الفائدة العاشرة : لا تعسُّف في قبول التوبة والأوبة.
لقد كان تعامل العلماء السلفيين مع توبة الشيخ ربيع وأوبته إلى المنهج السلفي سهلةً يَسيرةً؛ فلم يشدّدوا عليه ، ولم يتحققوا من سلامةِ توبته، ولم يمتحنوه ، أو يشكِّكوا بمقصده ، وسلامة نيته -كما يفعل (هو) مع كثيرٍ مِن خُصومِهِ!-؛ فلم نسمع منهم من وصف تراجعه -يوماً- أو تراجع غيره ؛ بأنه: تراجع استراتيجي! وتوبة سياسية! وأنه متلاعب! ومكّار!
بل رحّبوا به واحتضنوه ، ودعموه وزكّوه وأثنوا عليه -بناءً على ظاهر حاله-، وأوكلوا سريرته –وغيره- إلى من يعلم السرَّ وما تُخفي القلوب ، ولم يعاملوه بما يعامل هو -هداهُ اللهُ- به غيره من التائبين الراجعين: من تشكيك في النيات! وتقول على المقاصد!! وشدة وغلظة في المواقف!!!
فحبذا لو يُعتبر الشيخ ربيع –حفظه الله- بموقف العلماء الكبار من تراجعه عن بدعته وإخوانيته ، فيقتدي بهم في تعامله مع تراجعات غيره ممن وقعوا في (دون!) ما وقع فيه (هو) من أخطاء بأشواط وأشواط؟!
وليعتبر -وفَّقَهُ اللهُ للخَير- بقوله -تعالى-: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ} .

الفائدة الحادية عشرة : العبرة بالحقائق والمعاني، لا بالألفاظ والدعاوي!!
ما كلّ من ادّعى السلفية يكون سلفيًّا -فعلاً-: فهذا الشيخ ربيع حكم على بعض الإخوان المسلمين الذين كانوا سبباً في دخوله في جماعة الإخوان بأنهم سلفيون! فهو كان (يظن) في نفسه أنه سلفي! بل ويُقسم بالله بأن (سلفيته هو وتلاميذ الشيخ القرعاوي أقوى من سلفية الألباني) –رحمه الله-!! وهو عند التحقيق -ساعتئذٍ- كان إخوانيًّا -تنظيماً، وفِكراً-، لكنَّهُ كان موافقاً للسلفية -حَسْبُ- في بعض الأمور!
فيتعيَّن الحذر من قبول دعاوى المدّعين بلا أدلة ولا بينات؛ فالمدعي قد يكون صادقاً في دعواه لقناعته بحال نفسِه أنه سلفي! لكنه –عند التحقيق- يكون مخطئاً في فهمه -أساساً- لمعنى السلفيَّة! وذلك جهلاً منه بالمنهج السلفي -أو بعض أصوله-، وما يتضمنه من معانٍ، وما يستلزمه من مواقف ، فينسب للسلفية –جرّاء ذلك- من الأقوال والأحكام -تأصيلاً وتنزيلاً- ما هي بريئةٌ منه، وهو يظن أنها سلفية خالصة! أو أنها (دين الله الحق)!
ثم إن صار له قَبُول وحَظْوَة عند الناس وراجت طروحاته وأفكاره عند طائفة من السلفيين (!) أثمر ذلك عن مفارقة هذه الطائفة للمنهج السلفي النقي –فيما شذّت به- وهي تحسَب أنها على السلفية الحقة! بل والأنكى أنها قد تقدح وتطعن في أتباع المنهج السلفي السوي -وهُم الأكثر والأقرب-! بل تدّعي (حمل اللّواء)! أو (رَفع البَيْرَق) -خَبط عشواء-!!

الفائدة الثانية عشرة: تفضيل سابق حال كثير من المطعونين على حال كثير من الطاعنين !
بالنظر لسيرة كثير من المطعون فيهم –من مشايخَ سلفيين- ، وسيرة كثير من الطاعنين فيهم: نلحظ تفضيل حال الكثير من المشايخ السلفيين الذين يطعن فيهم (غلاة التجريح) -اليوم– على حال الشيخ ربيع المدخلي في فترة ما قبل (حرب الخليج –الأولى-) -وهو في السِّتِّين مِن عُمره!-؛ فهو كان –حينها- لا يزالُ ذا غبشٍ في التصوُّر، مُتأثِّراً بإخوانيَّتِهِ السَّابقةِ، وكانوا هم –ولا يزالُون على ما كانوا عليه- سلفيين في علمهم ودعوتهم ونشاطهم.
ومنه؛ نعلم خطأ من زعم أن الشيخ ربيعاً كان في تلك الفترة يؤصل للمنهج السلفي! ذلكم أنَّ علاقة الشيخ ربيع بالسلفية الحقة لا تتجاوز العقدين من الزمان! ومع ذلك تراه يتجاهل ما كان للمشايخ السلفيين الذين يطعن فيهم اليوم من مؤلفات ومحاضرات مؤصلة ومُدافعة ودعوة للمنهج السلف النقي، والتزام به...
بل ونعلم خطأ من يزعم أن المشايخ السلفيين المطعون فيهم -اليوم- كانوا –في تلك الفترة- عيالاً (!) في معرفة السلفية على الشيخ ربيع المدخلي، الذي كان –حينها- باعترافِهِ!- يُدَرِّس المناهج الإخوانية، مُتأثِّراً بهم! مُغبّشاً بأفكارِهِم!! وكانوا هم -قبل ذلك الوقت- أعلاماً أدلاءً على السلفية...
فشتّان بين الحالين!!!

الثمرة الثالثة عشرة: اربَعُوا على أنفسكم -معاشرَ (الغلاة)-!!
ما أحرَى (الغلاة)- الذين يعظّمون شأْن الشيخ ربيع -تقليداً مَحْضاً-، فينزلونه فوق منزلته ؛ ويصفونه بأنه (إمام) للسلفيين! وليس -فقط- (حامل اللّواء)! بأن يُخاطَبُوا بمثلِ ما قاله ابن المِبْرَدِ في "جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر" (ص94) : "أين أئمة المسلمين؟ أئمة المسلمين الإمام أحمد والشافعي.
أين أقوال الأشعري في الدين؟
أين كلامه في الطهارة والصلاة والصوم والحج والبيع والنكاح والطلاق؟
هذا أمر لم يره أحد قطُّ!
إنما كلامه في علم الكلام -فقط-، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كيف يحلُّ لمن يُنسب إلى العلم أن يجعلَ مَن لم يُعرف له كلامٌ في مسألة قط من أئمة الدين؟!".
وكذلك قولُه –رحمه الله- (ص106) : "فيا سبحان الله! قبل توبتِه ما كان للمسلمين أئمةٌ يقتدى بهم ؟! حتى يُتّخذ مبتدعٌ تاب من بدعته إماماً؟ كأن الناس ماتوا إلى هذا الحد -كله-، ولم يبق مَن يَصْلُح للإمامة، حتى يتوبَ مبتدعٌ مِن بدعته فيصير إمامهم! وأهلُ الإسلام -قاطبةً- تُقدِّم متكلماً على أئمة الحديث -جميعِهم- في حال كثرة العلماء!
ما هذا الهَذَيان؟!".

الثمرة الرابعة عشرةَ: يقول البعض :هل لا يزالُ الشيخ ربيع المدخلي إخوانيًّا -متظاهراً بالسلفية!-...؟!
يرى البعض : أن ما تقدم من علاقة تاريخية ثابتة من سيرة الشيخ ربيع المدخلي ، متزامنةً مع تاريخ إظهارِه خروجَه من هذه الجماعة الحزبيَّة -عَقِيب (أزمة الخليج)-، والذي ترافق مع حالة تباين مواقفها الحزبيّة، وكوادرها التنظيميَّة من (غزو الكويت): حيث أظهر بعضهم تأييد النظام العراقي! وغيرهم تأييد حكام الخليج!! وثالث محايد متوسط!! مقرونة مع (آثار) طروحات الشيخ ربيع في سلوكه، وأحكامِهِ تُجاه الدعوة السلفية -ودُعاتها، وبعض عُلمائِها-، والتي كان من أبرزها :
1- إسقاط الكثير من أبرز المشايخ السلفيين في مختلف بلدان المسلمين ؛ بل ممن اشتهر بردوده على الإخوان المسلمين -فضلاً عن الحزبيِّين الآخرين-؛ فلا يبقَى لهم موجِّه إليه يرجعون ؛ فمن يثقون بعلمهم إما ساقطون! أو جاهلون بما يتكلمون وَمَن يزكون! وهم بمجموعهم في العلم بالمنهج السلفي دون الشيخ ربيع المدخلي -بحسب حُكم الشيخ ربيع المدخلي-!!
2- عزل الشباب السلفي عن الاستفادة من العلماء السلفيين ومن علمهم ، ليكونوا بمعزل عن صِمَام الأمان الذي يجنّبهم الاتجاهات البدعية والطروحات الحزبية!!
3- تفريق جموع السلفيين ؛ ونسبتهم إلى الطوائف والفرق المنحرفة ؛ بما يُفضي إلى تنازعهم وتناحرهم وتشتيت جهودهم ، والانشغال فيما بينهم عمّا كانوا منشغلين به -سابقاً! مِن العلم والتعلُّم؛ فضلاً عن الرد على مخالفيهم من الإخوان -وغيرهم-، ونشر العلوم السلفية الصافية النقية!!
4- رمي بعض أكابر الدعاة والمشايخ السلفيين بانهم من الإخوان المسلمين، أو القطبيين، أو السروريين –ظلماً وعدواناً- بما يهوّن في نظر محبِّيهم ومقلديهم من خطر الإخوان عندهم ، وبالتالي: قد يُفضي بالنَّشء منهم إلى أن يسيروا على نهج الإخوان -حقيقةً- بمختلف تياراته (القطبية ، والبنائية ، والسرورية) !!!
فهل مِن مُدَّكِرٍ؟!
5- المكر الإخواني الخبيث والقديم –والذي درسه الشيخ ربيع-، والقائم على مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)؛ لا يتورّع عن أن يزرع في جسد الدعوة السلفية مَن يتظاهر بأنه من أشد المناصرين لها ، فيُظهر عداوة الإخوان ، وهو في نفس الوقت يُسقط رموز السلفية ومشايخها ! ويعظّم دعوة الإخوان ويضخّمهم: بأن ينسب إليهم ثمرة جهود العلماء السلفيين ؛ فيجعل كبار المشايخ والدعاة من الإخوان المسلمين !!
ولهذا نجد أن ردود الشيخ ربيع -منذ فترة ليست قليلةً- على السلفيين أكثرُ بكثير (!) من ردوده على الإخوان المسلمين!! فكأنه أنتقل من الإخوانية إلى السلفية؛ ولكنْ: ليرد عليها من داخلها! فتكون ردوده مقبولةً من السلفيين بصورة أكبر مما لو كانت وهو في الطرف الإخواني المضاد !!!
وهذه نقطةٌ مهمَّةٌ جدًّا -جدًّا- لمن تأمَّلَها...
نقول : كل هذا وغيره كانت مآخذ (بع) السلفيين في التشكيك بصدق حقيقةِ انخلاع الشيخ ربيع عن (إخوانيته) السابقة! بل اعتبروا مفارقته لهم خروجاً تكتيكيًّا سياسيًّا استدعته الظروف التي مرَّت بها جماعة الإخوان إبان (حرب الخليج) –كما استدعت تباين مواقف الجماعة-!
فلهذا اعتبروه –مع أننا نخالفهم! –إذ لنا الظاهر- (دسيسة!) إخوانية على الدعوة السلفية! وذلك لما أثمرته طروحاته واختياراته في تحقيق أحد أبرز وأهمّ أهداف مكايد الإخوان المسلمين بالدعوة السلفية! ألا وهو: سلخ الشباب السلفي عن علمائه وطلبة العلم -الموثوق بهم- ، وتفريق كلمتهم ، وتفتيت صفهم .
وهو ما لمْ يَقدِرْ عليه الإخوان المسلمون -ولا غيرهم مِن الأحزاب- فضلاً عن الكُفّار والمُشركِين!- عُقوداً كثيرةً-!!

الثمرة الخامسة عشرة: من الرواسب الإخوانية في منهجية الشيخ ربيع المدخلي!!
إن الحال الإخواني -السابق- الذي كان عليه الشيخ ربيع المدخلي قد ألقى بظلاله على سلوكه الحالي ؛ وذلك من خلال الكثير من الرواسب التي تظهر جليًّا في طروحاته وسلوكياته وتعاملاته مع إخوانه السلفيين!
ولا أدلَّ على ذلك من نقد العلاّمة الشيخ العبَّاد -حفظهُ الله ورَعاه- لمنهج الغلو في التجريح -والذي امتاز به الشيخ ربيع المدخلي- بقوله -حفظه الله- في مقاله الأخير -والمهمّ جدًّا-: (ومرة أخرى : رفقاً أهل السنة بأهل السنة) ؛ حيث قال -حفظه الله-: مبيِّناً وجهَ مشابهةِ هذا المنهج النقدي الحادث للمنهج الإخواني البدعي: "ومما يؤسَف له أنه حصل -أخيراً- زيادة الطين بِلّةً بتوجيه السهام لبعض أهل السنة -تجريحاً وتبديعاً-، وما تبع ذلك من تهاجر، فتتكرر الأسئلة: ما رأيك في فلان بدَّعه فلان؟ و: هل أقرأ الكتاب الفلاني لفلان الذي بدَّعة فلان؟ ويقول بعض صغار الطلبة لأمثالهم: ما موقفك من فلان الذي بدَّعه فلان؟ و: لابد أن يكون لك موقف منه وإلا تركناك!!!
ويزداد الأمر سوءاً أن يحصل شيء من ذلك في بعض البلاد الأوربية -ونحوها-، التي فيها الطلاب من أهل السنة بضاعتهم مزجاة، وهم بحاجة شديدة إلى تحصيل العلم النافع والسلامة من فتنة التهاجر بسبب التقليد في التجريح.
وهذا المنهج شبيهٌ بطريقة الإخوان المسلمين، الذين قال عنها مؤسّس حزبهم: (فدعوتُكم أحقُّ أن يأتيها الناس ولا تأتي أحداً... إذ هي جِماعُ كلِّ خير، وغيرها لا يسلم من النقص!!)! (مذكرات الدعوة والداعية ص 232، ط. دار الشهاب) للشيخ حسن البنا! وقال: (وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرَّقت القلوبَ وبلبلت الأفكار، أن نزنها بميزان دعوتنا، فما وافقها فمرحباً به، وما خالفها فنحن براء منه!!!)! (مجموعة رسائل حسن البنا ص 240، ط. دار الدعوة سنة 1411هـ!".
نقول : وهو حقٌّ مَحضٌ، ومُماثَلَةٌ شبهُ تامَّةٍ...
والدليلُ حاضرٌ...

وأخيراً :
تَبيَّنَ لنا -بالجُملةِ- أن الشيخ ربيعاً لم يعرف المنهج السلفي الصحيح معرفة حقيقية صحيحة على طريقة السلف -ماضياً، وحاضراً-، ونرجُو أنْ يعرف ذلك مُستَقبَلاً؛ ليراه على حقيقته ونقائه –كما يراه الأئمة الأعلام-، ويُبصره بنضرته وصفائه، ويرمقه بجماله وبهائه، فضلاً عن أن يكون إماماً فيه، أو (حامل لوائه)- فضلاً عن أن يُقرن اسمه باسم كبار علمائه ومشايخه-.
بل إن الشيخ ربيعاً –إن كان- تعرف إلى المنهج السلفي -منذ بواكير عمره- فعلى طريقة الإخوان! وشدتهم! وأسلوبهم! وإلزامهم! وفصلهم! وطردهم! وتهديدهم! وتنظيمهم!!!
ولمْ يَخلَعْ هذا التأثُّر -ولو في وجهةِ نظره- وباعترافِهِ- إلى سنّ الستِّين مِن عُمره!!!
وهذا مِن أعجب العجب -وقد تقدَّمَت وُجوهُ ذلك بالبيِّنات التي لا تُرَدّ، والحُجَجَ التي لا تُصَدّ-...
ولنا في المقال القادم -إن شاء الله- وقفات موثقات مع (بعض السلوكيات والممارسات الحزبية -الإخوانية- التي لا تزال عالقةً في منهج الشيخ ربيع المدخلي )؛ فانتظِرُونا -يرحمكم الله-... .

*****************************
الوثيقة الملحقة


http://www.ballighofiles.com/emad/alhnufce.jpg


هذا ملف مضغوط بكامل المقاطع لمن لم يستطع التحميل والسماع ...

تفضل من هنا

أبو نرجس الكويتي 01-07-2011 02:12 AM

و كأني لأول مرة اسمع بالشيخ المدخلي !!!!

فاتح ابوزكريا الجزائري 01-07-2011 02:48 AM

بارك الله فيكم على هذا البيان والمجهود الرائع في بيان كثير من الحقائق التي تخص الشيخ ربيع المدخلي

عبد الله الليبي 01-07-2011 09:40 AM

لقد شاهدنا كثير من الغلاة كبارهم وصغارهم لاحكمة ولاعقل تعصب ونظرة ضيقة وهمهم اسقاط الاخرين في المقابل راينا بعض المحسوبين علي الاخوان همه نصرة الاسلام وهو في عمل جاد في سبيل هذا الدين وفي الخلاصة اقول هذا الميدان فليورينا كل احد ماذا قدم لهذا الدين من عمل واما التشدق بالسلفية والثمرة تربية الاجيال علي التنقص وازدراء الاخرين والطعن والاسقاط للافاضل و غيرها من الامور فما فائدة السلفية

أحمد يوسف محمد 01-07-2011 09:59 AM

شكرًا لكم وجزاكم الله خيرا

أبو مصطفى السلفي 01-07-2011 10:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشرفو منتدى (كل السلفيين) (المشاركة 105567)
الثمرة الثالثة عشرة: اربَعُوا على أنفسكم -معاشرَ (الغلاة)-!!
ما أحرَى (الغلاة)- الذين يعظّمون شأْن الشيخ ربيع -تقليداً مَحْضاً-، فينزلونه فوق منزلته ؛ ويصفونه بأنه (إمام) للسلفيين! وليس -فقط- (حامل اللّواء)! بأن يُخاطَبُوا بمثلِ ما قاله ابن المِبْرَدِ في "جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر" (ص94) : "أين أئمة المسلمين؟ أئمة المسلمين الإمام أحمد والشافعي.
أين أقوال الأشعري في الدين؟
أين كلامه في الطهارة والصلاة والصوم والحج والبيع والنكاح والطلاق؟
هذا أمر لم يره أحد قطُّ!
إنما كلامه في علم الكلام -فقط-، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كيف يحلُّ لمن يُنسب إلى العلم أن يجعلَ مَن لم يُعرف له كلامٌ في مسألة قط من أئمة الدين؟!".
وكذلك قولُه –رحمه الله- (ص106) : "فيا سبحان الله! قبل توبتِه ما كان للمسلمين أئمةٌ يقتدى بهم ؟! حتى يُتّخذ مبتدعٌ تاب من بدعته إماماً؟ كأن الناس ماتوا إلى هذا الحد -كلهولم يبق مَن يَصْلُح للإمامة، حتى يتوبَ مبتدعٌ مِن بدعته فيصير إمامهم! وأهلُ الإسلام -قاطبةً- تُقدِّم متكلماً على أئمة الحديث -جميعِهم- في حال كثرة العلماء!
ما هذا الهَذَيان؟!".




حقيقة يغفل ععنها الكثيرون !!

رضوان بن غلاب أبوسارية 01-07-2011 02:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله

جزى الله خيراً هيئة الاشراف على هذا التحليل للوقائع الذي لا بد مما لا بد منه، فنحن السلفيين علينا تشريح واقعنا والتعلم من ماضينا قبل تشريح الآخرين ، وتصحيح أخطائنا قبل أخطاء الآخرين على الأقل لأجل الاخلاص فعليه نبني ونجني وبه تكون الخاتمة الحسنة ان شاء الله .. ولن يكون ذلك الا بالحوار و التواصي والتزاور وليس بفتح المنتديات وترك الحابل على الغارب للمجانين السفهاء يتكلمون ويتقدمون العلماء في قضايا الأمة .. لا بل يقودونهم والله المستعان .
ـ كل ما قيل لن ينقص من مكانة الدكتور الشيخ المجاهد ربيع بن هادي حفظه الله عندنا .. لأنه لم ينقص من قبل من مكانة آخرين قيل فيهم أكثر من هذا ظلما أو حقيقة عندنا أيضا .
ـ ثم لا أستطيع أن أكتم أن في أثناء كل هذا كان الشيخ المحدث الألباني رحمه الله مجدد العصر [على حسب رأي ابن باز رحمه الله] مهجورا من طرف الاخوان المفلسين فكانوا يمنعون أتباعهم ومريديهم من حضور حلقاته فكيف يكون غيره أقوى منه !!؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله العظيم ولكن التعصب يعمي ويصم .
ـ العلامة العباد يعلم ويقرأ ويدري رغم أنوف ورؤوس ولا دليل أكبر من قوله :وهذا المنهج شبيهٌ بطريقة الإخوان المسلمين..

نرجُو مِن (العُقلاء) أن يُجيبُوا، ويَتجاوَبُوا!؟!
وهذا النداء للعقلاء وليس للمجانين .


يا أيها الجهال لن تجنوا من التقليد الا الفضائح فواصلوا هكذا قد قرب تشرذمكم .
ويكأنه لا يفلح المتعصبون

أبو تركي 01-07-2011 03:25 PM

- حفظكم الله - على هذا المجهود المبذول وبارك الله في علمكم وخُلقكم



وفي شريط:
«أهل الحديث ومصاب أفغانستان » (أ)
بدأ بمقدمة بين يدي كلمته، ومدح فيها الشيخ سفر الحوالي مدحًا لا يجوز إطلاقه
إلا في حق الرب عزوجل، فقال:
« الفضل الأول والأخير في هذا الحشد الطيب المبارك، إنما هو لفضيلة أخينا سفر بن عبدالرحمن الحوالي ، فجزاه الله خيراً ..».اهـ.
**********

فأين عتاولة وجلاوزة مجموعة شركات وشبكات
[التبديع المنفلت الغير منضبط ] ذ.م.م
والجلادون والجزارون من هذا ؟!!



نرجُو مِن ( العُقلاء ) أن يُجيبُوا ، ويَتجاوَبُوا !!









.

أحمد غدير 01-07-2011 04:24 PM

حقائق مرة، وتناقضات محيرة، نسأل الله الثبات حتى الممات.
كان الله في عونكم.

محمد أسعد 01-07-2011 05:12 PM

من عصى الله فيك فلا يكن إلا ان تطع الله فيه
لالالا تعليق !!!!!


الساعة الآن 07:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.