![]() |
· لو ذاتُ سِوارٍِ لَطَمَتْنِي . - يقوله الكريم إذا ظلمه اللئيم . قال الميداني : المعنى : لو ظلمني مَنْ كان كُفُؤاً لي لَهانَ عَليَّ , ولكن ظلمني مَنْ هو دونِي . وقيل : أراد : لو لطَمَتْنِي حُرَّةٌ , فجعل السِّوارَ علامةً للحريةِ ؛ لأنَّ العربَ قلَّما تُلْبِسُ الإماءَ السِّوارَ , فهو يقولُ : لو كانت اللاطمةُ حرةً لكان أخفَّ عليَّ . وهذا كما قال الشاعرُ : فلو أنِّي بُليِتُ بِهاشِـميٍّ ... خُؤُلَتُهُ بَنو عبـدِ المَـدَانِ لَهانَ عليَّ ما ألقى ولكن ... تعالَوْا فانْظروا بِمَنِ ابْتلانِي · ويروى المثل أيضاً : لو غيرُ ذاتِ سِوارٍ لطمتني . - قال الميداني : يَروي الأصمعيُّ المثلَ على هذا الوجهِ ؛ وذلك أنَّ حاتِماً الطائيَّ مرَّ ببلادِ عَنَزَةَ في بعضِ الأشهرِ الْحُرُمِ , فناداه أسيرٌ لهم : يا أبا سَفَّانةَ *, أَكَلنِي الإسارُ والقملُ . فقال : ويْحَكَ ! أسأتَ إذ نوّهْتَ باسْمي في غيرِ بلادِ قومي . فساوم القومَ به , ثم قال : أطلقوه واجعلوا يديَ في القيدِ مكانَه , ففعلوا , فجاءته امرأةٌ ببعيرٍ لِيَفْصِدَه , فقام فنحره , فلطمت وجهَه , فقال : لو غيرُ ذاتِ سوارٍ لطمتني . يعني : أنّي لا أقتصُّ من النساءِ , فعُرِفَ , ففدى نفسَه فِداءً عظيماً . ----------- * كنية حاتم الطائي . قال في " تاج العروس " : والسَّفَّانَةُ - بالتشديدِ - : اللؤلؤة وبه سُمِّيَتْ بنتُ حاتمِ طَيْئ , وبِها كان يُكنى , كما في "الصحاح" ويقال : هو أجود من أبي سَفّانَة . |
· ليستِ النائحةُ الثّكْلَى كالْمُسْتأْجرةِ . قال الْميدانِيُّ : هذا مثلٌ معروفٌ تَبْتذِلُه العامّةُ . قال في " المعجم الوسيط " : يُقالُ :كلامٌ مُبْتذََلٌ : مُستعملٌ مَلْهوجٌ به . جاء في " العِقْدِ الفريد " : قال عمرُ بنُ ذَرٍّ: سألتُ أبِي : ما بالُ الناسِ إذا وعَظْتَهم بَكَوْا ، وإذا وَعظَهَم غيرُك لم يَبكوا ؟ قال : يا بُنَيَّ ، ليستِ النائحةُ الثَّكْلى مثلَ النائحةِ المُستأجَرةِ . وقال الأصمعيُّ : قلتُ لأعرابِيٍّ : ما بالُ الْمَراثي أشرفُ أشعارِكم ؟ قال: لأَنّا نقولُها وقلوبُنا مُحْترقةٌ . وقالتِ الحكماءُ : أعظمُ الْمَصائبِ كلِّها انقطاعُ الرَّجاءِ . وقالوا : كلُّ شيءٍ يَبدو صغيراً ثم يَعْظُمُ, إلا المصيبةَ؛ فإنَّها تبدو عظيمةً ثم تصْغُرُ . |
* أنا ابنُ بَجْدَتِها . - جاء في " فصل المقال في شرح كتاب الأمثال " : يقال: فلانٌ ابنُ بَجْدَةِ هذا الأمرِ , إذا كان عالماً به. وأصلُه من بَجَدَ بالمكانِ بُجوداً , إذا أقام به ، والمقيم بالموضعِ الساكنُ فيه هو العالم به . قال ابنُ قتيبة في " أدب الكاتب " : ويقولون : هو ابنُ بَجْدَتِها. يقالُ : عنده بَجْدَة ذلك , أي : علمُ ذلك , وهو عالِمٌ ببَجْدَةِ أمرِك, أي : بدِخْلَتِهِ . |
· جاءَ على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ . قال الأَزْهَريُّ : هذا كَقَولِهم : " رجعَ دَرْجَه الأوَّلَ , ورجَعَ عَوْدَُهُ(1) على بَدْئِه , ورجعَ على أدْرَاجِه " كلُّ هذا إذا رجع ولم يُصِبْ شيئاً . - قال الميداني : الغُبَيْراءُ : تصغيرُ الغَبْراءِ, وهي الأرضُ؛ أيْ: جاء ولا يُصاحِبُهُ غيرُ أَرْضِه ِالتي يَجيءُ ويذهبُ يها. يُكْنى بِها عنِ الخَيْبةِ . __________________ (1) جائزٌ فيها الرفعُ والنّصبُ , قال الْمُبرِّدُ : ورجعَ عَوْدَهُ على بَدْئِه، وإنْ شئتَ رفعتَ فقلتَ: رجع عودُه على بَدْئِه. أمّا الرفعُ فعلى قولِك: رجع وعودُه على بدئه، أي: وهذه الحالةُ . والنّصْبُ على وجهين : - أحدُهما: أنْ يكونَ مفعولاً؛كقولِك: ردَّ عودَه على بَدئِه. - والوجه الآخرُ: أنْ يكونَ حالاً, في قولِ سيبويه؛ لأنَّ معناه: رجعَ ناقضاً مَجِيئَه . |
· الْجَرْعُ أَرْوَى وَالرَّشِيفُ أَنْقَعُ . الرَّشْفُ والرَّشِيف : الْمَصُّ للماء. والْجَرْعُ : بَلْعه. والنَّقْعُ : تسكين الماءِ للعطش. أي: إنّ الشرابَ الذي يُتَرَشَّفُ قليلاً قليلاً, أَقْطَعُ للعطشِ وأنْجعُ, وإنْ كان فيه بُطْءٌ. وقولُه: أرْوى, أي أَسْرَعُ رِيًّا. وقولُه: أنْقَعُ, أي: أَثْبَتُ وأدْوَمُ رِيّاً. من قولِهم: سُمٌّ ناقع, أي: ثابتٌ . - يُضربُ لِمَنْ يقعُ في غنيمةٍ, فيُؤمرُ بالمبادرةِ والاقتطاعِ لما قدر عليه قبلَ أنْ يأتيَه مَنْ ينازعه . - وقيل : معناه أنّ الاقتصادَ في المعيشةِ أبلغُ وأَدْوَمُ مِنَ الإسرافِ فيها. - ويضرب في ترك العجلة . [ مجمع الأمثال ] . |
· صَبْراً عَلَى مَجامِرِ الكِرَامِ . - قال الميدانيُّ: قال قومٌ : راودَ يَسَارُ الكواعِبِ مولاتَه عن نفسِها, فنهتْهُ فلم يَنْتهِ, فقالت : إني مُبَخَّرَتُكَ بِبَخورٍ, فإن صَبَرْتَ عليه طاوعتُكَ. ثم أتته بِمِجْمَرَةٍ, فلما جعلتها تَحتَه قبضت على مَذَاكيرِه فقطعتها, وقالت : صَبْراً على مَجَامر الكرامِ . - يُضربُ لِمَن يُؤمَرُ بالصبر على ما يكره؛ تَهَكُّماً . |
· شِنْشِنَةٌ أعرفُها من أخْزَم . - يُضربُ في قُرْبِ الشَّبَهِ . · قال ابنُ الأثير في " النهاية " : ( باب الشين مع النون ): ( شنشن ) في حديث عمرَ : قال لابنِ عباس - رضي اللّه عنهما - في كلامٍ : " شِنْشِنَة أعْرِفُها من أخْزَم " . أي: فيه شَبَهٌ من أبيه في الرَّأي والحَزْم والذَّكاء . الشّنْشِنَة: السَّجِيَّةُ والطَّبيعةُ . وقيل: القِطْعةُ والمُضْغَةُ من اللَّحم . وهو مَثلٌ . وأوّلُ من قاله أبو أخْزَم الطَّائيُّ؛ وذلك أنّ أخْزَمَ كان عاقّاً لأبيه, فماتَ وتركَ بنين عَقُّوا جَدّهم وضَرَبُوه وأدْمَوْه فقال: إِنَّ بَنِىَّ زمَّلُوني بالدَّمِ ... شِنْشِنَةٌ أعْرِفُها من أخْزَمِ ويُروى نِشْنِشة بتقديم النون . وسَيُذكر . - فقال في باب ( النون مع الشين ) : ( نشنش ) في حديث عمر : قال لابنِ عباس في كلام: نِشْنِشَةٌ مِن أخْشَنَ؛ أي حَجَر من جبل . ومعناه: أنه شَبَّهَه بأبيه العباس في شَهامَتِه ورأيِه وجُرأتِه على القولِ . وقيل : أراد أن كِلمَته منه حَجَر من جبل : أي أن مِثْلَها يَجيءُ من مثلِه . وقال الحرْبي : أراد شِنْشِنة : أي غريزة وطبيعة . وقال الأزهري : يقال : شِنْشِنة ونِشْنِشَة . |
السي بالسي يذكر
قال ابن عاشورفي التحرير والتنوير - (1 / 41)
السي: بسين مهملة مكسورة وتحتية مشددة النظير والمثيل.اهـ فلا يقال الشيء بالشيء... |
اقتباس:
|
· اسْتَنَّتِ الفِصالُ, حتى القَرْعَى . - قال في " لسان العرب ": فإِذا اسْتَنَّتِ الفِصالُ الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزتِ القَرْعَى نَزْوَها؛ تَشَبَّهُ بِها, وقد أَضْعفَها القَرَعُ عن النَّزَوانِ... واسْتَنَّ الفرسُ في المِضْمارِ: إذا جرى في نشاطِه على سَنَنِه في جهةٍ واحدةٍ. والاسْتنانُ: النَّشَاطُ .- يُضرَبُ مثلاً للرجلِ يفعلُ ما ليس له بأهلٍ. قال أبو هلال العسكري: وأصلُه أنّ الفِصالَ(1) إذا اسْتنَّتْ صِحاحُها نظرت إليها القَرْعى فاسْتَّنتْ معها، فسقطت من ضعفِها. والاسْتنانُ هاهنا: العَدْوُ. والقَرَعُ: بَثْرٌ يَخرُجُ بالفِصالِ، فتُجَرُّ على السِّباخِ(2) فَتَبْرأ. يُقالُ: قَرَعْتُ الفصيلَ، إذا فعلتُ به ذلك، كما يُقالُ: قَرَدْتُه، إذا نزعتُ عنه القِرْدانَ(3). - قال الشاعر: في زمنٍ فيه الفُحولُ صَرْعَى ... اسْتَنَّنتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى ----------- (1) الفصال: جمعُ فَصِيل, وهو ولد الناقة أو البقرة بعد فِطامِه وفَصْلِه عن أمّه. (2) (3)القُراد: دُوَيْبةٌ مُتَطفِّلة ذاتُ أرجلٍ كثيرةٍ تعيشُ على الدّواب والطيور, ومنها أجناس الواحدة قُرادة, جمع: قِردان. |
الساعة الآن 05:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.