{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر اللغة العربية والشعر والأدب (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   قصائد وأبيات في الزهد والوعظ والرقائق (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=29107)

طارق دامي المغربي 06-28-2011 04:35 PM

قصائد وأبيات في الزهد والوعظ والرقائق
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ


فهذه قصائد و أبيات في الزهد و الوعظ و الرقائق أسال الله أن ينفع بها



طارق دامي المغربي 06-28-2011 04:54 PM

أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَ عارفُ ** بمنزلةٍ تبقَى وفيهَا المتالِفُ
كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِ والثّرَى ، ** فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُ السَّوالفُ
أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَ التي مضتْ ** فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَ آلِفُ
كأنَّ الفتى لم يَفْنَ في الناسِ ساعةً ** إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِ اللفائفُ
وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَةٌ يَندُبونَهُ ، ** فمستعبرٌ يبكي وآخرُ هاتفُ
وغُودِرَ في لحدٍ ، كَريهٍ حُلُولُهُ ، ** وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِ السقائِفُ
يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِ والثَّرى ** بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذوارِفُ
وَما مَن يخافُ البَعثَ والنّارَ آمِنٌ ، ** ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِ خائفُ
إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَ قلبهُ ** وَهَيّجَ ، أحزاناً ، ذُنُوبٌ سَوَالِفُ
وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَ بالِغاً ** أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ ، وَاصِفُ

أبو العتاهية

طارق دامي المغربي 10-04-2011 12:50 PM

وما ذاك إلا غيرة أن ينالها ... سوى كفئها والرب بالخلق أعلم
وإن حجبت عنا بكل كريهة ... وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم
فلله ما في حشوها من مسرة ... وأصناف لذات بها يتنعم
ولله برد العيش بين خيامها ... وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادي يهيم صبابة ... محب يري أن الصبابة مغنم
ولله أفراح المحبين عندما ... يخاطبهم من فوقهم ويسلم
ولله أبصار ترى الله جهرة ... فلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة ... أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خيرة إن تبسمت ... أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ... ويا لذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت ... ويا خجلة الفجرين حين تبسم
فإن كنت ذا قلب عليل بحبها ... فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
ولا سيما في لثمها عند ضمها ... وقد صار منها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها ... يلذ به قبل الوصال وينعم
تفكه منها العين عند إجتلائها ... فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كرم وتفاح جنة ... ورمان أغصان به القلب مغرم
وللورد ما قد ألبسته خدودها ... وللخمر ما قد ضمه الريق والفم
تقسم منها الحسن في جمع واحد ... فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت ... بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن بمن هو ناظر ... فينطق بالتسبيح لا يتلعثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها ... تولي على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت ... راغبا فهذا زمان المهر فهو المقدم
ولما جرى ماء الشاب بغصنها ... تيقن حقا انه ليس يهرم
وكن مبغضا للخائنات لحبها ... فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيما ممن سواها فإنها ... لمثلك في جنات عدن تأيم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم ولا تقنع بعيش منغص ... فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن فإنها ... منازلها الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأي إغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم
حي على السوق الذي فيه يلتقي المحبون ذاك السوق للقوم تعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له ... فقد أسلف التجار فيه واسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به ... زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحي على واد هنالك أفيح ... وتربته من إذفر المسك أعظم
منابر من نور هناك وفضة ... ومن خالص العقيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا ... لمن دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا هموا في عيشهم وسرورهم ... وأرزاقهم تجري عليهم ونقسم
ذاهم بنور ساطع أشرقت له ... بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السموات جهرة ... فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم ... بآذانهم تسليمه إذ يسلم
يقول سلوني ما أشتهيتم فكل ما ... تريدون عندي أنني أنا أرحم
فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا ... فأنت الذي تولى الجميل وترحم
فيعطيهم هذا ويشهد جميعهم ... عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجل ... كأنك لا تدري بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك معصيبة ... وإن كنت تدري فالمعصيبة أعظم
حادي الأرواح

طارق دامي المغربي 10-21-2011 01:36 PM


المستطرف في كل فن مستظرف/ الأبشيهي
فهل من خالدين إذا هلكنا ... وهل في الموت بين الناس عار
***
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
****
هو الموت لا منجي من الموت والذي ... نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع
****
اعمل وأنت صحيح مطلق فرح ... ما دمت ويحك يا مغرور في مهل
يرجو الحياة صحيح ربما كمنت ... له المنية بين الزبد و العسل
****
إذا ما حمام المرء كان ببلدة ... دعته إليها حاجة فيطير
****
ومتعب الروح مرتاح إلى بلد ... والموت يطلبه في ذلك البلد
****
كأني بإخواني على جنب حفرتي ... يهيلون فوقي والعيون دماً تجري
فيا أيها المذري علي دموعه ... ستعرض في يومين عني وعن ذكري
عفا الله عني أنزل القبر ثاوياً ... أزار فلا أدري وأجفى فلا أدري

طارق دامي المغربي 10-21-2011 01:48 PM


جامع العلوم والحكم /ابن رجب الحنبلي
وما أدري وإن أملت عمرا *** لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر أن كل صباح يوم*** وعمرك فيه أقصر منه أمس
===
إنا لنفرح بالأيام نقطعها*** وكل يوم مضي يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا*** فإنما الربح والخسران في العمل
===
اغتنم في الفراغ فضل ركوع ***فعسي أن يكون موتك بغتة
كم صحيح مات من غير سقم*** ذهبت نفسه الصحيحة فلتة
===
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا*** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة*** فثن بإحسان وأنت حميد
فيومك إن أعقبته عاد نفعه عليك*** وماضي الأمس ليس يعود
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد*** لعل غدا يأتي وأنت فقيد

طارق دامي المغربي 10-26-2011 01:42 PM


محاسبة النفس/ ابن أبي الدنيا
وقال أبو بكر يعني ابن أبي الدنيا : أنشده محمد الوراق وفي مثل ذلك يقول الشاعر :
فيبكي على ميت ويغفل نفسه*** كأن بكفيه أمانا من الردى
وما الميت المقبور في صدر يومه ***أحق بأن يبكيه من ميت غدا
====
قال ابن أبي الدنيا : أنشدني محمد بن قدامة الجوري :
إني أرقت وذكر الموت أرقني*** فقلت للدمع أسعدني فأسعدني
إن لم أبك لنفسي مشعرا حزنا ***قبل الممات ولم أرق لها فتمن
يا من يموت ولم تحزنه ميتته ***ومن يموت فما أولاه بالحزن
إني لأرقع أثوابي ويخلقها*** جدب الزمان لها بالوهن والعفن
لمن أثمر أموالي وأجمعها*** لمن أروح لمن أغد لمن لمن
لمن سيوقع بي لحدي ويتركني ***تحت الثرى ترب الخدين والذقن

طارق دامي المغربي 11-06-2011 09:49 AM

التذكرة/ القرطبي
تزود من معاشك للمعاد=== و قم لله و اعمل خير زاد
و لا تجمع من الدنيا كثيراً=== فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم=== لهم زاد وأنت بغير زاد ؟
و قال آخر :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى=== و لاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله ===و أنك لم ترصد كما كان أرصدا
و قال آخر :
الموت بحر طافح موجه=== تذهب فيه حيلة السابح
يانفس إني قائل فاسمعي=== مقالة من مشفق ناصح
لا ينفع الإنسان في قبره=== غير التقى و العمل الصالح
و قال آخر :
أسلمني الأهل ببطن الثرى=== و انصرفوا عني فيا وحشتا
و غادروني معدماً يائساً ==ما بيدي اليوم إلا البكا
و كل ما كان كأن لم يكن=== و كل ما حذرته قد أتى
و ذاكم المجموع و المقتنى=== قد صار في كفي مثل الهبا
و لم أجد لي مؤنساً ها هنا=== غير فجور موبق أو بقا
فلو تراني و ترى حالتي=== بكيت لي يا صاح مما ترى
و قال آخر :
و لدتك إذ ولدتك أمك باكياً=== و القوم حولك يضحكون سروراً
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا ===في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

أبو المنذر وسام بن محمد آل ميهوبي 11-07-2011 12:59 AM

عجبت من نفسي كيف غفلت عن شكرك والتنويه بجهودك...!!!

جزاك الله خيرا أخانا طارق دامي المغربي-نفع الله بك-

أبو سهل المغربي 11-07-2011 02:16 AM

جزاك اله خيرا اخانا طارق .

طارق دامي المغربي 11-07-2011 12:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المنذر وسام بن محمد آل ميهوبي (المشاركة 154948)
عجبت من نفسي كيف غفلت عن شكرك والتنويه بجهودك...!!!

جزاك الله خيرا أخانا طارق دامي المغربي-نفع الله بك-

جزاك الله خيرا و كتب لك الأجر
***

قصيدة ليس الغريب
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ***إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ***على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي***وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها***الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني***وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ***ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً***عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ***يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا***وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً***عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي***وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها***مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها***وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا***بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ***نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً***حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني***مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً***وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني***غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا***وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً***عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ***مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا***خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا***ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ***وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني***وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً***وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا***حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا***أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً***عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ***مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم***قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ***مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي***فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا***وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي***وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا***وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها***وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها***هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها***لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً***يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي***فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً***عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا***مَا وَصَّـا البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا***بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ


الساعة الآن 05:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.