{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   فقه الإنكار على الخلفاء والسلاطين / فضيلة الشيخ عبد المالك الرمضاني حفظه الله (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=73534)

أحمد سالم 05-31-2021 09:42 AM

فقه الإنكار على الخلفاء والسلاطين / فضيلة الشيخ عبد المالك الرمضاني حفظه الله
 
فقه الإنكار على الخلفاء والسلاطين*

ولقد انتشر في هذا العصر بين أكثر المسلمين أنَّ قيام خطيب الجمعة مثلاً بتـتبُّع عثَرات الدَّولة ونقدها أمام الملأ هو خيرُ دليلٍ على أنَّه الخطيبُ الشُّجاعُ المجاهدُ الَّذي تُعقَد عليه آمالُ التَّغيير، وأنَّه الخطيبُ الواقعيُّ الَّذي يعيش أحزانَ أمَّته ويُقاسمُها هُمومَها؟ فيُقال: حضرتُ اليوم الجمعة عند إمامٍ يقولُ الحقَّ !! وضابطُه أن يكون ضدَّ الحكَّام !!! *كما رسخَ في أذهان كثيرٍ منهم أنَّ قيام خطيبِ الجُمعة بالتَّركيز على تَعليم النَّاس دينهم من توحيد وطهارة وصلاة وزكاة وصوم وحجِّ ونحوها هو خيرُ دليلٍ على أنَّه الخطيبُ المغفَّل بل المغيِّبُ عن فقه الواقع؛ لأنَّه يُعدُّ عندهم الخطيبَ العاجزَ عن التَّغيير، وإذا اجتهد في ربط النَّاس باليوم الآخر فخوَّفهم من يوم القيامة ومن عذاب القبر وشوَّقهم إلى الجنَّة قالوا: إنَّه يَعيشُ تحت الأرض أو فوق السماء!! أمَّا ما بينهما فهو عنه غائبٌ؟!*
وأمَّا لو زاد هذا الخطيبُ على ذلك بيانَ حُقوقِ السُّلطان الـمُسلم كما هوَ مُدَوَّنٌ في الكتبِ الأصول للمتقدِّمين والمتأخِّرين فهي الخطيئةُ الَّتي لا تُبقى ولا تذر، وصاحبُها على أعتاب الطَّواغيت انتحر!! *بل ذلك أكبرُ دَليلٍ عندهم على أنَّه مخدِّرٌ شُعوبٍ وذنَبُ سُلطانٍ ومُجادِلٌ عن الطَّواغيت،* وتُساءُ به الظَّنونُ حتَّى تُنسجُ حوله بعد ذلك مُباشرةً حكاياتٌ في الموالاة للطَّواغيت والحكَّام القراصنة، والخُنوع للجبابرة وخدمة الفراعنة...!!
هذا هو ما يسمَّى اليَومَ بِفقه *(الحركة الإسلاميَّة).*
وقد مرَّ على الحركة الإسلاميَّة زمنٌ لا يُعرف عندها الخطيبُ النَّاجح والـمُحاضرُ البارعُ إلاَّ ذاك الفالي لأخبار الصُّحف الحفَّاظُ لتحـــــرُّكات الملوك والرُّؤساء، حتَّى أكلَ ذلك وقتَ خُطبه، واستَهلمَ جُهودَ دعوته، واستولَى على السَّاحة الدَّعوية الخُطبُ الكَشْكيَّة المحرِّشةُ للشُّعوب على الأمراء، والَّتى لا يكاد يرى أصحابُها أنكرَ من أخطاء الرُّؤساء، حتَّى قلَّد فيها بعضهم بعضًا وغرَّهم في ذلك تصفيقُ الجماهير لهم تارةً وحِلمُ بعض الولاة عليهم تارةً أخرى، وتحوَّل المسجدُ من بيت عِبادةٍ وتربـــية وهداية وسكينةٍ إلى بيت إثارةٍ وتشويشٍ وتحريض للمسلمين بعضِهم على بعضٍ، وبتأثيرٍ من هذه الأجواء المهيِّجة ترى مساجدَها أكثرَ طلبًا، وإن كانت أقلَّ تربيةً وأدبًا، بل أعرفُ منهم مَن يَسلكُ هذا المسلك ولا أرَبَ له في الإثارة السِّياسيَّة سوى أنَّه يريدُ أن يَستجلب من الشَّبيـبة الثَّائرة وُدَّها، ويستجلبُ من قيادتها زبدَها، رزقنا الله الثَّبات على الحقِّ والإخلاصَ فيه.

📚 طريقة السلف في نصح السلاطين وذوي الشرف (ص 7).


الساعة الآن 08:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.