{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   صناعة العداء (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=73738)

أبو زيد العتيبي 01-28-2023 10:36 PM

صناعة العداء
 

صناعة العداء

بسم الله الرحمن والرحيم

صناعة العداء في حقيقتها مرآة كاشفة لعقد فكرية ينشأ عليها العبد ولا يستطيع التخلص منها.

وهي من إفرازات التطرف إلى أحد كفتي المسألة ، ونوع من التطفيف والبخس للحقائق.

كل مسألة لو أخذت بالتعقل والتفهم وحسن السياسة والدراية لكان فهمها على الجادة.

مثال للتوضيح:

مسألة حفظ الصحيحين وما زاد عليهما مسألة واردة ،
وباللطافة ورجاحة العقل والتوسط يدرك العبد منزلتها في الشريعة

- الحفظ من حيث هو ممدوح.
- الحفظ المجرد عن الفهم مرتبة أدنى ممن يجمع بينهما.
- الفهم من حيث هو ممدوح.
- الفهم المجرد عن الحفظ مرتبة أدنى ممن يجمع بينهما.
- فإن تزاحما فيقدم الفهم على الحفظ ؛ لأن الحفظ له خلف وبديل وهو (أخوه الشقيق) حفظ السطر (الكتاب).
وأما الفهم فلا بديل له إلا التقليد وهو جهل.


والمكلفون (طلاب العلم) درجات متفاوتة وهمم متباينة من حيث الحفظ والفهم ، فيصلح لأحدهما ما لا يصلح للآخر.

فالمسائل الواقعية نسبية…


وعلى هذا فالمدح والقدح والمفاضلة بين الأشياء ليست مطلقة.

وعليه: فالموفق من يتناول هذه المسألة مدحا أو قدحا ، طلبا أو تركا ؛
بالتفصيل والتنويع حتى تأخذ كل صورة نصيبها اللائق بها.


فللطلبة حقوق في إرشادهم لما ينفعهم والواجب هدايتهم إلى ذلك فيعطى كل واحد ما يصلحه ويليق به.

والخطاب المتضمن:
تعميم القناعات الشخصية.
وتجريم الرؤى الضدية؟
(وجعل الحبة قبة).
وصناعة الأضداد ، وتهويل السهل والوضيع، وتهوين الصعب والفظيع ؛
كلها مسالك الشخصية العدائية فعندها: (كل مخالف مناكف)، (وكل مختلف منحرف).

فهون عليك عبد الله!

ترفق بنفسك، فوالله، إن صلاحنا لا يكون إلا بالعدل؛ فمرن نفسك عليه،
وهو لا ريب مر وقد يتضمن: مداواتك لجرح خصم يغرز فيك سهامه وخناجره؛
فلا تحجب المعرفة عن نفسك بحجب النفس والهوى.

وتجرد لله لأنك تخبر عن شرعه ودينه ، فلا تخلط تصريحاتك وتحليلاتك وتغريداتك بنفثات الهوى؛
فإنها كالملح إن زاد أتلف وأفسد وصار الطعم ممجوجا لا يستساغ ومكانه سلة القمامة.


وانظر إلى المسائل الشرعية الاجتهادية على أنها اختيارات ديانية
وليست قرارات من وكالات حصرية تحتكر فيها الفهم وتعمم القناعة.

وخلاصة الكلام أن أزماتنا الواقعية هي أزمة شخصية في قلب عبد مبتلى.

ولا شافي إلا الله

https://t.me/abozydotabi



*****



الساعة الآن 02:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.