عاقبة وخيمة نتيجة نشوة عقيمة .
السلام عليكم ورحمة الله أخواني الكرام ﻻ يخفى عليكم أن القدوة له أثر كبير في سريان طباعه وأخلاقه في نفوس محبيه ومتبعيه فضلا عن مقلديه . وهنا العالم الرباني يخرج علمه بين حق العلم وحق التربية هدى ورحمة . فالتربية بلا علم من جنس أعمال النصارى والصوفية . والعلم بلا تربية من جنس علوم اليهود وأهل الكلام . والسلفية الحقة ما جمعت بين العلوم ببيناتها واﻷعمال بتزكياتها . وليس يصح شرعا أن يخرج رد الباطل مفضيا إلى علم بلا عمل ، وجدل بلا أدب . فالرد وإن كان في نفسه حقا فيجب أن يحترز من تسببه في مفسدة أعظم ومنها ضياع أوقات الناشئة من الشباب وغيرها . فنحن ﻻ نمنع الرد لكن نريد تسديده ومقاربته . فنرفض السكوت المطبق وننكر الكلام بلا نظر في العواقب . والتوفيق من الله . فالتمسوه بكثر اﻻستغفار . |
اقتباس:
جزاك الله خيرا أبا زيد . |
وجزاك الله مثله أخي الحبيب أبو أويس السليماني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ونصيحتي لنفسي وللناشئة " أيها اﻷحباب بإصلاح أنفسنا واحدا واحدا تنصلح الجماعة فلو جعل كل واحد منا صلاحه منطلقا لصلاح اﻷمة لفزنا بالظفر المطلوب " . وانشغل عبد الله بعيبك ودع القوس لباريها فكر في ظلمة القبر وفي سؤال منكر ونكير فكر في العرض الأكبر على الله - تعالى - . يوم يسأل كل عبد عن خمس " عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم " . " ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان " . ولو أنا إذا متنا تركنا *** لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا *** ونسأل بعدها عن كل شيء |
قد يسأل سائل ولو في نفسه ما معنى / عاقبة وخيمة نتيجة نشوة عقيمة ؟ النشوة من جنس التلذذ بالمشتهى ، وهي قمة ما يناله العبد من مشتهاه . وهذه النشوة توصف بالعقم إذا لم تُوَلِّد خيراً للعبد في دين أو دنيا . وكذلك حال نشوة طالب العلم المبتدي عند إقحام نفسه في معارك الكبراء في الذب عن حياض الكتاب والسنة . فتأخذه نشوة لأنه يشارك المأهلين قبل تأهله فهو يقفز على الزمن ليتصدر محلاً لم يحن وقته ويستعجل زرعاً لم يحن حصاده . فإذا كان كذلك فالعاقبة وخيمة من قصم الظهور وفوات العلم وقسوة القلب وكثرة الذنوب وحرمان الطاعات والولوج في المحرمات و . . . فاقصر أخي من الهرولة في غير مطلب لأنك لا في العير ولا في النفير فقولك لا يقدم ولا يؤخر بل يضرك ولا ينفع غيرك . بالله عليك عبد الله كيف حال قلبك مع الله ؟!!! كيف أنت مع القرآن وكيف أنت مع قيام الليل أواه ، أواه ، أواه من متكلف لشيء لم يأمره به الله ومفرط في شيء يحبه منه ربه ومولاه . |
اقتباس:
جزاك الله خيرا أبا زيد ؛ كلام حسن , ووسطية محمودة .. بوركت أخي . |
وفيك ربي يبارك أخي الحبيب أبوالأشبال الجنيدي الأثري وزادك ربي من فضله |
جائتني هذه الرسالة من أحد الأحباب " قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : ولهذا ترى العامي خيراً في عقيدته وإخلاصه من كثير من طلاب العلم والذين ليس لهم هم إلا الأخذ والرد والقيل والقال وماذا تقول يا فلان ؟ وماذا تقول في الكتاب الفلاني ؟ وفيما كتبه فلان ؟ هذا هو الذي يضيع العبد ويسلب قلبه عن الله - عز وجل - ولا يجعل له هماً إلا القيل والقال " لقاء الباب المفتوح . هل تدري ما معنى هذا الكلام ؟ معناه أن تكون عامياً خير لك من طلب القيل والقال تحت مظلة ( علم النقد والتجريح ) . |
من الطريقة الربانية في التربية الاهتمام بتنشئة الشباب على أمرين مهمين : أ- تعليمهم صغار العلم قبل كباره . ب- عدم السماح لهم بالخوض في المسائل الكبار التي تسند إلى المجتهدين . ومن حقوقهم على المربين أن يرشدوهم إلى ما فيه حفظ قلوبهم . فالقلب الاسفنجي كلما مر به الماء اشربه فيحتاجون إلى أمرين : قوة إيمانية تكسب قلوبهم صلابة في الحق . وقوة علمية تكسب قلوبهم بصيرة بالباطل . فالأول / ينالونه بالإيمان والعبادة . والثاني / ينالونه بتحقيق أصول العلم . ومن الفوضى التربوية التكثر بالصغار وقد فاتهم القطار وفنيت الأعمار |
يجد أحدهم ذلك - قسوة القلب - وهو يدفع الظليمة عن نفسه ؛ فكيف الصائل الظالم باسم الجرح والتعديل ؟! |
|
الساعة الآن 04:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.