{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة ) (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=21752)

أبو معاوية البيروتي 10-28-2010 04:52 PM

الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة )
 


الكُنّاشة البيروتية
فرائد ملتقطة
وفوائد متنوّعة
من بطون كتب السلف المتفننة


جمع وترتيب أبي معاوية
مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي




الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على النبي المكرم، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد، فيقول الأستاذ المحقِّق عبد السلام هارون رحمه الله في مقدِّمة كتابه " كُنّاشة النوادر " :
( وكثيراً ما يقرأ الإنسان شيئاً فيعجبه ، ويظن أنه قد علق بذاكرته ، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم ، وضاع معه مفتاحه ، فانتهى إلى حيرةٍ في استعادته واسترجاعه ! ) .
وقال -رحمه الله - : ( والباحثون ، ولا سيما في أيامنا هذه ، يقيدون هذه المعارف في جذاذات ، يرجعون إليها عند الحاجة ، ولكني سلكت طريقاً أوثق من طريق الجذاذات ، هو دفتر الفهرس ، وهو الذي سميته " كناشة النوادر " ،أقيد فيها رءوس المسائل مرتبة على حروف الهجاء ، مقرونة بمراجعها … ) .
يقول العبد الفقير أبو معاوية البيروتي : أُقدِّم لطلاّب العلم " الكُنّاشة البيروتية "، وهي مئات الفرائد الملتقطة، والفوائد المتنوّعة، في علوم متعدِّدة، تردّدت في الأذهان، على مرِّ الزمان، فدوّنتها في كتاب، لكيلا تكون قراءتي في تباب .



1 – عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة . ( صحيح الترغيب والترهيب 41 ) .


2 – عن عمرو بن زرارة قال : وقف عليّ ابن مسعود وأنا أقصُّ، فقال : يا عمرو ! لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمدٍ وأصحابه !
فلقد رأيتهم تفرّقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد . ( صحيح الترغيب والترهيب 60 ) .


3 – قصة إسلام عمر حين سمع أخته وصهره يقرآن القرآن .
انظرها في " مختصر زوائد البزار " ( 2 / 289 ) لابن حجر .


4 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( إنك لن تزال غانماً ما سكتَّ، فإذا تكلّمتَ كُتِبَ لك أو عليك ) .
رواه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الإمام الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 2866 ) : حسن لغيره .


5 – حديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم رأى في المجلس غلاماً أمرد فأجلسه وراءه .
انظره في " السلسلة الضعيفة " ( 313 ) .


6 – حديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لحارثة : ( إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولك ؟ قال : أصبحت بعرش ربي بارزاً ... ) .
انظره في " كتاب الإيمان " لابن أبي شيبة ( 114 – 115 / تحقيق الألباني ) .


7 – باب إمامة العبد والمولى ( في صحيح البخاري ) : عن ابن أبي مليكة : وكانت عائشة يؤُمُّها عبدها ذكوان في المصحف .
قال ابن حجر : وصله ابن أبي شيبة، ووصله الشافعي وعبد الرزاق من طريق أخرى عن ابن أبي مليكة .


8 – حديث جابر في لقاء عبد الله بن أنيس بعد مسيرة شهر .
انظره في مسند أحمد 3 / 495 و" الأدب المفرد " ( 970 ) للبخاري .


9 – ألّف العز بن عبد السلام مجلساً في ذمِّ الحشيشة لانتشارها في عصره .


10 – عن ابن مسعود قال : الجنة في السماء السابعة العليا، والنار في الأرض السابعة السفلى .
انظر الأثر في كتاب " العظمة " ( ص 214 ) لأبي الشيخ، ومجمع الزوائد، وانظر " صفة الجنة " لأبي نعيم الأصبهاني .


10 – قال بعض العلماء لبعض المفتين : إذا سُئِلتَ عن مسألةٍ فلا يكن همَّك تخليص السائل ولكن تخليص نفسك أولاً .
" شرح حديث ما ذئبان جائعان " لابن رجب .


11 – قال ابن حجر في " فتح الباري " ( شرح حديث 2651 ) : إن السمين غالباً بليد الفهم ثقيل عن العبادة، كما هو مشهور .


12 – تعجّب المناوي من السيوطي لإيراده حديث " من كثرت صلاته بالليل ... " في كتابه ( الجامع الصغير ) لأنه ذكر أنه صانه عمّا تفرّد به وضّاع .


13 – كان أبو الحسن الكرجي الشافعي ( ت 532 هـ ) لا يقنت في صلاة الفجر ويقول : لم يصح في ذلك حديث .
انظر ترجمته .


14 – قال سفيان الثوري : من قدّم عليًّا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفاً قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو عنهم راضٍ .
تاريخ بغداد 4 / 29 .


15 – وضع الألباني فهرساً لكتاب " الكواكب الدراري في ترتيب مسند أحمد على أبواب البخاري " لابن عروة الحنبلي .
تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( ص 49 ) .


16 – قال ابن مسعود : النوم عند الذِّكْر من الشيطان، إنْ شِئتم فجرِّبوا، إذا أخذ أحدكم مضجعه وأراد أن ينام فليذكر الله عزّ وجلّ .
صححه الألباني موقوفاً في تعليقه على " الأدب المفرد " ( 1208 ) للبخاري .


17 – قال حمدون القصّار : إذا زلَّ أخٌ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذراً، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم حيث ظهر لمسلم سبعين عذراً فلم تقبلوه .
شعب الإيمان ( 7 / 552 ) للبيهقي .


18 – قال ابن مسعود : كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلّون جميعاً، فكانت المرأة تتشرّف للرجل، فألقى الله عليهنّ الحيض، ومنعهنّ المساجد .
نقله ابن حجر في " فتح الباري " في أول كتاب الحيض وذكر أنه رواه عبد الرزاق بإسنادٍ صحيح .


19 – الذراع = 46,2 سم ( عند الحنفية )
المرحلة = 2 بريد = 8 فراسخ = 24 ميلاً = 44352 متراً ( ويترخّص المسافر بمفارقة بيوت المصر حتى يرجع إليها )
الميل = 1848 متراً .
قال ابن قدامة = إذا كانت مسافة سفره 16 فرسخاً = 48 ميلاً ( بالهاشمي )، فله أن يقصر = 88704 متراً .
معجم لغة الفقهاء ( مقادير )
الصاع الشرعي = 3,296 غرام ( الحنفي ) = 4,127 لتراً
عند الباقين الصاع = 2,175 = 2,75 لتراً .


20 – حديث ( لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي ) .
رواه الحسن بن عرفة في جزئه، وفيه سعد بن طريف؛ متهم بالوضع .


21 – كتاب " صفة الصلاة " لابن حبان، أدرك عليه في كتاب " التقاسيم " فقال : في أربع ركعات يصلّيها الإنسان ست مئة سُنَّة عن النبي صلى الله عليه وسلّم، أخرجناها بفصولها في كتاب " صفة الصلاة "، فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب .
معجم البلدان ( 1 / 418 / 1 ) .
قال أبو معاوية البيروتي : كتاب " التقاسيم والأنواع " هو نفسه " صحيح ابن حبان " .


22 – قال ابن عمر رضي الله عنهما قال : لم يكن يُقَصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، إنما كان القصص في زمن الفتنة .
رواه ابن حبان ( 111 – موارد )، وصححه الألباني في صحيح موارد الظمآن ( 97 ) .


23 – حديث ( المرأة وحدها صف ) .
رواه ابن عبد البر في التمهيد، وقال الإمام الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 6628 ) : موضوع .


24 – ( إذن ) ( إذاً )
قال النحاس : سمعت علي بن سليمان يقول : سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول : أشتهي أن أكوي يد من يكتب ( إذن ) بالألف ! إنها مثل ( أن ) و ( لن ) ، ولا يدخل التنوين في الحروف .
تفسير القرطبي ( 5 / 250 )


25 – بداية فوانيس رمضان كانت في الخامس من رمضان سنة 358 هـ في أيام حكم الفاطميين لمصر، عندما خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعزّ لدين الله الفاطمي ليلاً حاملين المشاعل والفوانيس .


( من 26 إلى 28 فوائد من شريط الشيخ مقبل الوادعي " الأجوبة على الأسئلة الحضرمية " )


26 – أما هو لاصق بالعرش وأنه يأتي بالنبي في عرصات القيامة ويجلسه معه على الكرسي؛ ما ثبت هذا وإنْ كان الدارقطني يثبته وأتى فيه بأبيات من الشعر .


27 – البيهقي تأثّر بشيخه ابن فورك والحليمي ( أي من جهة العقيدة الأشعرية ) .


28 – مسألة لعن المعيَّن هي مسألة خلافية بين أهل السنة أنفسهم .


( من 29 إلى 32 فوائد من شريط " أسئلة مسجد بلفقيه بحضرموت " للشيخ مقبل الوادعي )


29 – الشقيري مؤلِّف " السنن والمبتدعات " = قليل البضاعة في علم الحديث، ربما يضعِّف حديثاً وهو صحيح؛ والعكس، وربما يطعن في إمام من الأئمة مثل عبد الرزاق ( فيقول ) : وقد كذبه عباس العنبري .


30 – أحسن من تكلّم على ( العذر بالجهل ) الشيخ محمد الشنقيطي في تفسيره " أضواء البيان " عند قوله تعالى : ( وما كنا معذّبين حتى نبعث رسولاً ) .


31 – قال الصنعاني في " ديوانه " في الكلام على الغزالي والرازي ومن نهج نهجهم : الرجل تراجع عن أخطائه قرب موته، أنقذه الله من الزيغ والضلال، وكتبه لا بدّ أن يبيّن ما فيها .


32 – قال إبراهيم الحربي : غالب اللغويين أصحاب أهواء إلا أربعة : ( الأصمعي ويونس وأبا عمرو والخليل، فإنهم أصحاب سُنَّة ) .


33 – أفتى الإمام ابن باز أنه يجوز دفع الزكاة لمساعدة الشاب على الزواج إذا كان عاجزاً عن مؤونته .


34 – قال ابن الجوزي : من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيداً من الإخلاص .
" فتح الباري " ( شرح حديث 449 )


35 – جواز إسكان الرجل زوجاته في بيتٍ واحدوللزوج أن يُسْكِن زوجاته في بيتٍ واحد، إذا كان البيت على حُجُرات، وكلّ حجرة مستقلّة بمرافقها ( مطبخ ومرحاض ) بحيث تستقلّ كل واحدة بحجرة، فإنْ كانت المرافق مشتركة في البيت الواحد فلا يجوز إلا برضاهنّ .
شرح الزرقاني ( 3 / 59 )


36 – قال الأوزاعي : مات عطاء بن أبي رباح يوم مات، وهو أرضى أهلِ الأرض عند الناس، وما كان يشهدُ مجلسه إلا تسعة أو ثمانية .
سير أعلام النبلاء ( 5 / 84 )


37 – قال الوزير يحيى بن هبيرة :
والوقتُ أنفس ما عُنِيتَ بحفظه ............... وأراه أسهل ما عليك يضيع
ذيل طبقات الحنابلة ( 1 / 182 )


38 – قال المزني : ما رأيت أحسن وجهاً من الشافعي، كان ربما قبض على لحيته فلا يفضل من قبضته شيء .
سير أعلام النبلاء ( 10 / 11 )


39 - قال ابن تيمية : وقد أوعبت الأمّة في كل فن من فنون العلم إيعاباً، من نوّر الله قلبه هداه لِما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرةً وضلالاً .
مجموعة الرسائل الكبرى ( 1 / 239 )


40 -

عبد الرحمن عقيب الجزائري 10-28-2010 11:42 PM

جزاك الله خيرا على ما سطرت يمينك وصاغه يراعك , وخير العلم ما حوضر به
قيل فهم سطرين خير من حمل وقرين ومذاكرة اثنين خير من هذين
وروي عن ابن مسعود أنه قال كونوا للعلم وعاة و لاتكونوا له رواة فقد يروي ما لا يدري ويدري ما لا يروي
فائدة من تاج العروس للزبيدي مرت عليّ اليوم وقال المبرد كل واو مكسورة أولا تهمز - كوِشاح يقال إشاح - وأقره الجماعات وجعلوه قاعدة قاله شيخنا
قال اليوسي في كتابه زهر الأكم في الأمثال والحكم ..لكن قد يولع المرء بالحفظ حتى يفوته تصور المعاني فيكون كالحمار يحمل أسفارا
وقال ياسين العليمي في حاشيته على التوضيح
إن قوبل الجمع بجمع ثان فصرّح الجلال في الإتقان
بأنه يأتي على أحوالِ ثلاثة تدرك بالمثالِ
فتارة يطلب نصا بادي تقابل الآحاد بالآحاد
وتارة ثبوت جمع يبدي لكل فرد مثل آي الجلد
وتارة يحتمل الأمرين ولم يكن نصا بغير مين
وهذه الأبيات نظم لقول السيوطي في الإتقان :
قاعدة مقابلة الجمع بالجمع تارة تقتضي مقابلة كل فرد من هذا بكل فرد من هذا كقوله (واستغشوا ثيابهم - أي استغشى كل منهم ثوبه - حرمت عليكم أمهاتكم - أي على كل من المخاطبين أمه - يوصيكم الله في أولادكم - أي كلا في أولاده - والوالدات يرضعن أولادهن - أي كل واحدة ترضع ولدها، وتارة يقتضي ثبوت الجمع لكل فرد من أفراد المحكوم عليه نحو فاجلدوهم ثمانين جلدة - وجعل منه الشيخ عز الدين - وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات - وتارة يحتمل الأمرين فيحتاج إلى دليل يعين أحدهما، وأما مقابلة الجمع بالمفرد فالغالب أ، لا يقتضي تعميم المفرد، وقد يقتضيه كما في قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين - المعنى: على كل واحد لكل يوم طعام مسكين - والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة - لأن على كل واحد منهم ذلك

عبد الله بن مسلم 10-29-2010 07:04 AM

بارك الله فيك على هذه الفوائد أخي الكريم.

أحمد جمال أبوسيف 10-29-2010 10:08 AM

فوائد نافعة نفع الله بكم أخانا الكريم

أبو معاوية البيروتي 11-02-2010 11:57 AM



40 – رداءة خط الحافظ ابن حجر
قال المعلِّق على " فتح الباري " ( 2 / حـ 1604 ) عند كلامه على اسم شيخ البخاري ( سُريج بن النعمان ) :
ومن قرأ خط الحافظ ابن حجر – كمسودته لكتابه " إنباء الغمر " التي في دار الكتب الظاهرية بدمشق – يعذُر نسّاخ " فتح الباري " فيما تصحَّف عليهم من خطِّه .

41 – قال الحافظ الأصبهاني في كتاب " الحجة " عن حديث النزول : ( رواه ثلاثة وعشرون من الصحابة، سبعة عشر رجلاً، وست امرأة ) .

42 – قال عمرو بن مرة : كنتُ إذا قرأتُ مثلاً من القرآن فلم أفهمه بكيتُ على نفسي، لأن الله تعالى يقول : وما يعقلها إلا العالمون ( العنكبوت، 43 ) .
نقله ابن كثير في " تفسيره " عن " تفسير ابن أبي حاتم " بإسناده .

43 – رأي الحافظ ابن كثير في الإسرائيليات .
قال في تفسير سورة الإسراء ( الآيات 4 – 6 ) : وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أرَ تطويل الكتاب بذكرها؛ لأن منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحاً، ونحن في غُنْيَة عنها، ولله الحمد . وفيما قصَّ الله علينا في كتابه غُنْيَة عمّا سواه من بقية الكتب قبله، ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم .
وقال في تفسير سورة الكهف ( الآية 50 ) : قد رُوي في هذا آثار كثيرة عن السلف، وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها. ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا، وفي القرآن غُنْيَةٌ عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وضع فيها أشياء كثيرة، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين يَنْفُون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء، والسادة الأتقياء والأبرار والنجباء من الجهابذة النقاد، والحفاظ الجياد، الذين دونوا الحديث وحرروه، وبينوا صحيحه من حسنه، من ضعيفه، من منكره وموضوعه، ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين، وغير ذلك من أصناف الرجال، كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي، خاتم الرسل، وسيد البشر، عليه أفضل التحيات والصلوات والتسليمات، أن ينسب إليه كذب، أو يحدث عنه بما ليس منه، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل جنات الفردوس مأواهم، وقد فعل.
وقال في تفسير سورة الأنبياء ( الآية 51 ) : وما قَصَّه كثيرٌ من المفسّرين وغيرهم، فعَامّتُها أحاديثُ بني إسرائيل. فما وافقَ منها الحقّ مما بأيدينا عن المعصوم قَبِلْناه، لموافقته الصحيح، وما خالف منها شيئًا من ذلك ردَدْناه، وما ليس فيه موافقةٌ ولا مخالفةٌ، لا نصدّقه ولا نكذّبه، بل نجعله وَقْفًا. وما كان من هذا الضَّرْبِ منها فقد رخَّص كثير من السلف في روايته. وكثيرٌ من ذلك مما لا فائدة فيه، ولا حاصلَ له مما يُنْتَفَع به في الدّين. ولو كانت فائدتُه تعود على المكلَّفين في دينهم لبيَّنَتْه هذه الشريعةُ الكاملةُ الشاملةُ. والذي نَسْلُكُه في هذا التفسير الإعراضُ عن كثير من الأحاديث الإسرائيلية، لما فيها من تضييع الزمان، ولما اشتَمل عليه كثيرٌ منها من الكذب المُرَوَّج عليهم. فإنهم لا تَفْرِقَةَ عندهم بين صحيحها وسقيمها. كما حَرّره الأئمةُ الحُفّاظ المُتْقِنُون من هذه الأمة .

44 – قصة الولد العاق الذي لم ينطق بالشهادة عند الموت .
انظرها في السلسلة الضعيفة ( 3183 ) .

45 – قصة حمل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وإسقاطها وتسميتها السقط بـ ( عبد الله ) .
انظرها في السلسلة الضعيفة ( 4137 ) .

46 – قال أبو الحجاج البلوي الأندلسي ( من القرن السابع ) :
خُذ من ههنا وضَعْ ههنا ............... وقُل مؤلِّفه أنا

47 – من أولاد الخليفة الأموي يزيد بن الوليد ( ت 126 هـ ) : علي !! فنحتاج لتحقيق مواقف الخلفاء الأمويين من سيدنا علي رضي الله عنه ولا ننجرّ خلف الروايات الشيعية المبثوثة في كتب التاريخ .

ترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " فقال :
علي بن يزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم ،
كان يسكن ربض باب الجابية وأمه امرأة من كلب من ولد زبان يقال لها الحضرمية، ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية ...

48 – كلام الحسن البصري في القدر .
قال الذهبي في " السير " ( 4 / 583 ) : ورد إثبات الحسن للقدر إلا ما ورد عن أيوب عنه، فلعلّها كانت زلّة تاب منها .

49 – قال ابن مسعود : لا يقلِّدَن أحدكم في دينه رجلاً، فإنْ آمَن آمَن وإنْ كفر كفر، وإنْ كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت، فإن الحي لا تؤمَن عليه فتنة .
مقدمة سنن الدارمي .

50 – سُئِلَ ابن عمر رضي الله عنهما عن الوضوء بعد الغسل ؟ فقال : وأيّ وضوء أعمّ من الغسل .
رواه ابن أبي شيبة ( 1 / 68 )، وصحّح إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة ( 10 / 292 ) .

51 - انتشار البغاء في العصر المملوكي
وعُرِف ما يُسمَّى بـ ( ضمان الغواني )، وهو مال تدفعه البغايا، وتنزل البغي اسمها عند امرأة تُسمَّى الضامنة، فلا يقدر أكبر من في مصر أن يمنعها من البغاء، إلى أن أبطل ذلك الناصر محمد .
بدائع الزهور ( 2 / 150 )

52 – حديث ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع ) .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة ( 7 / 1651 – 1652 ) : لا أصل له .

53 – كلام الشيخ الألباني حول جواز لعن المعيّن تأديباً له .
انظره في تعليقه على " الاحتجاج بالقدر " ( ص 57 / ط . المكتب الإسلامي ) .

54 – قالت عائشة رضي الله عنها : أُمِروا بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم ، فسبُّوهم .
انظره في " ظلال الجنّة في تخريج السنّة " ( 1003 ) .

55 – قصة ابن عمر أنه رأى في سفره أسداً في طريقه فعرك أذنه ونحّاه عن الطريق .
انظرها في السلسلة الضعيفة ( 3226 ) .

56 – أكل أبو طلحة رضي الله عنه البَرَد في رمضان .
رواه أحمد ( 3 / 279 )، وصحّح إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة ( 1 / 154 ) .

57 – قال قتادة : الحفظ في الصِّغَر كالنقش في الحجر .
الطبقات الكبرى ( 7 / 229 ) لابن سعد .

58 – قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : سمعت أبا بكر محمد بن عبد العزيز، وتعرّض له بعض الغرباء بالسفه فأسمعه وهو ساكت، فلمّا فرغ من سفهه عليه أنشأ أبو بكر يقول :

شَاتَمَنِي كَلْبُ بَنِي مَسْمَعٍ ......... فَصُنْتُ عَنْهُ النَّفْسَ وَالْعِرْضَا
وَلَمْ أُجِبْهُ لِاحْتِقَارِي لَهُ .......... مَنْ ذَا يَعَضُّ الْكَلْبَ إِنْ عَضَّا

رواها البيهقي - تلميذ الحاكم – في " شعب الإيمان " ( 6 / 346 / حـ 8458 ) .

59 – وضع السِّواك على الأُذُن كما يضع الكاتب قلمه على أُذُنه .
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : رأيت زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه يجلس في المسجد، وإن السِّواك من أُذُنِه موضعُ القلم من أذن الكاتب، فكلّما قام إلى الصلاة استاك .
رواه أبو داود ( 47 )، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود " ( 37 ) .

60 – قصة سمنون بن حمزة المحب الذي دعا الله أن يبتليه فابتلاه بعسر البول .
انظرها في " تاريخ بغداد " ( 9 / 234 ) و " حلية الأولياء " ( 10 / 309 ) .

61 – ترجمة محمد أحمد عبد السلام الشقيري .
انظرها في " مجلة التوحيد " ( العدد 5 ، السنة 25 / ص 54 – 57 )، و " مجلة المنار " ( 34 / 479 ) .

62 – فتح المصحف للتفاؤل بدعة ذميمة .
قاله حافظ الحكمي في " معارج القَبول " ( 3 / 993 / ط . دار ابن القيم ) .

63 – من كان يلحن من المحدِّثين :
- إبراهيم بن يزيد النخعي ( قاله الذهبي في الميزان 1 / 75 ) .
- ثعلب ( أحمد بن يحيى بن يزيد ) المحدِّث اللغوي المشهور، قال الذهبي في ترجمته في " تذكرة الحفاظ " : توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومئتين، وكان يلحن إذا تكلم .
- الحافظ ابن عدي .
- الحافظ أبو طاهر المقدسي .
- ابن شاهين ( قاله الذهبي في ترجمته في تاريخ الإسلام ) .

64 – قال إبراهيم بن أدهم : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا عليه بالسيوف أيام الحياة .
انظرها في ترجمته في " حلية الأولياء " و " تاريخ دمشق " .

65 – ذكر الزرقاني في شرح الموطّأ أنه لا يُزاد على ثلاث ضربات للصبيان عند التدريس ( أو قرصات )، لأن جبريل غطّ النبي صلى الله عليه وسلّم ثلاث مرات في التعليم .

66 – سُئِل مالك : أيُفِسِّر الرؤيا أي كان ؟ فقال : معاذ الله ! أيُتَلَعَّب بالنبوّة !! لا يعبرها إلا من أحسنها، فإنْ خيراً تكلّم، وإنْ شرًّا ليَقُلْ خيراً أو ليصمت .
ذكره ابن عبد البر في " التمهيد " .

67 -

أبو معاوية البيروتي 11-04-2010 04:52 PM



67 – لم يكن القاضي عز الدين بن جماعة ( ت 819 هـ ) يقرأ كتاباً إلا ويكتب عليه حاشية .
" بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين " للغزّي الشافعي ( ت 864 هـ ) .

68 – قال محمد بن أحمد الغزّي الشافعي ( ت 864 هـ ) : تكلّم نور الدين الهيثمي في " مجمع الزوائد " على علم كل حديث بحسب اجتهاده، وكان أكثر اعتماده في ذلك على " تهذيب الكمال " و " الميزان " للذهبي ثم على ثقات ابن حبان، قلَّ أن يتجاوز ذلك .
" بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخّرين من الشافعية البارعين "

69 – كان أبو جعفر أحمد بن صابر القيسي الظاهري كاتباً للأمير فرج بن السلطان الغالب بالله بن الأحمر ملك الأندلس، وكان أبو جعفر الظاهري يرفع يديه على ما صحَّ في الحديث عنده، فبلغ ذلك الملك المذكور فتوعّده بقطع يديه، فضجَّ من ذلك وقال : ( إن إقليماً تُماتُ فيه سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى يُتوَعَّد بقطع اليد مَن يُقيمها لجدير أن يُرحل عنه )، فخرج وقدم إلى ديار مصر بعد السبع مئة ...
" طبقات أهل الظاهر "

70 – من كان يقرأ كقراءة العميان الحديثة ( قراءة بريل Braille )
قال المقريزي : كان أحمد بن عبد الخالق المالكي ( ت 804 هـ ) إذا كُتِبَ له البيت من الشعر أو نحوه في ورقة من غير أن يراها ودُفِعَت إليه ويده من تحت ذيله قرأها وثوبه يحول بين بصره ورؤيتها، إلا أنه يمرّ يده على المكتوب من غير أن يراه فيقرأكُتِبَ في الورقة، امتحنّاه بذلك غير مرة، وقد شاهدتُ غيره أيضاً يفعل مثل هذا .
" درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " للمقريزي ( ت 845 هـ )

71 – قام السلطان الأشرف برسباي الدقماقي ( ت 841 هـ ) بمنع النساء من الخروج من بيوتهن في فترة من حكمه، وتشدّد في ذلك، فامتنعن حتى لم يُرَ بشوارع القاهرة امرأة، فنزل بالأرامل وذوات الأسباب ومن لا قيِّم لها ومن تطوف تسأل الناس بلاءٌ كبير، وتعطّلت الأسواق لبوار عدّة بضائع لا تُنفَق إلا على النساء .
" درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " ( ترجمة السلطان برسباي )

72 – كان تيمور لنك يُمَشِّي أموره كلّها إلى أحكام توراة جنكزخان، ولا يخرج عنها في شيء من الأشياء، بل هي عنده الشرع المقرّر، ولذلك أفتى غير واحد من علماء العجم العارفين أنه كافر .
" درر العقود الفريدة " ( ترجمة تيمور )

73 – الصدع بالحق أمام الناس
كان أحد قضاة إشبيلية شديد الغلظة، مرهوب الجانب، وكان إذا وصل قام إليه الشهود والطلبة بأجمعهم؛ إجلالاً أو تصنّعاً أو مداراة لغلظته، إلا أبا محمد بن جمهور ( ت 592 هـ )، فلم يكن يقوم لقيامهم، ولا يتحرّك بحركتهم، فقال له القاضي بصورة الإغلاظ والإنكار : ولِمَ لا تقوم لي مع صنفك عند قيامهم لي !
فقال أبو محمد بن جمهور : لمّا علمتُ منكَ أنك تحب ذلك وتريده، كرهته منك، وكرهتك لأجله، فإنا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " من أحب أن يتمثّل له الناس قياماً فليتبوَّأ مقعده من النار " . فواللهِ لولا الضرورة التي لزمت من تعلّق حقوق المسلمين بشهادتي عندك ما جئتكَ ولا رأيتك !
فكان لهذا القول موقع في النفوس، تناقلته الألسنة وتداولته الأزمنة .
" صِلة الصِّلة " لابن الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ )

74 – ألّف عبد الله بن محمد التجيبي ( ت 649 هـ ) جزءاً في السترة في الصلاة وأحكامها واختلاف الناس في ذلك .
" صِلة الصِّلة " لابن الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ )

75 – قال برهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ ) : خلّف مجد الدين محمد بن محمد المصري الحنفي – إمام مدرسة صرغتمش والتاجر في لكتب - من الكتب زيادة على أربعة آلاف مجلد، ووُجِد له فيها كذب كثير، قلَّ أن وُجِد كتاب غريب إلا نسبه بخطِّه إلى إمامٍ جليل وأنه في فن جليلي، فتسفر العاقبة عن أنه كذب، وربما كتب أنه بخط مصنفه .
أتى لي بكتابٍ ناقص من أوله وآخره، وقد كتب عليه أنه " مناسبات القرآن العظيم " لابن حزم، فإذا هو مختصر من كتاب للقاضي أبي بكر الباقلاني في الكلام على مشكل بعض الآيات، فلا هو لابن حزم ولا في المناسبات، وهذا كثير ممّا كُتِبَ عليه .
وربما كان الكتاب مخروماً، فيأتي إلى موضع الخرْم فيعقبه بأن يكتب في تلك الورقة التي بعدها النقص كلمة من الورقة التي يتفق أن تكون بعدها ثم يجلّده، فيخفى ولا يظهر إلا عند المطالعة .
وله من المخازي في الكتب في هذا النوع ما يفوق الوصف .
" عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ وبعض التلامذة والأقران " لبرهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ )

76 - قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : سمعت أبا سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه يقول : سمعت محمد بن أبي سهل الرباطي المروزي يقول : سمعت أبا مشعر عبد الملك ابن محمد السعدي يقول : قال لي النضر بن شميل يا أبا مشعر أكتب عني هذه الأبيات فإنه أحسن ما قالت العرب :

نَعُودُ عَلَى ذِي الْجَهْلِ مِنَّا بِحِلْمِنَا ..... وَنَأْبَى فَلَا نَأْتِي الدَّنِيءَ مِنَ الْأَمْرِ
وَإِنْ نَحْنُ أَيْسَرْنَا ذَلَلْنَا لِجَارِنَا ...... وَإِنْ نَحْنُ أَعْسَرْنَا ذَلَلْنَا عَلَى الْعُسْرِ
أَلَا إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ بَطِرَ الْغِنَى ........ وَإِنْ ذَلَّ مِنْهُ الْمُسْتَكِينُ عَلَى الصَّبْرِ
نقلها البيهقي - تلميذ الحاكم – في " شعب الإيمان " ( 6 / 363 / حـ 8539 ) .

77 – حافظ للقرآن يتنصّر لأجل امرأة !!
قال عبدة بن عبد الرحيم ( ت 244 هـ ) : خرجنا في سرية إلى أرض الروم، فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرا القرآن منه ولا أفقه منه ولا أفرض صائم النهار قائم الليل، فمررنا بحصن لم نؤمر أن نقف على ذلك الحصن، فمال الرجل منا عن العسكر ونزل بقرب الحصن، فظننا أنه يبول، فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها، فقال لها بالرومية : كيف السبيل إليك ؟ قالت : حين تتنصر ونفتح لك الباب وأنا لك ! قال : ففعل فدخل الحصن، قال : فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم، كان كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه، ثم عدنا في سرية أخرى فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى، فقلنا : يا فلان ما فعل قراءتك ما فعل علمك ؟ ما فعل صلاتك وصيامك ؟ قال : اعلموا أني نسيت القرآن كله ما أذكر منه إلا هذه الآية : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون } !!
رواها البيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 54 / حـ 4139 ) وقال رحمه الله : هكذا يكون حال من تدركه الشقاوة والعياذ بالله، وكما تقدم ذكره يكون حال من تدركه السعادة، نسأل الله التوفيق والعصمة بفضله .

78 – قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن : ما ينبغي لأحد يعلم أن عنده شيئاً من العلم يضيع نفسه .
علّقه البخاري في " صحيحه " في كتاب العلم، ورواه البيهقي في " المدخل إلى السنن الكبرى " .
قال الإمام أبو بكر البيهقي رضي الله عنه : وهذا القول من ربيعة رحمه الله يحتمل أن يكون مراده من ذلك توقير العلم كما فعل مالك بن أنس، ويحتمل أن يكون مراده نشره في أهله وترك الاشتغال بما يمنعه عنه كيلا يموت فيذهب علمه ولم ينتفع به غيره، وكلاهما حسن وبالله التوفيق .

79 – قال البيهقي في " المدخل إلى السنن الكبرى " :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت الحسين بن علي ، يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول : سمعت الربيع بن سليمان ، يقول : واللهِ ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له .
قال أبو معاوية البيروتي : رواة إسناده كلهم علماء : الحاكم، وأبو علي النيسابوري الحافظ، وابن خزيمة، والربيع صاحب الشافعي، رحمهم الله .

80 - قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : حدثنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني قال : حدثنا الميموني قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : سألتُ الشافعي عن القياس، فقال : ضرورة .
نقلها البيهقي - تلميذ الحاكم – في " مناقب الشافعي " ( 1 / 477 – 478 )

81 - قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : حدثنا طاهر بن محمد بن عبد الله أبو عبد الله البغدادي قال : حدثنا أبو بكر النيسابوري قال : قال لنا الربيع بن سليمان :
دخلتُ يوماً على الشافعي، فقلتُ له : كيف أصبحت ؟
قال : أصبحتُ ضعيفاً .
فقلتُ : قوّى الله ضعفك .
فقال لي : يا ربيع، أجاب الله قلبك ولا أجاب لفظك؛ إنْ قوّى الله ضَعْفِي عليَّ قتلني ! ولكن قُلْ : قوّاكَ الله على ضَعْفِك .
نقلها البيهقي – تلميذ الحاكم – في " مناقب الشافعي " ( 2 / 217 )

82 – حول حساب أهل الهيئة للكسوف
قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 651 – 660 هـ / ص 22 ) : وأما حساب أهل الهيئة للكسوف فشيء ما علمته يحرم أبداً، وهو عندهم حساب قطعي، ومن نظر في مستندهم جزم به، بخلاف قولهم في تأثير الكسوف في الأرض من موتِ عظيمٍ أو حادثٍ كبيرٍ، فإن هذا من الإفك والزور والهذيان الذي لا يحل لمسلم اعتقاده، وذلك التأثير عند المنجّمين ظن وحدس والظن الكذب .

83 – وصف الذهبي علم الهيئة والهندسة والأرصاد بأنها من الصنائع المظلمة .
تاريخ الإسلام ( ترجمة أبي القاسم بن مسلمة / ت 398 )

84 –

أبو معاوية البيروتي 11-07-2010 05:20 PM



84 – ثور هائج يهاجم الناس ويُوقِع جرحى في شارع بشارة الخوري في بيروت !!!
أثناء مرور سيارة تنقل ثيراناً في شارع بشارة الخوري، وبسبب زحمة السير وكثرة ضرب الفرامل انفتح الباب الخلفي للشاحنة وسقط أحد الثيران وبدأ يركض في الشارع، وقد نطح العديد من المارة دون أن يتمكّن أحد من الاقتراب منه، ودون أن يصيبه رصاص الشرطي الذي كان يطلق عليه النار وهو يحاذر أن يطيش رصاصه ويصيب أحد المارة، لكن مرور أحد اللحّامين المدعو غازي البكّار – وهو من أبناء طرابلس ، وكان مشهوراً بمناطحته للثيران – أنقذ الموقف، إذ هاجم الثور وأمسك بقرنيه،
وضرب برأسه بين عينيه ثم قلبه فوق الأرض وسط الشارع، قبل أن ستلّ سكينه ليذبحه وينهي الرغب الذي اجتاح شارع بشارة الخوري قرابة الساعة .
من أحداث سنة 1963
( بيروت في الذاكرة الشعبية ) ( 1 / 160 )

85 – حديث ( اللهم أرني الحق حقًّا فأتَّبِعْهُ وأَرِنِي المنكر منكراً وارزقني اجتنابه، وأَعِذني من أن يُشتَبه عليّ ... ) .
قال الحافظ العراقي في " المغني " : لم أقف لأوله على أصل .

86 – قال عبد الله بن الفرج : أحْصَيتُ لله عزّ وجلّ عليَّ في يوم وليلة من وجهٍ واحدٍ أربعة عشر ألف نعمة، فقيل له : وكيف هذا يا أبا محمد ؟ قال : أَحْصَيتُ نَفَسي في يومي وليلتي فإذا هو أربعة عشر ألف نَفَس !
مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 2 / 132 / ط . إيران )

87 – قال الأديب أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن يونس الدمشقي :
احذر لسانك أيُّها الإنسان ........ لا يقتلنّك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيلِ لسانه ........ كانت تخاف لقاءَه الأقران
مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 2 / 296 / ط . إيران )

88 – هل يصحّ قول ( أطْعِموني ماءً ) ؟
قال فخر الدين أبو علي أحمد بن ناصر بن خلف الديمرتي المقرئ : لمّا قال خالد بن عبد الله القسري : ( أطْعِمُوني ماءً ) عابه الناس بقوله، وقال فيه الشاعر :
بلّ السراويل من خوف ومن دهش ...... واستطعم الماء لمّا جدّ في الهرب
فقال ابن خلف الديمرتي : فقد قال الله تعالى : ( إن الله مبتليكم بنهرٍ فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي )، يريد لم يذق طعمه .
مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 2 / 557 / ط . إيران )

89 - قال الأديب أبو الفضائل محمد بن الفضل العلوي المعروف بابن حاجب الباب :
أستودع الله أحباباً لنا سلفوا ......... أفناهم حادثات الدهر والأبدُ
نمدّهم كل يوم من بقيتنا ........ ولا يؤوب إلينا منهم أحد
مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 1 / 324 / ط . إيران )

90 – من أراد السفر لسنين فثنته زوجته ببيت شعر
ذكر عز الدين محمد بن مفضل القضاعي الأخباري أن الحطيئة – واسمه جرول بن مالك – هَمَّ أن يتوجّه وجهاً إلى سفره، فأسرج وتحمّل، ثم قبض على كفِّ زوجته ليودعها، فقال لها :
عُدِّي السنين إذا رحلتُ لرجعتي ......... وذري الشهور إنهنّ قِصارُ
فقالت مجيبة له :
اذكر صبابتنا إليك وشوقنا ......... وارحم بناتك إنهنّ صغار
فقال الحطيئة لغلامه : واللهِ لا أرحل، حطَّ يا غلام ويحك .
مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 1 / 332 / ط . إيران )

91 – مهندس يصنع مجسّماً كرويًّا للأرض
ترجم ابن الفوطي في مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 4 / 65 / ط . إيران ) لكريم الدين أبي بكر بن محمود المهندس فقال :
قَدِمَ علينا سنة أربع وستين وست مئة إلى حضرة مولانا نصير الدين بالرصد المحروس، وكان له معرفة بحلِّ الكاغذ إلى أن يصير كالعجين ويعمل منه الآلات كالطباق والزبادي والمقالم، وهو الذي صنع كرة الأرض من الكاغذ، وجاءت مجوّفة في غاية ما يكون، وخطّوا عليها صورة الأقاليم، وذكر لي نور الدين إسماعيل بن أحمد المحتسب بسلماس أنه توفي سنة إحدى وسبع مئة .

92 – حديث ( اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم ) لا أصل له، وورد في حديث ضعيف جدًّا حققه الألباني في السلسلة الضعيفة ( 3417 ) : ( تمعددوا، واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة ) .

93 – حديث ( إن الله يتجلّ للناس عامة ولأبي بكر خاصة )
انظره في " ميزان الاعتدال " ( 3 / 120 / ترجمة علي بن عبدة ) و" المغني " ( 4 / 313 ) للعراقي .

94 – حديث ( خير الأمور أوساطها ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ( 3940 ) : موضوع .

95 – حديث ( خير القبور الدوارس ) .
قال الألباني في " أحكام الجنائز " ( ص 266 ) : لا أصل له .
وقال العجلوني في " كشف الخفاء " : هذا مشهور على الألسنة ، وليس معناه بظاهره صحيحاً ، فإنه يسن أن يجعل على القبر علامة ليعرف ، فيزار ، كما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً عند رأس عثمان بن مظعون ، وقال : " أتعلّم بها قبر أخي " .

96 – حديث ( خير صيفكم أشده حرًّا، وخير شتائكم أشده برداً، وإن الملائكة لتبكي ... ) .
ذكره المناوي في " فيض القدير " تحت حديث "( إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء ... )، وعزاه للمقريزي (؟!) من حديث ابن عمر .

97 – حديث ( سبعة لهم شفاعة كشفاعة الأنبياء ... ) .
رواه السمعاني في " الأنساب " ( مادة : الويمي ) بإسناده إلى ابن عباس مرفوعاً .

98 – حديث ( من قرن بين حج وعمرة فليهرق دماً ) .
قال أبو معاوية البيروتي : ذكره ابن قدامة في " المغني "، ولم أقف له على أصل .

99 – حديث ( لا تتمارضوا فتمرضوا، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا ) .
انظره في " علل الحديث " ( 2 / 321 / 2481 ) .

100 - حديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يقول لابن أم مكتوم : ( مرحباً – أو أهلاً – بمن عاتبني فيه ربي ) .
ذكره الديلمي في " الفردوس " من دون إسناد، وكذلك السمعاني في " الأنساب " ( مادة : الأعمى ) .


101 – قال حذيفة رضي الله عنه : من أحب أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر هل يرى شيئاً حلالاً كان يراه حراماً، أو يرى شيئاً حراماً كان يراه حلالاً .
رواه الداني في كتاب " السنن الواردة في الفتن " ( 26 ) والحاكم ( 4 / 467 ) .
قال أبو معاوية البيروتي : وصححه الألباني في تعليق له على كتاب " مشكل الآثار " للطحاوي، رأيته في مكتبته في " الجامعة الإسلامية " بالمدينة النبوية أثناء اعتماري السنة الماضية .

102 – نقد القرطبي لكتاب " السنن الواردة في الفتن " للداني
قال القرطبي ( ت 671 هـ ) في " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ( 2 / 326 / ط . العصرية ) : كنت بالأندلس قد قرأت أكثر من كتب المقرئ الفاضل أبي عمر عثمان بن سعيد بن عثمان توفي سنة أربع و أربعين و أربع مئة، فمن تأليفه : " كتاب السنن الواردة بالفتن وغوائلها والأزمنة وفسادها والساعة وأشراطها "، وهو مجلد مزج فيه الصحيح بالسقيم ، ولم يفرق فيه بين نسر وظليم، وأتى بالموضوع، وأعرض عما ثبت من الصحيح المسموع .

103 – متى يُعذَر من كان عنده طفل صغير في ترك صلاة الجماعة
قال الشيخ ابن عثيمين : إذا كان يخشى عليه إذا تركه في السيارة أن يخرج وإنْ أدخله المسجد أن يشوِّش على المصلِّين أو يخرج؛ فإنّ هذا عذر،
أما إن كان لا يخشى عليه إذا تركه في السيارة وفيها قفل أو عرف أنه هادئ إذا أجلسه في مكان لا يتحرّك فإن الجماعة تلزمه .
" الكنز الثمين في سؤالات ابن سُنَيد لابن عثيمين " ( ص 55 ) .

104 – حكم الصلاة على السجادة التي فيها صورة الحرم المكي أو المدني
قال الشيخ ابن عثيمين : المدار عندي على كونها هل تشغل المصلِّي أو لا، وإذا كانت الصورة تحت قدميه فلا يجب عليه تغيير السجادة إلا إذا قصد الإهانة فلا يجوز .
" الكنز الثمين في سؤالات ابن سُنَيد لابن عثيمين " ( ص 74 ) .

105 – حكم دفع الزكاة أو الصدقة لمدخّن
قال الشيخ ابن عثيمين : يشترط عليه أن لا يصرفها في التدخين، فإنْ وثقت به فأعطِه وإلا فلا .

106 – هل قصر الصلاة في الحج قصر سفر أو نسك ؟ وما حكم قصر أهل مكة ؟
قال الشيخ ابن عثيمين : بل هو قصر سفر، وأهل مكة لا يقصرون في منى لأن منى داخل مكة الآن، وما عداها كعرفة ومزدلفة فلهم القصر فيهما .
" الكنز الثمين في سؤالات ابن سُنَيد لابن عثيمين " ( ص 96 ) .

107 – ما حكم المصافحة عند الدخول في المجلس ؟
قال الشيخ ابن عثيمين : لم أرَ فيها نصًّا عن النبي صلى الله عليه وسلّم، فإنه كان إذا دخل المجلس جلس حيث ينتهي به المجلس، وأما النصوص الواردة في المصافحة فإنها عند اللقاء .
" الكنز الثمين في سؤالات ابن سُنَيد لابن عثيمين " ( ص 172 ) .

108 – هل يعتدّ بخلاف الظاهرية ؟
قال الشيخ ابن عثيمين : نعم، بل قال ابن القيّم : إنهم أحسن حالا ً من أهل الرأي .
قال ابن سنيد : إن لهم أقوالاً شنيعة !
قال الشيخ : وكذا لغيرهم .
وعلّق ابن سنيد : وكذا قال شيخنا عبد العزيز رحمه الله؛ إنه يعتدّ بخلافهم وإنهم أحسن حالاً من أهل الرأي، ولم يعزه لابن القيّم .
" الكنز الثمين في سؤالات ابن سُنَيد لابن عثيمين " ( ص 173 ) .

109 – ما رأيكم في قولهم : ( حقوق الطبع محفوظة ) ؟
قال الشيخ ابن عثيمين : ما فيها شيء، لأنه قد تعب عليه بالطبع والتصفيف ونحو ذلك، إلا أنه يُضار بأن كان يربح 25% مثلاً كما يربح السوق فزاده مثلاً إلى 100%، فلا نطيعه في ذلك ولنا الحق حينئذ أن نطبع ونبيع بسعر السوق ولا نستأذنه .
" الكنز الثمين في سؤالات ابن سُنَيد لابن عثيمين " ( ص 177 ) .


110 - ترجم ابن الفوطي في مجمع الآداب في معجم الألقاب ( 3 / 41 / ط . إيران ) لأبي محمد عبد الله بن عمر الخواري الأديب فقال :
رأيتُ بخطِّه رسالة في ذمّ بعض من يتعاطى العلم ( وفيها ) : ( وإن ازدياد الأدب عند الأحمق كازدياد الماء في أصول الحنظل، كلّما ازداد ريًّا ازداد مرارة ) .

111 -

محمد زين العابدين 11-08-2010 12:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاك الله خيراً أخي على هذه الكناشة المباركة وجزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين...

ابو بكر فادي عساكر 11-09-2010 12:38 PM

لا فض فوك يا أبا معاوية البيروتي ونفع الله بكم

بارك الله فيك

عندي سؤال

اختصارك لكتاب العيال لابن ابي الدنيا هل بحذف الضعيف فقط ؟؟!!

وهل لك مشروع في كتب ابن ابي الدنيا ؟؟؟

أبو معاوية البيروتي 11-09-2010 01:41 PM



111 – الرجل هو الذي يدخل غمّه على نفسه ولا يغمّ عياله
قال إبراهيم الحربي : ما شكوت إلى أمي ولا إلى إخوتي ولا إلى امرأتي ولا إلى بناتي قط حمى وجدتها، الرجل هو الذي يدخل غمّه على نفسه ولا يغم عياله، كان بي شقيقة خمساً وأربعين سنة ما أخبرت بها أحداً قط، ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحداً .
" تاريخ بغداد " ( ترجمته )

112 – صحابية اسمها الجرباء
الجرباء بنت قسامة، التي تزوجها طلحة بن عبيد الله أحد العشرة فولدت له إسحاق، وكانت في غاية الجمال، فكانت لا تقف معها امرأة الا استُقْبِحَت، فكن يتجنبن الوقوف معها، فسميت الجرباء لذلك .
" الإصابة في تمييز الإصابة " ( ترجمة قسامة بن حنظلة الطائي )

113 – شجاعة سيدنا أبي سفيان الأموي رضي الله عنه في معركة اليرموك
روى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول : يا نصر الله اقترب ! قال : فنظرت، فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، ويقال : فقئت عينه يومئذ .
" الإصابة في تمييز الصحابة " ( ترجمته )

114 – الهدف من زيارة الصديق
حكى الأصمعي قال: غدوت ذات يوم إلى زيارة صديقٍ لي، فلقيني أبو عمرو بن العلاء، فقال: إلى أين يا أصمعي؟ قلت: إلى صديق لي، فقال: إن كان لفائدة، أو لمائدة، أو لعائدة، وإلا فلا .
" نزهة الألباء في طبقات الأدباء " ( ترجمة أبي عمرو بن العلاء )

115 – لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في قلب هذا الرجل
يُحْكَى أنه مرَّ أبو بكر الأنباري ( ت 328 هـ ) يوماً في النخَّاسين، وجارية تعرض، حسنة الصورة، كاملة الوصف؛ قال: فوقعت في قلبي، ثم مضيتُ إلى دار أمير المؤمنين الراضي بالله تعالى، فقال: أين كنت إلى الساعة؟ فعرفته، فأمر فاشتريت وحملت إلى منزلي ولم أعلم، فجئت فوجدتها، فعلمت كيف جرى الأمر، فقلت لها: كوني فوق إلى أن أستبرئك -وكنت أطلب مسألة قد اختلَّت علي- فاشتغل قلبي، فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخّاس، فليس يبلغ قدرها أن يشغل قلبي عن علمي .
فأخذها الغلام، فقالت: دعني حتى أكلمه بحرفين، فقالت: أنت رجل لك محل وعقل، فإذا أخرجتني ولم تبيّن لي ذنبي، لم آمن منْ أنْ يظن الناس فيّ ظنًّا قبيحاً، فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت: ما لكِ عندي عيب، غير أنكِ شغلتني عن علمي، فقالت: هذا سهل عندي. قال: فبلغ الراضي بأمره، فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في قلب هذا الرجل .
" نزهة الألباء في طبقات الأدباء " ( ترجمة أبي بكر الأنباري )

116 – من جرَّب أن يطير فمات !
اعترى أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ( توفي أواخر القرن الرابع ) وسوسة، وانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور، فصعد إلى سطحه وقال: أيها الناس، إني قد عملت في الدنيا شيئاً لم يغلب عليّ، فسأعمل في الآخرة أمراً لم أُسْبَق إليه. وضمَّ إلى جنبيه مصراعي باب، وشدَّهما بخيط، وصعد مكاناً عالياً، وزعم أنه يطير، فوقع فمات .
" نزهة الألباء في طبقات الأدباء " ( ترجمة ابن حماد الجوهري )

117 – من أتلف كتابه لئلاّ يجعل أولاد البقّالين نحاة !!
يُحْكَى أن علي بن عيسى الربعي ( ت 420 هـ ) شرح كتاب سيبويه ثم غسله؛ وسبب ذلك أن بعض بني رضوان التاجر سأله يوماً في مجلسه عن مسألة فأجابه، فنازعه في الجواب، فقام من فوره مغضباً، ودخل البيت، وأخذ الشرح وجعله في إجانة، وجعل يصب عليه الماء، ويقطعه ويلطم به الحيطان، ويقول: أجعل أولاد البقالين نحاة !
" نزهة الألباء في طبقات الأدباء " ( ترجمة علي بن عيسى الربعي )

118 – عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في النار حيات كأمثال أعناق البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حرها سبعين خريفاً، وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة " .
رواه أحمد والطبراني ( القسم المفقود من مسانيد حرف العين )، وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 3676 )

119 – جواز صلاة النساء جنازة
عن عبد الله بن أبي طلحة : " أن طلحة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمير بن أبي طلحة حين توفي فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه في منزلهم، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو طلحة وراءه وأم سليم وراء أبي طلحة، ولم يكن معهم غيرهم ".
أخرجه الحاكم (1 / 365) وعنه البيهقي (4 / 30: 31) وقال الحاكم: " " هذا صحيح على شرط الشيخين، وسنة غريبة في إباحة صلاة النساء على الجنائز "، ووافقه الذهبي.
قال الشيخ الألباني في " أحكام الجنائز " : إنما هو على شرط مسلم وحده لأن فيه عمارة بن غزية، ولم يخرج له البخاري إلا تعليقاً .
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " (3 / 34) : " رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح ".

120 – قال الفضيل بن عياض : من طلب أخاً بلا عيب، بقي بلا أخ !
" جزء شيوخ ابن مهدي " ( ص 54 )

121 – كتاب " روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم اللسان "
ألّفه ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن علي الأصبحي الأندلسي ( ت 896 ه )، لم يُؤلَّف في فنِّه مثله .
انظر ترجمته في " شجرة النور الزكيّة في طبقات المالكية " ( 2 / 104 )

122 -

أبو مسلم السلفي 11-09-2010 01:55 PM

جزاكم الله خيراً

أبو معاوية البيروتي 11-11-2010 05:38 PM



122 – كتاب " أبو العلاء وما إليه " للراجكوتي، أثبت براءة أبي العلاء المعرّي من الزندقة، وقرّظه أحمد شاكر،
وأذكر أن دار أضواء السلف / الرياض أعادت طباعته .

123 - الشيخ الألباني يدوِّن ولادة ابنته ( أُنَيسة ) والسنن التي فعلها عند ولادتها
كتب الشيخ الألباني رحمه الله :
6 - وفي الساعة الخامسة والربع ( عربية ؟ ) من ليلة الخميس الواقع في 12 ربيع الأول سنة 73 هـ رزقني الله منها ( يقصد الشيخ زوجته الثانية ناجية بنت لطفي جمال التي كتب أنه تزوّجها ليلة يوم الجمعة 29 جمادى الأولى سنة 1372 هـ = 13 شباط سنة 1953 م ) طفلة جميلة، جعلها الله تعالى من بنات السعادتين الدنيوية والأخروية، ومن لطائف الاتفاقات أن والدتها كانت ولادتها أيضاً في التاريخ والشهر المذكورَين كما ذكرت لي ذلك أمها .
وفي اليوم السابع من ولادتها سمّيتُها ( أُنَيسة ) على اسم والدة أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، وذبحت عنها شاة، وحلقت شعر رأسها حسب السُّنَّة، وتصدّقتُ بوزنه ذهباً .

قال أبو معاوية مازن البحصلي البيروتي : كلام الشيخ الألباني رحمه الله موجود ضمن بضعة أوراق دوَّن فيها الشيخ بعض ذكرياته داخل إحدى الكتب في مكتبته في " الجامعة الإسلامية "، صوّرتها السنة الماضية أثناء اعتماري، وأقدم تاريخ كتبه الشيخ فيها هو ولادة ابنه عبد الرحمن يوم 3 رمضان سنة 1362 هـ .



124 – قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : حدثني علي بن الحسين بن علي الطوسي التاجر، حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد، حدثنا الربيع بن سليمان، قال : سمعتُ الشافعي، وقيل له : إنا نرى قريشاً يُظهِرون من محبة أهل البيت ما تُخفيه ولا تُظهِره، فأنشأ الشافعي يقول :
وما زال كتمانيك حتى كأنما ...... برَجْعِ سؤال السائل عنك أعجمي
لأسلَمَ من قول الوشاة وتسلمي ...... سلمت، وهل حيٌّ من الناسِ يسلمِ

رواها البيهقي – تلميذ الحاكم – في " مناقب الشافعي " ( 2 / 69 )

125 – السخاء والكرم يغطّي عيوب الدنيا والآخرة
قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : سمعتُ محمد بن عبد الأعلى يقول : سمعتُ أحمد بن عبد الرحمن الرَّقِّي يقول : سمعتُ يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعتُ الشافعي يقول :
السخاء والكرم يغطِّي عيوب الدنيا والآخرة بعد أنْ لا تلحقه بدعة .
رواها البيهقي – تلميذ الحاكم – في " مناقب الشافعي " ( 2 / 227 )

126 – شيوخ القَمْراء
أسند الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 306 ) عن الأعمش قال : ( إذا رأيتَ الشيخ ولم يكتب الحديث، فاصفعه، فإنه من شيوخ القَمْراء)،
قلتُ ( سهل بن إسماعيل ) لابن عقبة ( أحد رواة الأثر ) : ما معنى شيوخ القَمْراء ؟
قال : شيوخ دهريُّون، يجتمعون في ليالي القمر، فيتحدّثون بأيام الخلفاء، ولا يحسن أحدهم أن يتوضّأ للصلاة .
( حاشية ص 106 من كتاب " ذو القرنين وسدّ الصين " لمحمد راغب الطبّاخ / تحقيق مشهور سلمان )

127 – تحرّي الصدق
قال الشيخ الموفق يُخبِر عن الشيخ إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي ( ت 614 هـ ) أخي الحافظ عبد الغني : كان كثير الورع والصدق، سمعته يقول لرجل : كيف ولدك ؟ فقال : يُقبِّل يدك، فقال : لا تكذب !
" شذرات الذهب في أخبار مَن ذَهَب " ( 5 / 58 )

128 – في سنة 785 هـ ، أحدث المؤذِّنون عقب الأذان الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلّم، وذلك بأمر نجم الدين الطنبذي المحتسب .
" شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب " ( 6 / 286 ) لابن العماد الحنبلي ( ت 1089 هـ )

129 - من تزوّج عليها زوجها، فقتلت الأولى الثانية !! وقتل ... !!!
في سنة 686 هـ، تزوج رجل من نهر الملك يُعرَف بابن البيضاوي امرأة مغنّية ببغداد، ونقلها إلى قريته وأسكنها مجاور دار زوجته وكانت ابنة عمِّه، فدخلت إليها وضربتها بدبوس فقتلتها، وخرج عمُّهُ أبو زوجته إليه فضربه بنشّابه فمات من ساعته، فعلم ولده بذلك فضرب عمَّ أبيه بسيف فقتله، ومضى الثلاثة في هوى النفس الأمّارة بالسوء، نعوذ بالله من شر الشيطان وبلائه .
" الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة " المنسوب لابن الفوطي

130 – تأديب ومنع محدِّث من التحديث لجمعه كتاباً يحتوي على أحاديث موضوعة
قال الشهاب الحمصي في " ذيله " : وفي يوم الخميس خامس عشر جمادى الأولى من سنة 899 هـ، منعتُ زين الدين الصفوري المحدِّث من القراءة بالجامع الأموي، ومن غيره، وأمرتُ بشَيل كرسيِّه من الجامع الأموي، وسببه أنه جمع كتاباً سمّاه " نزهة المجالس "، وذكر فيه أحاديث موضوعة على النبي صلى الله عليه وسلّم، ثم أحضر الكتاب المذكور وذكر أنه تاب ورجع عن الأحاديث الموضوعة فيه، وأنه لا يعود لذلك، والله يعلم المُفْسِدَ من المُصْلِح .
" مفاكهة الخلاّن في حوادث الزمان " لابن طولون الصالحي ( ت 953 هـ )

131 – من كان به داء البقر، فلا يصبر عن الأكل ساعة !!
كان شاه شجاع اليزدي – ملك فارس وعراق العجم وأذربيجان ( ت 787 هـ ) – به داء البقر، فكان لا يصبر عن الأكل ساعة واحدة؛ لأنه لم يشبع أبداً، حتى أنه كان إذا ركب حُمِلَت معه قدور الطعام على البغال وطُبِخَت له وهو سائر، فلا يزال يأكل دائماً ليلاً ونهاراً، ولم يصم قط .
" درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " للمقريزي ( ت 845 هـ )

132 – العثور على جثة رجل طول عظم ساقه 13 ذراعاً في وادي حضرموت باليمن
قال المقريزي في ترجمة ( عبد الله بن محمد بن بُريك الحضرمي الشَّنَوي ) : أخبرني أنه وُجِدَ في وادي شَنْوة من وادي حضرموت قبر فيه إنسان طويل جدًّا، وأنهم ذرعوا ما بين كعبه إلى ركبته فكان طول عظم ساقه ثلاثة عشر ذراعاً .
ولي عنه فوائد ضمَّنتُها جزءاً في أخبار وادي حضرموت الغرائب .
" درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة "

133 – معلِّم أرمني أرسله العثمانيُّون لتدريس الدين الإسلامي !!
قال محمد كرد علي ( ت 1953 م ) في " المذكرات " : حدث أن أرسلت الآستانة إلى مدرسة تجهيز بيروت معلِّماً أرمنيًّا لتدريس الدين الإسلامي، وكان لمّا عيَّنوه يصرخ قائلاً لهم : أنا مسيحي لا أعرف الإسلام ! ويجيبه من عيَّنَه : لا بأس، يمكنك أن تدبِّر نفسك، وهذا ليس بالأمر الصعب عليك !!

134 – جاسوس بريطاني يتظاهر بالإسلام ويتعبّد 17 سنة في مسجد، ثم يصبح حاكماً على المسلمين !!
قال محمد كرد علي ( ت 1953 م ) في " المذكرات " : بقي رجل إنكليزي اسمه " لنجمان " يتعبَّد في مسجد من مساجد دير الزُّور ( في سورية ) زهاء سبعة عشر سنة، ويعتاش من ألعاب يعملها من الورق ويبيعها من الصبيان بقطع من الخبز، وعندما احتلَّ الجيش الإنكليزي دير الزّور عُيِّنَ حاكماً سياسيًّا على المدينة برتبة " كولونيل "، ما أصبر الإنكليز في خدمة إمبراطوريتهم !!

135 -

أبو معاوية البيروتي 11-11-2010 08:11 PM





135 – الأُستاذ ( بالضم ) : الماهر بالشيء، العظيم، ليس بعربيِّ، لأن مادة ( س ت ذ ) غير موجودة، ولم يوجد في كلام جاهلي، وهي في الفارسيّة للمعلِّم والعالِم .
ذكرها نظام يعقوبي في تعليقه على " ميزان المعدلة في شأن البسملة " للسيوطي، وعزاها لـ " قصد السبيل " للمحبي ( 1 / 175 ) والمعجم الذهبي ( ص 65 ) .

136 – الكتب والرسائل والأبحاث التي كُتِبَت حول البسملة جاوزت الألف
قاله نظام يعقوبي في مقدِّمته على " ميزان المعدلة في شأن البسملة " للسيوطي .

137 – وُجِدَ مكتوباً على باب سجن ... !
قال مرعي الكرمي ( ت 1033 هـ ) في " دليل الحكّام في الوصول إلى دار السلام " ( ص 41 ) : يُقال : وُجِدَ مكتوباً على باب السجن : ( هذا قبر الأحياء، وشماتة الأعداء، وتجربة الأصدقاء ) .
قال أبو معاوية البيروتي : وفي أحد السجون العربية البعثيّة، كُتِب على الممر المؤدِّي إلى نفق الزنزانات : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) ( النحل، 118 ) !!

138 - هل كان قبل آدم آدم وأمم ؟
سُئِلَ محمد بن عبد الباقي الزَّرقاني : هل كان قبل آدم آدم وأمم ؟
فأجاب : هذا شيء لا يصح، كما ذكره غير واحد، حتى أن الحافظ الذهبي قال في " الجزء " الذي ألّفه في رتن الهندي ( واسمه : كسر وثن رتن ) : لعمري ما يصدِّق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب، وينتظر خروجه، أو من يؤمن برجعة علي كرّم الله وجهه إلى الدنيا، أو يصدِّق بسيرة البطّال، أو وجود الحن والبُن أو بكذا، وكذا آدم قبل آدم، وهؤلاء لا يصلح لهم مزاج، ولا ينجح فيهم بالمناظرة علاج، انتهى .
" أجوبة الزرقاني على أسئلة وردت من المغرب "
قال أبو معاوية البيروتي : قوله عن سيدنا علي ( كرم الله وجهه ) ليس من كلام الذهبي، بل من كلام الزرقاني، والدليل على ما ذكرت أن الحافظ ابن حجر نقل كلام الذهبي في " الإصابة في تمييز الصحابة " ونصه : ( ولعمري ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا، فيملأ الأرض عدلاً أو يؤمن برجعة علي وهؤلاء، لا يؤثر فيهم علاج ) . اهـ .
وقد نبّهتُ على هذا لأن الذهبي لم يستعمل عبارة ( كرم الله وجهه ) في كتابَيه الموسوعيّين " تاريخ الإسلام " و " سير أعلام النبلاء "، وأستبعد أن يكتبها، وذكرها في " تاريخ الإسلام " مرة واحدة فقط ناقلاً إياها عن غيره وليست من كلامه، ولهذا تأتي الفائدة التالية :

139 – قول الحافظ ابن كثير في عبارة ( كرّم الله وجهه )
قال رحمه الله في تفسير الآية 56 من سورة الأحزاب : وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه، بأن يقال: "عليه السلام"، من دون سائر الصحابة، أو: "كرم الله وجهه"، وهذا وإن كان معناه صحيحاً، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين . اهـ .

140 - قائل : ( وقد كنّا نعدّهم قليلاً ....... فقد صاروا أقل من القليل )
قال إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي ( ت 356 هـ ) في كتاب " الأمالي " ( 3 / 106 / ط . دار الكتب المصرية ) : أنشدني محمد بن يزيد :
وكل لذاذة ستملّ إلا .......... محادثة الرجال ذوي العقول
وقد كنّا نعدّهم قليلاً ......... فقد صاروا أقل من القليل

141 – سلخ السيوطي لكثير من الكتب ونسْبتها إلى نفسه
قال بشار عوّاد معروف في كتابه " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " ( ص 259 / حاشية 3 ) : كنت نقلت فوائد من رسالة للسيوطي اسمها " ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة مئة وعشرين " ... فتبيّن أنه سلخ كتاب ابن منده ( يقصد " معرفة الصحابة " ) فيها، على عادته في سلخ كثير من الكتب ونسبتها إلى نفسه – رحمه الله - .

142 – العقل في القلب وليس في الدماغ أو المخ كما هو شائع
قال تعالى : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ) ( الحج، 46 )
وقال علي : إن العقل في القلب ( رواه البخاري في " الأدب المفرد " وحسنه الألباني في تعليقه عليه ) .
واستدل النووي في شرحه على مسلم وابن حجر في شرحه على البخاري بحديث " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" على أن العقل في القلب .
وذكر محمد راغب الطبّاخ ( ت 1389 هـ ) في إجازته لسليمان بن عبد الرحمن الصَّنيع المكي – والتي ضمّنها ترجمته لنفسه – أن من مؤلفاته التي لم تُطبَع بعد : " القول الفصل في مقر العقل " .

143 – زنى ولم يعزل لأن العزل مكروه !!
قال إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي ( ت 356 هـ ) في كتاب " الأمالي " ( 3 / 189 / ط . دار الكتب المصرية ) :
قال إسحق ( ابن إبراهيم الموصلي ) : أُتِيَ ابن أبي مساحق بابن أختٍ له وقد أَحْبَل جاريةً من جواري جيرانه، فقال له : يا عدوَّ الله، إذا ابتُلِيتَ بالفاحشة فهلا عزلت ! قال : جعلتُ فداءك ! بلغني أن العزل مكروه، قال : أفما بلغك أن الزنا حرام !

144 - الأوروبيون الكفار شديدو العناية بأنسابهم ؟!
لأمير البيان شكيب أرسلان ( ت 1346 هـ ) رحمه الله بحثٌ في كتابه " الارتسامات اللِّطاف في خاطر حاج إلى أقدسٍ مطاف " ( ص 429 – 433 / ط . دار النوادر ) أن الأوروبيين شديدو العناية بالأنساب خلافاً لِمَا يتوهّم الشرقيّون، وذكر أنه نجد النبلاء في ألمانيا وفرنسا وغيرهما محافظين على أنسابهم مفتخرين بها، مستظهرين على صحّتها بالكتب والوثائق والشجرات التي يعتقدونها من أنفس أعلاقهم وذخائرهم، وقال : ( لم نجد أشراف العرب أشد اعتناءً بأنسابهم من نبلاء الفرنج ) !
وذكر أرسلان أنه لمّا قدم ألمانيا في الحرب العالمية تعرّف على مدير لمصلحة الأنساب في البلاد الجرمانية، وتذاكر معه طويلاً في مسألة الأنساب، وعلم منه أن أقدم أسرة معروفة في ألمانيا ينتهي قِدَمُها إلى القرن التاسع بعد المسيح، ولا يوجد أسرة معروفة يُعْرَف لها نسبٌ لأبعد من هذا التاريخ .

145 – طباع أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحَضَر اللَّحن
قال قُطْرُب : دخل الفرَّاء على الرشيد، فتكلّم بكلامٍ، فلحن فيه مرات، فقال جعفر بن يحيى ( وزير الرشيد ) : إنه لَحَن يا أمير المؤمنين، فقال الرشيد للفرّاء : أتلحن ! فقال الفرَّاء : يا أمير المؤمنين، إن طِباع أهل البدو الإعراب، وطِباع أهل الحَضَر اللَّحن، فإذا تحفَّظتُ لم أُلْحِن، وإذا رجعتُ إلى الطبعِ لحنتُ . فاستحسن الرشيد قوله .
" انباه الرواة على أنباه النُّحاة " لعلي بن يوسف القِفْطي ( ت 646 هـ )

146 – رواية في حديث الفطرة خمس : ( ... وحلق الشارب )
للحافظ زين الدين العراقي ( ت 806 هـ ) جزء اسمه " مسألة في قصِّ الشارب " ( طبعته دار البشائر الإسلامية / بيروت ) ألّفه سنة 778 هـ، سُئِلَ فيه عن رواية في سنن النسائي عن حديث الفطرة خمس، وفيه ( ... وحلق الشارب )، خلص فيها إلى الحكم ( أن رواية النسائي المسؤول عنها شاذة اللفظ، وأنها فردة مطلقة، لم يروه غير محمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ ( عن سفيان بن عيينة )، وليس هو في الإتقان كمن خالفه من الأئمة : أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما ممّن سمَّيناهم .

147 – كتاب مفقود ؟! " شيوخ الأوزاعي " لأبي الدحداح التميمي
أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي الدمشقي ( ت 328 هـ )، له " منتقى " في الحديث، ذكر الزركلي في ترجمته في " الأعلام " أنه مخطوط بالظاهرية .
لكن نقل الحافظ العراقي في " مسألة في قص الشارب " قولاً للأوزاعي : ( السنة في قصِّ الشارب حتى يبدو الإطار )، وقال العراقي : رواه أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي في الجزء الثالث من " شيوخ الأوزاعي " . اهـ .
ولم أعثر على أيِّ ذكرٍ له في الكتب !!

148 - فائدة لم أرَ من نبَّه عليها ! والحمد لله
وهي أن للحافظ عبد الرحيم العراقي ( ت 806 هـ ) ابنة ثالثة اسمها خديجة لم يُتَرجَم لها كما تُرجِمَ لأختَيها جويرية ( 788 - 863 هـ ) وزينب ( 791 – 865 هـ ) ، وهاكم الأدلة على ذلك :
• قال السخاوي في ترجمة حفيد العراقي ( عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحيم / ت 818 هـ ) : مات في حياة والده ضحى يوم الجمعة مستهل ربيع الأول سنة ثماني عشرة وصلى عليه قبيل عصره، ودفن عند جده بجانب عمته خديجة تجاه تربة الطويل بالصحراء، وترك أولاداً، وما رأيت شيخنا ولا غيره ممن وقفت عليه ترجمه، فينظر رحمه الله وإيانا . اهـ .

فنستفيد أن خديجة عمة عبد الوهاب بن أحمد – وهي أخت الحافظ أبي زرعة أحمد ( ت 826 هـ ) - مدفونة عند أبيها تجاه تربة الطويل بالصحراء، وأنها توفيت قبل سنة 818 هـ .

• قال السخاوي في ترجمة الحافظ الهيثمي ( ت 807 هـ ) : لم يكن الزين يعتمد في شيء من أموره إلا عليه، حتى أنه أرسله مع ولده الولي لما ارتحل بنفسه إلى دمشق، وزوّجه ابنته خديجة ورزق منها عدة أولاد . اهـ .

فنستفيد أن زوج خديجة بنت العراقي هو الحافظ نور الدين الهيثمي، خلافاً لترجمة السخاوي لابنة العراقي جويرية حيث تردد في إنْ كان الهيثمي زوجها فقال : حجت وأقامت مع والدها بالمدينة مدة وتزوجها الهيثمي ظناً والشهاب الكلوتاتي وقتاً . اهـ .

• قال السخاوي في ترجمة ابن النيدي :وصاهر الزين العراقي على ابنته ثم ماتت فتزوج بركة ( ت 841 هـ ) ابنة أخيها الولي ومات وهي في عصمته وذلك في يوم الأحد سابع رمضان سنة سبع وثلاثين ( أي وثمان مئة ) بالقاهرة . اهـ .
فنستفيد أن خديجة تزوّجت بعد الهيثمي محمد ابن النيدي ( ت 837 هـ )، وهي ماتت قبله :

وانظر الرابط التالي :


149 –

أبو معاوية البيروتي 11-12-2010 06:39 PM


وانظر الرابط التالي :

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=1875

149 – فائدة حول اسم عائلتي ( البحصلي )
أفادني الأخ بلال بن زهير الشاويش حفظهما الله أن الشاعر أحمد شوقي عندما زار لبنان، أكل في إحدى محلات ( حلويات البحصلي )، وأنشد بيتين يضعهما أصحاب محلات ( حلويات البحصلي ) على الأكياس، وهما :

قالوا إذا جبتَ البلاد محدِّثاً ......... عن حلوِ بيروتٍ لأفخر معملِ
اثنان حدِّث بالحلاوةِ عنهما ........ ثَغْرُ الحبيبِ وطعمِ حُلْوِ البحصلي


150 – زهد الإمام ابن باز رحمه الله في الدنيا
كان للإمام رحمه الله قطعة أرضٍ في منطقة الصحنة بالرياض، بجانب أرض لجملة من أهالي الرياض مشتركين فيها، وفي يومٍ من الأيام دخل وكيل الشيخ على الشيخ ابن باز وهو منزعج، فقال : يا شيخ ! إن جيراننا حدَّدوا أرضهم، وأخذوا جزءاً من أرضك !
فقال الشيخ رحمه الله بكلِّ بساطة : الحمد لله، عساهم راضين ! عسى ما في خاطرهم شيء ؟
فقال الوكيل : أقول أخذوا من أرضك !
فقال : نحن والحال سواء، الباقي سيبارك الله لنا فيه . وقال : عساهم راضين . اهـ .
" موسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين " ( 1 / 90 ) لعبد العزيز أسعد

151 – تواضع الإمام ابن باز رحمه الله
قال الشيخ محمد لقمان السلفي : دعا الشيخُ ابن باز العالمَ الهندي فضل الله الجيلاني – شارح " الأدب المفرد " للإمام البخاري – إلى مأدبة الغداء، فلمّا جلس الشيخ وضيوفه حول المائدة؛ سأل عمّا إذا كان حضر الخادم الذي يغسل الأواني في منزله ليأكل معه، فقيل له : إنه لم يحضر بعد، فبدأ يناديه، ولم يشرع في الأكل حتى تأكّد من حضوره واشتراكه معه ومع ضيوفه في المأدبة، وقد سألني الشيخ فضل الله الجيلاني عمّن يكون ذلك الولد : هل هو ابن الشيخ ؟! فأخبرته بأنه خادم يغسل الأواني في منزل الشيخ، فكاد لا يصدّقني، وبدأ يبكي ويقول : إن هذا التواضع العظيم والرحمة بالضعيف لم أرَ له مثلاً في حياتي ...
" موسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين " ( 1 / 135 ) لعبد العزيز أسعد
وقول الشيخ السلفي : ( مأدبة الغداء ) يدفعني إلى إيراد فائدة

152 - حول تسمية طعام الصباح ( الفطور ) وطعام الظهر ( الغداء )
قال د . عبد العزيز الحربي حفظه الله في " لحن القول " : اشتهر على الألسنة تسمية الأكْلة التي تكون بعد الظهر (الغداء) وليس كذلك ؛ بل الغداء طعام الغُدُوّ ، وهو الصباح ، وفي صحيح البخاري : (( أنَّ أبا موسى الأشعري تغدّى دَجاجًا ، وفي القوم رجلٌ جالس عندَه ، فدعاه إلى الغداء )) ، وورد في الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في السحور : ( هلمّوا إلى الغداء المبارك )، ورد ذلك في أحاديث كثيرة ، وفي سنن أبي داوود : ( باب من سمّى السحور الغداء )، وطعام الغداء في أوّل النهار في مقابل العشاءِ في آخر النهار ، وهما أكْلتان رئيستان لدى العرب ؛ يقال في تصريفهما : تغدّى وتعشّى ، ورجل غدْيان وعشْيان ، وغدّيتُه وعشّيتُه .
وأما الفَطور ( بفتح الفاء ) فهو للصائم في أيِّ وقتٍ ؛ سواءً كان صومًا شرعيًّا أم غير شرعيٍّ ، وإطلاقُ الفَطور على طعام أوّل النهار خطأٌ ؛ إنما هو الغداء ، وقال سبحانه مخبراً عن موسى في قصته مع الخضر : (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا ) ( الكهف، 62 )، وقد نبّه تقي الدين الهلالي في كتابه ( تقويم اللسانين ) على هذه المسألة بتفصيل آخر ، وقد أحسن فيما قال ؛ إلا أنه لم يصب في قوله : ( العرب لم يكونوا يأكلون في وقت الظهر ، وليس في لغتهم اسمٌ لطعام يؤكل وقت الظهر )، بل كانوا يأكلون فيه أكلًا خفيفًا ، ويسمون الطعام في ذلك الوقت وهو نصف النهار يسمونه ( الهَجُوريّ )، ويسمونه ( الكَرْزمَة ) أيضاً .

153 – كتابان ليت الشوكاني لم يؤلِّفهما، وكتابان ليته نقّاهما
قال محدِّث اليمن الشيخ مقبل الوادعي : كتابان وددتُ أن الشوكاني لم يؤلِّفهما : ( الاستمنا ) و ( إبطال الإجماع في مسألة السّماع )، وكتابان وددتُ أنه نقّاهما : ( البدر الطالع ) و ( التفسير ) .
" الإمام الألمعي مقبل الوادعي " ( ص 287 )

154 – حديثان لم أعثر على تخريجهما في " تفسير ابن كثير "
• "
إن الله يأمر بالعبد إلى الجنة فيما يبدو للناس، ويعدل به إلى النار " . ( النساء، 142 )
• " إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كافر " . ( الكهف، 18 )، وقال فيه : كما ورد به الحديث الحسن .

155 – حديث قصة الغلام والساحر وأصحاب الأخدود في صحيح مسلم؛ شكّك الحافظان المزّي وابن كثير برفعه
أورد ابن كثير في تفسير سورة البروج الرواية المرفوعة في صحيح مسلم، ثم أتْبَعها برواية الترمذي وقد صُدِّرَت بعبارة ( وكان إذا حدّث بهذا الحديث، حدَّث بهذا الحديث الآخر ... ) وذكر قصة الغلام والساحر وأصحاب الأخدود، ثم قال ابن كثير : وهذا السياق ليس فيه صراحة أن سياق هذه القصة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزِّي : فيحتمل أن يكون من كلام صُهَيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى، والله أعلم .

156 – تحاشي البيهقي الرواية في كتبه عن شيخٍ للشافعي لشدّة ضعفه
قال العلاّمة الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 14 / 60 – 61 ) – بعد أن ذكر تضعيف الأئمة لإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي - : وكأنه لشدّة ضعفه تحاشى الإمام البيهقي – مع خدمته المعروفة لكتب الشافعي – رواية حديثه هذا، مع أنه ساق فيه جُلَّ الأحاديث الواردة في هذه الخطبة ...

157 – ثناء الإمام الألباني على تحقيق د . بشار عواد معروف
قال في " السلسلة الضعيفة " ( 14 / 507 ) : هو المتفرِّد اليوم بطول باعه بالاستكثار من ذكر المصادر تحت كل ترجمة، من المطبوعات والمخطوطات، ممّا يساعد الباحثين على التحقيق والتدقيق في التخريج والتعديل والتجريح .

158 – عدم جواز استقبال هلال القمر عند قول دعاء رؤية الهلال
قال الإمام الألباني في تعليقه على " الكلم الطيِّب " ( ص 139 / حاشية 126 / ط . المعارف ) : يستقبل كثير من الناس الهلال عند الدعاء، كما يستقبلون بمثله القبور، وكل ذلك لا يجوز؛ لِما تقرَّر في الشَّرع أنه " لا يستقبل بالدعاء إلا ما يستقبل بالصلاة "، وما أحسن ما روى ابن أبي شيبة ( 12 / 8 / 11 ) عن عليٍّ رضي الله عنه قال : " إذا رأى الهلال فلا يرفع إليه رأسه، إنما يكفي من أحدكم أن يقول : ربِّي وربُّك الله " . وعن ابن عباس؛ أنه كره أن ينتصب للهلال، ولكن يعترض ويقول : " الله أكبر ... " .

159 – الفرق بين نسبة ( المدني ) و ( المديني )
قال ابن الأبار ( ت 658 هـ ) في كتابه " المعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي " ( ص 259 / ط . الهيئة المصرية العامة للكتاب ) :
قال شيخنا أبو الخطاب القاضي : نقلت من خط أبي مروان بن الصّيْقل رحمه الله، قال لي أبو علي شيخي، قال لي أبو الوليد الباجي شيخي :
كل من مات بالمدينة من أهلها قيل فيه في النسب مدني،
وكل من كان من أهل المدينة فمات بغيرها قيل فيه مديني،
كتب هذا الكلام أبو عبد الله بن أبي البقاء النحوي من شيوخنا، وقال في آخره : وأظنه اصطلاحاً منهم .

160 –


أبو معاوية البيروتي 11-14-2010 08:19 PM





160 – نقد الشيخ الخضير لعقيدة ابن بطوطة
قال الشيخ الخضير في شرحه للامية شيخ الإسلام، عند قوله : ( وإلى السماء كيف ينزل ) :
ابن بطوطة لا يوثق به ولا بوصفه ولا بأخباره ولا بعلمه وبرحلته، لأن هذه الرحلة مشحونة بالشركيات والاعتقاد في الأولياء وأنهم يتصرفون في الكون . يعني مشحونة، ما يمر ببلد إلا ويبحث عن القبور ويبحث له قبر في رأس جبل، يقصده الأيام من أجل أن يتبرك به، وادعى وزعم في بعض الأولياء أنهم يتصرفون في الكون، وأقول من أراد أن يطلع أو يفهم كتاب التوحيد وما يعادي ما في هذه الأبواب في كتاب التوحيد يقرأ مثل هذه الرحلة، يجد الأمثلة لما يعادي هذه الأبواب، والله المستعان نسأل الله السلامة والعافية فمثل هذا لا يوثق به ولا بكلامه . اهـ .
( الشريط الثاني – الوجه الأول )
ملاحظة : لم أسمع الشريط لكني نقلت عمّن فرّغ الكلام من الشريط .

161 – تعامل أهل الصين بالعملة الورقية في القرن الثامن
قال ابن بطوطة ( توفي بين 770 و 790 هـ ) في رحلته المسمّاة " تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار " ( ص 280 / ط . الشركة العالمية للكتاب ) :
ذكر دراهم الكاغد التي بها يبيعون ويشترون
وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم. وجميع ما يتحصل ببلادهم من ذلك يسبكونه قطعاً، كما ذكرناه، وإنما بيعهم وشراؤهم بقطع كاغد، كل قطعة منها بقدر الكف، مطبوعة بطابع السلطان، وإذا تمزقت تلك الكواغد في يد إنسان حملها إلى دار كدار السكة عندنا، فأخذ عوضها جدداً ودفع تلك، ولا يعطى على ذلك أجرة ولا سواها، لأن الذين يتولون عملها لهم الأرزاق الجارية من قبل السلطان، وقد وكّل بتلك الدار أمير من كبار الأمراء. وإذا مضى الإنسان إلى السوق بدرهم فضة أو دينار يريد شراء شيء، لم يؤخذ منه، ولا يلتفت عليه، حتى يصرفه بالبالشت، ويشتري به ما أراد .

162 – غاية شعيب الأرناؤوط الرد على الإمام الألباني بأيِّ أسلوبٍ كان
قال الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على الحديث ( 14262 ) من " المعجم الكبير " ( الطبعة الجديدة ) : الشيخ شعيب سامحه الله دائماً له غاية في تضعيف ما قوَّاه شيخنا أو تصحيح ما ضعّفه، فلذا يشاغب دائماً للردِّ عليه .
وقال في تعليقه على الحديث ( 14750 ) : ... فهو حسن بمجموع تلك الطرق، وتمحّل شعيب الأرناؤوط في تضعيفه للحديث لأن غايتُه الردَّ على الألباني بأيِّ أسلوبٍ كان .

163 – محدِّث لعلّه ما روى في مجموعاته حديثاً صحيحاً !!
قال الذهبي في ترجمة هناد النسفي ( ت 465 هـ ) – تلميذ الحافظ جعفر المستغفري - : لكن الغالب على روايته الغرائب والمناكير. قال السمعاني: حتى كنت أقول متعجباً : لعلّه ما روى في مجموعاته حديثاً صحيحاً إلا ما شاء الله !!
قال أبو معاوية البيروتي : وردت عبارة ( أقول متعجِّباً : لعلّه ما روى ) في الطبعة الهندية للسان الميزان كالتالي : ( أقول تعليقاً روى )، فسقطت عبارة ( لعلّه ما ) فأفسدت المعنى، فلتُصَحَّح .

164 – عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة
وهي مقولة لبعض السلف رحمهم الله، منهم
• سفيان بن عيينة ( انظر ترجمته في " حلية الأولياء " وغيرها )
• أحمد بن حنبل،
قال المروزي ( ت 275 هـ ) في كتاب " الورع " ( ص 80 / ط . المعارف ) : ذكرتُ لأبي عبد الله ( أي أحمد بن حنبل ) الفضلَ وعريه، وفتح الموصلي وعريه وصبره، فتغرغرت عيناه وقال : رحمهم الله، كان يُقال ( عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ) .

165 – دعاء الحاكم النيسابوري عند شربه ماء زمزم أن يرزقه الله حسن التصنيف
قال أبو حازم العبدوي ( ت 417 هـ ) : سمعتُ الحاكم يقول : شربتُ ماء زمزم، وسألتُ اللهَ أن يرزقني حُسْنَ التصنيف . ( تبيين كذب المفتري / ص 228 )
وسُئِلَ الحافظ أبو القاسم الزنجاني ( ت 471 هـ ) أيّ الحفّاظ الأربعة ( الدارقطني، عبد الغني الأزدي، ابن منده، الحاكم ) أحفظ ؟ فقال : ... وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفاً . ( " تاريخ الإسلام " ( 401 – 420 هـ / ص 221 / ط . دار الكتاب العربي )
قال أبو معاوية البيروتي : وفي ظني أن الحاكم تَبِعَ – بعد اقتدائه بحديث النبي صلى الله عليه وسلّم – الإمام ابن خزيمة في دعائه عند شرب زمزم، إذ قال في ترجمته في " تاريخ نيسابور " : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر، سمعتُ ابنَ خزيمة؛ وسُئِلَ : من أين أُوتيتَ العلم ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " ماءُ زمزم لِمَا شُرِبَ له "، وإني لمّا شربتُه سألتُ اللهَ علماً نافعاً . ( سير أعلام النبلاء 14 / 370 )

166 – تصحيح خطأ في ترجمة الحاكم تعاقب مُتَرجِموه على نقله من غير تصويبه
قال أبو يعلى القزويني ( ت 446 هـ ) : للحاكم إلى العراق والحجاز رحلتان، ارتحل إليها سنة ثمان وستين ( أي وثلاث مئة ) في الرحلة الثانية . ( الإرشاد في معرفة علماء البلاد / ص 852 / ط . مكتبة الرشد )
قال أبو معاوية البيروتي : نقل عبارةَ القزويني المترجمون للحاكم – كالذهبي والسّبكي وغيرهما – من دون تعقّب، والصواب – كما ذكر الحاكم عن نفسه – أن له ثلاث رحلات إلى العراق والحجاز، وتبيان ذلك في فصل " رحلات الحاكم " من كتابي " الجامع لترجمة أبي عبد الله الحاكم " ( ص 51 – 58 / ط . دار البشائر الإسلامية )، حيث قمتُ ببحث موسَّع حول المدن التي دخلها الحاكم وكم مرة دخلها، ثم رتّبتُ رحلات الحاكم على السنين، وبيّنتُ أن رحلته الأولى للعراق والحجاز كانت سنة 341 هـ، والثانية كانت سنة 345 هـ، والثالثة والأخيرة كانت سنة 367 هـ، والحمد لله على فضله ومنِّه .

167 – شيخ الشافعية في وقته، وكان يُفتي بخلاف إمامه الشافعي إذا صحَّ الحديث
عبد العزيز بن عبد الله أبو القاسم الداركي الفقيه الشافعي،
ترجم له الخطيب في " تاريخ بغداد "، وقال : كان إذا جاءته مسألة يستفتى فيها تفكر طويلاً ثم أفتى فيها، وربما كانت فتواه خلاف مذهب الشافعي وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما، فيُقال له في ذلك، فيقول : ويحكم ! حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهما .
وقال الخطيب : أخبرنا العتيقي قال : سنة خمس وسبعين وثلاث مئة، فيها توفي أبو القاسم الداركي شيخ الشافعيين يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال، وكان ثقة أميناً، وانتهت الرياسة إليه في مذهب الشافعي .

168 – نتائج النظام السعودي الفريد في العفو عن المسجونين بشرط حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه
صدرت دراسة نظرية تطبيقية ميدانية لهذا القرار للمستشار عيسى الشامخ، قال فيها : ومن أهم النتائج التي توصّلت إليها الدراسة في هذا الجانب أنه لم يَعُدْ إلى السجن أي سجين حفظ كتاب الله كاملاً داخل السجن منذ تطبيق النظام عام 1408 هـ وحتى الانتهاء من هذه الدراسة عام 1418 هـ، وهذه نتيجة لا تضاهيها أية نتيجة في مجال الإصلاح والتأهيل والتهذيب .
" الجواهر والدرر فيما نفع وندر " ( ص 254 / ط . دار البشائر الإسلامية )

169 – مقتطفات من كلام العلاّمة حماد الأنصاري ( ت 1418 هـ ) رحمه الله
- كان يسمِّي الشهادة الدراسية : قارورة تشرب منها لتعيش .
- من يجمع الكتب لا يستطيع أن يجمع المال .
- إن المتزوّج بأربع نسوة يصير شابًّا، بخلاف الذي معه واحدة أو اثنتين أو ثلاث .
- المغرب كله بجميع نواحيه تلامذة للمشارقة، رضوا أم أبوا .
- الريال كلمة إيطالية، أخذتها تركيا من إيطاليا .
- تمنّيت لو أن المخطوطات التي بأيدي الدول العربية الآن هي لأوروبا، لأن الأوروبيين يعرفون قيمتها ويحافظون عليها ويفهرسونها، وأما العرب ... ! فالله المستعان .
- إن المحدِّثين قَلَّ فيهم من يُحْسِن الخط !
- إن الأنصار لم تَقُمْ لهم دولة إلا في غرناطة .
مقتطفات من كتاب " المجموع في ترجمة العلاّمة المحدِّث حماد الأنصاري " جمع ابنه عبد الأول الأنصاري
نقل المقتطفات محمد خير رمضان يوسف في كتابه " الجواهر والدرر فيما نفع وندر " ( ص 61 – 62 )

170 – قال أبو بكر محمد بن هاشم الخالدي ( توفي بين 371 – 380 هـ ) : التعليق في حواشي الكتب كالشَّنوف في آذان الأبكار . اهـ .
والشَّنوف جمع الشَّنْفُ، وهو ما يُلْبَس في أعلى الأُذُن . ( لسان العرب / مادة : شنف )

171 –

أبو معاوية البيروتي 11-16-2010 08:26 PM




171 – تعقّب الإمام الألباني في تعريفه بشيخٍ للطبراني وحكمه على إسنادٍ بالجودة
قال الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1279 ) : ( كان النبي صلى الله عليه وسلّم يلبس يوم العيد بُردة حمراء )
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 53 / 2 - زوائده ) حدثنا محمد بن إسحاق - هو ابن راهويه -، حدثنا أبي، حدثنا سعد بن الصلت، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت ( أي الألباني ) : و هذا إسناد جيد ورجاله كلهم ثقات معروفون غير سعد بن الصلت ... قال الهيثمي ( 2 / 198 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله ثقات " . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : لكن شيخ الطبراني ليس محمد بن إسحاق بن راهويه، فعند رجوعي للمعجم الأوسط تبيّن أن ( محمد بن إسحاق ) الذي يقصده الطبراني هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد النهشلي المعروف بشاذان، فطريقة الطبراني في معجمه الأوسط أن يذكر اسم شيخه معرّفاً إياه عند أول حديث، ثم يذكره في باقي الأحاديث التي رواها عنه مختصراً، وهكذا هنا، فقد سمّاه قبل حديث ( البُردة الحمراء ) بحديثين فقال: حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم – ابن شاذان - : ثنا أبي : نا سعد بن الصلت ...
دليل آخر، أن إسحاق بن إبراهيم - بن شاذان – هو ابن ابنة سعد بن الصلت، قال ابن أبي حاتم في ترجمته في " الجرح والتعديل " : إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن زيد النهشلي المعروف بشاذان الفارسي بن ابنة سعد بن الصلت قاضي فارس، روى عن جده أبي أمه سعد بن الصلت وأبي داود الطيالسي والأسود بن عامر، كتب إلى أبي وإليَّ وهو صدوق . اهـ .
وأما ابنه محمد – شيخ الطبراني -، فرجعتُ إلى " معجمي لشيوخ الطبراني " ( 812 )، وفيه كتبتُ : لم أجد له ترجمة، وجلّ رواياته عن أبيه، وقد ترجم ابن أبي حاتم لأبيه في " الجرح والتعديل " ( 2 / 211 ) . اهـ .
وختاماً، فلا يصلح قول الإمام الألباني ( هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون ) لأنه عدا عن كلامه عن سعد بن الصلت، فمحمد بن إسحاق – ابن شاذان - مجهول الحال، والله أعلم .

172 – شاعر يهودي يُضمنُ شعره آيات من القرآن يحرِّفها عمّا أُنزِلَت، فلم يُنكِر عليه أحد، فسقطت مدينة إشبيلية !!
وهي مدينة جنوب غرب إسبانيا، فتحها المسلمون سنة 94 هـ، واسترجعها النصارى سنة 646 هـ .
قال أبو عمر بن خليل الإشبيلي في كتاب " لحن العوام " : قد كان بإشبيلية إبراهيم بن سهل اليهودي الشاعر، يُضمنُ شعره آيات من القرآن يحرِّفها عمّا أُنزِلَت، فلم يُغيِّر عليه أحدٌ، ولا أنكره عليه من أئمتها، فكان ذلك سبباً في أخذ الكفرة إشبيلية، أعادها الله لديوان الإسلام ... اهـ . ثم ذكر بعض أبياته .
" فتح المغيث بحكم اللحن في الحديث " لمحمد بن الحاج الإفراني ( ت 1154 هـ )

173 – زجّ من يحلق لحيته في السجن !!
قال إسماعيل بن سعد بن عتيق في " أعلام وعلماء عايشتهم " ( ص 36 / دار أطلس الخضراء ) : اشتكى الشيخ عبد الله السليمان إلى الشيخ عبد الله بن حميد – وكان إذ ذاك رئيس المحاكم الشرعية – كثرة من يحلق لحيته ويسبل ثوبه من الشباب، فقال الشيخ عبد الله بن حميد : احبسهم . ظنّ الشيخ عبد الله السليمان أن هذا أمر منه بحبس أولئك النفر، فكان يلتقط من حلق لحيته ويزجّ به في السجن، حتى تكاثر المسجونون، وكان له من الصلاحية آنذاك ما تفوق صلاحية الإمارة، فالأمير لا يسجن إلا لحكم شرعي، لكن الهيئات لها من الصلاحيات غير المحدودة، فاشتكى الناس وأبرقوا للملك سعود صنيع رئيس الهيئات، فأمر الملك فوراً بعزله من الهيئات وأخرج المسجونين .

174 – شعر أحمد شوقي – الملقَّب بأمير الشعراء – في الميزان
أحمد شوقي (1285 - 1351 ه = 1868 - 1932 م)
يُلَقَّب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة .
وللشيخ عبد الكريم بن صالح آل حميد كتاب " الكافي في التحذير من مضلاّت القوافي : تعقيبات على ديوان أحمد شوقي الشوقيّات " طُبِع في دار الأنصار / بريدة في ( 82 صفحة )، قام فيه بقراءة ديوان " الشوقيّات " وعقَّب بما وجده فيه من الضلال والمخالفات الشرعيّة، وقال في مقدِّمته : والذي يزن شعر شوقي بميزان الدين يعلم أن الشيطان قد استحوذ عليه ونطق بما قال على لسانه، وقال : إنه لمن التباس الحق بالباطل بل ومن نصرة الباطل أن يُثنَى على هذا الضال المضل وأمثاله فينخدع الجهّال ويهيموا في أودية الضلال، إن في شعر شوقي من الضلال والكفر شيئاً عظيماً، لذل قمتُ بكتابة هذه التنبيهات والتعقيبات .

175 – كتاب " العقائد " منحول على الإمام ابن كثير
سُئِلَ الشيخ علي بن عبد العزيز الشبل عن الكتاب فقال أنه منحولٌ على الإمام ابن كثير، فلا يُعرَف من خلال ترجمته أنه ذُكِرَ من ضمنها، وأيضاً يحتوي على بعض العقائد الفاسدة كالأشعرية . وقال : وقد وقفتُ على مخطوط الكتاب . اهـ .

176 – ابن أبي العز الحنفي – شارح العقيدة الطحاوية – من تلاميذ الحافظ ابن كثير
لم أرَ من ذكره ضمن تلامذة الحافظ ابن كثير، ولا حتى د . مسعود الرحمن خان الندوي في كتابه " الإمام ابن كثير، سيرته – مؤلفاته – ومنهجه في كتابة التاريخ " الذي طُبِع في دار ابن كثير / دمشق، رغم أنه عقد فصلاً لتلامذة ابن كثير وعدَّد منهم 14 تلميذاً .
ولقد ذكر ابن أبي العز شيخَه ابن كثير في " شرحه على العقيدة الطحاوية " فقال عند كلامه على الحوض : لقد استقصى طرقها شيخنا الشيخ عماد الدين ابن كثير تغمّده الله برحمته في آخر تاريخه الكبير المسمّى بـ " البداية والنهاية " . اهـ .

177 – سقوط همزة الوصل من كلمة في مصحف المدينة النبوية الذي يصدره مجمع الملك فهد
كان أول إصدار للمجمع سنة 1405 هـ، وتمّت " مراجعة هذا المصحف الشريف على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط والفواصل والوقف والتفسير " ليخرج على أتقن وجه بإذن الله، وخرج وطُبِع منه الملايين وانتشر في العالم الإسلامي، جزى الله كل من شارك في إخراجه خير الجزاء .
لكن، قدّر الله وما شاء فعل، سقطت في أوائل طبعاته همزة الوصل من كلمة ( وَاعْبُدُواْ ) في سورة الحج / الآية 77 ، وبقي السقط حتى تداركه القائمون على طباعة المصحف سنة 1413 هـ أو 1414 هـ ، وهذا السقط لاحظته بنفسي أثناء مراقبتي للمصاحف على فترة من السنين، فمن كان عنده ( مصحف المدينة النبوية ) في أوائل سنواته فليضِف همزة الوصل .

178 – دمج آيتين كأنها آية في أكثر من مئة ألف نسخة من " زاد المعاد " لابن القيم ( ط . مؤسسة الرسالة / بيروت )
منذ قرابة العشر سنوات، مرَّ معي خطأ فادح في طبعة مؤسسة الرسالة / بيروت؛ ألا وهو دمج آيتين من القرآن لتصبحا كأنهما آية واحدة !!
جاء في " زاد المعاد " ( المجلد الثالث / الطبعة الـ 27 لمؤسسة الرسالة / سنة 1415 هـ ) في ( فصل في قدوم وفد بني المنتفق ) التالي : وقوله : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}[فصلت: 39]، ونظائره فى القرآن كثيرة . اهـ .
والصواب أنها آيتان :
1 – ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ) ( فصلت، 39 ) .
2 – (فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) ( الحج، 5 ) .
ثم بعدها بفترة كنتُ زائراً لمعرض بيروت الدولي للكتاب، فمررتُ بجناح مؤسسة الرسالة، فأخبرني الأخ المسؤول أنهم طبعوا من " زاد المعاد " ما يزيد على مئة ألف نسخة، فقلتُ له : والمصيبة أنه طُبِع منه مئة ألف نسخة ولم تصحِّحوا خطأً فادحاً في إحدى آياته !! وأريته الخطأ، فأوصل الخبر للمؤسسة، وأصلحوا الخطأ، والحمد لله، فمن كان عنده إحدى تلك النسخ فليصحِّح الآية .

179 -

أبو معاوية البيروتي 11-19-2010 09:24 PM



179 – سبب تسلّط نساء مصر على رجالها !!
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " – بعد أن ذكر غرق فرعون وجنوده - : هلك الملك وحاشيته وأمراؤه وجنوده ولم يبق ببلد مصر سوى العامة والرعايا، فذكر ابن عبدالحكم في تاريخ مصر أنه من ذلك الزمان تسلّط نساء مصر على رجالها بسبب أن نساء الأمراء والكبراء تزوّجن بمن دونهن من العامة، فكانت لهنَّ السطوة عليهم، واستمرت هذه سنة نساء مصر إلى يومك هذا . اهـ .
والنص في " فتوح مصر وأخبارها " لابن عبد الحكم ( ت 257 هـ ) هو التالي : كان نساء أهل مصر حين غرق من غرق منهم مع فرعون من أشرافهم ولم يبق إلا العبيد والأجراء لم يصبرن عن الرجال، فطفقت المرأة تعتق عبدها وتتزوجه، وتتزوج الأخرى أجيرها، وشرطن على الرجال أن لا يفعلوا شيئاً إلا بإذنهنّ فأجابوهنّ إلى ذلك، فكان أمر النساء على الرجال .
قال عثمان : فحدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب إن نساء القبط على ذلك إلى اليوم اتباعاً لما مضى منهم لا يبيع أحدهم ولا يشتري إلا قال : أستأمر امرأتي . اهـ .

180 – من لُقِّبَ بـ " عاشق الكلاب "
قال ابن الطحان ( ت 416 هـ ) في " تاريخ علماء أهل مصر " ( ص 22 / ط . دار العاصمة ) :
- إبراهيم بن عبد الحميد بن علي، أبو إسحاق القزاز، يُعرَف بابن أبي نصر المصري الفسطاطي، عاشق الكلاب، أبو إسحاق، يروي عن محمد بن عمر الأندلسي، حدثونا عنه .

181 – محدِّث يستغفر الله لاضطراره ذكر أهل بدع في كتابه
قال الحافظ أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي – المعروف بابن الطحان ( ت 416 هـ ) - في كتابه المؤتلف والمختلف : أحمد بن أبي دواد، لولا التصحيف لم أذكره في كتابي هو وأبو حريش، وأنا أستغفر الله من ذكرهما . انتهى .
" توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكُناهم " لابن ناصر الدين الدمشقي ( ت 842 هـ )

182 – شيخة صوفية لبست الخرقة !!
قال ابن حجر في " انباء الغمر " ( 9 / 70 ) : بلقيس بنت بدر الدين محمد بن شيخنا سراج الدين البلقيني ، ماتت في ذي القعدة ( سنة 841 هـ )، وكانت لها شهرة تغني عن ذكرها ، وهي لسان أهل بيتها ، وسلكت أكثر من عشرين سنة طريق التصوف ، ولبست الخرقة من جماعة وتسمت بالشيخة ووقع في ذلك أضحوكات - وبالله المستعان -، وأظنها جاوزت الستين . اهـ .

183 – سبب ابتداء بدعة الصلاة والسلام على رسول الله بعد الأذان
قال المقريزي ( ت 845 هـ ) في ترجمة " شمس الدين الطرابلسي الحنفي " ( ت 799 هـ ) في كتابه " درر العقود الفريدة " : أخبرنا أن سبب إحداث الصلاة والسلام بعد كل أذان، أن في سنة إحدى وتسعين وسبع مئة اجتمع عند بعض الفقراء الخلاطين جماعة فقراء في ليلة الجمعة، فلمّا أذَّن العشاء الآخرة سلَّم المؤذّن على رسول الله صلى الله عليه وسلّم كما كانت العادة في ليالي الجُمَع بديار مصر، فلمّا رأى استحسان الفقراء أصحابه لذلك قال : أتحبّون أن يكون هذا السلام عند كلِّ أذان ؟ فقالوا : نعم، فمضى من الغد إلى نجم الدين محمد الطُّنْبُذي مُحتسِب القاهرة وقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلّم في النوم، وهو يسلِّم عليك ويقول لك : مُرْ المؤذنين أن يُسَلِّموا عليَّ بعد كلِّ أذان، وكان المذكور جاهلاً، فأمر مؤذّني القاهرة أن يُسَلِّموا على النبي عليه السلام بعد كل أذان، فاستمر ذلك . اهـ .

184 – من كان يرى أن النهي عن اجتناب المسجد لمن أكل الثوم أو البصل أو الكرّاث خاص بالمسجد النبوي
قال المقريزي ( ت 845 هـ ) في ترجمة " محمد بن محمد بن سالم الحنبلي " ( ت 795 هـ ) في كتابه " درر العقود الفريدة " : كان يرى أن النهي عن اجتناب المسجد لمن أكل الثوم أو البصل أو الكرّاث خاص بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، قال في الحديث : " فإن الملائكة تتأذى ممّا يتأذّى منه بنو آدم "، فلو قلنا بعمومه في سائر المساجد لَيَعُمَّنَّ المنع من اجتناب أكل ذلك، فإنه ثبت أن مع كل إنسان ملكين، فلمّا أُكِلَ على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأقرَّ الأكل والإذن له تيقنّا إباحة الكلّ، وعرفنا أن النهي خاص بمسجد المدينة كما اختصّ بأشياء سوى هذا . اهـ .

185 – لماذا علينا أن لا نستخدم الخدم الكفّار
قال محمد بن عبد الكريم التلمساني ( ت 909 هـ ) في " مصباح الأرواح في أصول الفلاح " ( ص 29 / ط . العلمية ) : أخبرني بعض الإخوان، وكان قاضياً في هذه الأوطان، أنه لمّا وَلِيَها وولي القضاء بها، استعمل يهوديًّا في اشتغاله، قال : وكانت منِّي زلَّة في استعماله حين ظننت أن تخدّمه من إذلاله، قال : فكان يتصرّف في أشغالي ويُظهِر النصيحة لي، فأعطيته يوماً ثيابي ليغسلها ولم آمنه أن يغيب عليها، فكان بين يديّ يغسل وأنا أنظر حتى عرضت لي حاجة، فدخلتُ إليها ورجعتُ بسرعة فوجدته فوق ثيابي وهو يبولُ عليها، فربطته وضربته ما شاء الله على فعله، وتُبْتُ من قُرب أعداء الله ورسوله .
وأخبرني أيضاً بعض الناس أنه رأى يهودية تعجن خبز مسلم وهي تمخط بيدها وتعجن قبل أن تغسلها، وأخبرني أيضاً أنه رأى يهودية أخرى تعجن خبز مسلم وتأخذ القمل من رأسها وتقتله بين أظفارها، وتعجن من غير أن تغسل يدها، والأخبار في ذلك كثيرة، ولا يستبعد هذا إلا ضعيف البصيرة، ألم ترَ إلى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) ( آل عمران، 118 ) . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وقد سمعتُ قُصصاً في عصرنا عن خدم بوذيين أو هندوس أو غيرهم يعملون في بلاد المسلمين، يفعلون بعض ما ذكره التلمساني رحمه الله، ويقومون بإلقاء النجاسات والقاذورات في طعام أسيّادهم الذي يطبخونه لهم، وأمور أخرى منكرة، فلنَكُنْ على حذر وبصيرة، والله المستعان .

186 – الشيخ الألباني يُستَدعى للتحقيق حول عقيدته ودعوته السلفية !! وحفظ الله لوليِّه الصالح

كتب الشيخ الألباني رحمه الله في أوراقٍ في إحدى الكتب في مكتبته المحفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية :
9 - ... دُعِيتُ صباح يوم الاثنين 12 جمادى الأولى سنة 1378 هـ إلى الشُّرَط، وحققوا معي هناك عن عقيدتي ودعوتي التي أَدْعو إليها، بناءً على مضبطة قُدِّمَت إليهم موقَّعة بعشرات التواقيع، منها كلمة من المفتي أبي اليسر، واستمروا في التحقيق معي حتى بعد الدوام الرسمي بنصف ساعة، ثم أطلقوا سبيلي على أنّي أعود إليهم صباح الثلاثاء، بناءً على أن يحيلوني إلى النيابة للمحاكمة ! فعُدْتُ إليهم وقدَّمْتُ إلى أحدهم هدية كتابي " تحذير الساجد "، ويبدو أنه تبيَّن له منه كذبَ ما في المضبطة، وكان فيها أشياء كثيرة من الأكاذيب؛ منها أنني أقول :
• إن محمداً ( ص ) رجلٌ عادي ! وإنّ كل شخص بإمكانه يصير أفضل منه !!
فدُعِيتُ إلى رئيس ديوان الشّعبة السياسية، فسألني بعض الأسئلة، أجبته عليها بكل ( حرية ؟ ) وتفصيل، فكان جوابه : اذهب مع السلامة . فسبحان ربي الأعلى .

قال أبو معاوية مازن البحصلي البيروتي : كلام الشيخ الألباني رحمه الله موجود ضمن بضعة أوراق دوَّن فيها الشيخ بعض ذكرياته داخل إحدى الكتب في مكتبته في " الجامعة الإسلامية "، صوّرتها السنة الماضية أثناء اعتماري، وأقدم تاريخ كتبه الشيخ فيها هو ولادة ابنه عبد الرحمن يوم 3 رمضان سنة 1362 هـ .

187 – المجموع الأدبي المسمّى " السفينة "
قال كوركيس عوّاد : السفينة بمعنى المجموع الأدبي، من الألفاظ التي شاع ذكرها في كتب التاريخ والأدب العربي، وفات أصحاب المعاجم التنويه بها : لفظة ( السفينة ) بمعنى المجموع الأدبي، فالسفينة مجلد يضمّ بين دفَّتيه أشعاراً ونوادر وأخباراً وطرائف، يدوِّنها جامعوها بحسب ما يتذوّقونه وما يقع عليه اختيارهم من منظوم ومنثور، فقد حكى الثعالبي في " من غاب عنه المطرب " ( ص 101 ) : بلغني أنه لمّا حُمِلَ ديوان شعر أبي مطران الشاشي إلى الصاحب بن عبّاد استحسن منه أبياتاً دون العشرة، وعلّم عليها ليأمر بنقلها إلى سفينة كانت تجمع له ما تلذّ به الأعين وتشتهيه الأنفس، فمنها قوله ...
وقد كان بعض الرؤساء يُعنى بمثل هذه السفينة الأدبية، فيكتبها بخطِّه، على حد ما رواه الثعالبي بقوله : وجدتُ في سفينة بخط الشيخ الرئيس أبي محمد عبد الله بن إسماعيل الميكالي لأبي بكر بن شوذيه الفارسي . ( يتيمة الدهر له 3 / 384 ) اهـ .
" إمام الشام في عصره، جمال الدين القاسمي " ( ص 55 – 56 / حاشية 1 )

188 – من اختار المنهج السَّلفي وملازمة دروس المشايخ السلفيين على البقاء في بيت والده
قال الشيخ محمود العطّار : لزمتُ حلقة الشيخ جمال الدين القاسمي ( ت 1332 هـ )، وأصبحتُ أَتْبَعَ له من ظلّه ... فوشى الواشون إلى والدي أنِّي ملازم لدروس الشيخ وفيها التضليل والزَّيغ والإلحاد على زعمهم، فحاول والدي أن يقطعني عن الدرس فلم أنقطع، ثم خَيَّرَني ما بين الدرس وما بين بقائي في داره، فرغبتُ في الدرس، وانقطعتُ عن دار أبي، وبقيتُ بعيداً عن أهلي، إلى أن زار والدي شيخي وحضر درسه فأُعْجِبَ به ورضي عنّي .
مجلة " التمدّن الإسلامي " ( 33 / 405 – 407 / سنة 1386 هـ )
نقله الشيخ محمد بن ناصر العجمي في كتابه " إمام الشام في عصره جمال الدين القاسمي " ( ص 289 )
قال أبو معاوية البيروتي : وكذلك الإمام الألباني، خيّره والده بين ترك المنهج السلفي أو بين ترك داره، فاختار البقاء على المنهج السلفي وفارق دار والده، رحم الله علماء السَّلف، كم ضحُّوا في سبيل هذا الدين والمنهج القويم .

189 – موتى غداً يبكون على ميّت اليوم !!
عن يحيى بن جابر قال : خرج أبو الدرداء في جنازة، فرأى أهل الميّت يبكون عليه، فقال : مساكين، موتى غداً يبكون على ميِّت اليوم ؟!
رواه أبو حاتم ( ت 277 هـ ) في كتاب " الزُّهد " ( ص 35 / ط . دار أطلس للنشر والتوزيع )

190 – سقطُ صفحتين من " لسان الميزان " الموجود في " المكتبة الشاملة " !!
والسقط يشمل أربعة عشر ترجمة ( من ترجمة محمد بن نصير الواسطي حتى ترجمة محمد بن نهار )؛ في المجلد الخامس من الطبعة الهندية ( ص 406 و 407 )، وفي المجلد السابع ( ص 548 ) من طبعة ( مكتب المطبوعات الإسلامية ) التي حققها أبو غدة ، وجاء فيهما :
ومات سنة ثلاثين وست مائة (( صفحة فارغة )) (( صفحة فارغة )) أبو بكر الشافعي وروى هو عن عمير الرياشي .
فليُستَدرك .

191 – إذا رأيت الرجل يحرص على أن يؤمَّ فأَخِّرْهُ
قال الحافظ ابن الجعد ( ت 230 هـ ) في " مسنده " : حدثنا أبو سعيد، نا ابن أبي غنية، عن سفيان ( وهو الثوري ) قال : إذا رأيت الرجل يحرص على أن يؤمَّ فأَخِّرْهُ .

192 – تربية الشيخ لتلاميذه على حديث " فليأخذ بيمينه وليُعْطِ بيمينه، فإن الشيطان يأخذ بشماله ويُعْطي بشماله "
• قال الحاكم في " تاريخ نيسابور " : سمعت أبا عمرو بن إسماعيل يقول : كنت فى مجلس ابن خزيمة، فاستمدّني مدة، فناولته بيساري إذ كانت يميني قد اسودّت من الكتابة، فلم يأخذ القلم وأمسك، فقال لي بعض أصحابه : لو ناولت الشيخ بيمينك، فأخذت القلم بيميني فناولته، فأخذ مني .
" طبقات الشافعية الكبرى " لتاج الدين السّبكي ( ت 771 هـ )

• كان الشيخ الألباني رحمه الله لا يأخذ من أحدٍ شيئاً ناوله إياه بشماله إطلاقاً، ويقول لذلك المعطي : الله يهديك، الله يهديك .. ويكرِّر ذلك حتى يتنبّه المُعطي إلى ذلك فيناوله باليمين .
" الإمام الألباني ... مواقف ودروس وعبر " ( ص 95 )

193 – هل رأيتم من ينصر السنة والحديث في مثل هذا الموطن في عصرنا هذا ؟!
قال الشيخ علي خشّان : واللهِ ما أبصرت عيناي فيما أعلم أحداً أحرص على السنة، وأشدّ انتصاراً لها، وأتبع لها من الألباني .
لقد انقلبت به السيارة ما بين جدّة والمدينة المنوّرة، وهرع الناس وهم يقولون : يا ستّار يا ستّار، فيقول لهم ناصر الحديث وهو تحت السيارة المنقلبة : ( قولوا يا سِتِّير، ولا تقولوا يا ستّار، فليس من أسمائه تعالى الستّار )، وفي الحديث : " إن الله حيي ستّير يحب الستر "، أرأيتم من ينصر السنة والحديث في مثل هذا الموطن في عصرنا هذا ؟ اللهم إلا ما سمعنا عن عمر بن الخطّاب وأحمد بن حنبل وغيرهما من سلف هذه الأمة . اهـ .
" مقالات الألباني " ( ص 191 / دار أطلس للنشر والتوزيع )

194 – خفاء بعض السنن على ابن مسعود رضي الله عنه مع قِدَم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلّم
• منها رفعه ليديه عند تكبيرة الإحرام فقط

فعن عبد الله بن مسعود قال : ألا أصلّي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟
قال علقمة : فصلّى؛ فلم يرفع يديه إلا أول مرة . ( رواه أحمد وأبو داود والترمذي )
• منها سنة الأخذ بالركب في الركوع، فكان رضي الله عنه ينكرها، ويذهب إلى التطبيق، مع ثبوت أنه منسوخ، ... ولذلك أجمع العلماء على رد ما رواه من التطبيق . اهـ .
" أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم " ( 2 / 610 – 611 / ط . المعارف ) للإمام الألباني
قال أبو معاوية البيروتي :
• ومنها أن قوماً ثلاثة إن أرادوا صلاة الجماعة صلّوا جميعاً بجنب بعضهم البعض، ففي صحيح مسلم ( 534 ) عن الأسود وعلقمة قالا : أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِى دَارِهِ فَقَالَ : أَصَلَّى هَؤُلاَءِ خَلْفَكُمْ ؟ فَقُلْنَا : لاَ . قَالَ : فَقُومُوا فَصَلُّوا. فَلَمْ يَأْمُرْنَا بِأَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ - قَالَ - وَذَهَبْنَا لِنَقُومَ خَلْفَهُ فَأَخَذَ بِأَيْدِينَا فَجَعَلَ أَحَدَنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ شِمَالِهِ - قَالَ - فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعْنَا أَيْدِيَنَا عَلَى رُكَبِنَا - قَالَ - فَضَرَبَ أَيْدِيَنَا وَطَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ - قَالَ - فَلَمَّا صَلَّى قَالَ ... وَإِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَصَلُّوا جَمِيعًا وَإِذَا كُنْتُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ وَإِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَفْرِشْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَلْيَجْنَأْ وَلْيُطَبِّقْ بَيْنَ كَفَّيْهِ .

195 – الحديث الذي رواه الحافظ أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه ثم نسيه !!
في صحيح مسلم ( 2221 ) أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ عَدْوَى ». وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ ». قَالَ أَبُو سَلَمَةَ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُمَا كِلْتَيْهِمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ صَمَتَ أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ قَوْلِهِ « لاَ عَدْوَى ». وَأَقَامَ عَلَى « أَنْ لاَ يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ ». قَالَ فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِى ذُبَابٍ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِى هُرَيْرَةَ - قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ تُحَدِّثَنَا مَعَ هَذَا الْحَدِيثِ حَدِيثًا آخَرَ قَدْ سَكَتَّ عَنْهُ كُنْتَ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ عَدْوَى ». فَأَبَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْ يَعْرِفَ ذَلِكَ وَقَالَ « لاَ يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ ». فَمَا رَآهُ الْحَارِثُ فِى ذَلِكَ حَتَّى غَضِبَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ فَقَالَ لِلْحَارِثِ أَتَدْرِى مَاذَا قُلْتُ قَالَ لاَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ. قُلْتُ أَبَيْتُ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَلَعَمْرِى لَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ عَدْوَى ». فَلاَ أَدْرِى أَنَسِىَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَوْ نَسَخَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ الآخَرَ . اهـ .
وفي كتاب " العلل ومعرفة الرجال " ( 4865 – 4866 ) للإمام أحمد ، أن أبا سلمة قال : فما سَمِعتُهُ نسي حديثًا قط قبله، وأشهد بالله لقد سَمِعتُهُ منه . اهـ .

196 –

أبو معاوية البيروتي 12-04-2010 10:58 AM



196 – أمنية بعض أهل البدع التمكّن من رقاب السلفيين !!
الشهر الماضي، كنتُ أمشي إلى المسجد لأداء صلاة العِشاء، والوقتُ تأخَّر بعض الشيء حتى بدأوا بالصلاة في ظنّي، فمررتُ بأربعة من فرقة الأحباش وقد جلسوا في الشارع يسمرون، فبعد أن جاوزتهم نادى أحدهم بصوتٍ عالٍ : ( اللهمّ مكّنّا من رقابهم ) - يقصدني - ! ففضّلتُ أن أُكْمِل طريقي لأُدرِك صلاة الجماعة أكلِّمهم، وأدركتُ الركعة الثانية والحمد لله .
وها هو الإمام أحمد ( ت 241 هـ ) عندما كان يُضْرَب في حضرة المعتصم، فيقول ابن سماعة للمعتصم : يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه ودمه في رقبتي !!
وها هو شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري ( ت 481 هـ )، قال ابن طاهر : سمعته يقول : عُرِضتُ على السيف خمس مرات، لا يُقال لي : ارْجِعْ عن مذهبك، ولكن يُقال لي : اسْكُتْ عمّن خالفك، فأقول : لا أسكت !!
وستأتي نُبذة عن سيرة الشيخ إحسان إلهي ظهير والتهديدات التي تعرّض لها في حياته رحمه الله .


197 – اجتناب غلط قبيح في الكتابة يقع فيه الكثير !
قال الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " : أخبرني عبد العزيز بن علي ، قال : قال لنا أبو عبد الله بن بطة :
وفي الكتاب من يكتب " عبد الله "، فيكتب " عبد " في آخر السطر ويكتب " الله بن فلان " في أول السطر الآخر ، أو " عبد " في سطر و " الرحمن " في سطر ، ويكتب بعده " ابن " ، وهذا كله غلط قبيح ، فيجب على الكاتب أن يتوقاه ويتأمله ويتحفظ منه .

قال أبو بكر – هو الخطيب البغدادي - : وهذا الذي ذكره أبو عبد الله صحيح ، فيجب اجتنابه ، ومما أكرهه أيضاً أن يكتب : " قال رسول " في آخر السطر ، ويكتب في أول السطر الذي يليه " الله صلى الله عليه " ، فينبغي التحفظ من ذلك . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وكثيراً ما رأيت هذا الخطأ في الكتب المطبوعة، بل وفي كتب متون الحديث، والله المستعان .

198 – هل من لحن في روايته لحديث النبي صلى الله عليه وسلّم يدخل في الوعيد بالنار لمن كذب عليه ؟!
قال الأصمعي ( ت 215 هـ ) : إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار "، لأنه لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه .
" تاريخ دمشق " ترجمة الأصمعي

199 – لا فائدة في علوِّ الإسناد مع عدم صحته
قال الحافظ العراقي ( ت 806 هـ ) في " الأربعين العشارية " ( ص 235 / ط . دار ابن حزم ) : قد روينا عدّة أحاديث تساعيات لا يصح أسانيدها، ولا فائدة في العلو مع عدم الصحة .

200 – من شجاعة الشيخ إحسان إلهي ظهير ( ت 1407 هـ ) في ردوده على أهل البدع
قال الشيخ عابد إلهي ظهير : كان الشيخ إحسان إذا ألّف كتاباً ضد الفرق يرسل منه نسخاً إلى العلماء المشهورين، حتى إنه يرسل إلى أعدائه من الرافضة وغيرهم، أما الرافضة فكانوا يؤلِّفون ضدّه ويردّون عليه ولا يرسلون إليه البتّة، بل إنهم يرمزون لأسمائهم ولا يصرِّحون بها في كتبهم، أما هو فكان يرسل ويكتب عنوانه كاملاً ورقم هاتفه .
وكان يذهب لمناظرة الفرق الضالة في عقر دارهم وفي محافلهم .
وكان يُهَدَّد بالقتل كتابيًّا وهاتفيًّا، وأُهْدِرَ دمه مراراً، وعرض أحدهم مئتا ألف دولار لمن يأتي برأسه، وزاره الشيخ عبد القادر شيبة الحمد في باكستان مرّة وهو مصاب بالرصاص، وقد هُدِّد مرات ومرات مِن قِبَل أهل الأهواء، فهم ما رأوا أحداً من المعاصرين بعد محبّ الدين الخطيب ( ت 1389 هـ ) أشدّ منه .
وكان خاتمة جهاده رحمه الله أنْ فجَّر الأعداء المنصّة التي كان يُلقي محاضرته عليها بمدينة لاهور / باكستان في 23 رجب سنة 1407 هـ .
" الشيخ إحسان إلهي ظهير، منهجه وجهوده في تقرير العقيدة والرد على الفرق المخالفة " ( ط . دار المسلم / الرياض ) لد . علي الزهراني

201 – من احترام الشيخ إحسان وتقديره لشيخه الإمام الألباني رحمهما الله
قال الإمام الألباني لعابد شقيق الشيخ إحسان : " لقد كان من الأذكياء، ولا أنسى أخلاقه وتأدّبه معي "، وذكر له أن الشيخ إحسان سافر معه – أي مع الألباني – إلى مدينة لندن، فكان يُدَلِّك قَدَمَي الشيخ الألباني احتراماً وتقديراً له .
" الشيخ إحسان إلهي ظهير، منهجه وجهوده في تقرير العقيدة والرد على الفرق المخالفة " ( ص 114 / ط . دار المسلم )



202 – المجاهدة وتحمّل الأذى للوصول إلى مجلس العلم
قال هارون بن موسى النحوي ( ت 401 هـ ) : كنا نختلف إلى أبي علي البغداذي رحمه الله وقت إملائه " النوادر " بجامع الزهراء، ونحن في فصل الربيع، فبينما أنا ذات يوم في بعض الطريق؛ إذ أخذتني سحابة فما وصلتُ إلى مجلسه رحمه الله إلاّ وابتلّت ثيابي كلُّها، وحوالي أبي علي أعلامُ أهل قرطبة، وأمرني بالدنوِّ منه، وقال لي : مهلاً يا أبا نصر، لا تأسف على ما عرض لك؛ فذا شيء يضمحل عنك بسرعة بثيابٍ غيرها تبدِّلها .
قال : وقد عرض لي ما أبقى بجسمي نُدُوباً يدخل معي القبر؛ ثم قال : أنا كنت أختلف إلى ابن مجاهد رحمه الله، فادّلجتُ إليه لأتقرّب منه، فلمّا انتهيتُ إلى الدرب الذي كنتُ أخرجُ منه إلى مجلسه ألفيتهُ مغلَقاً وعسر عليّ فتحه، فقلتُ : سبحان الله ! أبكِّر هذا البُكور وأُغلَبُ على القرب منه ! فنظرتُ إلى سَرَب بجنب الدار فاقتحمته، فلمّا توسّطته ضاق بي ولم أقدر على الخروج ولا على النهوض، فاقتحمته أشد اقتحام، حتى نفذتُ بعد أن تخرّقتْ ثيابي وأثّر السرب في لحمي حتى انكشف العظم، ومنّ الله عليّ بالخروج، فوافيتُ مجلسَ الشيخ على هذه الحال؛ فأين أنتَ ممّا عرض لي !

203 – أبيات في المجاهدة وتحمّل الأذى في طلب العلم
قال هارون بن موسى النحوي : وأنشدنا أبو علي البغداذي :
دَبَبْتُ للمجدِ والساعون قد بلغوا .......... جَهْد النفوس وألقوا دونه الأُزرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهم ............ وعانقَ المجد مَن أوفى ومَن صَبَرا
لا تحسَبِ المجدَ تمراً أنتَ آكلُه ........... لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبِرا
" انباه الرواة على أنباه النُحاة " ( 3 / 362 – 363 ) لعلي بن يوسف القفطي ( ت 646 هـ )

204 – المَلَك عن يمين الإنسان يرد السلام
عن عبد الله بن الصامت قال : قلتُ لأبي ذر : مررت بعبد الرحمن بن أم الحكم فسلَّمتُ فما ردَّ عليَّ شيئاً، فقال : يا ابن أخي ما يكون عليك من ذلك، رَدَّ عليك من هو خير منه، ملك عن يمينه .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1038 )، وصحّح الألباني إسناده موقوفاً على أبي ذر رضي الله عنه .

205 – الأذان عند رؤية الغيلان
عن أسير بن عمرو قال : ذُكِرَ عند عمر الغيلان، فقال : إنه لا يتحول شيء عن خلقه الذي خُلِقَ له، ولكن فيهم سحرة من سحرتكم، فإذا رأيتم من ذلك شيئاً فأذِّنوا .
رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنّفَيهما، وصحّح إسناده ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 344 ) .

206 - من تكلم بكلامٍ منافٍ لمعنى الطلاق ومطلق الفرقة وقصد به الطلاق لا يقع
قال ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 558 ) – عند حديث النبي صلى الله عليه وسلّم : (أَلاَ تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ ) - :
واستنبط منه النسائي أن من تكلم بكلامٍ منافٍ لمعنى الطلاق ومطلق الفرقة وقصد به الطلاق لا يقع، كمن قال لزوجته كُلِي وقصد الطلاق فإنها لا تطلق، لأن الأكل لا يصلح أن يفسر به الطلاق بوجه من الوجوه، كما أن مذمّماً لا يمكن أن يفسر به محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بوجه من الوجوه .

207 – أبو نصر الفارابي الفيلسوف ( ت 340 هـ ) يستعمل الموسيقى ليتلاعب بالقوم !!
حُكِي أن الصاحب ( بن عبّاد ) أو غيره ظفر بالفارابي ذات مرة، وقد عرفوه واحترموا جانبه وأبو نصر انبسط معهم، وكان حاذقاً بعلم الموسيقى فأخذ في بعض مجالسهم شيئاً من الملاهي، وضرب ضرباً فضحك القوم كلهم، ثم ضرب ضرباً فبكى القوم كلهم، ثم ضرب ضرباً فنام القوم كلهم، ثم قام وفارقهم وهرب .
" آثار البلاد وأخبار العباد " لزكريا بن محمد القزويني ( ت 682 هـ )

208 – رسالة السيوطي الصوفي في جواز وجود الولي بعدّة أماكن في وقتٍ واحد، بل زعم خادمه أنه خطا خطوات فانتقل من مصر إلى مكة !!
قال ابن العماد ( ت 1089 هـ ) في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " ( 8 / 130 ) – في ترجمة عبد القادر الدشطوطي ( ت 924 هـ ) - : ألف السيوطي بسببه تأليفاً في تطوّر الولي، ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرُفِع إليه سؤال في حكم المسئلة، قال : فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر وذكرت له القصة، فقال : لو قال أربعة أني بت عندهم لصدقوا ! قال السيوطي : فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطوّر الولي، وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء كابن السبكي والقونوي وابن أبي المنصور وعبد الغفار القوصي واليافعي رضي الله تعالى عنهم وعنه . اهـ .
وقال نجم الدين الغزي ( ت 1061 هـ ) في " الكواكب السائرة في تراجم أعيان المئة العاشرة " ( 1 / 229 ) : ذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك أن الشيخ قال له يوماً وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: نريد أن نصلي العصر في مكة بشرط أن تكتم ذلك عليّ حتى أموت. قال: فقلت: نعم. قال: فأخذ بيدي، وقال: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فرمل في نحو سبع وعشرين خطوة، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بباب المعلى، فزرنا أمنا خديجة، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة وغيرهم، ودخلت الحرم، فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر، وطفنا وشربنا من زمزم، ثم قال لي: يا فلان ليس العجب من طيئ الأرض لنا، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا، ثم قال لي: إن شئت تمضي معي، وإن شئت تقم حتى يأتي الحاج. قال: فقلت: بل أذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلا، وقال لي: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فهرول بي سبع خطوات، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض، ثم ركب الشيخ حمارته، وذهبنا إلى بيته في جامع طولون .

209 – تخريج أثر تهنئة المولود ( بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره )، وخطأ النووي في تسمية قائله

قال الإمام النووي في " الأذكار " (باب استحباب التهنئة وجواب المهنأ) يستحب تهنئة المولود له ، قال أصحابنا : ويستحب أن يهنأ بما جاء عن الحسين رضي الله عنه أنه علّم إنساناً التهنئة فقال : قل : بارك الله لك في الموهوب لك ، وشكرت الواهب ، وبلغ أشده ، ورُزِقْتَ برّه . اهـ .

قال أبو معاوية البيروتي : لكن قائل الأثر هنا هو أبو سعيد الحسن البصري الواعظ كما سيتبيّن لنا من الروايات التالية، وهو تابعي، وليس قائله الحسين بن علي رضي الله عنهما كما نقل النووي عن أصحابه .

والأثر رواه ابن الجعد في " مسنده " – ورواه عنه ابن أبي الدنيا في كتاب " العيال " – قال : أخبرني الهيثم بن جماز، قال : قال رجل عند الحسن : يهنيك الفارس، فقال الحسن : وما يهنيك الفارس؟! لعله أن يكون بقّاراً أو حمّاراً، ولكن قل : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورُزِقت برّه . اهـ .
وذكر الأثرَ ابنُ عدي في " الكامل في ضعفاء الرجال " والذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة الهيثم بن جماز، وقال الذهبي : قال ابن معين: كان قاصًّا بالبصرة، ضعيف . وقال مرة: ليس بذاك . وقال أحمد: ترك حديثه . وقال النسائي: متروك الحديث . اهـ .
وذكر الأثرَ أيضاً ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " ولكن عن كلثوم بن جوشن قال : جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود، فقيل له : يهنئك الفارس، فقال الحسن : وما يدريك أفارس هو ؟! قالوا : كيف نقول يا أبا سعيد ؟ قال : تقول : بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده . اهـ .
وقال أبو بكر بن المنذر في " الأوسط " : روِّينا عن الحسن البصري أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام، فقال له ... فذكر الأثر ( نقله ابن القيّم في " تحفة المودود " ) .
ورواه الطبراني في كتاب " الدعاء " ( 2 / 1243 – 1244 / ط . دار البشائر الإسلامية ) باختلاف في لفظه، فقال : حدثنا يحي بن عثمان بن صالح ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا السري بن يحيى، أن رجلاً ممّن كان يجالس الحسن ولد له ابن فهنأه رجل فقال ليهنك الفارس، فقال الحسن : وما يدريك أنه فارس ؟! لعله نجّار، لعله خيّاط، قال : فكيف أقول ؟ قال : قل : جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد . اهـ .
وقال محقّقه : إسناده حسن .
وذكر ابنُ المبرد في " الكامل في اللغة والأدب " الأثرَ من غير إسناد ولكن من قول عليِّ رضي الله عنه، وفيه أن عليًّا رضي الله عنه دعا بهذا الدعاء لابن عباس حين أتاه مولود . اهـ .


210 – نقد عبد الله آل بسام لعقيدة الأمير الصنعاني
قال عبد الله بن عبد الرحمن آل بسام ( ت 1423 هـ ) :
) كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع عن الشيخ الصنعاني، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقضة إلى ابنه، ولكنني تحققت من عدد من الثقات، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن رجوع الأمير الصنعاني حقيقة، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه ،
.... وقد قرأتُ في هذه السنة 1399 هـ بعض كتب الصنعاني، ومنها حاشية على شرح ابن دقيق العيد، فترجّح عندي رجوعه عن معتقده في الشيخ محمد ( بن عبد الوهاب ) رحمه الله،
كما أرجّح صدور العقيدة الناقضة عنه،
فهو زيدي،
وله قصيدة في سبِّ معاوية رضي الله عنه،
ولا يرتاح لذكر آراء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيّم؛ بينما يمجّد غيرهما،
وله مسلك في الذات يخالف السلف،
وله كلمة بشعة في أن النبي صلى الله عليه وسلّم يُحسِن عشرة عائشة رضي الله عنها بما يشبه أنه يجيب رغباتها حتى في التشريع ( قال أبو معاوية البيروتي: يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري 4788 ومسلم 1464 )؛ وهذا أمر خطير جدًّا،
كما أنه يطعن في سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه بشكلٍ خفيٍّ؛
ففي " سبل السلام " عند شرح حديث قيام رمضان وقول عمر رضي الله عنه ( نعمت البدعة )؛
قال الصنعاني : وأما قول ( نعمت البدعة ) فليس من البدعة ما يُمدَح؛ بل كلّ بدعة ضلالة !!
عفا الله عنه وسامحه " . اهـ
" علماء نجد خلال ثمانية قرون " ( 6 / 418 / ط . العاصمة )

211 - تنبيه من الإمام الألباني على كتاب ( غريب الحديث ) لأبي عبيد الهروي / الطبعة الهندية :
قال الإمام الألباني : تنبيه : لقد بدا لي من بعض مراجعاتي في هذه الطبعة أن أحاديث الكتاب أو بعضها على الأقل قد حُذِفَت أسانيدها، كحديث ( 1 / 223 ) : إذا مشت أمتي المطيطاء ... فإنه لا سند له، بينما له سند فيما كنت نقلته عن النسخة الظاهرية، فانظر " الصحيحة " رقم ( 956 ) ، ونحوه الحديث ( ص 93 ) عن عمرو بن العاص؛ لم يسق سنده، مع أن البغوي في " شرح السنة " ( 10 / 91 ) قد ساقه من طريق المؤلف بسنده عن عمرو . اهـ .
كتب الألباني الملاحظة على نسخته من الكتاب الموجود في مكتبته في الجامعة الإسلامية / المدينة النبوية .

212 – تراجع للشيخ الألباني عن تصحيح حديث في" صحيح الجامع " لم ينبِّه عليه تلامذته
وقفت على تراجع للشيخ الألباني رحمه الله عن تصحيح حديث لم يذكره عصام هادي فيما تراجع عن تصحيحه الشيخ في نسخته الخاصة من صحيح الجامع ( يبدو أن الشيخ لم يكتب تراجعه عن تصحيحه على نسخته )، ولم ينبه عليه عصام هادي في ترتيبه لصحيح الجامع المسمى " السراج المنير "،
بل لم يذكره الشيخ مشهور في إخراجه للسنن الأربعة المتضمنة تعليقات الشيخ; حيث الحديث أخرجه أبو داود ( 4782 و 4783 )، والحديث هو :
‏( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه وإلا فليضطجع )،
رواه أحمد ( 5 / 152 ) وقال : ثنا أبو معاوية ( وليس بالبيروتي )، ثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، [ عن أبي الأسود ] عن أبي ذر قال : ..... فذكره .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ( 6664 ) : وهذا إسناد ظاهره الصحة، فإن رجاله ثقات رجال مسلم، لكن له علة خفية لم أر من تنبه لها، لذلك قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء :رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو داود; وفيه عنده انقطاع، سقط منه ( أبو الأسود ) .
قال الألباني : وهنا تكمن العلة .
وذكر الألباني علة أخرى وهي الاختلاف على داود بن أبي هند .
وذكر رحمه الله في نهاية بحثه تراجعه عن تصحيحه .

213 – ماذا يقصد أهل كل بلد عندما يروون عن ( عبد الله )
قال الخليل بن عبد الله القزويني ( ت 446 هـ ) في كتابه " الإرشاد في معرفة علماء الحديث " ( ص 114 / ط . دار الفكر ) :
إذا قال المصري ( عن عبد الله ) ولا ينسبه : فهو ابن عمرو .
وإذا قال المكّي ( عن عبد الله ) ولا ينسبه : فهو ابن عبّاس .
وإذا قال المدني ( عن عبد الله ) ولا ينسبه : فهو ابن عمر .
وإذا قال الكوفي ( عن عبد الله ) ولا ينسبه : فهو ابن مسعود .

214 – قال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( وجدها تغرب في عين حمئة ) : ثبت بالدليل أن الأرض كرة، وأن السماء محيطة بها . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ذكر الرازي أن الأرض كرة في عشرة مواضع من تفسيره .

215 -




أبو معاوية البيروتي 12-07-2010 11:34 AM


215 – أموت ويبقى كل ما كتبته ...

أموت ويبقى كلُّ ما قد كتبتُه ........... فيا ليت من يقرأ كتابي دعا ليا
لعل إلهي أن يمنّ بلطفه ........... ويرحم تقصيري وسوء فعاليا

ذكر السخاوي ( ت 902 هـ ) في " المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي " أنه قرأ بخط تلميذ النووي العلاء بن العطار: أنه وجد الشعر بخط الإمام النووي .


216 – جواب الإمام الألباني حول سؤال عن المهر المؤجّل؛ هل يجب عليه زكاة ؟
قال الإمام الألباني : إذا امتلَكَتْه ( أي الزوجة )؛ وجَب بشرط الحول والنِّصاب، وإذا لم تمتلكه وكان في ذمّة الزوج؛ فلا زكاة عليه .
وإذا كانت ترى أن هذا المهر كالدَّين الحي، أي : يمكنها الحصول عليه متى أرادت، أو حسب اتفاقها مع زوجها، فيجب عليها إخراج الزكاة في هذه الحالة .
أما إذا كانت تعدّ هذا المهر كالدَّين الميِّت الذي لا يرجو صاحبه قبضه، فإنه لا تجب عليها الزكاة في هذه الحالة . اهـ .
" الموسوعة الفقهية الميسّرة " ( 3 / 44 ) للشيخ حسين العوايشة، وقال الشيخ حسين : ليس هناك نصٌّ – فيما علمت – في صَدَاق المرأة، وبهذا فلا زكاة عليه إلا إذا قبضته وحال عليه الحول، هذا إذا بلغ النِّصاب؛ فإذا لم يبلغ النِّصاب فلا زكاة عليه . وكذا المهر المؤجَّل إذا لم تمتلكه، فإنه لا يجب عليه الزكاة، وشأنه شأن الدَّين الذي يُرجَى سداده أو لا يُرجى، والله تعالى أعلم .

217 – من الذي جمع " معجم السفر " للسّلفي حتى وصل إلينا بترتيبه المعروف ؟
جاء في مقدمة " معجم السفر " : إن جزازات من معجم السفر وقعت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني رضي الله عنه، فبيّضتها ورتبتها كما تجيء لا كما يجب . اهـ .
وقال الذهبي في ترجمة السّلفي في " سير أعلام النبلاء " : وقد جمعوا له من جزازه وتعاليقه (معجم السفر) في مجلد كبير . اهـ .
فمن الذي جمع " معجم السفر " ؟ إنه الحافظ عبد العظيم المنذري ( ت 656 هـ ) رحمه الله .
قال السخاوي في " الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ " ( ص 224 / ط . روزنثال ) : " معجم السفر " للسلفي، وهو في مجلد كثير الفوائد بخط محمد بن المنذري ( ت 643 هـ )، قال عن أبيه الزكي ( ت 656 هـ ) أنه وقع له بخط السلفي في جزازات، كل ترجمة في جزازة، فبيّضها ورتّبها كما تجيء لا كما يجب، وكذا لم يكن ترتيبه كما ينبغي، ولم يكتب فيه من الأصبهانيين أحداً . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وورد اسم الحافظ عبد العظيم المنذري في ثنايا " معجم السفر " مرتين .

218 – التداوي بحديث النبي صلى الله عليه وسلّم : ( داووا مرضاكم بالصدقة )
قال الحافظ أبو طاهر السلفي ( ت 576 هـ ) في " معجم السفر " : سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المينزي ( لعلّها المزّي ) بدمشق يقول : سمعت أبا بكر الخبازي بنيسابور يقول : مرضت مرضاً خطراً، فرآني جارٌ لي صالح، فقال : استعمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة )، وكان الوقت ضيقاً فاشتريت بطيخاً كثيراً واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان فأكلوا ورفعوا أيديهم إلى الله عز وجل ودعوا لي بالشفاء، فوالله ما أصبحت إلا وأنا في كل عافية من الله تبارك وتعالى .

219 – كيف عالج الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) قرحة بقيت معه سنة
قال الحافظ البيهقي ( ت 458 هـ ) : حكاية قرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله، فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب وبقي فيه قريباً من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبو عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له وأكثر الناس التأمين، فلمّا كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس؛ بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : ( قولوا لأبي عبد الله يوسِّع الماء على المسلمين )، فجيئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها وطرح الحمد في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مرَّت عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى ما كان، وعاش بعد ذلك سنين .
" شعب الإيمان " ( 3 / 221 )

220 – شعر لأبي حيّان الأندلسي ( ت 745 هـ ) في ذم مَنْ اكتفى بالكتب ولم يجلس بين يدي العلماء
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الذيل على رفع الإصر " ( ص 385 / ط . الهيئة المصرية العامة للكتاب ) : لله در الأستاذ أبي حيّان حيث قال :

يظنُّ الغمر أن الكتب تجدي ........... أخا فهم لإدراك العلوم
وما علم الجهول بأن فيها ............ غوامض حيَّرت العقل الفهيم
إذا رمتَ العلوم بغير شيخٍ ............. ضللت عن الصراط المستقيم
وتشتبه الأمور عليك حتى .............. تصير أضل من توما الحكيم

221 - ليته ذكرني ولو مع الكذّابين !!
قال علي بن يوسف القفطي ( ت 646 هـ ) في ترجمة ( الحسن بن أحمد ابن البنّاء / ت 471 هـ ) : سأل : هل ذكره الخطيب البغدادي في " التاريخ " ؟ أمع الكذّابين أم مع أهل الصّدق ؟ فقيل له : ما ذكرك أصلاً، فقال : ليته ذَكَرَني ولو مع الكذّابين !!
" انباه الرواة على أنباه النُحاة " ( 1 / 311 )

222 – المطبوع من " سير أعلام النبلاء " ( طبعة الرسالة ) ناقص مجلدين من الأصل
قال د . بشار معروف في " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " ( ص 176 ) : رتب الذهبي هذا الكتاب على الطبقات، فجعله من بداية الإسلام حتى سنة 700 هـ تقريباً في خمس وثلاثين طبقة، تكون في ثلاثة عشر مجلداً ضخماً . اهـ .
وقال محمود الأرناؤوط وأكرم البوشي في تعليقهما على " تعريف ذوي العلا بمن لم يذكرهم الذهبي في النبلا " ( ص 47 / ط . دار صادر ) للفاسي : المطبوع من " سير أعلام النبلاء " توقف عند ترجمة السلطان الملك نور الدين التركماني المتوفى سنة 655 هـ، وما لم يُنشَر من " سير أعلام النبلاء " يعدل مجلدين من المطبوع منه، وكان من الحقِّ الإشارة إلى أن للكتاب بقيّة لم تُطبَع ليُترَك الباب مفتوحاً أمام نشرها مستقبلاً، وأن تُنشَر الفهارس بأرقامٍ أخرى لا أن تُرَقَّم بـ ( 24 ) و ( 25 ) كي لا يظن القرّاء أن الكتاب انتهى بإصدارها بتمامه !!



223 - لا يكتب إنسان كتابه في يومه إلا قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن
كتب أستاذ البلغاء القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ( ت 596 هـ ) إلى العماد الأصفهاني معتذراً عن كلام استدركه عليه : إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا ؟ وها أنا أخبرك به، وذلك أني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابه في يومه إلا قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جلة البشر .
" كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " لحاجي خليفة ( ت 1067 هـ )

224 – حكاية عن الشافعي في الطلاق
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور " : سمعت أبا الوليد ( حسان بن محمد / ت 349 هـ ) يقول : سمعت الحسن بن سفيان يقول : سمعت حرملة يقول : سُئِلَ الشافعي عن رجل وضع في فيهِ تمرة وقال لامرأته : إنْ أكلتُها فأنتِ طالق، وإنْ طرحتُها فأنتِ طالق . فقال الشافعي : يأكل نصفها ويطرح نصفها .
قال أبو الوليد : سمع منّي أبو العباس بن سُرَيج هذه الحكاية، وبنى عليها باقي تفريعات الطلاق . اهـ .
نقل هذه الفقرة محقق طبقات الشافعية الكبرى ( 3 / 227 / ط . عيسى البابي ) عن " الطبقات الوسطى " للسبكي ( مخطوط )، ونقلها ابن كثير في " طبقات الشافعيين " ( ص 247 ) عن الحاكم .

225 – تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلّم : ( قل هو الله أحد، تعدل ثلث القرآن )
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور " : سمعت أبا الوليد ( حسان بن محمد / ت 349 هـ ) يقول : سألتُ ابنَ سُرَيج : ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم " ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن " ؟ قال : إن القرآن أُنزِلَ؛ ثُلُثاً منها أحكام، وثلثاً منها وعد ووعيد، وثلثاً منها الأسماء والصفات، وقد جُمِعَ في ( قل هو الله أحد ) الأسماء والصفات . اهـ .
نقل هذه الفقرة محقق طبقات الشافعية الكبرى ( 3 / 228 / ط . عيسى البابي ) عن " الطبقات الوسطى " للسبكي ( مخطوط ) .

226 – لا رخصة في ترك الجمعة لأجل سلامة العزلة

قال الحاكم في " تاريخ نيسابور " : سمعت أبا الحسن البوشنجي ( علي بن أحمد / ت 347 هـ ) غير مرة يُعاتَب في ترك الجماعة والجُمُعات والتخلّف عن الجماعة، فيقول : إنْ كانت الفضيلة في الجماعة، فإنّ السلامة في العُزلة . اهـ .
نقلها الذهبي في ترجمة أبي الحسن البوشنجي في " تاريخ الإسلام "، وعلّق قائلاً : هذا عُذرٌ غير مقبول منه، ولا رُخصة في ترك الجمعة لأجل سلامة العُزلة، وهذا بالإجماع .

227 – إسناد حديث ( العرب نور الله في الأرض )
قال الحاكم في " تاريخ نيسابور " : حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن مقاتل، حدثنا محمد بن عبد الله بن حميد، حدثنا محمد بن الصلت، حدثنا سيار بن عبد الله، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " العرب نور الله في الأرض، وفناؤهم ظلمة، فإذا فَنِيَت العرب أظلمت الأرض وذهب النور " .
قال أبو معاوية البيروتي : نقلته من مخطوط " الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس " للحافظ ابن حجر .

228 – " التاريخ الكبير المحيط " للإمام الذهبي، لو نهض له لجاء في 600 مجلد !!!
قال السخاوي في " الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ " : رأيت بخط الحافظ المؤرخ العمدة أبي عبد الله الذهبي ما نصُّه :
فنون التواريخ التي تدخل في تاريخي الكبير المحيط، ولم أنهض له، ولو عملته لجاء في ست مئة مجلد ... ( ثم ذكر الذهبي أربعين صنفاً من التواريخ، وقال : ) فهذه أربعون تاريخاً إنْ جُمِعَت في مصنف واحد جاء في غاية الطول، يكون وقر بعير، وإنْ أُفرِدَت فقد أفرد الفضلاء كثيراً منها، ويتكرر الرجل في تاريخين وثلاثة فأكثر، وإذا أنت ذاكرت كل إنسان ممّن هو متقدّم في فنِّه من ذلك، وجدت عنده عجائب ونوادر ممّا يتعلّق بذلك، لا تكاد توجَد في تاريخ " .
قال السخاوي : انتهى ما قرأته بخط الذهبي، وقوله " وقر بعير " ينافي قوله أولاً ست مئة مجلد، لأن هذا العدد أكثر من وقر بعيرين . أفاده شيخنا ( أي ابن حجر ) فيما قرأته بخطه . اهـ .

229 – يجيء الجاهل فيقول: اسكت لا تتكلم في أولياء الله. ولم يشعر أنه هو الذي تكلم في أولياء الله وأهانهم !!
قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( ترجمة يوسف القميني / ت 657 هـ ) : في زماننا نساء ورجال بهم مس من الجن يخبرون بالمغيبات على عدد الأنفاس، وقد صنف شيخنا ابن تيمية غير مسألة في أن أحوال هؤلاء وأشباههم شيطانية، ومن هذه الأحوال الشيطانية التي تُضِلّ العامة أكْلُ الحيات، ودخول النار، والمشي في الهواء، ممن يتعانى المعاصي، ويخل بالواجبات . فنسأل الله العون على اتباع صراط المستقيم، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يؤيّدنا بروح منه، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقد يجيء الجاهل فيقول: اسكت لا تتكلم في أولياء الله ! ولم يشعر أنه هو الذي تكلم في أولياء الله وأهانهم، إذ أدخل فيهم هؤلاء الأوباش المجانين أولياء الشياطين، قال الله تعالى: ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم )، ثم قال: ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون )، وما اتبع الناس الأسود العنسي ومسيلمة الكذاب إلا لإخبارهما بالمغيبات، ولا عُبِدت الأوثان إلا لذلك، ولا ارتبط خلق بالمنجمين إلا لشيء من ذلك، مع أن تسعة أعشار ما يُحْكَى من كذب الناقلين. وبعض الفضلاء تراه يخضع للمولهين والفقراء النصّابين لما يرى منهم. وما يأتي به هؤلاء يأتي بمثله الرهبان، فلهم كشوفات وعجائب، ومع هذا فهم ضلال من عبدة الصلبان، فأين يذهب بك؟ ! ثبتنا الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وإياك .

230 – من جهود الإمام ابن باز في نشر التوحيد وإزالة الآثار المعظّمة

قال الشيخ محمد الصباغ : لما كنت مستشاراً لوزير المعارف السابق محمد الرشيد، كان قد زار حريملاء، ومر على البيت الذي يُقال إنه بيت الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقام فيه بترتيبات وتحسينات، وأبلغ الشيخ ابن باز، فغضب، وأمر بهدم البيت، وهُدم .
وقال: كنا مرة مع سماحة الشيخ ابن باز في الحج، وجاءه أحد الشوام لجمع تبرعات لإقامة مسجد، وكان من عادة الشيخ إذا جاءه شامي طلب التزكية مني، فجاءني وقلت لا: أنا لا أعرفك حتى أزكيك. فرجع للشيخ ابن باز، وقال له: هذا مسجد للكهف الذي في جبل قاسيون، فقال الشيخ ابن باز: إذا كنتم بنيتم عليه مسجداً فاهدموه، وإذا لم تبنوا فاتركوه ولا تبنوا المسجد.

أفادها الشيخ محمد زياد التكلة

231 -

أبو معاوية البيروتي 12-10-2010 04:34 PM



231 – جلسة مكروهة في كل وقت ومكان يجهلها الكثيرون
عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي، فقال : " أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " ؟!
رواه أحمد وأبو داود، وصحّح إسناده النووي في " رياض الصالحين " .
قال العلاّمة ابن عثيمين ( ت 1421 هـ ) في " شرح رياض الصالحين " : لا يكره من الجلوس إلا ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قعدة المغضوب عليهم؛ بأن يجعل يده اليسرى من خلف ظهره ويجعل بطن الكف على الأرض ويتكئ عليها، فإن هذه القعدة وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم،
أما وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس،
ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس .

232 - لو أخذت على ما لا أُحْسِن لفَنِيَ بيت المال عليَّ ولا يفنى ما لا أُحْسِن
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد ابن ياسين الهروي ( ت 334 هـ ) في " تاريخ هراة " : سمعت إسحاق بن محمد بودجه يقول : قال مالك بن سليمان : كان لإبراهيم بن طهمان جراية من بيت المال فاخرة يأخذ في كل وقت، وكان يسخو به، قال : فسُئِل مسألة يوماً من الأيام في مجلس الخليفة، فقال : لا أدري، فقالوا له : تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة ! قال : إنما آخذه على ما أُحْسِن، ولو أخذت على ما لا أُحْسِن لفني بيت المال عليَّ ولا يفنى ما لا أُحْسِن . فأعجب أمير المؤمنين جوابه وأمر له بجائزة فاخرة وزاد في جرايته .
نقله الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 6 / 110 )

233 – رأي الإمام الألباني في الشهادات الجامعية و " الدكتوراة "
قال رحمه الله في مقدمة " دفاع عن الحديث النبوي والسيرة " : إن هذه الشهادات العالية، وما يسمّونه بـ ( الدكتوراة ) لا تعطي لصاحبها علماً وتحقيقاً وأدباً .

234 – الدعاء في خطبة الجمعة ليس واجباً ولا هو من سنن الخطبة
قال د . سعود الشريم – إمام وخطيب المسجد الحرام – في " الدعاء في خطبة الجمعة، حكمه وصوره " ( ص 27 / ط . دار البشائر الإسلامية ) : هناك أقوال لبعض أهل العلم المتأخرين يُفهَم من ظاهرها أنهم يرون أن الدعاء في خطبة الجمعة ليس واجباً، ولا هو من سنن الخطبة، بل إن فعله فلا بأس، وإنْ تركه فلا بأس .
بل إنّ من يقرأ كثيراً من كتب الحنفية والمالكية يجدهم لا ينصّون على الدعاء في خطبة الجمعة مطلقاً، وهذا يدل في مجمله على أنهم لا يرونه من الواجبات ولا من السنن في الخطبة . اهـ .
ثم ذكر د . سعود بعضاً من أقوال أهل العلم المتأخرين، ومنهم العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله،
إذ قال في " الشرح الممتع على زاد المستقنع " : قد يقول قائل: كون هذه الساعة مما ترجى فيها الإجابة، وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجود في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وما وجد سببه في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يفعله فتركه هو السنة؛ إذ لو كان شرعاً لفعله النبي صلّى الله عليه وسلّم، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يدعو للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به، ولا نقول: إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول: إنه من الجائز، لكن قد روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم " كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة " ، فإن صح هذا الحديث فهو أصل في الموضوع، وحينئذٍ لنا أن نقول: إن الدعاء سنّة، أما إذا لم يصح فنقول: إن الدعاء جائز، وحينئذٍ لا يتخذ سنّة راتبة يواظب عليه؛ لأنه إذا اتخذ سنّة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنّة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه . اهـ .
وأشار د . سعود إلى ضعف الحديث الذي ذكره الشيخ ابن عثيمين .

235 – يا أصحاب الحديث، أدُّوا زكاة الحديث !!
قال الخليل بن عبد الله القزويني ( ت 446 هـ ) في " الإرشاد في معرفة علماء الحديث " : سمعت محمد بن سليمان الفامي يقول : سمعت الحسن بن علي الطوسي إملاءً يقول : سمعت زياد بن أيوب يقول :
سمعت بشر بن الحارث يقول : يا أصحاب الحديث، أدُّوا زكاة الحديث ! قيل : وكيف نؤدي زكاة الحديث ؟ قال : اعملوا من كل مئتي حديث سمعتموها بخمسة أحاديث .

236 – مثل الذي يخرِّج حديثاً دون الحكم عليه كمثل الذي يتوضّأ ولا يصلِّي
ذكر مشهور سلمان في تحقيقه للنسخة الصحيحة من كتاب " الكبائر " ( ص 27 / ط . مكتبة الفرقان – عجمان ) أن محقِّقَ كتاب سرد مصادر تخريج الأحاديث دون الحكم عليها، وعلَّق قائلاً : سمعتُ شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله تعالى – يقول في هذا الصنيع : " مثله كالذي يتوضّأ ولا يصلِّي "، وهكذا كان يقول في سرد الأقوال الفقهية دون بيان الراجح منها . اهـ .

237 – قول الشيخ مقبل الوادعي في هاروت وماروت
سُئِلَ رحمه الله : هل هاروت وماروت من الملائكة أم من الجن ؟ قال : هم من ملوك الدنيا وليسوا من الجن ولا من الملائكة، لأن الله قال في الملائكة : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) .
" فوائد من دروس أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي " ( ص 42 / ط . دار الإمام مالك – أبو ظبي )

238 – زاوية في قلب خمّارة ؟! وصلاة وذكر وبيع خمر ؟!
قال عبد الله بن الصدِّيق الغُماري ( ت 1413 هـ ) في كتابه " خواطر دينية " ( ص 111 ) : كنتُ في مرسيليا ( في فرنسا ) سنة 1354 هـ ( 1935 م ) مع المرحوم أخي الأكبر الحافظ أبي الفيض والسيد محمد الزمزمي، وذهبنا نسأل عن شخص مغربي مقيم هناك اسمه الحاج علي، فدللنا عليه في خمارة، فلما وصلنا إليها، وجدنا امرأته – وهي فرنسية – تبيع الخمر، فسألناها عنه، فأشارت إلى محل داخل الخمّارة، فإذا هو زاوية، وعلى بابه ستارة، وهو مفروش بحصر مغربية جيدة، وفي القبلة علامة على المحراب برسوم، ووجدنا الحاج عليًّا قد انتهى من صلاة المغرب، وفي يده مسبحة يذكر فيها ورد الطريقة الناصرية !! فقلنا له – بعد التحية والملاطفة - : زاوية في قلب خمارة ؟! وصلاة وذكر وبيع خمر ؟! إيش هذا ؟! قال : إيش فيه ؟ قلنا : أنت رجل حاج، ومحافظ على دينك، وبيع الخمر يضيِّع الدين . قال : هذا رزقي لا دخل له بالدين . قلنا : افتح قهوة، وقَدِّم فيها الشاي الأخضر المغربي وأنواع المشروبات المباحة، أو افتح مطعماً وقَدِّم فيه الأطعمة المغربية المرغوبة هنا . فلم يقبل النصيحة، بل نَصَحَنا هو : بأن نترك هذا التشدّد المُنَافي للدين !! هذا وهو يناهز السبعين، ولكن جهله حَسَّن له هذا العمل، فرآه حلالاً طيِّباً .
نقله صالح العود في " تاريخ الإسلام في فرنسا " ( ص 66 / ط . دار ابن حزم )

239 – مقتطفات لغوية نادرة من " كنوز العرب في اللغة والفن والأدب " لأحمد تيمور ( ت 1348 هـ )
• بُهل بن بهلان : يُقال لمجهول النسب، كما يُقال " هيّان بن بيَّان " للمجهول شخصاً ونسباً .
• الحَشورة : العجوز المتظرِّفة البخيلة .
• الكِشْك : طعام معروف، ولعلّ عربيّته المضيرة، وأهل الحجاز يطلقون عليه المَضير .
• كُلْ واشْكُرْ : اسم حلوى، وقد قُدِّم بمكة للسلطان قايتباي، فأكل منه وقال : أكلنا وشكرنا !
• الهريسة : مأخوذ من هرس القمح، ويظهر أنها كانت تُعمَل من القمح المهروس .
• آلُو : فاكهة، ذكرها ابن بطوطة في رحلته .
• عيون البقر : ضربٌ من العنب أسود كبير مدحرج غير صادق الحلاوة، ويُطلَق على نوع من الإجاص في فلسطين .
• العذراء : دُرَّة لم تُثقَب .
• الخُدري : الحمار الأسود .
• أبو قلمون : ثوب رومي يتلوَّن ألواناً .
• سجنجل : ماء الذهب .
نقلها محمد خير رمضان يوسف في " صيد الكتب " ( ص 181 – 190 / ط . دار ابن حزم )

240 – نصراني يُتَهم أنه ( وهّابي ) !!
قال محمود مهدي الاستانبولي في " شيخ الشام جمال الدين القاسمي " ( ص 41 / ط . المكتب الإسلامي ) : ومن طريف ما يُروى أن الأستاذ فارس الخوري كان يتردّد بعض الأحيان على الشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ عبد الرزاق البيطار وغيرهما، فكان بعض الجامدين ينعتونه بـ ( الوهّابي ) بسبب صحبته لهؤلاء المصلحين، مع أنه نصراني !!

241 -

أبو معاوية البيروتي 12-10-2010 08:39 PM





241 – من سمّى ابنه عثمان ترغيماً للروافض
قال الصفدي ( ت 764 هـ ) في " الوافي بالوَفَيَات " ( 20 / 93 / ط . 1428 هـ ) في ترجمة جمال الدين عثمان بن عمر ابن الحاجب ( ت 646 هـ ) : وُلِد الشيخ جمال الدين بإسنا، وهي قرية بصعيد مصر الأعلى، وأكثرها روافض . قال : قال لي والدي : إنما سمَّيتُك عثمان ترغيماً لأهل إسنا . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ولهذا سمّيت ولدي الأول عمر والثاني عثمان .

242 – شرط الصفدي في كتابه " الوافي بالوَفَيَات " أن لا يترجم لمن مات في الجاهلية
قال في المقدمة : لا أغادر أحداً من الخلفاء الراشدين، وأعيان الصحابة والتابعين، والملوك والأمراء، والقضاة والعمال والوزراء، والقراء والمحدثين والفقهاء والمشايخ والصلحاء، وأرباب العرقان والأولياء، والنحاة والأدباء والكتاب والشعراء، والأطباء والحكماء والألباء والعقلاء، وأصحاب النحل والبدع والآراء، وأعيان كل فن أشهر ممن أتقنه من الفضلاء، من كل نجيب مجيد، ولبيب مفيد . اهـ .
وقال في " الوافي بالوَفيَات " ( 20 / 147 / ط . 1428 هـ ) في ترجمة عدي بن زيد الشاعر النصراني : قيل إنه مات في زمن الخلفاء الراشدين؛ فلهذا ذكرته، وقيل إنه مات قبل الإسلام؛ فلا يكون حينئذٍ من شرط هذا الكتاب .

243 – عاقبة ولد عَقَّ أبيه
قال محمد بن علي ابن طولون ( ت 953 هـ ) في " اللمعات البرقية في النّكت التاريخية " ( ص 14 / ط . دار ابن حزم ) : روينا في " جزء الدُّوري " في ( أحكام الصبيان ) عن زيد بن عباس بن أسلم (؟)، أنه كان خارجاً من المسجد، فإذا شاب يخنق شيخاً، وقد اجتمع الناس عليه، وذلك الشيخ أبو الشاب ! قال : فقال زيد بن أسلم : دعوه، فإني رأيت هذا الشيخ يخنق أباه في هذا الموضع !
قال بدر الدين بن قاضي شهبة : هذه عجيبة، فيها معتبر !

244 – لماذا قصد شيخ الشام جمال الدين القاسمي ( ت 1332 هـ ) سلطان مراكش عبد الحفيظ ؟
زار سلطانُ مراكش عبد الحفيظ دمشقَ، فهرع إليه الكثيرون رغبة في برّه وهباته . لم يخطر على بال القاسمي زيارته، غير أنه بلغه أنه قد طبع كتباً مهمة في نشر الإسلام؛ منها " تفسير البحر والنهر لأبي حيان الأندلسي والإصابة في تراجم الصحابة لابن حجر العسقلاني وغيرهما، فقصده الشيخ وقال : علمتُ أنك طبعت هذه الكتب لخدمة الإسلام، فأطلبُ منك باسم علماء الدين العاملين أن تهديهم هذه الكتب، فأُعْجِبَ السلطان برأيه وعفّته وقال له : اُكتُب لي قائمة بأسماء العلماء الذين يستحقون هذه الكتب، فكتب له أسماء ثلاثين عالماً، فأمر السلطان بإحضار هذه الكتب وتسليمها لهم، وقد بلغت حصة كل منهم عشرات المجلدات .
ذكرها محمود مهدي الاستانبولي في " شيخ الشام جمال الدين القاسمي " ( ص 21 / ط . المكتب الإسلامي )

245 – قيمة العالِم ليست بطول عمره ولكن بكثرة أعماله
وُلِدَ شيخ الشام جمال الدين القاسمي سنة 1283 هـ ، وتوفي سنة 1332 هـ عن عمرٍ يُقارب الخمسين سنة، وترك من بعده ما يقارب الثمانين من الرسائل والكتب النافعة .
قال أحد طلابه : إن الله قد عجَّل بوفاة شيخنا دون أن يُعَمَّرَ طويلاً ليُسارِع في إكرامه ومكافأته على حسن أعماله، إن قيمة الإنسان ليس بطول عمره بل بكثرة العمل . وقال تلميذه الشيخ بهجة البيطار : إننا جاوزنا عمر شيخنا بعشرات السنين، ولم نعمل ربع عمله، وهذا من جملة ما يؤسفنا ويجعلنا نقرّ بتقصيرنا .
نقلها محمود مهدي الاستانبولي في " شيخ الشام جمال الدين القاسمي " ( ص 90 / ط . المكتب الإسلامي )
قال أبو معاوية البيروتي : وكمثالٍ آخر، ها هو الإمام النووي الذي عاش ما يُقارب الخمسة والأربعين سنة، وترك مصنفات نافعة انتشرت في أقطار الأرض .

246 – أخشى أن تدخل هذه تحت ( ألهاكم التكاثر ) !
قال أبو عمر بن عبد البر: سمعت عبد الله بن محمد بن أسد، سمعت حمزة الكناني ( ت 357 هـ ) يقول: خرّجتُ حديثاً واحداً عن النبي صلى الله عليه وسلم من نحو مئتي طريق، فداخلني لذلك من الفرح غير قليل، وأُعْجِبْتُ بذلك، فرأيت يحيى بن معين في المنام، فقلت، يا أبا زكريا، خرّجت حديثاً من مئتي طريق، فسكت عني ساعة، ثم قال: أخشى أن تدخل هذه تحت ( ألهاكم التكاثر ) ( التكاثر: 1 ) .
سير أعلام النبلاء ( ترجمة حمزة بن محمد الكناني )

247 – كيف كان أئمة المذاهب الأربعة يصلّون في مقاماتهم في المسجد الحرام
قال أحمد بن محمد الأسدي المكي ( ت 1060 هـ ) : كانوا يصلّون مرتّبين في غير المغرب : الشافعي فالحنفي فالمالكي فالحنبلي، لكن تقدُّم الحنفي على المالكي إنما كان بعد التسعين – بتقديم التاء – وسبع مئة، قال الفاسي : ولم أعرف متى كان ابتداء صلاتهم على هذه الكيفية . ثم نقل ما يدل على أن غير الحنبلي كان سنة سبع وتسعين وأربع مئة، وكان إمام الزيدية، ثم قال : ووجدتُ ما يدلّ على أن الحنبلي كان في عشر الأربعين وخمس مئة . انتهى .
وأما وقتنا فالأربعة يصلّون الصبح فقط مرتبين : الشافعي فالمالكي فالحنبلي فالحنفي، وغير الصبح لا يصلّيه إلا الشافعي فالحنفي فقط، نعم في أيام الموسم يصلّيه المالكي أيضاً .
وأما المغرب فكانوا قديماً يصلّونها في وقت واحد جميعاً، فيحصل بذلك التباس على المصلّين، فرُفِع ذلك لولي الأمر حينئذ؛ وهو الناصر فرج بن برقوق، فأمر في موسم سنة إحدى عشرة وثمان مئة بأن الشافعي وحده يصلّي المغرب، واستمر كذلك إلى أن تولّى الملك المؤيد شيخ صاحب مصر، فرد الأمر كما كان . فابتدأ في ذلك ليلة سادس ذي الحجة سنة عشرة وثمان مئة، واستمر ذلك مدة، ثم اقتصر على الشافعي والحنفي، فصارا يصلّيان معاً، حتى أمر السلطان سليمان خان في حدود سنة إحدى وثلاثين وتسع مئة بإزالة المعية والنظر في ذلك، فاجتمع القضاة وغيرهم بالحطيم، واقتضى رأيهم تقديم الحنفي، واستمر ذلك إلى وقتنا .
" إخبار الكرام بأخبار المسجد الحرام " ( ص 196 – 198 / ط . دار الصحوة )

248 –

أبو معاوية البيروتي 12-17-2010 02:34 PM



248 – غلبة الأنبياء في الدنيا على قسمين
قال محمد الأمين الشنقيطي ( ت 1393 هـ ) في " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " : حقق العلماء أن غلبة الأنبياء على قسمين، غلبة بالحجة والبيان، وهي ثابتة لجميعهم، وغلبة بالسيف والسنان، وهي ثابتة لخصوص الذين أُمِروا منهم بالقتال في سبيل الله؛ لأن من لم يؤمر بالقتال ليس بغالب ولا مغلوب؛ لأنه لم يغالب في شيء وتصريحه تعالى، بأنه كتب إن رسله غالبون شامل لغلبتهم من غالبهم بالسيف، كما بينا أن ذلك هو معنى الغلبة في القرآن، وشامل أيضا لغلبتهم بالحجة والبيان، فهو مبين أن نصر الرسل المذكور في قوله: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} الآية ، وفي قوله: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ, إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} ، أنه نصر غلبة بالسيف والسنان للذين أمروا منهم بالجهاد؛ لأن الغلبة التي بين أنها كتبها لهم أخص من مطلق النصر؛ لأنها نصر خاص، والغلبة لغة القهر والنصر لغة إعانة المظلوم، فيجب بيان هذا الأعم بذلك الأخص .

249 – مجالس العلم هي مجالس يُعَلَّم فيها الكتاب والسنة لا زُخرُف القول !!
قال أبو نعيم الأصبهاني ( ت 430 هـ ) في " حلية الأولياء وطبقات الأصفياء " : حدثنا إبراهيم بن عبدالله، ثنا أبو العباس السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عبيد بن أبي الجعد، عن رجل من أشجع قال : سمع الناس بالمدائن أن سلمان ( أي الفارسي ) في المسجد، فأتوه فجعلوا يثوبون إليه حتى اجتمع إليه نحو من ألف، قال : فقام فجعل يقول : ( اجلسوا اجلسوا )، فلما جلسوا فتح سورة يوسف يقرؤها، فجعلوا يتصدعون ويذهبون حتى بقي في نحو من مئة، فغضب وقال : الزخرف من القول أردتم ؟ ثم قرأت عليكم كتاب الله فذهبتم ؟! "
كذا رواه الثوري عن الأعمش وقال الزخرف تريدون آية من سورة كذا وآية من سورة كذا . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : إسناده ضعيف لجهالة الرجل الأشجعي .

250 – العالِم يُبصِر الفتنة إذا أقبلت، والجاهل يُبصِر الفتنة إذا أدبرت
قال أحمد بن مروان الدينوري ( ت 333 هـ ) في " المجالسة وجواهر العلم " : حدثنا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال، نا أيوب السختياني قال : كان الحسن ( أي البصري ) يَبصُر من الفتنة إذا أقبلت، كما نبصُرُ نحن منها إذا أدبرت .

251 – نصيحة القاسمي لكل أب إذا أمر أولاده بشيء أن يذكر لهم حكمة الطلب وفائدته
كان جمال الدين القاسمي ( ت 1332 هـ ) يقول لطلاّبه : إيّاكم أن تأمروا أولادكم بشيء دون أن تذكروا حكمة الطلب وفائدته ليتنبّه ابنكم للحكمة، فلا يطيع طاعة عمياء .
وكان يقول : قد علّمنا الله تعالى الأخذ بالدليل في كل شيء حتى في الأخلاق التي تعرف فائدتها بالبداهة، قال الله سبحانه : ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم )، فأعقب عز من قائل الحكمة من الأمر بالدفع بالتي هي أحسن بقوله : ( فإذا الذي بينك وبينه ... ) .
نقلها محمود مهدي الاستانبولي في " شيخ الشام جمال الدين القاسمي " ( ص 88 / ط . المكتب الإسلامي )

252 – الإمام وكيع بن الجراح ( ت 196 هـ ) يرى الحبس لمن عارض حديث النبي صلى الله عليه وسلّم بقول فلان !!
قال الترمذي ( ت 279 هـ ) في سننه : سمعت أبا السائب يقول : كنا عند وكيع، فقال لرجلٍ عنده ممن ينظر في الرأي : أشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أبو حنيفة : هو مثلة ! قال الرجل : فإنه قد روي عن إبراهيم النخعي أنه قال : الإشعار مثلة . قال : فرأيت وكيعاً غضب غضباً شديداً وقال : أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول قال إبراهيم ! ما أحقك بأن تحبس ثم لا تخرج حتى تنزع عن قولك هذا !!

253 – من تكلّم في عبد الملك بن هشام ( ت 218 هـ ) مهذِّب سيرة ابن إسحاق
قال الحافظ العراقي ( ت 806 هـ ) في " ذيل ميزان الاعتدال " في ترجمته : عبد الملك بن هشام أبو محمد النحوي الأخباري، مهذب السيرة لابن اسحاق، ثقة، لكن رأيت الحافظ عبد الغني بن سرور المقدسي قد تكلم فيه فقال : ليس ابن هشام ولا زياد بن عبد الله البكائي بالمثبتين عندهم . قال ذلك في جواب له عن ما أخذ على سيرته . أجاب ابن المخلص وثقه عبد الكريم بن المنير الشافعي . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وثّقه محدِّث مصر أبي سعيد ابن يونس في " تاريخ الغرباء "، كما نقله عنه الذهبي والسيوطي .

254 – نصيحة ابن الموحدي المالكي للحافظ ابن حجر أن يصرف بعض همّته إلى الفقه
قال برهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ ) في ترجمة شيخه ابن حجر : رآه الإمام محب الدين بن الموحدي المالكي حثيثاً على سماع الحديث وكتبه، قال شيخنا : فقال لي : ( اصرف بعض هذه الهمّة إلى الفقه، فإنني أرى بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سينقرضون، وسيُحتاج إليك، فلا تقصر بنفسك )، فنفعتني كلمته، ولا أزال أترحَّم عليه لهذا السبب، رحمه الله .
" عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران " ( 1 / 120 / ط . مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة / تحقيق د . حسن حبشي )

255 –


أبو معاوية البيروتي 12-22-2010 06:21 PM






255 – فتوى للإمام الألباني حول من ضيَّع حفظ بعض السور ( من مجموع فتاويه الذي لم يُطبَع بعد )
سُئل الإمام الألباني : إذا حفظتُ ربعَ القرآن ثم انتقلتُ إلى الربع الثاني وأنا لم أحفظ الربعَ السابقَ جيّداً؛ فهل أنا آثم ؟
فأجاب رحمه الله : لا تكون آثماً إن شاء الله، ولكن لا تكون متجاوباً مع قوله صلى الله عليه وسلّم : " تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِى عُقُلِهَا " ( قال أبو معاوية البيروتي : رواه مسلم 791 )، ففي الحديث حثٌّ على تعاهد القرآن والمداومة على تلاوته، لأنه يتفلَّت من صدور الرجال لجلال كلام الله عزّ وجل وعَظَمته . اهـ .
" الدليل إلى تعليم كتاب الله الجليل " ( 3 / 127 / ط . دار ابن حزم – بيروت )

256 – كما أن المرأة لا تصلح أن تكون بين زوجين، كذلك الطالب لا يصلح أن يكون بين عالمين !!!
قال محمود مهدي الاستانبولي في " شيخ الشام جمال الدين القاسمي " ( ص 90 / ط . المكتب الإسلامي ) : من عظيم توجيهات جمال الدين القاسمي وإخلاصه أنه خلافاً لكثير من الشيوخ كان يأمر طلاّبه بالذهاب إلى بعض المتخصِّصين ببعض العلوم الشرعية التي لم يتخصَّص بها، بل يأخذهم بيده إليهم ويوصيهم بتعليمهم، فأين هذا الصنيع من بعض الشيوخ الذين يعاقبون طلاّبهم إذا بلغهم أنهم يقصدون غيرهم من العلماء، وقد سمعنا بعض هؤلاء المخرِّفين الأنانيّين يقولون في دروسهم : كما أن المرأة لا تصلح أن تكون بين زوجين، كذلك لا يصلح الطالب أن يكون بين عالمين !!!

257 – ما قيل في " تاريخ نيسابور " المفقود
• قال أبو يعلى الخليلي ( ت 446 هـ ) في " الإرشاد " ( ص 853 / ط . دار الفكر ) : ( تأمّلتُ " تاريخ نيسابور " للحاكم، ولم يسبقه إلى ذلك أحد ) .
• قال أبو الفضل ابن الفلكي ( ت 427 هـ ) : ( كان كتاب " تاريخ النيسابوريين " الذي صنّفه الحاكم أحد ما رحلتُ إلى نيسابور بسببه ) . ( تاريخ بغداد 5 / 474 )
• قال أبو الحجاج المزي ( ت 742 هـ ) في مقدّمة " تهذيب الكمال " – بعد ذكره لتاريخ نيسابور ضمن تواريخ أخرى - : ( فهذه الكتب العشرة أمّهات الكتب المصنفة في هذا الفن ) .
• قال تاج الدين السبكي ( ت 771 هـ ) في " طبقات الشافعية الكبرى " ( 1 / 174 ) : كانت نيسابور من أجل البلاد وأعظمها، لم يكن بعد بغداد مثلها، وقد عمل لها الحافظ أبو عبد الله الحاكم تاريخاً تخضع له جهابذة الحفاظ، وهو عندي سيد التواريخ .
وقال في " طبقات الشافعية الكبرى " ( 4 / 155 ) : وهو عندي أعود التواريخ على الفقهاء بفائدة، ومن نظره عرف تفنن الرجل في العلوم جميعها .

258 – ما هو أحسن كتاب في العقيدة ؟ وما هو أحسن كتاب في وصف الجنة ؟
سأل علاّمة اليمن مقبل الوادعي ( ت 1422 هـ ) طلاّبه : ما هو أحسن كتاب في العقيدة ؟ فأخذ الطلاّب كلٌّ يأتي بكتاب من كتب العقيدة، ثم بعد ذلك قال : أحسن كتاب في العقيدة هو القرآن الكريم . وقال أيضاً : أحسن كتاب وصف الجنة هو القرآن؛ سورة الرحمن .
" فوائد من دروس مقبل الوادعي " ( ص 52 / ط . دار الإمام مالك – أبو ظبي )

259 – من الذي حبَّب إلى الإمام الذهبي طلب الحديث
قال الإمام الذهبي في " ذيل تاريخ الإسلام " ( ص 456 / ط . دار المغني ) في ترجمة الحافظ محمد بن يوسف البرزالي ( ت 739 هـ ) : كان هو الذي حبَّبَ إليَّ طلب الحديث؛ فإنه رأى خطي فقال : خطك يشبه خط المحدِّثين . فأثّر قوله فيَّ، وسمعت وتخرّجتُ به في أشياء .


260 – نقد طبعة ( دار المغني ) لكتاب " ذيل تاريخ الإسلام " للإمام الذهبي
قال أبو معاوية البيروتي : طبعة دار المغني ( ط . 1419 هـ ) لكتاب " ذيل تاريخ الإسلام " للذهبي التي اعتنى بها فلان من الناس، هي طبعة لا أنصح بها، فيها تصحيف وتحريف، ولم يعتنِ ( المعتني ؟) كثيراً بالكتاب، وليس فيها حواشي وتعليقات إلا الفروقات بين المخطوطتين فقط، وليس فيها فهارس إلا فهرس أسماء المترجَمين وباختصار شديد مثل : ( العتبي، النور، البكري، الباجريقي، المحيي، الصايغ ... )، بل وردت تراجم مستقلة أدمجها في الترجمة التي قبلها من غير أن يميّزها ويعنون لها، كمثال ( ص 32 ) بعد ترجمة أبي سليمان داود البعلبكي توجد ترجمة أبي محمد عبد الله بن هارون القرطبي لم يعنون لها، فيحسبها القارئ تابعة للترجمة التي قبلها، ومثال آخر للحالة السابقة ( ص 71 ) بعد ترجمة أحمد بن إبراهيم الفزاري توجد ترجمة سنقر بن عبد الله الأرمني؛ أدمجها ولم يفصلها أو يعنون لها !!
وأعجب شيء استوقفني أن آخر ترجمة في " الذيل " هي لعلي بن سنجر ابن السباك، المذكور في ترجمته أنه توفي سنة خمسين وسبع مئة ! أي بعد وفاة الذهبي بسنتين !! ولم يعلِّق ( المعتني؟ ) بشيء !!! والله المستعان .
هذا وقد صدرت طبعة أخرى للذيل لم أطّلِع عليها، لكنها بالتأكيد أفضل من طبعة دار المغني، وهي لمتخصِّص في كتب التاريخ؛ وهو الدكتور عمر التدمري، صدرت سنة 1424 هـ عن دار الكتاب العربي / بيروت .

261 – هل يقع قبر أم حرام رضي الله عنها في قبرس أو بيروت ؟
قال د . عمر التدمري في كتابه " الصحابة في لبنان " ( ص 159 / ط . المكتبة العصرية – صيدا ) : انفرد صالح بن يحيى ( ت نحو 850 هـ ) في " تاريخ بيروت " بالقول إن أم حرام بنت مِلْحان ماتت في بيروت بعد عودتها من قبرس، والصحيح أنها ماتت ودُفِنَت في قبرس، وقد رأى قبرها الرحّالة الهروي، ولا يزال قبرها حتى الآن في مدينة ليماسول القديمة ...

262 – سيدنا معاوية بن أبي سفيان وأخوه يزيد رضي الله عنهم هما قادة فتح مدن ساحل لبنان
قال أحمد بن يحيى البلاذري ( ت 279 هـ ) في " فتوح البلدان " : حدثني أبو حفص الدمشقي قال : قال سعيد بن عبد العزيز : أخبرني الوضين، أن يزيد أتى بعد فتح مدينة دمشق صيدا وعرقة وجبيل وبيروت وهي سواحل، وعلى مقدمته أخوه معاوية، ففتحها فتحاً يسيراً وجلّا كثيراً من أهلها، وتولى فتح عرقة معاوية نفسه في ولاية يزيد.
ثم إن الروم غلبوا على بعض هذه السواحل في آخر خلافة عمر بن الخطاب أو أول خلافة عثمان بن عفان، فقصد لهم معاوية حتى فتحها، ثم رمها وشحنها بالمقاتلة وأعطاهم القطائع .

263 – حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لأهل بيروت
قال ابن أبي عاصم في كتاب " الجهاد " : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثنا عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمن، أنه حدثه قال : زارنا سلمان الفارسي فصلى الإمام بالناس الظهر ثم خرج، وخرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة، فتلقيته وقد صلى بأصحابه العصر وهو يمشي، فوقفنا نسلم عليه فلم يبقَ فينا شريف إلا عرض عليه أن ينزل عليه، فقال : إني جعلت في نفسي مرتي هذه أن أنزل على بشير بن سعد، فلما قدم سأل عن أبي الدرداء فقالوا : هو مرابط، قال : وأين مرابطكم ؟ قالوا : بيروت، فتوجه قِبَله، فقال سلمان : يا أهل بيروت ألا أحدِّثكم حديثاً يُذْهِب الله به عنكم غرض الرباط ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "رباط يوم صيام شهرين، ومن مات مرابطاً أجير من فتنة القبر وأجري له صالح عمله إلى يوم القيامة " . اهـ .
وقال الألباني في " إرواء الغليل " ( 5 / 22 ) : رجاله موثقون .

264 – الحاكم النيسابوري يُفحِم بديع الزمان الهمذاني وينتصر لأهل الحديث !
قال الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني ( ت 581 هـ ) في مصنّفه المفرد في " ترجمة الحاكم " : حدثنا الحسين بن عبدالملك، عن سعد بن علي الزنجاني، سمع أبا نصر الوائلي يقول: لما ورد أبو الفضل الهمذاني ( ت 398 هـ ) نيسابور، تعصّبوا له، ولقبوه: بديع الزمان، فأعجب بنفسه إذ كان يحفظ المئة بيت إذا أنشدت مرة، وينشدها من آخرها إلى أولها مقلوبة، فأنكر على الناس قولهم: فلان الحافظ في الحديث، ثم قال: وحفظ الحديث مما يذكر ؟ !
فسمع به الحاكم ابن البيع، فوجه إليه بجزء، وأَجَّل له جمعة في حفظه، فرد إليه الجزء بعد الجمعة، وقال: من يحفظ هذا ؟ محمد بن فلان، وجعفر بن فلان، عن فلان ؟ أسامي مختلفة، وألفاظ متباينة ؟ فقال له الحاكم: فاعرف نفسك، واعلم أن هذا الحفظ أصعب مما أنت فيه !

265 – من مؤلفات السيوطي في التصوف، أذكرها لبيان تصوّفه
قال السيوطي ( ت 911 هـ ) في " حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة " – عند ذكره لمؤلفاته - : ( فن الأصول والبيان والتصوف )، وذكر منها :
- تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية .
- الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال .
- المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة . اهـ .
- تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي .
والمصنف الأخير ذكره ابن العماد ( ت 1089 هـ ) في " شذرات الذهب " ( ترجمة ابن عربي ) ونقل منه نقولاً أولها هو : قال جلال الدين السيوطي في مصنفه " تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي " : والقول الفيصل في ابن العربي اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه .

266 –

أبو معاوية البيروتي 12-22-2010 09:17 PM



266 - الرخصة في التخلّف عن صلاة الجماعة في البرد الشديد، وسنة مهجورة في الأذان
عن نعيم النحام رضي الله عنه قال :
نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي فقلت : ليت المنادي قال : من قعد فلا حرج عليه فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أذانه : ( ومن قعد فلا حرج عليه ) .
رواه أحمد ( 4 / 220 ) وغيره، وصححه ابن حجر في فتح الباري والألباني في السلسلة الصحيحة ( 2605 ) .

267 – لطيفة ولكن مشكلة حول بعض الأشاعثة !يمرّ معي أحياناً إسنادٌ فيه ( عن حفص بن غياث، عن أشعث، عن محمد بن سيرين )، واللطيف والمشكل في نفس الوقت أن هناك ثلاثة أشاعثة روى عنهم حفص بن غياث، وثلاثة أشاعثة رووا عن محمد بن سيرين :
أ – أشعث بن سوار الكندي ( قال ابن حجر في " التقريب " : ضعيف )
ب – أشعث بن عبد الله الحُدّاني ( قال ابن حجر في " التقريب " : صدوق )
ث – أشعث بن عبد الملك الحُمراني ( قال ابن حجر في " التقريب " : ثقة فقيه )
فإنْ جاء في الإسناد ذكر ( أشعث ) مجرّداً من أي تمييز له، فيُحار المرء في الحكم على إسناده، والله المستعان .

268 – الكتب الأمهات العشرة المصنّفة في أحوال رواة الحديث جرحاً وتعديلاً
ذكرها الحافظ المزي في مقدمة " تهذيب الكمال "، وقال بعد أن عدّدها : ( فهذه الكتب العشرة أمّهات الكتب المصنفة في هذا الفن )، وقال المزي عن أول أربعة كتب أن عامة ما في " تهذيب الكمال " من جرح وتعديل ونحو ذلك منقول من هذه الكتب الأربعة، وما كان فيه منقولاً من غير هذه الكتب الأربعة فهو أقل ممّا كان فيه من ذلك منقولاً منها أو بعضها . اهـ . والكتب العشرة هي بترتيب المزي :
• " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم ( ت 327 هـ )
• " الكامل في الضعفاء " لابن عدي ( ت 365 هـ )
• " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( ت 463 هـ )
• " تاريخ دمشق " لابن عساكر ( ت 571 هـ )
• " الطبقات الكبير " لابن سعد – كاتب الواقدي – ( ت 230 هـ )
• " التاريخ " لأحمد ابن أبي خيثمة ( ت 279 هـ )
• " الثقات " لابن حبان ( ت 354 هـ )
• " تاريخ مصر " لابن يونس ( ت 347 هـ )
• " تاريخ نيسابور " للحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ )
• " تاريخ أصبهان " لأبي نعيم الأصبهاني ( ت 430 هـ )
قال أبو معاوية البيروتي : الحمد لله، ينقصني منها فقط " تاريخ نيسابور " المفقود، و " الكامل " لابن عدي أمتلك مختصره للمقريزي، و " التاريخ " لابن أبي خيثمة اشتريته السنة الماضية ( طبعة دار غراس / الكويت )، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات .

269 – حكم نسخ أقراص الكومبيوتر محفوظة الحقوق
قال د . أحمد بن عبد الرحمن القاضي في " ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين " ( ص 286 / ط . مكتبة أهل الأثر – الكويت / ط . 1431 هـ ) :
مسألة ( 605 ) ( 20 / 6 / 1419 هـ )
سألت شيخنا رحمه الله : ما حكم نسخ أشرطة الكومبيوتر محفوظة الحقوق ؟
فأجاب : الذي نراه أنه إذا نسخه لنفسه فقط فلا بأس، أما إذا أكثر فربما أضرَّ بالمنتج، كذلك إذا علمنا أن المنتج قد استوفى تكلفته، لأن الاستمرار في بيعه بأسعارٍ مرتفعة نوع من الاحتكار المحرّم .

أبو معاوية البيروتي 12-25-2010 08:18 AM


270 - فتوى بجواز الحج بالطائرة من سماء عرفة
قال إسماعيل بن سعد بن عتيق في " الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حياته وآثاره " ( ص 43 / ط . دار الصميعي ) : اتصل الملك سعود تلفونيًّا بالشيخ محمد وسأله عن جواز الحج بالطائرة من سماء عرفة ولم ينزلوا في الأرض حيث كانوا في أداء مهمة ؟ فأجاب الشيخ بجواز ذلك، وأن سماء الشيء يقوم مقام أرضه، وحجّهم جائز بهذه الصورة، والحال ما ذكر .

271 - مفتي المملكة يُلغي لقب ( المفتي الأكبر ) من أوراق مراسلته رغم جوازه
قال إسماعيل بن سعد بن عتيق في " الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، حياته وآثاره " ( ص 57/ ط . دار الصميعي ) :
في عام 1373 هـ كُتِبَ على أوراق مراسلته عند تولّيه الإفتاء ( المفتي الأكبر )، فنهى رحمه الله عن ذلك، ورفض تلقيبه بهذا اللقب إذ كان هذا اللقت لافتاً لأنظار بعض الطلبة، وجرى الخوض في هذا اللقب، فحسماً للخوض وعدم التطاول بالكلام أمر سماحته بإلغاء هذا اللقب والإبقاء على كلمة المفتي مع جوازه وعدم مخالفته للشرع .

272 - مثال على مبلغ تشدّد الأصمعي
تذكر كتب التراجم واللغة مثالاً على مبلغ تشدّد الأصمعي،
ونزوعه إلى الأفصح وتخطئة ما عداه، من ذلك أنه ينكر " زوجة " ويقول " زوج "،
ويحتج بقوله تعالى : ( وأمسِك عليكَ زوجَكَ )،
فقيل له : إنها وردت في شعر ذي الرمّة :
أذو زوجة بالمصر أم ذو خصومة .......... أراك لها في البصرة اليوم ثاوياً
فقال : ليس ذو الرمّة بحجّة؛ إذ طالما أكل البقل والملح في حوانيت البقّالين !! اهـ .
نقلتها من كتاب " المروءة وخوارمها " للشيخ مشهور، وهو بدوره نقلها من كتاب " المزهر " ( 1 / 14 ) للسيوطي .

273 - فائدة لكل من يمشي على رجليه إلى صلاة الجماعة ولا يركب سيارة أو دراجة
قال محمد بن عمرو العقيلي ( ت 323 هـ ) في كتابه " الضعفاء " ( ص 323 / ط . دار ابن حزم ) في ترجمة الضحّاك بن نبراس :
حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت قال :
مشيتُ مع أنس بن مالك إلى الصلاة؛ وقد أُقِيمَت الصلاة،
وكان يقرب بين الخُطا،
فقال لي : أتدري لِمَ أفعل هذا ؟
فقلتُ : ولِمَ تفعله ؟
قال : كذا فعل بي زيد بن ثابت؛ ليكون أكثر لخطونا . اهـ .
وصحّح إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة ( 14 / 723 ) .
وقصد الصحابي رضي الله عنه أنه كان يُقَصِّر المسافة بين رجليه أثناء مشيه لتكثر خطواته إلى المسجد،
فيكسب حسنات أكثر وتُكَفّر سيئاته أكثر؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .

274 - " التبيين لذكر من يُسَمّى بأمير المؤمنين " للحافظ أبي علي البكري ( ت 656 هـ )
قال ابن الملقّن في شرحه على صحيح البخاري " التوضيح " ( 2/ 49 ) - بعد ذكره تسمية البخاري أمير المؤمنين في الحديث - :
وقد شاركه في ذلك جماعة ؛ أفردها الحافظ أبو علي الحسن بن محمد البكري في كتابه " التبيين لذكر من يُسَمّى بأمير المؤمنين " ؛ قال :
وأول من سُمِّيَ بهذا الاسم - فيما أعلمه وشاهدته ورويته، وسُمِّي بالإمام في أول الإسلام -
1 - أبو الزناد عبد الله بن ذكوان،
2 - وبعده إمام دار الهجرة مالك بن أنس،
3 - ثم عَدَّ بعدهما : محمد بن إسحاق صاحب المغازي،
4 - وشعبة بن الحجاج،
5 - وسفيان الثوري،
6 - والبخاري،
7 - والواقدي،
8 - وإسحاق ابن راهويه،
9 - وعبد الله بن المبارك،
10 - والدارقطني،
11 - وذكر فيه أن أبا إسحاق الشيرازي أمير المؤمنين فيما بين الفقهاء نقلاً عن الموفق الحنفي إمام أصحاب الرأي ببغداد .

قال ابن الملقّن : هذا مجموع ما ذكره في تأليفه، وأغفل
12 - الإمام أبا عبد الله محمد بن يحيى الذهلي؛ فإن أبا بكر بن أبي داود قال : ثنا محمد بن يحيى، وكان أمير المؤمنين في الحديث .
13 - وأبا نعيم الفضل بن دكين الملائي الكوفي، فإن الحاكم في " تاريخ نيسابور " قال : حدّثني محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور قال : حدّثني أبي، ثنا محمد بن عبد الوهاب قال : سمعت بالكوفة يقولون : أمير المؤمنين في الحديث . وإنما يعنون أبا نعيم الفضل بن دكين لعلمه بالحديث .
14 - وكذلك هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، فإن أبا داود الطيالسي قال : كان أمير المؤمنين في الحديث .
15 - ومسلم بن الحجاج جدير بأن يتلقّب بذلك وإن لم أرهم نصُّوا عليه .


275 – خطر اعتياد التكلّم بغير اللغة العربية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ ) في " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " : اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية، التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، أو لأهل الدار، للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم، وهو مكروه كما تقدم، ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر، وأهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب، ولغة أهلها بربرية، عوّدوا أهل هذه البلاد العربية، حتى غلبت على أهل هذه الأمصار: مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديماً .
ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة، واعتادوا الخطاب بالفارسية، حتى غلبت عليهم، وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه، إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب .
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيراً قويًّا بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.
وأيضاً، فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية .

276 – دروز لبنان يحتجّون إلى الملك سعود على كلام ابن تيمية فيهم، والمفتي محمد بن إبراهيم يأمر بالاستمرار في الكتابة عنهم
قال إسماعيل بن سعد بن عتيق في " الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، حياته وآثاره " ( ص 63 / ط . دار الصميعي ) : عمد الشيخ محمد بن إبراهيم ( ت 1389 هـ ) إلى إنشاء مجلة أسماها ( مجلة راية الإسلام ) يرأسها الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم، ومدير تحريرها الشيخ صالح اللحيدان، ومن كُتّابها الشيخ زيد بن فياض، وحدث أنه كتب الشيخ زيد مقالاً عن الدروز في لبنان؛ نقل فيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيهم، فاحتج دروز لبنان إلى الملك سعود، فأمر الملك سعود بإيقاف الكتابة عن الدروز، فراجع الشيخ زيد سماحة الشيخ في الأمر، فأمر سماحته الشيخ زيد بن فياض بالاستمرار في الكتابة عن الدروز أو غيرهم من أهل البدع، وقال : سأراجع الملك سعود في الموضوع، ثم تأسّست مؤسسة الدعوة، فكان هو رئيسها، ولا زالت تصدر والحمد الله .

277 – إذا صرت مثل ابن باز فصلِّي كما يصلِّي !!
قال إسماعيل بن سعد بن عتيق في " الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، حياته وآثاره " ( ص 123 / ط . دار الصميعي ) : صلى أحد أئمة المساجد التراويح إحدى عشرة ركعة، ثم استدعاه الشيخ محمد وأمره أن يصلِّي عشرين ركعة مع الوتر، فقال الإمام : إن الشيخ ابن باز يصلِّي إحدى عشر ركعة ! فقال الشيخ : إذا صرت مثل ابن باز فصلِّي كما يصلِّي !!

278 – فتوى اللجنة الدائمة حول إدخال الرجل أولاده المدارس الأجنبية لاختيار مستقبل أحسن لهم
السؤال : ما الحكم أن يأخذ رجل ابنه أو ابنته، ويسجله في مدرسة فرنسية، أو إنجليزية المخالفتين لتعاليم الدين مع زعمه أنه مسلم وأنه يختار لهم مستقبلاً حسناً ؟
الجواب : يجب على الوالد أن يربّي أولاده ذكوراً وإناثاً تربية إسلامية، فإنهم أمانة بيده، وهو مسؤول عنهم يوم القيامة، ولا يجوز له أن يدخلهم مدارس الكفار؛ خشية الفتنة وإفساد العقيدة والأخلاق، والمستقبل بيد الله جلّ وعلا، يقول الله جل وعلا: ( ومن يتقِ الله يجعل له من أمره يسراً ).
فتوى رقم (4172) وتاريخ 4/12/1401 من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية

279 – منع الدولة العراقية كتابة ( الأهواز ) بالهاء أثناء حربها مع إيران
قال د . بشار عواد معروف في " في تحقيق النص " ( ص 253 / حاشية 1 / ط . 1425 هـ - دار الغرب الإسلامي ) بعد نقله لحاشية تعريف بمدينة تستر أنها ( مدينة بالأحواز ) من تحقيقه لتاريخ الإسلام ( الطبقة 601 – 610 هـ / ط . 1405 هـ ) : يُلاحظ القارئ أنني كتبت " الأحواز " بالحاء المهملة، وكنا يومذاك في حرب مع إيران، لأن الدولة لم تكن تسمح بأن تُكْتَب بالهاء .

280 –

أبومسلم 12-25-2010 09:52 AM

257 ما قيل في " تاريخ نيسابور " المفقود
• قال أبو يعلى الخليلي ( ت 446 هـ ) في " الإرشاد " ( ص 853 / ط . دار الفكر ) : ( تأمّلتُ " تاريخ نيسابور " للحاكم، ولم يسبقه إلى ذلك أحد ) .
• قال أبو الفضل ابن الفلكي ( ت 427 هـ ) : ( كان كتاب " تاريخ النيسابوريين " الذي صنّفه الحاكم أحد ما رحلتُ إلى نيسابور بسببه ) . ( تاريخ بغداد 5 / 474 )
• قال أبو الحجاج المزي ( ت 742 هـ ) في مقدّمة " تهذيب الكمال " – بعد ذكره لتاريخ نيسابور ضمن تواريخ أخرى - : ( فهذه الكتب العشرة أمّهات الكتب المصنفة في هذا الفن ) .
• قال تاج الدين السبكي ( ت 771 هـ ) في " طبقات الشافعية الكبرى " ( 1 / 174 ) : كانت نيسابور من أجل البلاد وأعظمها، لم يكن بعد بغداد مثلها، وقد عمل لها الحافظ أبو عبد الله الحاكم تاريخاً تخضع له جهابذة الحفاظ، وهو عندي سيد التواريخ .
وقال في " طبقات الشافعية الكبرى " ( 4 / 155 ) : وهو عندي أعود التواريخ على الفقهاء بفائدة، ومن نظره عرف تفنن الرجل في العلوم جميعها .



وقد طبع حديثاً ملخص لتاريخ نيسابور لأحمد بن محمد بن الحسن المعروف بالخليفة النيسابوري

عرب بعض كلماته عن الفارسية د/ بهمن كريمي ـ طهران
الناشر : كتبخانه ابن سينا
وهو متوافر على الشبكة العنكبوتية

أبو معاوية البيروتي 12-30-2010 04:43 PM




281 – سقوط أكثر من 1144 ترجمة بكمالها وتمامها من طبعة دار الكتاب العربي لـ " تاريخ الإسلام " للذهبي التي حققها د . عمر التدمري !!
ألّف د . بشار عواد معروف كتابه ( في تحقيق النص ) سنة 1425 هـ في 591 صفحة وطبعه بدار الغرب الإسلامي / بيروت، والكتاب بأكمله يقدِّم نقداً لطبعة دار الكتاب العربي / بيروت لـ " تاريخ الإسلام " للذهبي التي حققها د . عمر التدمري، ويوضِّح بمئات الأمثلة أن طبعة دار الكتاب العربي لـ " تاريخ الإسلام " طبعة فاسدة بشكل لا يمكن تصوّره !!
وقال د . بشار في ( ص 15 ) : ( وجاء ذلك نتيجة لاستعمال د . التدمري لنسخة واحدة لـ " تاريخ الإسلام "، هي نسخة دار الكتاب المصرية رقم ( 42 تاريخ ) الملفقة من نسخ مخطوطة متنوعة ومختصرات لم ينتبه الدكتور إليها، فتدهورت هذه الطبعة في مهواة، وقُذِف بها إلى مهلكة مردية، فتلاشى نفعها، وصار ضررها وبيلاً ونفعها قليلاً، بل معدوماً، لما فيها من مخالفات وانتهاكات لأبسط أصول تحقيق النصوص ومناهج البحث العلمي ) .
وذكر د . بشار في ( ص 272 ) من عيوب الطبعة :
- ... صار عدد التراجم الساقطة من طبعة دار الكتاب العربي ( 1145 ) ترجمة، وهو عدد هائل لا يمكن تصوّر خطورته بحيث أفسد الطبعة إفساداً لا يمكن تصوّره .
وقد ذكر د . بشار أسماء التراجم الساقطة كلها في ( ص 278 – 331 )
- ورود عدد كبير من التراجم المختصرة في أثناء الطبقات الأخرى .
- سقوط مئات النصوص القصيرة والطويلة بسبب اعتماد هذه النسخة وعدم اللجوء إلى نسخة أخرى .
- وقوع عشرات ألوف من التصحيفات والتحريفات، كان يمكن أن لا يقع الكثير منها لو اعتُمِدَت النسخ الموثّقة ) .


282 - حكم قول ( زارتنا البركة ) عند قدوم زائر
قال د . أحمد بن عبد الرحمن القاضي في " ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين " ( ص 27 / ط . مكتبة أهل الأثر – الكويت / ط . 1431 هـ ) :
مسألة ( 22 ) ( 26 / 2 / 1419 هـ )
سُئِل شيخنا رحمه الله : ما حكم قول ( زارتنا البركة ) عند قدوم زائر ؟
فأجاب : إنْ كان يقصد البركة المعنوية، لكون الزائر من أهل العلم والفضل، فيحصل بزيارته نفع، فجائز .
وإنْ كان يقصد بركة حسّية فمحرّم .

283 – رواية محمد بن إسحاق عن ( مولاتهم ) !!
طُبِعَ " كتاب العيال " لابن أبي الدنيا ( ت 281 هـ ) بتحقيق د . نجم خلف في دار الوفاء / مصر، وورد في إسناد الحديث الثاني من الكتاب : ( .... عن محمد بن إسحاق، عن مولاتهم ... )،فقال المحقق في الحاشية : كذا في الأصل، وقد بذلتُ جهداً كبيراً لمعرفة الصورة الصحيحة لهذا الإسناد، إلا أنني لم أصل إلى شيء، وإذا افترضنا أن لفظة ( مولاتهم ) مقحمة خطأ يظهر لنا مشكل آخر، إذ لم يثبت لي سماع محمد بن إسحاق من أبي إسحاق الهمذاني، والله أعلم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : راجعتُ الورقة الثانية من المخطوط المرفقة ضمن الكتاب، نجد رسم الكلمة ( عن من لا يتهم ) أو ( عن من لا أتهم )، والذي يقرأ كثيراً في " سيرة ابن إسحاق " يجده كثيراً ما يقول : ( وحدثني من لا أتهم )، فهذا هو الرسم الصحيح للكلمة، وزال الإشكال ولله الحمد أولاً وآخراً .

284 – رواية الضحّاك عن ( ابن عيّاش ) !!
طُبِعَ " كتاب العيال " لابن أبي الدنيا ( ت 281 هـ ) بتحقيق د . نجم خلف في دار الوفاء / مصر، وورد في إسناد الحديث ( 144 ) من الكتاب : ( ... عن أبي روق، عن الضحاك ، عن ابن عيّاش قال : للمرأة ستران ... )، وترجم الدكتور لابن عيّاش أنه عبد الله بن عيّاش القتباني المتوفى سنة ( 170 هـ ) .
قال أبو معاوية البيروتي : الضحاك – الذي روى عنه أبو روق عطية بن الحارث - هو ابن مزاحم المتوفى سنة ( 102 هـ )، أليس من الغريب أن يروي عن ابن عيّاش المتوفى سنة 170 هـ ؟! وتزول الغرابة عندما نعلم أن ابن عيّاش تصحيف لاسم الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما، وقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير ( 12 / 96 / 12657 ) ومعجميه الأوسط والصغير هذا الأثر مرفوعاً بنفس إسناد ابن أبي الدنيا .

285 – ( ذُبِحَ العلم على أفخاذ النساء )
قال صالح الغزالي في " القاموس فيما يحتاج إليه العروس " ( ص 122 / ط . دار المحمدي ) : يُنقل عن بعض السلف، وهو كلام مشهور عند كثير من المشتغلين بالعلم، ولكنه غير مستقيم من جهة المعنى، إلا بنوع تأويل ...، وفي فهمه والحكم عليه طريقان :
الأول : أن يُصَحَّح هذا القول، بمعنى الانشغال بالأهل فوق ما هو واجب أو مندوب سبب في ضياع العلم والتعلم .
الثاني : أن يكون هذا المعنى على إطلاقه أي فيه ترغيب عن التزوج، وحينئذ يكون معناه مخالفاً للشرع، ويُقرن بقول من قال من منحرفي المتصوفة : ( إن التزوج يصدّ عن التخلّي للعبادة )، والله أعلم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : والطريف أن هذه المقولة ذُكِرَت مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم في " خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر " !! وذكر أخي جهاد بن هاني آل حلّس أن علي القاري ( ت 1014 هـ ) عزاها لبشر الحافي في كتابه " المصنوع في معرفة الموضوع " .

286 – القول ببطلان الصلاة في المقبرة
قال الإمام الألباني في " أحكام الجنائز " : ذهب بعض العلماء إلى بطلان الصلاة فيها لأن النهي يدل على فساد المنهي عنه، وهو قول ابن حزم، واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية، والشوكاني في (نيل الاوطار) (2 / 112)، وروى ابن حزم (4 / 27 - 28) عن الإمام أحمد أنه قال: ( من صلى في مقبرة أو إلى قبر أعاد أبداً ) .

287 – السر – في رأي ابن القيم - في أمر النبي صلى الله عليه وسلّم أن يُرَدّ المار بين يديّ المصلّي حتى أمر بقتاله
قال ابن قيّم الجوزية ( ت 751 هـ ) في " روضة المحبين " : لا شيء أحلى للمحب الصادق من خلوته وتفرده، فإنه إن ظفر بمحبوبه أحب خلوته به وكره من يدخل بينهما غاية الكراهة، ولهذا السر والله أعلم أمر النبي برد المار بين يدي المصلي حتى أمر بقتاله، وأخبر أنه لو يدري ما عليه من الإثم لكان وقوفه أربعين خيراً له من مروره بين يديه، ولا يجد ألم المرور وشدته إلا قلب حاضر بين يدي محبوبه، مقبل وقد ارتفعت الأغيار بينه وبينه، فمرور المار بينه وبين ربه بمنزلة دخول البغيض بين المحب ومحبوبه .

288 – الجارية الملغومة !!!
قال زكريا بن محمد القزويني ( ت 682 هـ ) : من عجائب الهند البيش، وهو نبت لا يوجد إلا بالهند، سم قاتل، أي حيوان يأكل منه يموت، ويتولد تحته حيوان يقال له فأرة البيش، يأكل منه ولا يضره، ومما ذكر أن ملوك الهند إذا أرادوا الغدر بأحد عمدوا إلى الجواري إذا ولدن، وفرشوا من هذا النبت تحت مهودهن زماناً، ثم تحت فراشهن زماناً، ثم تحت ثيابهن زماناً، ثم يطعمونهن منه في اللبن، حتى تصير الجارية إذا كبرت تتناول منه ولا يضرها، ثم بعثوا بها مع الهدايا إلى من أرادوا الغدر به من الملوك فإنه إذا غشيها مات !!
" النور السافر في أخبار القرن العاشر " للعيدروسي

289 –

أبو معاوية البيروتي 01-07-2011 03:21 PM





300 – لو كان لي أمر لأخذتُ الجزية من الشافعية !!
قال ابن قُطلوبغا ( ت 879 هـ ) في " تاج التراجم " ( ص 250 / ط . دار القلم – دمشق ) : محمد بن موسى بن عبد الله البلاشاغوني التركي، تفقه ببغداد، وقدم دمشق ووَلِيَ بها القضاء، ومات في جمادى الآخرة سنة ست وخمس مئة، وكان يقول : لو كان لي أمر لأخذت الجزية من الشافعية ! قبحه الله . انتهى، خط شيخنا ( يقصد المقريزي صاحب الخطط ) . قلتُ ( أي : ابن قُطلوبغا ) : ولا وجه لقوله يُعقَل، ولولا أني التزمت جميع ما كتبه الشيخ لم أكتب له ترجمة، والله أعلم . اهـ .
علّق محمد خير رمضان يوسف في الحاشية : ولولا أمانة النقل، وتثبيت النص كما هو بدون زيادة أو نقصان، لحذفت هذا الخبر، الذي هو نكتة سوداء وقولة شنعاء في تاريخ عالم . ولن يُذْكَر هذا وأمثاله بخير، ويكفي أن يقشعر جلد المسلم عند سماعه لهذا القول !

301 – من أبطال المسلمين في بلاد الشام في القرن السابع : " السابق شاهين " مرعب الإفرنج
قال الذهبي في " معجم شيوخه " ( ص 541 / ط . دار الكتب العلمية ) : سمعت محمد بن علي بن سليمان الرقي ( ت 707 هـ ) يقول : مضيت إلى بانياس أيام الناصر يوسف، وكان واليها ابن برق، فأكرمني، فقلت : أريد أتفرّج - وكان الفرنج إذ ذاك يتخطفون الناس لانحلال الدولة – فقال : نبعث معك جماعة، فبعث معي جماعة، فركبت فرساً وخرجت معهم، فتقدموا قدامي وبقي يسايرني رجل منهم، فأجريت ذكر الفرنج وقلت : عندكم هذا " السابق شاهين "؟ بلغني أنه ينكي في الفرنج، إيش هو هذا ؟ فقال : أنا السابق ! فعجبت من ذلك، فحدّثني أشياء جرت له، قال : كان إفرنجي يؤذي الناس، فكمنتُ له مرة في مضيق عند باب بيروت، فمرّ بي على حصان، فطفرت(!) صرت خلفه وقمطته بيدي، فهمز فرسه وكان على تلٍّ عالٍ تحته البحر، فطفق بنا الحصان إلى البحر، فقتلته في الماء وخرجت بالحصان وجئتُ به .
ومرة احتجنا إلى خبز أنا وأصحابي وطلعتُ إلى قرية بعد المغرب، فدخلتُ بيتاً وإذا صبي في سرير فأجليتُ خلفه، فلما ذهب هويّ من الليل بكى الصغير وألحّ، فقالت أمه : ( يا سابق شاهين خذه ! ) تفزعه بذلك، فقلتُ في الحال : هاتيه ! فارتعدت وكادت يُغشى عليها، فقلت : أريد خبزاً، فقامت وأحضرت خبزاً كثيراً ومواكيل وقالت : يا سيدي، أنا أكون أبعث لكم وأنت لا تجيء ! اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وكانت سلطنة الملك الناصر يوسف من سنة 634 هـ حتى سنة 659 هـ، ولم أعثر على مصدرٍ آخر يترجم للسابق شاهين إلا مصدراً ذُكِرَ فيه مقتله، واستفدنا منه أيضاً أنه كان غلاماً للسلطان بيبرس، وأن له ذرية، قال النويري ( ت 733 هـ ) في " نهاية الأرب في فنون الأدب " : وفي شهر رمضان ( سنة 665 هـ ) وصل رسل صور وسألوا استمرار الهدنة فقال السلطان : " أنا ما فعلت ما فعلت إلا لأنكم قتلتم السابق شاهين غلامي ، وإذا قمتم بديته استمرت الهدنة " . وأحضر أولاد السابق شاهين فقرر ديته خمسة ألف دينار صورية ، أحضر الرسل نصفها وجماعة من المغاربة واستمهلوا بالبقية، وقال السلطان : " تبنين وهدنين وبلادهما بلاد أخذتهما بسيفي فصارت للإسلام فاستقرت للمسلمين " . وأُجيبوا إلى الصلح وكتبت الهدنة لمدة عشر سنين . اهـ .

302 – استنباط صحة خلافة سيدنا أبي بكر وعمر من حديث " هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده ... "
ذكر البيهقي في " دلائل النبوة " حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلك كسرى ، ثم لا يكون كسرى بعده ، وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل " الذي رواه مسلم، ثم قال :
وفي قوله : " لتنفقن كنوزهما في سبيل الله " إشارة إلى صحة خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لأن كنوزهما نُقِلت إلى المدينة ، بعضها في زمان أبي بكر ، وأكثرها في زمان عمر ، وقد أنفقاها في المسلمين ، فعلمنا أن من أنفقها كان له إنفاقها ، وكان ولي الأمر في ذلك مصيباً فيما فعل من ذلك ، وبالله التوفيق .

303 – من ورع السلف وخوفهم على أعمالهم من البطلان
قال الخليل بن عبد الله القزويني ( ت 446 هـ ) في " الإرشاد في معرفة علماء الحديث " ( ص 129 / ط . دار الفكر ) : حدثني محمد بن علي القاضي، حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي الحافظ، قال : سمعت سعيد بن عمرو البردعي قال : سمعت أبا زرعة الرازي ( ت 264 هـ ) يقول : لم أعرف لنفسي رباطاً خالصاً في ثغر، قصدت قزوين مرابطاً ومن همتي أن أسمع الحديث من الطنافسي ومحمد بن سعيد بن سابق، ودخلت بيروت مرابطاً ومن همتي أن أسمع من العباس بن الوليد، ودخلت رها مرابطاً ومن همتي أن أسمع من أبي فروة الرهاوي، فلا أعرف لنفسي رباطاً خلصت نيتي فيه ! ثم بكى .

304 – أكثر من عشرة رواة عن ابن لهيعة حديثهم صحيح عنه لأنهم رووا عنه قبل اختلاطه
ترجم ابن حجر لابن لَهيعَة في " تقريب التهذيب " فقال : عبد الله بن لهيعة - بفتح اللام وكسر الهاء - ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري القاضي، صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون، مات سنة أربع وسبعين، وقد ناف على الثمانين . م د ت ق . اهـ .
وقال البخاري عن يحيى بن بكير : احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومئة، وقال يحيى بن عثمان بن صالح السهمي : سألت أبي : متى احترقت دار ابن لهيعة ؟ فقال : في سنة سبعين ومئة . ( ترجمة ابن لهيعة في تهذيب الكمال للمزّي )
قال عصام هادي في " محدّث العصر الإمام الألباني كما عرفته " ( ص 78 / ط . دار الصدّيق ) : قلت لشيخنا : بعض الإخوة يُنكر احتراق كتب ابن لهيعة، وبالتالي يُنكِر أنه اختلط بعد احتراق الكتب ؟
فقال شيخنا : هذا غير صحيح، فابن لهيعة قد اختلط بعد احتراق كتبه، ومن روى عنه قبل اختلاط كتبه فحديثه صحيح .
فقلت : مَن مِنَ الرواة روى عنه قبل الاختلاط ؟ فقال :
1 – عبد الله بن وهب
2 – عبد الله بن المبارك
3 – عبد الله بن يزيد المقرئ
قال أبو معاوية البيروتي : وهم المقصودون برواية العبادلة عن ابن لهيعة .
4 – عبد الرحمن بن مهدي
5 – عبد الله بن مسلمة القعنبي
6 – الوليد بن مزيد البيروتي
قال أبو معاوية البيروتي : قال الطبراني : والوليد بن مزيد ممّن سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه . ( المعجم الصغير 1 / 231 )
7 – الأوزاعي
قال أبو معاوية البيروتي : ت 157 هـ .
8 – الثوري
قال أبو معاوية البيروتي : ت 161 هـ .
9 – شعبة
قال أبو معاوية البيروتي : ت 160 هـ .
10 – عمرو بن الحارث
قال أبو معاوية البيروتي : ت قبل 150 هـ .
11 – إسحاق بن عيسى الطباع
قال أبو معاوية البيروتي : لقي ابن لهيعة قبل احتراق كتبه . ذكره عبد الله في " العلل " ( السلسلة الصحيحة 6 / 1158 )
12 – قتيبة بن سعيد
13 – خالد بن يزيد الصنعاني

وقد يكون هناك رواة آخرون، لكن هذا ما وقفتُ عليه حتى الساعة .
قال عصام هادي : وحدثني الأخ أبو همام سامي المصري – وكان يعمل عند شيخنا – أن شيخنا أضاف بعدُ لهؤلاء الرواة :
14 - يحيى بن إسحاق السيلحيني .
قال أبو معاوية البيروتي : قال في السلسلة الصحيحة ( 7 / 916 و 1726 ) : وهو من قدماء أصحابه . اهـ .

305 – مِنْ صبر أهل الحديث على الفقر
أهل الحديث قدوتهم النبي صلى الله عليه وسلّم، القائل لمن قال له : " إني أحبك "، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : " استعد للفاقة " . ( رواه البزار 4 / 229 / 3595 ، وجوّد إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة 2827 )
وأتى أبو ذر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : إني أحبكم أهل البيت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : الله ؟ قال : الله . قال : " فأعد للفقر تجفافاً، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها " . ( رواه الحاكم 4 / 331 ، وصححه هو والذهبي والألباني )
وعن أبي مسهر قال : كنا عند الحكم بن هشام العقيلي وعنده جماعة من أصحاب الحديث، فقال : إنه من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلباباً، فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاقة، وليحترف حذاراً من الفاقة . ( من ترجمة الحكم بن هشام في تهذيب الكمال )
وقال أحمد بن عبد الله العجلي، عن أبيه : كان الحكم بن هشام فقيراً، وكان يُدعَى إلى الطعام وهو جائع، فيلبس مطرف خز له قديماً، ثم يدخل العُرس فيُبارك، ولا يأكل عزّة نفسٍ . ( من ترجمة الحكم بن هشام في تهذيب الكمال )
وقال أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ( ت 297 هـ ) في " مسائله عن شيوخه " ( ص 122 / ط . دار البشائر الإسلامية ) : سمعت أبي يقول : كنتُ يوماً عند عمر بن زرعة، وكان رجلاً من أصْبَرِ الناس على فقرٍ وأحسنهم عملاً، فجاءوا اليه قوم من ناحية حِمْير، فقالوا : يا أبا حفص، إن فلانة توفيت وتركت داراً ومتاعاً وكساءً فيه ألف درهم، وقد أوصت أنك وارثها وأنك مولاها، قال : فسكت ساعة ثم قال : قد كانت هذه المرأة تأتينا وتدعي ما تقول من الولاء، فكان يمنعنا الحياء أن نردَّ عليها، فأما إذ كان هذا، فليست لنا بمولاة ولستُ لها بوارث، فانصرفوا، فما أخذ منهم شيئاً . اهـ .

306 – الإمام الألباني يناقش شيخه بحرمة الصلاة على القبور حتى هداه الله تعالى
قال في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ( ص 173 / ط . مكتبة المعارف ) : كنت أذهب مع بعضهم - وأنا صغير لم أتفقه بالسنة - بعد إلى قبر الشيخ ابن عربي لأصلي معه عنده ! فلما أن علمت حرمة ذلك باحثت الشيخ المشار إليه كثيراً في ذلك حتى هداه الله تعالى وامتنع من الصلاة هناك، وكان يعترف بذلك لي ويشكرني على أنْ كنتُ سبباً لهدايته، رحمه الله تعالى وغفر له . والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وشيخ الألباني المشار إليه توفي قبل سنة 1392 هـ؛ وهو تاريخ كتابة الشيخ الألباني لمقدمة كتابه .

307 – أهل بيت رواية يتوارثون الضعف قرناً بعد قرن !!
قال أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ( ت 297 هـ ) في " مسائله عن شيوخه " ( ص 120 / ط . دار البشائر الإسلامية ) : سمعت أبي يقول : ذكرتُ لأبي نُعَيم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي، فقال : كان هؤلاء أهل بيت يتوارثون الضعف قرناً بعد قرن .
قال أبي : قلتُ لأبي نُعَيم : فحسن بن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي ؟ فقال : كان حسنٌ خير القوم، ولم يكن عندنا به بأس . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ألا تتعجّبون لو أنزلتُ مقالةً في منتدى التاريخ بعنوان : ( التعريف بآل محمد بن عبيد العرزمي رحمهم الله، أهل بيت رواية توارثوا الضعف قرناً بعد قرن ) !!!!!!!

308 – المرأة التي تمنع زوجها من صلاة الفجر في جماعة امرأة سوء !!
روى الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 287 / حـ 3324 ) عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ قال : تَزَوَّجَ الْحَارِثُ بن حَسَّانَ - وَكَانَتْ له صُحْبَةٌ -، وكان الرَّجُلُ إِذْ ذَاكَ إذا تَزَوَّجَ تَخَدَّرَ أَيَّامًا فَلا يَخْرُجُ لِصَلاةِ الْغَدَاةِ، فَقِيلَ له : أتَخْرُجُ وَإِنَّمَا بنيْتَ بِأَهْلِكَ في هذه اللَّيْلَةِ ؟! قال : وَاللَّهِ إِنَّ امْرَأَةً تَمْنَعُنِي من صَلاةِ الْغَدَاةِ في جَمِيعٍ لامْرَأَةُ سَوْءٍ .
وحسّن إسناده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 41 ) .

309 – من تزوج بنت .... ومن تزوج بنت ....روى الحافظ ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في " تاريخ دمشق " من طريق أبي بكر الداهري - وهو عبد الله بن حكيم العجلي - ، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن المهاجر قال : قال عمر بن الخطاب :
- من تزوج بنت عشر تسر الناظرين،
- ومن تزوج ابنة عشرين لذة للمعانقين،
- وبنت ثلاثين تسمن وتلين،
- ومن تزوج ابنة أربعين ذات بنات وبنين،
- ومن تزوج ابنة خمسين عجوز في الغابرين .
قال أبو معاوية البيروتي : ذكر المزي في " تهذيب الكمال " في ترجمة خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد أنه روى عن عمر بن الخطاب ولم يُدركه، فالإسناد مرسل، وأفاد أحد الإخوة أن أبا بكر الداهري تالف . .

310 –

أبو معاوية البيروتي 01-14-2011 05:06 PM



310 – كيف يكون شكر العلم يا طالب العلم ؟!
قال أبو عبيد القاسم بن سلام : إن من شكر العلم أن تقصد مع كل قوم يتذكرون شيئاً لا تحسنه فتتعلم منهم، ثم تقعد بعد ذلك في موضع آخر فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمته، فتقول : والله ما كان عندي شيء حتى سمعت فلاناً يقول كذا وكذا فتعلمته، فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : كنتُ أطالع كتاب " الإمام الألباني " للشيخ عبد العزيز السدحان وإذ به نقل هذه الفائدة وعزاها لـ ( " المنتظم " ( 7 / 291 ) و " تاريخ دمشق " ( 49 / 78 ) و " الإلماع " ( ص 229 ) )، فجزاه الله خيراً .

311 – آخر جزء من سلسلة الأحاديث الضعيفة راجعه الإمام الألباني قبل وفاته بأشهر
جاء في حاشية سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 7 / 307 ) تعليقاً على الحديث ( 3300 ) : " يؤتى بمداد طالب العلم يوم القيامة ... " :
(1) إلى هنا تمّت مراجعة الوالد لهذا المجلد المراجعة النهائية، وذلك في أشهره الأخيرة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله خيراً بما قدّم وأعطى، وإنا لله وإنا إليه راجعون . أم عبد الله . اهـ .

312 – بيان الإمام الألباني للفرق بين كلمة ( الأرناؤوط ) وكلمة ( الألباني )
قال رحمه الله : كنتُ – بالمدرسة – أُعرَف بـ ( الأرناؤوط )، أما كلمة ( الألباني ) فحينما خرجتُ من المدرسة وبدأتُ أكتب، لأن كلمة ( الأرناؤوط ) تشبه أو تقابل كلمة ( العرب )، وكما أن العرب ينقسمون إلى شعوب؛ ففيهم المصري والشامي والحجازي ... إلى آخره، كذلك الأرناؤوط ينقسمون إلى ألبان؛ وإلى الصِّرب من يوغوسلافيا، وإلى بوشناق، فإذن بين كلمة ( الألبان ) وكلمة ( الأرناؤوط ) عموم وخصوص، فالألبان أخص من الأرناؤوط .
" الإمام الألباني، مواقف ودروس وعبر " ( ص 15 / ط . دار التوحيد – الرياض ) لعبد العزيز السدحان

313 – أثر سلفي في ذم التحزّب
قال أبو نعيم الأصبهاني في " حلية الأولياء " ( 2 / 209 ) : حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال : ثنا الحسن بن المثنى، قال : ثنا عفان قال : ثنا همام قال : سمعت قتادة قال : ثنا مطرف قال :
كنا نأتي زيد بن صوحان، وكان يقول يا عباد الله أكرموا وأجملوا، فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع . فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتاباً، فنسقوا كلاماً من هذا النحو : ( إن الله ربنا، ومحمد نبينا، والقرآن إمامنا، ومن كان معنا كنا وكنا له، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا )، قال : فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلاً رجلاً، فيقولون : أقررت يا فلان ؟ حتى انتهوا إليَّ، فقالوا : أقررت يا غلام ؟ قلت : لا ! قال : لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام ؟ قال : قلت : إن الله قد أخذ عليَّ عهداً في كتابه، فلن أُحْدِث عهداً سوى العهد الذي أخذه الله عز وجل عليَّ، قال : فرجع القوم من عند آخرهم، ما أقر به أحد منهم، قال : قلت لمطرف : كم كنتم ؟ قال : زهاء ثلاثين رجلاً .
قال قتادة : وكان مطرف إذا كانت الفتنة نهى عنها وهرب، وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح، وقال مطرف : ما أشبه الحسن إلا برجل يحذر الناس السيل ويقوم لسببه . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : صحّح إسناده مختار البدري في كتابه " إعلام الصفوة " ( ص 28 )، وقال ابن حجر عن مطرف في " تقريب التهذيب " ( 6706 ) : ثقة فاضل عابد من الثانية، مات سنة 95 .

314 – لفقد كتبي أشد على نفسي من فقد ولدي !!
الشيخ حمد الجاسر ( المتوفى في 16 / 6 / 1421 هـ ) رحمه الله هو علاّمة الجزيرة في الأنساب والمواقع الجغرافية، احترقت مكتبته في بيروت سنة 1416 هـ ، وتزامن احتراق مكتبته مع وفاة ابنه محمد في حادث سقوط طائرته المتجهة إلى هولندا .
قال د . أحمد الباتلي في " علماء احترقت كتبهم " ( ص 18 / ط . دار طويق ) : وقد سمعت الشيخ حمد الجاسر في محاضرة عامة يقول : لفقد كتبي أشد على نفسي من فقد ولدي !!

315 – بيع أولاد الإمام ابن قيّم الجوزية لمكتبة أبيهم بعد وفاته !!!
قال خليل بن أيبك الصفدي ( ت 764 هـ ) في " أعيان العصر وأعوان النصر " – في ترجمة ابن قيّم الجوزية - :
ما جمع أحد من الكتب ما جمع، لأن عمره أنفقه في تحصيل ذلك. ولما مات شيخنا فتح الدين اشترى من كتبه أمهات وأصولاً كباراً جيدة، وكان عنده من كل شيء في غير ما فن ولا مذهب، بكل كتاب نسخ عديدة، منها ما هو جيد نظيف، وغالبها من الكرندات. وأقام أولاده شهوراً يبيعون منها غير ما اصطفوه لأنفسهم .

316 – حكم استعمال الماء النجس في سقيا المزارع
قال د . أحمد بن عبد الرحمن القاضي في " ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين " ( ص 46 / ط . مكتبة أهل الأثر – الكويت / ط . 1431 هـ ) :
مسألة ( 64 ) ( 29 / 10 / 1417 هـ )
سُئِل شيخنا رحمه الله : ما حكم استعمال الماء النجس في سقيا المزارع ؟
فأجاب : جائز، لأنه يطهر بالاستحالة، حتى لو سمد بعذرة الآدمي وروث الحمير فلا بأس .

317 – حكم الصلاة في توسعة الحرم المكي من جهة المسعى والساحات الأخرى
قال د . أحمد بن عبد الرحمن القاضي في " ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين " ( ص 69 / ط . مكتبة أهل الأثر – الكويت / ط . 1431 هـ ) :
مسألة ( 123 ) ( 10 / 10 / 1418 هـ )
سُئِل شيخنا رحمه الله عن حكم الصلاة في التوسعة من جهة المسعى والساحات الأخرى، من جهة باب الملك عبد العزيز وباب الملك فهد ؟
فأجاب : إن اتصلت الصفوف فأجر الصلاة فيها كالحرم من حيث التضعيف فقط، وكذلك المسعى، وإلا فليست من المسجد، فيجوز البيع والشراء فيها ومكث الحائض ونحو ذلك، وأكثر العلماء على أن المسعى ليس من المسجد، والحكم بذلك أرفق بالناس من جهة أن الحائض لها أن تسعى، ولو كان من المسجد للزمها تأخير سعيها إلى ما بعد الطهر، كما أن التوسعة التي بعده يفصلها عنه شارع، فهي ليست من المسجد .

318 – ليس بين مكة وجدة حاليًّا مسافة قصر
قال ابن عثيمين : ليس بين مكة وجدة حاليًّا مسافة قصر، حتى على تقدير القائلين بالتحديد بالمسافة بسبب زحف البنيان، فبينهما الآن خمسون كيلومتر تقريباً .
" ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين " ( ص 81 / ط . مكتبة أهل الأثر – الكويت / ط . 1431 هـ )

319 – فعادت لنا كالشمس بعد طلاقها ...
قال الإمام المعمّر أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي ( 206 – 315 هـ ) : أنشدني التوزي لرجل طلق امرأته ثم ندم، فتزوجت غيره، فمات عنها حين دخل، فخطبها، فقال من أبيات :
فعادت لنا كالشمس بعد طلاقها ...... على خير أحوال كأن لم تطلق
" تاريخ بغداد " ( ترجمة محمد بن يحيى الصولي / ت 336 هـ ) للخطيب البغدادي

320 – من روائع الردود : رد إسحاق بن أحمد العُلثي ( ت 634 هـ ) على ابن الجوزي ( ت 597 هـ )
قال ابن رجب الحنبلي ( ت 795 هـ ) في " ذيل طبقات الحنابلة " في ترجمة إسحاق العلثي : أرسل رسالة طويلة إلى الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التأويل يقول فيها :
من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي، إلى عبد الرحمن بن الجوزي، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لاتباع السلف الصالح، وبصرنا بالسنة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع في الشريعة المحمدية. فلا حاجة إلى ذلك. فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله لنا الدين، وأغنانا عن آراء المتنطعين، ففي كتاب الله وسنة رسوله مقنع لكل من رغب أو رهب، ورزقنا الله الاعتقاد السليم، ولا حرمنا التوفيق، فإذا حرمه العبد لم ينفع التعليم. وعرفنا أقدار نفوسنا، وهدانا الصراط المستقيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفوق كل ذي علم عليم . وبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على رسوله: فلا يخفى أن " الدين النصيحة "، خصوصاً للمولى الكريم، والرب الرحيم. فكم قد زل قلم، وعثر قدم، وزلق متكلم، ولا يحيطون به علماً. قال عز من قائل : ( ومِنَ الناس من يُجادلُ في الله بغير عِلْم وَلا هُدىً وَلا كتابٍ مُنير ) .
وأنت يا عبد الرحمن، فما يزال يُبلغ عنك ويُسمع منك، ويُشاهد في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيراً ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقاداً منك : أنك تصدع بالحق من غير محاباة، ولا بد من الجريان في ميدان النصح: إما لتنتفع إنْ هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك. ويحذر الناس قولك الفاسد، ولا يغرّك كثرة اطّلاعك على العلوم. فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحر كَدر ونهر صاف، فلستَ بأعلمِ من الرسول، حيث قال له الإمام عمر: " أتصلّي على ابن أبيّ؟ أنزل القرآن ( وَلا تصلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهمْ ) ولو كان لا ينكر من قل علمه على من كثر علمه إذاً لتعطل الأمر بالمعروف، وصرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى: ( كانوُا لاَ يَتَنَاهُوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ) " المائدة: 134 " ، بل ينكر المفضول على الفاضل وينكر الفاجر على الولي، على تقدير معرفة الولي ..... ( قال أبو معاوية البيروتي : حذفت الرد لطوله، وأوردت ختامه فقط، ومن أراد الأصل فليرجع إلى " ذيل طبقات الحنابلة " )
....... وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات، وتتوب التوبة النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسيّروا ذلك في البلاد وبيّنوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُوِر فيه، وقُضِيَ بليل، والأرض لا تخلو من قائم للّه بحجة، والجرح لا شك مقدَّم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعذر من أنذر .
وإذا تأولت الصفات على اللغة، وسوغته لنفسك، وأبيت النصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدس الله روحه، فلا يمكنك الانتساب إليه بهذا، فاختر لنفسك مذهباً، إن مكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضُربوا بالسيوف، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يبالون بشناعة مشنع، ولا كذب كاذب، ولهم من الاسم العذب الهني، وتركهم الدنيا وإعراضهم عنها اشتغالاً بالآخرة: ما هو معلوم معروف.
ولقد سوّدت وجوهنا بمقالتك الفاسدة، وانفرادك بنفسك، كأنك جبار من الجبابرة، ولا كرامة لك ولا نعمى، ولا نمكنك من الجهر بمخالفة السنة، ولو استقبل من الرأي ما استدبر: لم يُحْكَ عنك كلام في السهل، ولا في الجبل، ولكن قدّر الله، وما شاء فعل، بيننا وبينك كتاب الله وسنة رسوله، قال الله تعالى: ( فإنْ تَنَازَعْتُم فِي شَيْءً فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول ) ولم يقل: إلى ابن الجوزي.
وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل، ففَضْل الله أُوتيته وحدك؟ وإذا جَهَّلت الناس فمن يشهد لك أنك عالم؟ ومن أجهل منك، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح؟ وتقول: من كان فلان ؟ ومن كان فلان ؟ من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذاً ؟ فلقد استراح من خاف مقام ربه، وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم، لئلا يندم.
فانتبه يا مسكين قبل الممات، وحَسِّن القول والعمل، فقد قَرُبَ الأجل، للّه الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

321 – من سُرِقَ له غرض فقال للسارق : وهبتك !!
قال ابن رجب الحنبلي ( ت 795 هـ ) في " ذيل طبقات الحنابلة " في ترجمة محمد بن عبد الله بن أبي السعادات الدباس ( ت 648 هـ ) : مر ليلة بسوق المدرسة النظامية ليصلي العشاء الآخرة بالمستنصرية إماماً، فخطف إنسان بقياره في الظلماء وعدا . فقال له الشيخ: على رسلك، وهبتك. قل: قبلت ! وفشى خبره بذلك . فلما أصبح أُرسل إليه عدة بقايير، قيل: أحد عشر. فلم يقبل منها إلا واحداً تنزهاً . وهذا مشهور بين علماء بغداد عنه .

322 – الرفض في الأكراد معدوم أو نادر
قال ابن رجب الحنبلي ( ت 795 هـ ) في " ذيل طبقات الحنابلة " في ترجمة نور الدين عبد الرحمن بن عمر البصري الضرير ( ت 684 هـ ) : كانت له فطنة عظيمة، وبادرة عجيبة .
أنبأني محمد بن إبراهيم الخالدي - وكان ملازماً للشيخ نور الدين حتى زوّجه الشيخ ابنته - قال: عُقِد مرة مجلس بالمستنصرية للمظالم، وحضر فيه الأعيان، فاتفق جلوس الشيخ إلى جانب بهاء الدين بن الفخر عيسى، كاتب ديوان الإنشاء، وتكلم الجماعة . فبرز الشيخ نور الدين عليهم بالبحث، ورجع إلى قوله، فقال له ابن الفخر عيسى: من أين الشيخ؟ قال: من البصرة. قال: والمذهب؟ قال: حنبلي. قال: عجباً! بصري، حنبلي؟ فقال الشيخ: هنا أعجب من هذا: كردي رافضي ! فخجل ابن الفخر عيسى وسكت. وكان كرديًّا رافضيًّا. والرفض في الأكراد معدوم أو نادر .

أبو عبد الرحمن الوهراني 01-14-2011 05:29 PM

أمتعتنا أيها الفارس

ابو هريرة الليبي 01-14-2011 11:42 PM

جزاك الله خيرا

أبو معاوية البيروتي 01-15-2011 07:23 AM



323 – من كان من عائلة الإمام الألباني أخلصهم له وأشدّهم استجابة لدعوته
قال الإمام الألباني في مقدمته على " بداية السول في تفضيل الرسول " ( ص 8 / ط . المكتب الإسلامي ) : فُوجئتُ أثناء ( تحقيقي للكتاب ) بخبر أزعجني جدًّا، وهو وفاة أخي الكبير محمد ناجي أبو أحمد وهو في موسم الحج، فقد مضيتُ في إتمامها مترحِّماً عليه صابراً على مصيبتي به، فقد مات وهو خير إخوتي، وأخلصهم لي، وأشدّهم استجابة لدعوتي، وغيرة عليها، وحماساً في الدعوة إليها، فرحمه الله رحمة واسعة، وصبّرنا وسائر إخوتي وأولاده وأحفاده وأصهرته على مصابهم به، وجعلهم خير خلف لخير سلف، وحشرنا جميعاً معه تحت لواء سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلّم . اهـ .
وقال الألباني في " تلخيص أحكام الجنائز " : توفي شقيقي الكبير محمد ناجي أبو أحمد في موسم السنة الماضية ( 1401 ) على عمل صالح إن شاء الله في الجمرات آخر أيام التشريق وهو جالس مع بعض رفاقه الحجاج، وقد ذكر لي بعضهم أن أحد الجالسين معه قدم إليه بيده اليسرى كأساً من الشاي، فقال له : يا أخي أعطي بيدك اليمنى ولا تخالف السنة؛ أو كما قال، ومات من ساعته رحمه الله، وحشرنا وإياه ( مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) .


324 – لماذا رفض عدي بن حاتم رضي الله عنه إعطاء سائل مئة درهم ؟!
قال الإمام مسلم في " صحيحه " ( 1651 ) :حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن تميم بن طرفة قال : سمعت عدي بن حاتم وأتاه رجل يسأله مئة درهم، فقال : تسألني مئة درهم وأنا ابن حاتم ؟ والله لا أعطيك ! ثم قال :: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حلف على يمين ثم رأى خيراً منها فليأتِ الذي هو خير " .

325 – قال الوالد : يا بني، آثرني اليوم، فأجاب الابن : يا أبتِ لو كان غير الجنة فعلت !!
قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : استهمّ يوم بدر سعد بن خيثمة وأبوه ( في الأصل : وابنه سعد )، فخرج سهم سعد، فقال له أبوه : يا بني، آثرني اليوم، فقال سعد : يا أبتِ لو كان غير الجنة فعلت !! فخرج سعد إلى بدر فقُتِل بها، وقتل أبوه خيثمة يوم أحد .
" الإصابة في تمييز الصحابة " ( ترجمة سعد بن خيثمة )

326 – شهد النبي صلى الله عليه وسلّم لعمرو بن العاص بأنه مؤمن، وهذا يستلزم الشهادة له بالجنة
ذكر الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة ( 155و 156 ) حديث " أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص " وحديث " ابنا العاص مؤمنان : هشام وعمرو "، وقال : في الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه ، إذ شهد له النبي
صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن ، فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : " لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة " متفق عليه . وقال تعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) .
وعلى هذا فلا يجوز الطعن في عمرو رضي الله عنه - كما يفعل بعض الكتاب المعاصرين ، وغيرهم من المخالفين - بسبب ما وقع له من الخلاف بل القتال مع علي رضي الله عنه . لأن ذلك لا ينافي الإيمان ، فإنه لا يستلزم العصمة كما لا يخفى ، لاسيما إذا قيل : إن ذلك وقع منه بنوع من الاجتهاد ، وليس اتباعاً للهوى . اهـ .

327 – حديث تسبيح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : إني انطلقت ألتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حوائط المدينة ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ، فأقبل إليه أبو ذر حتى سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو ذر : وحصيات موضوعة بين يديه ، فأخذهن في يده فسبّحن في يده ، ثم وضعهن في الأرض فسكتن ، ثم أخذهن فوضعهن في يد أبي بكر فسبّحن في يده ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ، ثم أخذهن فوضعهن في يد عمر ، فسبّحن في يده ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ، ثم أخذهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن .
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " – واللفظ له – والطبراني في المعجم الأوسط والبزار في مسنده، وصححه الألباني في " ظلال الجنة في تخريج السنة " .

328 – هل أنت من الأغنياء ؟ هل أنت من الملوك ؟
روى مسلم في " صحيحه " ( 2979 ) عن أبي عبدالرحمن الحبلي قال : سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص، وسأله رجل : فقال ألسنا من فقراء المهاجرين ؟ فقال له عبدالله : ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال : نعم، قال : ألك مسكن تسكنه ؟ قال : نعم، قال : فأنت من الأغنياء، قال : فإن لي خادماً، قال : فأنت من الملوك .

329 – حكم الدروز والتيامنة والنصيرية والإسماعيلية
قال محمد أمين بن عمر ابن عابدين ( ت 1252 هـ ) في حاشيته المعروفة بـ ( رد المحتار على الدر المختار ) : حكم الدروز والتيامنة والنصيرية والإسماعيلية : تنبيه : يعلم مما هنا حكم الدروز والتيامنة فإنهم في البلاد الشامية يظهرون الإسلام والصوم والصلاة مع أنهم يعتقدون تناسخ الأرواح وحل الخمر والزنا وأن الألوهية تظهر في شخص بعد شخص الحشر والصوم والصلاة والحج ويقولون المسمى به غير المعنى المراد ويتكلمون في جناب نبينا كلمات فظيعة، وللعلامة المحقق عبد الرحمن العمادي فيهم فتوى مطولة وذكر فيها أنهم ينتحلون عقائد النصيرية والإسماعيلية الذين يلقبون بالقرامطة والباطنية الذين ذكرهم صاحب المواقف، ونقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم في ديار الإسلام بجزية ولا غيرها ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم وفيهم فتوى في الخيرية أيضا فراجعها . اهـ .
وقال في مكانٍ آخر : اختلفوا في شهادة مرتد على مثله والأصح عدم قبولها بحال، كذا في المحيط البرهاني ... ويلحق به الدرزي كما أفتى به الخير الرملي والعلامة علي أفندي المرادي في رسالته ( أقوال الأئمة العالنة في أحكام الدروز والتيامنة )، قال العلامة السيد محمود أفندي حمزة مفتي دمشق الشام في فتواه في جواب سؤال رفع إليه في شهادة أهل الأهواء الكفرة؛ هل تُقْبَل على بعضهم سواء كانوا متفقين في الاعتقاد أم مختلفين وسواء كانوا أهل كتاب أم لا ؟ فكتب حفظه الله تعالى جواباً حاصله بعد ذكر النقول والتفصيل : وأما شهادة الكفارة الذين لا يقرون على ما هم عليه من العقيدة كأهل الأهواء المكفرة والمنافقين والباطنية والزنادقة والمجوس والدروز والتيامنة والنصيرية والمرتدين فلا تقبل شهادتهم على أحد سواء كان مثلهم في الاعتقاد أو مخالفا لهم لعدم ولايتهم .

330 –

أبو معاوية البيروتي 01-20-2011 04:55 PM



330 – فائدة نفيسة للإمام الذهبي في أحد ضوابط الحكم على الحافظ المبتدع بالزندقة
قال الإمام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " في ترجمة الحافظ الرافضي ابن خراش ( ت 283 هـ ) الذي ألّف جزءاً في "مثالب الشيخين " : جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم، فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك إنْ صدقت في الترحال، فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور ؟! فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين . اهـ .
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في " المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 1 / 332 / حاشية 1 ) : وفي كلام الذهبي هذا فائدة قيمة بأن جَعَلَ من ضوابط الحكم على الرجل المبتدع بالزندقة – سعة الاطلاع ومعرفة الحديث والرجال – لقيام الحجة وظهور المحجة له، وممّا يؤيّد هذا أنه قال في ترجمة الحافظ ابن عقدة : " قلت : قلت: قد رمي ابن عقدة بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه – وهو عن علي مرفوعاً " يا علي هذان سيدا
كهول أهل الجنة من الاولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين " وقول سفيان الثوري " لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال " – يدل على عدم غلوّه في تشيعه، ومن بلغ في الحفظ والآثار مبلغ ابن عقدة، ثم يكون في قلبه غل للسابقين الاولين، فهو معاند أو زنديق، والله أعلم " .

331 – كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم ( ت 327 هـ ) مبنيٌّ على كتاب " التاريخ الكبير " للبخاري ( ت 256 هـ )
قال الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في " تاريخ نيسابور " : سمعت محمد بن محمد أبو أحمد الحاكم ( ت 378 هـ ) يقول : كنت بالري وهم يقرؤون على عبد الرحمن ابن أبي حاتم كتاب " الجرح والتعديل "، فقلت لابن عبدويه الورّاق : هذه ضحكة، أراكم تقرؤون كتاب " تاريخ البخاري " على شيخكم على الوجه، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حُمِلَ إليهما " تاريخ البخاري " قالا : هذا علم لا يُسْتَغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن، فسألهما عن رجل بعد رجل، وزادا فيه ونقصا . اهـ .
وقال ابن خير الإشبيلي ( ت 575 هـ ) في " فهرسة ما رواه عن شيوخه " عن كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم : هو كتاب عظيم الفائدة في معناه، وذلك أنه بُنِيَ على تخريج البخاري في تاريخه وزاد فيه عن أبيه وأبي زرعة الرازي أسماء رجال والتجريح والتعديل، فجاء الكتاب متقناً عظيم الفائدة .

332 – جزء فيه الكلام على أولاد عبد الله بن مسعود وأولاد أخيه عتبة بن مسعود رضي الله عنهما – تأليف الحافظ أبي موسى محمد بن عمر المديني ( ت 581 هـ )
قال أبو معاوية البيروتي : وهذا الجزء اطلعتُ عليه في مكتبة الحرم المكي منذ خمس سنوات ضمن " المكتبة الصديقية " – مكتبة الشيخ عبد الرحيم بن عبد الله بن صدّيق – مجموع رقم ( 1139 مصور / أوراق 71 ب – 73 أ ) .
وممّا قال فيه الحافظ أبو موسى المديني : كان لعبد الله بن مسعود أولاد؛ منهم عبد الرحمن وأبو عبيدة وأبو بكر وعمر وعتبة ومحمد، فممّا قرأته على أستاذنا الإمام قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، عن أبي مسعود الوراق، عن أبي بكر الرباطي والهمداني، عن أبي بكر الجعابي الحافظ : ومن أولاد عبد الله المعروفين بالرواية القاسم ومعن ابنا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، والقاسم وأبو بكر وأبو عبيدة ابنا معن، ومن أولاد أخيه عتبة المشهورين عبد الله بن عتبة؛ وأولاده عبيد الله وعون وعبد الرحمن بنو عبد الله بن عتبة بن مسعود .
فاجعل هذا دستوراً لك من كُل ما أُشْكِلَ عليه واسْتَفِدْ هذا واغتنمه، فقَلَّ ما يجد من يعرف أمثال هذا . اهـ .

333 – لو رُفِعَت الكعبة من مكانها وذهبت لتزور أحد الأولياء، فإلى أي جهة نصلّي ؟!!!!
قال محمد أمين بن عمر ابن عابدين ( ت 1252 هـ ) في حاشيته المعروفة بـ ( رد المحتار على الدر المختار ) : كرامات الأولياء ثابتة . وفي البحر عن عدة الفتاوى : الكعبة إذا رُفِعَتْ عن مكانها لزيارة أصحاب الكرامة، ففي تلك الحالة جازت الصلاة إلى أرضها . اهـ .
وقال في مكانٍ آخر : ذكر الإمام النسفي حين سُئِلَ عما يُحكى أن الكعبة كانت تزور واحداً من الأولياء، هل يجوز القول به ؟ فقال : نقض العادة على سبيل الكرامة لأهل الولاية جاز عند أهل السنة .
قلت : النسفي هذا هو الإمام نجم الدين عمر مفتي الإنس والجن، رأس الأولياء في عصره . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : انظر إنكار الشيخ محمد عيد عباسي لهذه الفتوى الغريبة في " بدعة التعصب المذهبي " ( ص 198 / ط . المكتبة الإسلامية ) .

334 – ( كلّ شيء سمعته تُحَدِّث به ؟!! ) يوم خضع الأعمش لأهل الحديث ...
روى العقيلي ( ت 322 هـ ) في كتابه " الضعفاء " عن عيسى بن يونس قال : ما رأيت الأعمش خضع إلا مرة واحدة، فإنه حدثنا بهذا الحديث : ( قال علي : أنا قسيم النار )، فبلغ ذلك أهل السنة فجاءوا إليه فقالوا : أَتُحَدِّث بأحاديث تقوِّي بها الروافضة والزيدية والشيعة ؟! فقال : سمعته فحدَّثتُ به، فقالوا : فكلّ شيءٍ سمعته تحدث به !! قال : فرأيته خضع ذلك اليوم .

335 – أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس
قال الخطيب البغدادي ( ت 463 هـ ) في " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " : أخبرني محمد بن علي بن عبدالله قال : قرأت على أبي محمد عبد الغني ابن سعيد بن علي الأزدي بمصر، قلت : حدّثكم أبو عمران موسى بن عيسى الحنفي، قال : سمعت أبا إسحاق النجيرمي إبراهيم بن عبدالله ( ت 355 هـ ) يقول : " أولى الأشياء بالضبط أسماء الناس، لأنه شيء لا يدخله القياس ولا قبله شيء يدل عليه ولا بعده شيء يدل عليه " .

336 – إن كان الإمام ابن حزم جهل الحافظ الترمذي وسننه، فمن هو الترمذي الذي نقل عنه حديثاً في كتابه " الصادع " ؟
جاء في كتاب ابن حزم ( ت 456 هـ ) " الصادع في الرد على من قال بالقياس والرأي والتقليد والاستحسان والتعليل " ( ص 484 / ط . الدار الأثرية ) : وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلّم قال : " إن الله ختم بي النبوّة والرسالة، فلا نبي بعدي ولا رسول بعدي " . اهـ .
قال الشيخ مشهور سلمان في تحقيقه للكتاب : ... ثم استدركتُ، فقلتُ بعد تدوين ما سبق أن الترمذي هذا ليس هو صاحب " الجامع " لأن الحديث المذكور هنا ليس فيه، كما سيأتي في التخريج، وإنما هو المذكور في فقرَتَي ( 214 و 361 )، وهو محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلمي الترمذي، وانظر ما كتبناه في المقدمة، والله الموفق، ولا رب سواه .

337 – ابن حزم هو بحقٍّ العالِم الذي يُمَثِّل مذهب داود الظاهري
قال سعيد الأفغاني في مقدمة تحقيقه لكتاب " تلخيص إبطال القياس " : يُعتَبَر ابن حزم ( ت 456 هـ ) بحقٍّ العالِم الذي يُمَثِّل مذهب داود الظاهري، لأنه إنْ وُجِدَ أفراد يتمذهبون لداود أو يرون رأيه، فإنه لم يكن لهم خطر كبير حتى جاء ابن حزم، فملأ الأندلس والمغرب – وبالتالي الدنيا – بالفقه الظاهري والحديث عنه .

338 – من عجيب أمر الباطنية !!!
قال الحافظ محمد بن سعيد ابن الدبيثي ( ت 637 هـ ) في " ذيل تاريخ مدينة السلام " ( 1 / 377 / ط . دار الغرب الإسلامي ) : ومن عجيب ما يُذكر هاهنا من أمر هؤلاء الباطنية الذين قتلوا الوزير ما حدثني به الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي الواعظ قال: حدثني رجل من أهل قطفتا -لم يسمعه الشيخ- قال: دخلت في اليوم الذي قُتِلَ فيه الوزير - قبل قتله بساعة - مسجداً بقطفتا، فرأيت فيه ثلاثة نفر، فنام أحدهم معترضاً إلى القبلة وقام الآخران فصفا عليه وصلّيا عليه صلاة الميت، فلما سلّما قام ونام أحد الآخرَين الذين صلّيا عليه فصف الذي قام مع الآخر وصلّيا عليه صلاة الميت، ثم قام ونام الآخر الذي بقي فصف الآخران عليه وصلّيا عليه، فتعجبت منهم، وخرجوا وخرجت من غير أن أكلمهم، ولا كلموني، فلما قُتِلَ الوزير وقُتِلَ قَتَلَته تأملتهم، فإذا هم النفر الذين رأيتهم في المسجد فعلوا ما فعلوا .


339 – نسب عباسي لا يصح
قال الحافظ محمد بن سعيد ابن الدبيثي ( ت 637 هـ ) في " ذيل تاريخ مدينة السلام " ( 1 / 391 / ط . دار الغرب الإسلامي ) : محمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن القاسم الملقب بالمؤتمن ابن الرشيد أبي جعفر هارون ابن المهدي أبي عبد الله محمد ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس الهاشمي الرشيدي الضرير .
هكذا أملى عليَّ نسبه من حفظه، وهذا النسب عند أهل المعرفة بالأنساب لا يصح؛ لأن القاسم ابن الرشيد الملقب بالمؤتمن لم يعقب ذكراً بل توفي عن بنتٍ واحدة. كذا سمعته ممن له معرفة بهذا العلم، والله أعلم .

340 –

أبو معاوية البيروتي 01-20-2011 08:57 PM




340 - خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسيرٌ، ومن يعمل بهما قليل
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل . يسبِّح الله في دبر كل صلاة عشراً . ويكبِّر عشراً، ويحمد عشراً "، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، " فذلك خمسون ومئة باللسان، وألف وخمس مئة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه سبَّح وحمد وكبَّر مئة . فتلك مئة باللسان وألف في الميزان . فأيّكم يعمل في اليوم ألفين وخمس مئة سيئة "، قالوا : وكيف لا يحصيهما ؟ قال : " يأتي أحدكم الشيطان وهو في الصلاة فيقول اذكر كذا وكذا، حتى ينفك العبد لا يعقل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام " .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " وأصحاب السنن الأربعة، وصححه الألباني .

341 – كان بعض حكّام وأشراف مكة لفترة من الزمن على مذهب الزيدية !
قال الشريف فوزان بن سلطان العُوْنِي العَبْدَلي : كان قديماً – أي قبل مئات السنين – وفي حقبات زمنية مذهب بعض أشراف مكة هو مذهب الإمام زيد بن علي رحمه الله تعالى، مع أن مذهب أهل الحجاز من قديم هو مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، حتى دخلت الدولة العثمانية الحجاز في عهد السلطان سليم الأول سنة 923 هـ، وقدَّم له شريف مكة آنذاك مفاتيح الكعبة مع وفد علماء مكة برئاسة ابنه الشريف محمد أبو نمي الثاني بن بركات بن محمد صاحب مكة – آنذاك -، وعُمر أبو نمي ثمان سنين، وقدَّم للسلطان لقب " خادم الحرمين "، واستبشر به السلطان، وأدخل الحجاز تحت حماية الدولة العثمانية الإسلامية رحمهم الله مع المحافظة مع أشراف مكة على استقلالهم الداخلي، وفي المثل : " الناس على دين ملوكها في كل زمان ومكان "، فتحول شريف مكة بركات وبعده محمد أبا نمي تدريجيًّا إلى المذهب الحنفي مذهب الدولة العثمانية فقهيًّا وسياسيًّا وتطبيقيًّا في المحاكم الشرعية، مع أن فروع المذهب الحنفي والمذهب الزيدي واجتهادات علمائها واحدة تقريباً مع اختلاف كبير جدًّا بينهما في العقيدة، لأن المذهب الزيدي مشوّب ببعض عقيدة المعتزلة- فلسفة تحكم العقل، وفلسفة الذات - .
" الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف " ( 1 / 353 / ط . مؤسسة الريان ) تأليف : إبراهيم الهاشمي الأمير

342 – متى أُحْدِثَ لقب " خادم الحرمين " ؟
مَرَّ معي قول الشريف فوزان العبدلي أن شريف مكة قَدَّم للسلطان العثماني سليم الأول لقب " خادم الحرمين "، وقال القلقشندي ( ت 821 هـ ) في " صبح الأعشى في صناعة الإنشا " : خادم الحرمين الشريفين من ألقاب السلطانية، والمراد حرم مكة المشرفة والمدينة النبوية الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام . اهـ .
فتساءلتُ : متى أُحْدِثَ هذا اللقب ؟
فبحثت ووجدتُ أنه ذُكِر مراراً في الكتب، لكن أقدم من ذكره كان يوسف بن رافع ابن شداد ( ت 632 هـ )، حيث لقّب به السلطان صلاح الدين الأيوبي ( ت 589 هـ ) في " النوادر السلطانية " فقال : خادم الحرمين الشريفين أبي المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي . اهـ .

343 – رفض د . بشار عواد معروف تقديم كتاب حقّقه أحد تلامذته فيه إساءة للإمام الألباني
ذكر د . بشار عواد معروف في كتابه " تحقيق النصوص بين أخطاء المؤلفين وإصلاح الرواة والنّسّاخ والمحقّقين " ( ص 60 ) أن أحد تلامذته طلب منه أن يقدِّم لكتابٍ حققه التلميذ، قال الدكتور : في أثناء القراءة فُوجِئتُ بكثرة الأخطاء في النص والتعليقات، وبذاءة لسانه في العلماء، لا سيّما في العلاّمة الشيخ ناصر الدين الألباني يرحمه الله ... فكان كلّما وجد خطأً للدعاس تابعه عليه الشيخ ناصر الدين قرّعه وقبّح فعله بعبارات نابية، فطلبت منه حذف كل ذلك والإشارة إلى الشيخ ناصر دائماً " بالعلاّمة "والرد عليه بكل لطف وإجلال وتقدير ، وذكرتُ له أنني لا يمكنني أن أضع اسمي على كتاب فيه إساءة إلى هذا الرجل الجليل أو أيٍّ ممَّن خدم السنة النبوية، فوافق على ذلك ...

344 – ما هي أسوأ طبعات " تقريب التهذيب " للحافظ ابن حجر في رأي د . بشار عواد معروف ؟
قال د . بشار عواد معروف في كتابه " تحقيق النصوص بين أخطاء المؤلفين وإصلاح الرواة والنّسّاخ والمحقّقين " ( ص 57 / حاشية 1 ) : ومن أسوء هذه الطبعات هي الطبعة التي قام بها أبو الأشبال الباكستاني والتي طبعتها دار العاصمة بالرياض سنة 1416 هـ ، فقد عمد هذا الرجل إلى تشويه النص الذي كتبه الحافظ ابن حجر بأن كتب ما رآه صواباً ضارباً بعرض الحائط نسخة الحافظ ابن حجر التي كتبها بخطِّه، بل عَدَّ من اقتصر عليها مقصِّراً، وكان يزيد من النسخ المنتسخة عن نسخة ابن حجر عليها إذا وردت فيها زيادة، ولم يسأل نفسه : من أين أتت هذه الزيادة .

345 – رحلة الإمام الألباني إلى بريطانيا
ذكرت في الفقرة ( 201 ) أن الإمام الألباني سافر مع الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمهما الله إلى لندن، وكان في ظني أن الرحلة لم تُذكَر في ترجمة الإمام رحمه الله، وبينما كنت أُطالِع ما كتبت من فوائد على المجلد الثاني من " السلسلة الضعيفة " وجدتُ الألباني يذكر رحلته إلى بريطانيا بل إلى لندن تحديداً في رمضان سنة 1396 هـ ! قال رحمه الله :
ولما سافرت في رمضان سنة 1396 إلى بريطانيا سرَّني جدًّا أنني رأيت المسلمين في لندن يقيمون صلاة الجمعة والعيد أيضاً، وبعضهم يصلون الجمعة في بيوت اشتروها أو استأجروها وجعلوها ( مصلّيات ) يصلون فيها الصلوات الخمس والجمعات، فقلت في نفسي : لقد أحسن هؤلاء بالمحافظة على هذه العبادة العظيمة هنا في بلاد الكفر، ولو تعصّبوا لمذهبهم - وجلّهم من الحنفية - لعطّلوها وصلّوها ظهراً ! فازددت يقيناً بأنه لا سبيل إلى نشر الإسلام والمحافظة عليه إلا بالاستسلام لنصوص الكتاب والسنة، واتباع السلف الصالح، المستلزم الخروج عن الجمود المذهبي إلى فسيح دائرة الإسلام، الذي بنصوصه التي لا تبلى يصلح لكل زمان ومكان، وليس بالتعصب المذهبي، والله ولي التوفيق .

346 – متى كان ظهور المطابع لأول مرة، ومتى طُبِعَ المصحف الشريف لأول مرة
قال د . عبد الحي الفرماوي في كتابه " رسم المصحف ونَقْطه " ( ص 244 / ط . دار نور المكتبات – جدة ) : ظهرت المطابع أول اختراعها في ألمانيا عام 1431م ،وظهرت – تبعاً لذلك – أول طبعة للمصحف الشريف بالخط العربي عام 1113هـ، وكان ذلك بمدينة هامبرغ بألمانيا، ويوجد من هذه الطبعة مصحف بدار الكتب العربية بالقاهرة، وبعد سنة 1516م طُبِعَ المصحف أيضاً في مدينة البندقية بإيطاليا، والسبب في طبع المصحف الشريف بمدينتي هامبرغ والبندقية – دون غيرهما من البلاد – هو وجود المطابع فيهما دون غيرهما من البلاد عامة والبلاد الإسلامية خاصة كما هو ظاهر، وقد مضت – بحكم الضرورة مدّة طويلة حتى أتقنت المطابع صناعتها وظهرت صلاحيتها وانتقلت بعد ذلك إلى البلاد الأخرى، فدخلت أولاً إلى إيطاليا، ثم إلى فرنسا، ثم إلى انجلترا، ثم انتشرت في جميع البلدان، ومنها البلاد العربية .
ولمّا دخلت المطبعة إلى تركيا في زمن السلطان أحمد الثالث، أفتت مشيخة الإسلام بجواز استعمالها وعدم جواز طبع المصحف، وفيما بعد سنة 1141هـ استصدرت فتوى بطبع كتب الدين فقط مع جواز تجليد القرآن الكريم .
ثم دخلت المطابع بعد ذلك إلى البلاد العربية، فدخلت تونس بعد سنة 1271هـ، ودخلت حلب سنة 1698م، ودخلت لبنان سنة 1733م، ودخلت مكة المكرمة سنة 1303هـ، ودخلت جدّة سنة 1329هـ، ودخلت المدينة المنورة سنة 1355هـ .
وأما بمصر فقد ظهرت أول مطبعة بها هي مطبعة الحملة الفرنسية جاء بها بونابرت سنة 1798م لطبع المنشورات والأوامر باللغة العربية، وقد سمّيت بالمطبعة الأهلية، وكانت بالقاهرة إلى يونيو سنة 1801م حين انسحب الفرنسيون من مصر، وبعد ذلك ظلت مصر نحواً من عشرين عاماً بغير مطبعة حتى استقر الأمر لمحمد علي باشا، فأنشأ المطبعة الأهلية سنة 1821م، وتُعْرَف بمطبعة بولاق لأنها وُضِعَت أخيراً في بولاق .

347 – من أعلام نبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم : " ظهور القلم "
روى البخاري في " الأدب المفرد " ( 1049 ) و أحمد ( 1 / 407 ) عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم " .
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 2767 ) : في
الحديث إشارة قوية إلى اهتمام الحكومات اليوم في أغلب البلاد بتعليم الناس القراءة والكتابة، والقضاء على الأمية حتى صارت الحكومات تتباهى بذلك، فتعلن أن نسبة الأمية قد قلّت عندها حتى كادت أن تمحى ! فالحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي . ولا يخالف ذلك - كما قد يتوهم
البعض - ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يظهر الجهل، لأن المقصود به العلم الشرعي الذي به يعرف الناس ربهم ويعبدونه حق عبادته، وليس بالكتابة ومحو الأمية كما يدل على ذلك المشاهدة اليوم ، فإن كثيراً من الشعوب الإسلامية فضلاً عن غيرها، لم تستفد من تعلّمها
القراءة والكتابة على المناهج العصرية إلا الجهل والبعد عن الشريعة الإسلامية، إلا ما قل وندر، وذلك مما لا حكم له .

348 -

معتز عبد الغني 01-20-2011 11:25 PM

يا أبا معاوية أين أنت هنا

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=24006

حاول تفرغ بريدك من الرسائل الخاصة فهو مليان ولا يستقبل !

أبو معاوية البيروتي 01-26-2011 07:41 AM





348 – لا تغترّ بخشوع الرجل ولينه فتجالسه وتسمع منه حتى تتيقّن أنه يسير على منهج السلف الصالح وأنه ليس مبتدعاً
قال ابن أبي يعلى ( ت 526 هـ ) في " طبقات الحنابلة " : قال علي بن أبي خالد : قلت لأحمد : إن هذا الشيخ - لشيخ حضر معنا - هو جاري، وقد نهيته عن رجل ويحب أن يسمع قولك فيه؛ حارث القصير - يعني حارثاً المحاسبي - كنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة فقلت لي : " لا تجالسه ولا تكلمه "، فلم أكلِّمه حتى الساعة، وهذا الشيخ يجالسه فما تقول فيه ؟ فرأيت أحمد قد احمرّ لونه وانتفخت أوداجه وعيناه وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض ويقول : " ذاك فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خَبرَه وعَرفَه، أويه أويه أويه، ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان فأخرجهم إلى رأي جهم؛ هلكوا بسببه "، فقال له الشيخ : يا أبا عبد الله يروي الحديث ساكن خاشع من قصته ومن قصته ! فغضب أبو عبد الله وجعل يقول : " لا يغرّك خشوعه ولينه "، ويقول : " لا تغترّ بتنكيس رأسه فإنه رجل سوء ! ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره لا تكلمه ولا كرامة له، كل من حدّث بأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مبتدعاً تجلس إليه ! لا ولا كرامة ولا نعمى عين "، وجعل يقول : " ذاك، ذاك ".

349 – متى حدث التلقيب بالإضافة إلى الدين، كـ : عضد الدين، علاء الدين، جلال الدين ...
نقل السخاوي ( ت 902 هـ ) أنه قرأ بخط الحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ ) : إن التلقيب بالإضافة إلى الدين إنما حدث في أول دولة الترك ببغداد، الذين طرؤوا على الديلم، وكانوا في زمن الديلم يضيفون الألقاب إلى الدولة، فكان من أواخرهم جلال الدولة ابن بويه، وكان أول ملوك الترك طغرل بك، فلقبوه نصرة الدين، ثم انتشرت الألقاب يومئذٍ، ولم تكثر إلا بعد ذلك بمُدَيْدَة . انتهى .
ثم رأيت بخطه أيضاً فيما انتقاه من " التدوين في تاريخ قزوين " أنه وجد محْضَرٌ مضمونه أن الزلزلة لمّا وقعت بقزوين في رمضان سنة ثلاث عشرة وخمس مئة، انكسرت فيها مقصورة الجامع، فنُقِضَت لِتُرَمَّ، فوُجِدَ تحت المحراب لوح منقور فيه : ( بسم الله، أمر العادل المظفر عضد الدين علاء الدولة أبو جعفر بتخليد هذا اللوح ... ( إلى آخره )، وكتب في رمضان سنة ثنتين وعشرين وأربع مئة ) . قال شيخنا : فيُستَفاد منه ابتداء التلقيب بفلان الدين .
" الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 103 ) للسخاوي

350 – نقد كتاب " تربية الأولاد في الإسلام " لعبد الله علوان من الناحية الحديثية
قال د . نجم خلف في مقدّمته لـ " كتاب العيال " لابن أبي الدنيا ( ص 25 / ط . دار الوفاء ) : لنا ملاحظات على عمل الشيخ علوان رحمه الله، فإنه جزاه الله خيراً لم يطل النفس في توثيق نصوص كتابه مثلما أطال النفس في جمع مادته وتتبّعها، وقد يورد النصوص العديدة القيمة ولا ندري من أين أتى بها، فلو أنه عزاها إلى مصادرها ونسبها إلى مواطنها لجاء عمله أتمّ وأنفع، وكذا بالنسبة لنقد الأحاديث النبوية، فإنه توسّع في استعمالها فأتى بالصحيح والسقيم والمتصل والمنقطع، ولم ينبّه على ذلك في عموم عمله، ولذلك رأينا الجانب النقدي في نتاجه شبه معدوم، وهو جانب له وزنه وأهميته في مثل هذه البحوث العلمية الجانب، وخصوصاً في مثل هذا الجانب الحيوي من الموضوعات . اهـ .
وللشيخ إحسان العتيبي كتاب " تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله علوان في ميزان النقد العلمي " مراجعة وتقديم الشيخ علي الحلبي .

351 – تنبيه على وهم للدكتور نجم خلف في اسم مؤلِّف كتاب " أخبار الصبيان وما يستدل به على رشد الغلام "
قال د . نجم خلف في مقدّمته لـ " كتاب العيال " لابن أبي الدنيا ( ص 24 / ط . دار الوفاء ) : وقفت على كتاب مهم في بابه بعنوان " أخبار الصبيان وما يستدل به على رشد الغلام " للإمام الحافظ أبي عبد الله بقي بن مخلد الدوري، إلا أني لم أره بعد، وإنما وقفتُ عليه في " المعجم المفهرس " للحافظ ابن حجر . اهـ . ثم ساق الدكتور إسناد ابن حجر إلى الكتاب وفي آخره : أخبرنا أبو عبد الله بقي بن مخلد الدوري به !!
قال أبو معاوية البيروتي : والذي في " المعجم المفهرس " – طبعة مؤسسة الرسالة - : أنبانا أبو عبد الله محمد ابن مخلد الدوري به . اهـ .
وقال المبارك بن محمد ابن المستوفي ( ت 637 هـ ) في " نباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل " – المعروف بتاريخ إربل - : ووجدت بخط أبيه على كتاب " أخبار الصبيان وما يستدل به على رشد الغلام " تأليف أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار . اهـ .
وترجم عمر كحالة له في " معجم المؤلفين " فقال : محمد العطار ( 233 - 331 ه ) ( 848 – 943 م ) محمد بن مخلد بن حفص العطار، الدوري (أبو عبد الله) محدث، حافظ، فقيه، إخباري، من أهل بغداد، سمع يعقوب الدورقي وأحمد بن إسماعيل السهمي وغيرهما، وسمع منه الدارقطني وآخرون، وتوفي في جمادى الآخرة . من تصانيفه: السنن في الفقه، الآداب، المسند الكبير، وأخبار الصبيان . (خ) فهرس المجاميع بالظاهرية .

352 – كثير من الأحاديث التي يرويها أهل اللغة لا يوجد لها سند في كتب السنة
قال د . الحسين شوّاط في تحقيقه لـ " مقدمة إكمال المُعْلِم بفوائد مسلم " ( ص 38 / ط . دار ابن عفان ) : الأحاديث التي نقلها القاضي عن أهل اللغة؛ فإن كثيراً منها لا يوجد له سندٌ في كتب السنة، وهذا ليس بغريب، بل هو أمر معروف لدى أهل العلم، وقد خصَّص الحافظ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ( ت 276 هـ ) فصلاً آخرَ كتابه في غريب الحديث ( 3 / 733 – 766 / ط . مطبعة العاني – بغداد ) ذكر فيه أحاديث كثيرة سمعها من أصحاب اللغة، ولا تُعرفُ لها أسانيد .

353 – إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فأَدْمِنْ شكره أبداً
قال الحافظ محمد بن سعيد ابن الدبيثي ( ت 637 هـ ) في " ذيل تاريخ مدينة السلام " ( 1 / 414 / ط . دار الغرب الإسلامي ) : أنشدني أبو شجاع عبد الرزاق ابن النفيس الصوفي، قال: سمعت أبا عبد الله ( محمد بن عبد الملك ) الفارقي ( ت 564 هـ ) ينشد بجامع القصر الشريف:
إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ ..... من العلوم فأكثر شكره أبدا
وقل فلانٌ جزاه الله صالحةً ..... أفادنيها، وأَلْقِ الكبر والحسدا
فالحر يشكر صنعاً للمفيد له ..... علماً ويذكره إن قام أو قعدا

354 – لا تسأل العالِم عن أمر الدين في الحالات التالية
قال توبة ( ابن سعد المروزي / ت 178 هـ ) : قال لي أبو حنيفة : لا تسألني عن أمر الدين وأنا ماشٍ، ولا تسألني وأنا أُحَدِّث الناس، ولا تسألني وأنا قائم، ولا تسألني وأنا متكىء، فإن هذه أماكن لا يجتمع فيها عقل الرجل .
قال : فخرج يوماً في حاجة وتبعته فجعلت من حرصي أسائله ومعي دفتر وهو يمشي في الطريق، فكلّما خلوت علقت ما يقول، فلما كان من الغد واجتمع إليه أصحابه ساءلته عن تلك المسائل فغيّر الجواب، فأعلمته ذلك، فقال : ألم أَنْهَكَ عن السؤال وعن الشهادات في دين الله إلا في وقت اجتماع العقول !
" أخبار أبي حنيفة " للحسين بن علي الصيمري ( ت 436 هـ )

355 –

أبو معاوية البيروتي 01-26-2011 10:42 AM



355 – ما أمات العلم إلا القصّاص
روى أبو نعيم الأصبهاني ( ت 430 هـ ) في " حلية الأولياء وطبقات الأصفياء " بسنده إلى أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي ( ت 104 هـ ) : ما أمات العلم إلا القصّاص، يُجالِس الرجلُ الرجلَ القاص سنةً فلا يتعلق منه بشيء، ويجلس إلى العلم فلا يقوم حتى يتعلق منه بشيء .

356 – " جزء في ضرب الرمل " للحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ )، كتبه تعقيباً على فتوى للشيخ سراج الدين البلقيني ( ت 805 هـ )
سُئِلَ الشيخ سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني : هل يحل ضرب الرمل وتعلُّمه وتناول كسبه ؟ وهل على من قال : إنه حرام شيء ؟ وهل على متعلِّمه من إثم ؟ فأجاب : نعم، يحلُّ له ذلك إذا كان عارفاً به، ولا شيء على مَن يقول : إنه حرام، فقد قال بذلك بعض العلماء، وليس على متعلِّمه إثمٌ عندنا .
وكتب ولده بدر الدين ( محمد بن عمر / ت 791 هـ ) قبل ذلك : نعم، يحلُّ له ضرب الرمل، وإذا دفع له الأُجرة على ذلك حَلَّ له تناولها، وأخطأ مَن قال : إنه حرام، ولا إثمَ على متعلِّمه .
قال الحافظ ابن حجر في " جزئه " : ورأيت بخط بعض أصحابنا أن السائل عن ذلك كان رمَّالاً، وكان يصحب بدر الدين المذكور، وقد خالف الشيخ – يعني البلقيني – فيما أجاب به المعروف عن الشافعية، فقال في أوائل الجهاد من " الروضة " تبعاً للرافعي : إن تعلُّم الفلسفة والطبائع والتكهّن وإتيان الكُهَّان وتعلُّم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل والشَّعير والحصى والشعبذة وتعلّمها وأخذ العوض عنها حرامٌ . انتهى .
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) : وساق كلام النووي أيضاً في " شرح مسلم "، وفيه قول النووي رحمه الله : فحصل مِنْ مجموع كلام العلماء الاتفاق على النهي عنه الآن، وأورد نفائس وأموراً مهمة .
" الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 695 - 696 ) للسخاوي

357 – تسمية العامة الديوث بـ " العرص "
قال جمال الدين القاسمي ( ت 1332 هـ ) في " قاموس الصناعات الشامية " : كأن تسمية العامة الديوث بـ " العرص " مأخوذٌ من قول العرب : بعير معرص؛ إذا ذلّ ظهره لذلّه – عليه اللعنة – أو لنشاطه في هذا الفعل، يُقال : عرص الرجل واعترص إذا نشط، أو لخبثه ونتنه، من قولهم : عرص المكان، خبثت رائحته ونتنت وتغيّرت، وذلك لخبث ما يأتي به – قبّحه الله - .
" المروءة وخوارمها " ( ص 229 / ط . دار ابن عفان ) لمشهور حسن سلمان

358 – عبارة تُكتَب بماء الذهب للحافظ الذهبي عن ( مَن هو شيخ الإسلام ) لم تَرِد في مطبوعة كتابه " الكاشف "
قال الذهبي في " الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة " ( ط . دار القبلة للثقافة الإسلامية / تحقيق محمد عوامة ) : عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبدالرحمن الحنظلي، مولاهم المروزي، شيخ خراسان، عن سليمان التيمي وعاصم الأحول والربيع بن أنس، وعنه بن مهدي وابن معين وابن عرفة، فأبوه تركي مولى تاجر وأمه خوارزمية، ولد سنة 118 وتوفي بهيت 181 في رمضان . ع . اهـ .
وقال المحقق في المقدمة : لم أقف على كتاب في نسخه من الاختلاف مثل ما في نسخ " الكاشف " - والله أعلم - حتى " الموطأ " الذي ألف فيه الدارقطني " اختلاف الموطآت ". اهـ . وقال : وقد ذكرت في التعليق على ترجمة الامام عبد الله بن المبارك رحمه الله أن المصنف قال عنه - في الأصل الذي اعتمده -: ( شيخ خراسان )، ومثله في نسخة ابن الاسكندري التي اعتمدها البرهان السبط، لكن في النسخة الحلبية الثانية ونسخة الحافظ السخاوي من " الكاشف ": ( شيخ الاسلام ) ! والسخاوي كغيره من الحفاظ الحريصين على سلامة مصادرهم، ومع ذلك تجد هذه المغايرة عنده . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وقد وقفتُ على جملة زائدة للذهبي تُكتَب بماء الذهب، لم تَرِد في مطبوعة دار القبلة .
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 66 ) :
قال الذهبي في " الكاشف " عن ابن المبارك : وناهيك به شيخ الإسلام، وشيخُ الإسلام إنما هو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه الذي ثبّت الزكاة وقاتل أهل الرِّدَّة؛ فاعرفه . انتهى .

359 – الصدق في الرافضة نادر
ذكر الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( ترجمة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب / ت 120 أو 122 ) عبّاد بن يعقوب فقال : هو رافضي ضال، لكنه صادق، وهذا نادر !
أفادنيها الشريف إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله من " مجموعٍ " له في كلام الذهبي في الرافضة .

360 –

أبو معاوية البيروتي 01-28-2011 04:54 PM




360 – تعوّذ ممّا كان نبينا صلى الله عليه وسلّم يتعوّذ منه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :
" اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من جارِ السُّوءِ،
ومن زوجٍ تشيِّبني قبلَ المشيب،
ومن ولدٍ يكونُ عليّ رَبًّا،
ومن مالٍ يكونُ عليّ عذاباً،
ومن خليلٍ ماكر عينه تراني، وقلبُه يرعاني؛ إنْ رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيّئةً أذاعها " .
رواه الطبراني في كتاب " الدعاء "، وجوّد الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة ( 3137 ) .

361 – من أخذ تصنيف غيره فادّعاه لنفسه وزاد فيه قليلاً ونقص منه، ولكن أكثره مذكور بالأصل
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 390 ) : كان ابن حجر يعرفُ من أين أخذ ذلك المصنف تصنيفه أو بعضه، فقرأتُ بخطِّه ما نصّه :
فصل : فيمن أخذ تصنيف غيره فادّعاه لنفسه وزاد فيه قليلاً ونقص منه، ولكن أكثره مذكور بالأصل
- " البحر " للروياني، أخذه من الحاوي للماوردي .
- " الأحكام السلطانية " لأبي يعلى، أخذها من كتاب الماوردي، لكن بناها على مذهب أحمد .
- " شرح البخاري " لمحمد بن إسماعيل التيمي، مِنْ شرح أبي الحسن ابن بطّال .
- " شرح السنة " للبغوي، مستمدٌّ من شَرحَي الخطّابي على البخاري وأبي داود .
- " الكلام على تراجم البخاري " للبدر ابن جماعة، أخذه من تراجم البخاري لابن المنَيِّر باختصار .
- " علوم الحديث " لابن أبي الدم، أخذه من " علوم الحديث " لابن الصلاح بحروفه، وزاد فيه كثيراً .
- " محاسن الاصطلاح وتضمين كتاب ابن الصلاح " لشيخنا البُلقيني، كلُّ ما زاده على ابن الصلاح مستمدٌّ من " إصلاح ابن الصلاح " لمُغلْطاي .
- " شرح البخاري " لشيخنا ابن الملقن، جمع النصف الأول من عدّة شروح، وأما النصف الثاني، فلم يتجاوز فيه النقل مِنْ شيخي ( قال أبو معاوية البيروتي : هكذا الأصل، والصواب : شَرْحَي ) ابن بطّال وابن التين، يعني حتى في الفروع الفقهية، كما سمعتُ ذلك من صاحب الترجمة . اهـ .

362 – نقد مصنفات أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي ( ت 597 هـ )
قال الإمام الناقد الذهبي في ترجمة ابن الجوزي في " تذكرة الحفاظ " : الواعظ المفسر صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم، ... ما علمت أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل، ... قال الموفق عبد اللطيف ( ت 629 هـ ) : كان كثير الغلط فيما يصنِّفه، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره. قلت ( أي الذهبي ) : نعم، له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر، ومن أن جُلّ علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي . اهـ .
وعلّق الذهبي على مقولة الموفق عبد اللطيف السابقة في " سير أعلام النبلاء " قائلاً : هكذا هو، له أوهام وألوان من ترك المراجعة، وأخذ العلم من صحف، وصنف شيئاً لو عاش عمراً ثانياً، لما لحق أن يحرره ويتقنه . اهـ .
وقال في ترجمة ابن الجوزي في " تاريخ الإسلام " : ومع تبحر ابن الجوزي في العلوم، وكثرة اطلاعه، وسعة دائرته، ولم يكن مبرزاً في علمٍ من العلوم، وذلك شأن كل من فرَّق نفسه في بحور العلم. ومع أنه كان مبرزاً في التفسير، والوعظ، والتاريخ، ومتوسطاً في المذهب، متوسطاً في الحديث، له اطلاع تام على متونه. وأما الكلام على صحيحه وسقيمه، فما له فيه ذوق المحدثين، ولا نقد الحُفاظ المبرّزين. فإنه كثير الاحتجاج الأحاديث الضعيفة، مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات، والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها، ولا ذكرها ( إلا ) في الموضوعات. وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حساناً قوية .
... قال أبو بكر محمد بن عبد الغني ابن نُقطة ( ت 629 هـ ) : قيل لأبي محمد بن الأخضر: ألا تجيب ابن الجوزي عن بعض أوهامه ؟ قال: إنما يتتبع على من قل غلطه، فأما هذا فأوهامه كثيرة، أو نحو هذا . قلت ( أي الذهبي ) : وذلك لأنه كان كثير التأليف في كل فن، فيصنِّف الشيء ويُلقيه، ويتَّكِل على حفظه. قال السيف: وما رأيت أحداً يُعْتَمَد عليه في دينه وعلمه وعقله راضياً عنه. قال جدي رحمه الله: كان أبو المظفر بن حمدي أحد العدول والمشار إليهم ببغداد ينكر على ابن الجوزي كثيراً كلماتٍ يخالف فيها السنة. قال السيف: وعاتبه الشيخ أبو الفتح بن المني في بعض هذه الأشياء التي حكيناها عنه، ولما بان تخليطه أخيراً رجع عنه أعيان أصحابنا الحنابلة، وأصحابه وأتباعه. سمعت أبا بكر ابن نقطة في غلاب ظني يقول: كان ابن الجوزي يقول: أخاف شخصين: أبا المظفر بن حمدي، وأبا القاسم بن الفراء، فإنهما كان لهما كلمة مسموعة. وكان الشيخ أبو إسحاق العُلثي يكاتبه ويُنكر عليه. سمعت بعضهم ببغداد أنه جاءه منه كتاب يذمه فيه، ويعتب عليه ما يتكلم به في السنة ( قال أبو معاوية البيروتي : أوردتُ بعض كتابه في الفائدة رقم 320 ) .
قلت ( أي الذهبي ) : وكلامه في السنة مضطرب، تراه في وقت سنّيًّا، وفي وقت متجهِّماً محرِّفاً للنصوص، والله يرحمه يغفر له .
" المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 1 / 445 - 447 ) تأليف : إبراهيم الهاشمي الأمير

363 – قول مجاهد بعدم جواز تصوير النبات الذي لا روح فيه
قال النووي ( ت 676 هـ ) في " شرحه على صحيح مسلم " : أما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته ولا التكسب به، وسواء الشجر المثمر وغيره، وهذا مذهب العلماء كافة إلا مجاهداً؛ فإنه جعل الشجر المثمر من المكروه، قال القاضي : لم يَقُلْه أحد غير مجاهد، واحتجَّ مجاهد بقوله تعالى : " ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي "، واحتج الجمهور بقوله صلى الله عليه وسلم : ويُقال لهم أحيوا ما خلقتم "، أي اجعلوه حيواناً ذا روح كما ضاهيتم، وعليه رواية " ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي "، ويؤيّده حديث ابن عباس رضي الله عنه المذكور فى الكتاب : " إنْ كُنْتَ لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له " .

364 – لا ينبغي أن ترمز الصلاة والسلام على النبي في صورة ( صلعم ) كما يفعله الجهلة !
قال الإمام اللغوي الفيروزآبادي ( ت 817 هـ ) في كتابه ( الصلات والبُشر ) :
( ولا ينبغي أن ترمز الصلاة كما يفعله بعض الكسالى والجهلة وعوام الطلبة ، فيكتبون صورة ( صلعم ) بدلاً من : صلى الله عليه وسلم ) . اهـ .
وقال ابن حجر الهيتمي ( ت 974 هـ ) في " الفتاوى الحديثية " : ليعظِّم اسم الله إذا كتبه بأن يكتب عقبه تعالى أو تقدس أو عز وجل أو نحو ذلك، وكذا اسم رسوله بأن يكتب عقبه صلى الله عليه وسلم، فقد جرت به عادة الخلف والسلف ، ولا يختصر كتابتها بنحو صلعم فإنه عادة المحرومين . اهـ .
معجم المناهي اللفظية " ( ص 351 / ط . دار العاصمة ) لبكر أبو زيد

365 – نسبة البغدخزرقندي، نسبة اختص بها عالم واحد من هذه الأمة !
قال السمعاني ( ت 562 هـ ) في كتابه الموسوعي " الأنساب " : البَغْدَ خزرْقَنْدي: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدال المهملة والخاء المعجمة والزاي وسكون الراء وفتح القاف وسكون النون وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة لابن أبي الحسن السلامي البغدادي، وهو أبو روح عبد الحي بن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم بن كريد السلامي البغد خزرقندي . وكان أبوه يقول إنما قيل لابني أبي روح: البغد خزرقندي - لأن أباه كان بغداديًّا وأمه خزرية وولد بسمرقند، سمع أباه وأبا العباس النقبوني وأبا حامد الصائغ وغيرهم، روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، وتوفي بنسف في التاسع من صفر سنة إحدى وعشرين وأربع مئة، ودفن من يومه بمقبرة كس .

366 – صحابي، ابنه صحابي، وحفيده صحابي، وابن حفيده صحابي،
وهم :

- عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف
- وابنه عبيد
- وحفيده السائب بن عبيد
- وابن حفيده شافع بن السائب بن عبيد
قال أبو معاوية البيروتي : انظر تراجمهم في كتب الصحابة،
وللفائدة، هؤلاء أجداد الإمام الشافعي رحمه الله، فهو : محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الهاشمي

367 – الشيخ محمد راغب الطباخ ( ت 1370 هـ ) – شيخ الإمام الألباني بالإجازة – يُجيزَه برواية حديثٍ مسلسلٍ بالمحبة
روى أبو داود في سننه ( 1522 ) من حديث الصُنَابِحِي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيده، وقال: " يا معاذُ! والله إني لأُحِبّكَ، والله إني لأُحِبُّكَ ". فقال:
" أوصيك يا معاذ! لا تدعَنَّ في دُبُرِ كل صلاة تقول: اللهم! أَعِنّي
على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عبادتك " .
وأوصى به الصُّنَابحي أبا عبد الرحمن . اهـ .
قال الألباني في " صحيح أبي داود " ( 5 / 253 – 254 / ط . غراس ) : والحديث أخرجه أحمد (5/244- 245) ، وابن خزيمة في "صحيحه " (751) ، وكذا ابن حبان (2345) ، وأبو نعيم في "الحلية " (1/241 و 5/130) من طرق أخرى عن عبد الله بن يزيد المقرئ ... به؛ وزادوا: وأوصى أبو عبد الرحمن عُقْبَةَ بن مسلم .
وزاد أبو نعيم : وأوصى عقبةُ حيوةَ، وأوصى حيوةُ أبا عبد الرحمن المقرئَ، وأوصى أبو عبد الرحمن المقرئ بِشْرَ بنَ موسى، وأوصى بشر بن موسى محمدَ بن أحمد بن الحسن، وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن .
قال أبو نعيم رحمه الله: وأنا أوصيكم به.
قلت ( أي الألباني ) : وهذا الحديث من المسلسلات المشهورة المروية بالمحبة، وقد أجازني بروايته الشيخ الفاضل راغب الطباخ رحمه الله، وحدثني به... وساق إسناده هكذا مسلسلاً بالمحبة .

368 – السُّنَّة حاكمة على اللغة لا العكس، والشافعي حجة في اللغة، وقوله حجة يُعتَمد عليها
سأل رجلٌ من الفقهاء العلاّمة اللغوي أبا زكريا يحيى بن زياد الفراء ( ت 207 هـ ) عن اللغة إذا خالفت السُّنَّة أيكون الحكم للسُّنَّة أو اللغة ؟
فقال : السُّنَّة حاكمة على اللغة، ولا يجوز أن تكون اللغة حاكمة على السُّنَّة .
قال الفقيه : فإنْ وردت لغات مختلفة في شيء واحد متغايرة ؟
قال الفراء : يُؤخَذ بأفصحها وأشهرها من المعروف المشهور لقريش .
قال الفقيه : فإنْ صَحَّت لغةً ذكرها الشافعي ولم تُعْرَف إلا له، أيكون خلافاً ويُؤخَذ بها ؟
فقال له الفراء : الشافعي لغة؛ هو قرشي مطَّلبي عربي فقيه، وقولُه حُجَّة يُعْتَمَد عليها، واللغة من مثله أوثق لعلمه وفقهه وفصاحته، وإنه من القوم الذين تغلب لغاتهم على سائر اللغات . اهـ .
" جزء فيه حكايات عن الشافعي وغيره " ( ص 34 / ط . دار البشائر الإسلامية ) لأبي بكر الآجري ( ت 360 هـ )

369 – حبُّ أهل بيروت للتجارة، وتمكّنهم فيها، وشدّة تعلّقهم بها، منذ أكثر من مئة سنة
ألّف عبد الرحمن بك سامي ( ت 1309 هـ ) كتابه " القول الحق في بيروت ودمشق " ( نشرته مطبعة المقتطف سنة 1892 م ) وصف فيه رحلته إلى بلاد الشام، حيث سافر إلى هناك قبل قرابة 132 سنة للتمتع بمشاهد الشام والاستشفاء بطيب الهواء، وممّا قاله في كتابه ( ص 25 ) عن أهل لبنان عامة – وأهل بيروت خاصة - : ( ولأهل بيروت براعة ومهارة في التجارة، ولا يخلو مجلس لهم من ذكر الأمور التجارية ) . اهـ .
أفادني بها الأخ فيصل التميمي المديني في رسالة جوّالية أرسلها إليّ

370 – المناسبات في مقتل إمامَي الهُدى عمر الفاروق وعليٍّ أبي تراب
قال العالم النسّابة الحسن بن محمد بن أيوب الحسني ( ت 866 هـ ) في كتابه " نبذة من الخبر في تعبير رؤيا أمير المؤمنين عمر " – بعد أن ذكر قصة مقتل سيدنا عمر الفاروق وعلي أبي تراب رضي الله عنهما - :
إنما جَمَعْتُ شرَّ قَتلتَي الإمامين عُمَ وعليّ لِمَا فيه من المناسبة ( قال البقاعي في " عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران " ( 2 / 167 ) : وذكر مناسبات أذكرها ملخّصة : )
الأولى : كونهما خليفتين قُتِلا في محل ولايتهما،
والثانية : قتلهما في صلاة الصبح،
والثالثة : أن القاتل لكلٍّ من رعيته،
والرابعة : أنهما شهيدان في الآخرة،
والخامسة : قول كُلٍّ في حال طعنه : ( وكان أمر الله قدراً مقدوراً ) ( الأحزاب، 38 )،
والسادسة : أن كُلاًّ عاتب قاتِلَه،
والسابعة : أن كُلاًّ أحسَّ بقتل نفسه : عمر بالرؤيا وعلي بتفاؤله بصياح الأوز في وجهه حين خرج إلى الصلاة،
والثامنة : دُفِن كُلٌّ في بلدٍ قتله،
والتاسعة : أنّ كُلاًّ وصَّى قبل موته . اهـ .


371 –


أبو معاوية البيروتي 01-30-2011 08:14 AM



371 – أحب الكلام إلى الله ... وأبغض الكلام إلى الله
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ،
وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل : اتقِ الله ، فيقول : عليك نفسك " .
رواه النسائي في " عمل اليوم والليلة " والبيهقي في " شعب الإيمان "، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 2598 و 2939 ) .

372 – تفسير البيهقي لحديث حذيفة في الفتن : " منهنّ ثلاث لا يكدن يَذَرْن شيئاً "
روى مسلم في " صحيحه " ( 2891 ) من حديث حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يعد الفتن : " منهنّ ثلاث لا يكَدْن يَذَرْن شيئاً، ومنهن فتن كرياح الصيف ، منها صغار ومنها كبار " .
قال البيهقي في دلائل النبوة ( 6 / 406 / ط . دار الكتب العلمية ) : مات حذيفة رضي الله عنه بعد الفتنة الأولى بقتل عثمان رضي الله عنه وقبل الفتنتين الأخريين في أيام علي رضي الله عنه، فهنّ ثلاث لم يكدن يذرن شيئاً، وهن المراد بالمذكورات في الخبر فيما نعلم، والله أعلم .

373 – لو علمتُ أنكم وهّابية ما ناقشتكم !!
قال أحد الإخوة : منذ أكثر من عشر سنوات، مررتُ أثناء سفري مع بعض الإخوة بمدينة بعلبك، فصلّينا فيها المغرب جماعةً في مسجد الحنابلة – وهو مسجد قديم يعود تاريخه إلى أوائل القرن السابع أو قبل -، ثم جلسنا بعد الصلاة مع أهل المسجد، وكان في المسجد رجل أخبرونا أنه كان نصرانيًّا ثم اهتدى للإسلام ثم أصبح رافضيًّا ! وكان يجيء إلى مسجد الحنابلة من وقتٍ لآخر ويُلْقِي الشُّبَه على أهل المسجد ليضلّهم، فبدأ اثنان من إخواني يناقشونه، وطُرِحَت مسألة الخلافة ومسألة الصحابة، وطال النقاش، فناديتُ أحد إخواني وذكّرته أننا مسافرون ولعلّنا لا تسنح لنا فرصة أخرى لنقاش هذا الرجل وفضحه أمام أهل المسجد، وقلتُ له أنه لعلّها هذه زيارتنا الوحيدة إلى بعلبك وقد لا نزورها إلا بعد سنين، ومسألة الخلافة ومسألة الصحابة قد يطول فيها النقاش ويضيع العوام الذين يسمعوننا، فافتح مع الرافضي مسألة حفظ القرآن من الزيادة والنقصان وافضحه أمام أهل المسجد، لأن العوام – وإنْ لم يكونوا على علمٍ – لكن مسألة حفظ القرآن من الزيادة والنقصان عندهم من المسلّمات التي يعلمون أنه يكفر من ادعى عكسها، فذهب إليه الأخ وقال له : " في كتاب " الكافي " للكليني خاصّتكم مذكورٌ أن القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلّم سبعة عشر ألف آية، ومذكورٌ أيضاً في موضع آخر أن عندكم مصحف فاطمة وأن فيه مثل قرآننا ثلاث مرات وما فيه من قرآننا حرف واحد، وفي كتاب كذا ... مكتوب كذا ...، وفي كتاب كذا ... مكتوب كذا ...، فما تقول أنت ؟! "
فبُهِتَ الرجل، واتكأ على يديه خلف ظهره وسكت قليلاً، ثم تجرّأ وفضح نفسه وقال : " القرآن الذي بين أيدينا هو ربع القرآن الأصلي !! " فاستعظم العوام كلامه وعرفوا حقيقته والحمد لله، وانفضّ المجلس، فجاء إليّ الرافضي وأنا واقف مع أحد إخواني وقال لنا : أنتم مع من ؟ فأجابه الأخ ليغيظه : نحن وهّابية ! فقال الرافضي : لو علمتُ أنكم وهّابية ما ناقشتكم !!!

374 – المحدِّث عبد القادر الأرناؤوط ( ت 1425 هـ ) أُتِيَ له بمولودة، فحنَّكَها، وعوَّذها، ودعا لها بالبركة، ثم دارت الأيام والليالي وأصبحت زوجته !
قال الشيخ محمد زياد التكلة : زار شيخنا الرياض بتاريخ 8/4/1424 وكان في المجلس بعض الكبار، مثل الشيخ عبد الرحمن الباني، والشيخ محمد لطفي الصباغ، وعدد من طلبة العلم المعروفين، حضر المجلس الأخ معتز الفرا، مصطحباً ابنته الرضيعة (شيماء) وعمرها شهران تقريباً على ما أذكر، فقام شيخنا عبد القادر من مجلسه إليها، وحملها، وبدأ يعوِّذها ويدعو لها، فقلتُ لشيخنا: ألا تحنِّكها أيضا؟ فضحك شيخنا كثيراً، وقال: لا، حاجتنا سيدنا ! يكفينا الذي عندنا !
ذلك أن شيخنا في إحدى زياراته الدعوية لبلاده كوسوفو، أُتِيَ له بمولودة، فحنَّكَها، وعوَّذها، ودعا لها بالبركة، ثم دارت الأيام والليالي وأصبحت زوجته !

375 – فأر يجلب لرجل دنانير من ذهب ليخلّص صاحبه من الأسر !!
قال السمعاني ( ت 562 هـ ) في " المذيل " : سمعت أبا المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي بهمذان مذاكرة يقول: ذكر أبو بكر بن الخاضبة رحمه الله أنه كان ليلة من الليالي قاعداً ينسخ شيئاً من الحديث بعد أن مضى قطعة من الليل، قال: وكنت ضيق اليد فخرجت فأرة كبيرة وجعلت تعدو في البيت، وإذا بعد ساعة قد خرجت أخرى وجعلا يلعبان بين يديّ ويتقافزان إلى أن دنوا من ضوء السراج، وتقدمت إحداهما إليّ وكانت بين يدي طاسة فأكببتها عليها، فجرى صاحبه فدخل سربه، وإذا بعد ساعة قد خرج وفي فِيه دينار صحيح وتركه بين يدي، فنظرت إليه وسكت واشتغلت بالنسخ، ومكث ساعة ينظر إليّ فرجع وجاء بدينار آخر، ومكث ساعة أخرى وأنا ساكت أنظر وأنسخ، فكان يمضي ويجيء إلى أن جاء بأربعة دنانير أو خمسة - الشك مني - وقعد زماناً طويلاً أطول من كل نوبة، ورجع ودخل سربه وخرج وإذا في فيه جليدة كانت فيها الدنانير وتركها فوق الدنانير، فعرفت أنه ما بقي معه شيء، فرفعت الطاسة فقفزا فدخلا البيت وأخذت الدنانير وأنفقتها في مهم لي، وكان في كل دينار دينار وربع.
قال السمعاني: حكى أبو المناقب العلوي هذا أو معناه، فإني كتبت من حفظي والعهدة عليه فيما حكى وروى. فإني ذاكرت بهذه الحكاية بعض أهل العلم بدمشق فنسبها إلى غير ابن الخاضبة، والله أعلم .
قال: وسمعت أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي يقول: سمعت أبا بكر بن الخاضبة يحكي هذه الحكاية عن مؤدبه أبي طالب المعروف بابن الدلو، كان يسكن بنهر طابق وكان رجلاً صالحاً . وحكى عنه حكايات أخر أيضاً في إجابة الدعاء، ولم يحكها ابن الخاضبة عن نفسه، فذهبت على أبي المناقب ولم يكن ضابطاً، كان متساهلاً في الرواية .
قال مؤلف هذا الكتاب: وهذه حكاية على ما يرى من الاستحالة، وقد أوردتها أنا لثقة موردها وتحريه في الرواية، فإن صحت فقد فزت بخط من العجب، وإلا فاجعلها كالسّمر تستمتع به .
" معجم الأدباء " ( ترجمة محمد بن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة / ت 489 هـ )

376 – ما هو عدد الأحاديث الناقصة من المعجم الكبير الذي طبعه الشيخ حمدي السلفي ؟
قال الإمام الذهبي في كتاب " العرش " : المعجم الكبير، هو نحو ستين ألف حديث . اهـ . وقال في " سير أعلام النبلاء " : " المعجم الكبير "، وهو معجم أسماء الصحابة وتراجمهم وما رووه، لكن ليس فيه مسند أبي هريرة، ولا استوعب حديث الصحابة المكثرين، في ثمان مجلدات . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ونأتي إلى الطبعة الأخيرة من " المعجم الكبير " التي طبعها الشيخ حمدي السلفي السنة الماضية، وبيدي المجلد الحادي عشر منها، تنتهي فيه أحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما برقم ( 14762 )، لتبدأ أحاديث عبد الله بن جعفر وباقي العبادلة رضي الله عنهم حتى حديث عبد الله أبو يزيد المدني ورقمه ( 15064 )،
ثم في الطبعة القديمة من المجلد ( 17 ) = أحاديثه 1022
المجلد ( 18 ) = أحاديثه 960
المجلد ( 19 ) = أحاديثه 1087
المجلد ( 20 ) = أحاديثه 1096
المجلد ( 21 / قطعة واحدة ) = أحاديثه 216
المجلد ( 22 ) = أحاديثه 1103
المجلد ( 23 ) = أحاديثه 1069
المجلد ( 24 ) = أحاديثه 1095
فعدد أحاديث المطبوع من " المعجم الكبير " تقريباً = 22712 حديثاً، فهل يُفهَم من هذا أن النقص من " المعجم الكبير " هو أكثر من ثلاثين ألف حديث حسب الرقم الذي قاله الذهبي ؟! وعدد أحاديث " مجمع الزوائد " – الذي أخرج الهيثمي منه الأحاديث المروية في الصحيحين والسنن الأربعة - تبلغ ( 18776 ) حديثاً، ونسبة كبيرة منها رواها الطبراني في " المعجم الكبير "، فأرجو أن يتبيّن لنا حجم النقص بعد انتهائي – بعون الله - من عملي : " جمع المفقود الكثير من معجم الطبراني الكبير " .

جمع المفقود الكثير من معجم الطبراني الكبير !!
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=21560

377 – في دولة إِرتريا أنساب تمتدّ إلى سيدنا العباس وسيدنا الزبير رضي الله عنهما
قال محمد صالح ضرار ( ت 1972 م ) في كتابه " تاريخ إرتريا والصومال " ( ص 72 / ط . 1430 هـ - مكتبة التوبة ) : ويسكن أرض الحباب السادة أبناء مصعب بن الزبير بن العوام، وهم أصحاب سجادة الحباب منذ العصور القديمة، ويُقال لهم ( عَدْ دِرْقِي ) وتعريبها : أصحاب الزعف؛ إذ كانوا يضعونه في أيديهم ويعملون منه السجاد للصلاة، والفضل يعود عليهم في نشر الدين الإسلامي بين وثنيي تلك البقاع ( قال أبو معاوية البيروتي : هكذا عبارة المؤلف، والصواب : والفضل يعود لله ثم عليهم ... )، ويزعّم سجادتهم الشيخ عبد العزيز بن محمد الأمين، ويسكن بجوارهم ( عَدْ مُعَلِّمْ ) وهم أيضاً من الصالحين ويرجعون في أنسابهم إلى العباس بن عبد المطلب، ويرأسهم الشيخ محمد أبْرِهِمْ .

378 – اشترى الليث بن مظفر جارية، فأرادت زوجته إغاظته، فأحرقت كتاب " العين " للفراهيدي !!
قال صلاح الدين الصفدي ( ت 764 هـ ) في " الوافي بالوَفَيَات " ( ترجمة الليث بن المظفر ) : أحب الخليل ( ابن أحمد الفراهيدي / توفي بعد 160 هـ ) أن يهدي إليه ( أي الليث بن مظفر ) هدية تشبهه، فاجتهد الخليل في كتابه " العين " فصنَّفه له، وخصَّه به دون الناس، فوقع منه موقعاً عظيماً، وعوضه عنه مائة ألف درهم، وأقبل الليث ينظر فيه ليلاً ونهاراً لا يمل النظر فيه حتى حفظ نصفه، وكانت ابنة عمه تحته، فاشترى الليث جارية نفيسة بمال جليل، فبلغها ذلك، فغارت غيرة عظيمة وقالت: والله لأغيظنه ولا أبقي غاية . وقالت: إن غظته في الملك فذاك مما لا يبالي به. ولكني أراه مكبًّا ليلاً نهاراً على هذا الدفتر، والله لأفجعنه به، وأحرقت الكتاب . وأقبل الليث إلى منزله ودخل إلى البيت الذي كان فيه، فصاح بخدمه وسألهم عن الكتاب، فقالوا: أخذته الحرة، فبادر إليها وقد علم من أين أُتِيَ، فلما دخل عليها ضحك في وجهها وقال لها: ردِّي الكتاب فقد وهبت لك الجارية وحرَّمتها على نفسي، فأخذت بيده وأدخلته وأَرَته رماده . فسقط في يده، وكتب نصفه من حفظه وجمع على الباقي أدباء زمانه وقال لهم: مثلوا عليه واجتهدوا، فعملوا النصف الثاني الذي بأيدي الناس، وكان الخليل قد مات .

379 - إقرار ابن حجر برداءة خطِّه، لا كما ادّعاه السخاوي من " جودة خطِّه " وكتابته " الخط المنسوب كسلاسل الذهب " !!
ذكر السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 167 ) أن من الأمور التي ساعدت ابن حجر في طلب العلم " سرعة الكتابة مع حسنها "، وذكر أنه جوّد الخط على بعض المشايخ، وأنه كتب تلخيصه لتهذيب المزي " كسلاسل الذهب " .
وقال السخاوي في ( ص 1019 ) : سمعته مرَّة يقول : أرسل إليّ القاضي بدر الدين بن التِّنسي المالكي يطلب " السنن " لأبي داود ليُحَدِّث به، فأعلمته أن النسخة التي عندي بخطِّي، وتعسُرُ القراءة منه غالباً على من لم يكن من أهل الحديث ... اهـ .
فعلّق محقق الكتاب إبراهيم باجس عبد الحميد قائلاً : في هذا إقرار من الحافظ ابن حجر رحمه الله برداءة خطِّه، لا كما ادّعاه تلميذه المصنِّف مراراً في كتابه هذا من جودة خط شيخه، وأنه كتب الخط المنسوب كسلاسل الذهب ! ومن رأى خط الحافظ رحمه الله يتبيّن له ذلك . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وانظر الفائدة رقم ( 40 ) في كُنّاشتي .

380 – إنكار ابن حجر إمكان اختصار كتابه " فتح الباري في شرح صحيح البخاري "
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 708 ) : وقد تصدّى لاختصار الشرح المذكور شيخنا الإمام الرُّحلة المكثر شرف الدين أبو الفتح المراغي المدني نزيل مكة، فلم يُصب، حيث حذف منه ما يجب إثباته، وكذا شرع في اختصاره غير واحد من الشيوخ والطلبة .
... ولقد سمعتُ مصنِّفَه صاحب الترجمة رحمه الله مراراً يُنكِر إمكان اختصاره، ويقول : ما أعلم فيه شيئاً زائداً عن المقصود . وأقول : إن ذلك بالنسبة لِما لم يقع منه السَّهوُ في تكريره، حيث يكرِّر الأحاديث ممّا لا يتعلَّق بالأحكام غالباً، ولكن صاحب البيت أدرى بالذي فيه .

381 –



أبو معاوية البيروتي 02-02-2011 09:05 AM



381 – إذا وجدت اثنين يتحدّثان فمن الأدب ...
قال الإمام البخاري في " الأدب المفرد " ( 1166 ) : حدثنا محمد قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا داود بن قيس قال : سمعت سعيداً المقبري يقول : مررت على ابن عمر ومعه رجل يتحدث، فقمت إليهما، فلطم في صدري فقال : " إذا وجدت اثنين يتحدثان فلا تَقُمْ معهما ولا تجلسْ معهما حتى تستأذنهما "، فقلت : أصلحك الله يا أبا عبد الرحمن ! إنما رجوت أن أسمع منكما خيراً .
وصحّح إسناده الألباني في تعليقه وقال : كذا وقع في هذه الرواية موقوفاً مع القصة، وقد رواه أحمد ( 2 / 114 و 138 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري به؛ إلا أنه قال : أما عالمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ... فذكره . ورجاله ثقات غير عبد الله – وهو ابن عمر العمري – وهو ضعيف، لكن يشهد له الطريق الآتي بعده، ولعلّه لذلك سكت عنه الحافظ في " الفتح " ( 11 / 84 ) .
ونقل ابن حجر في " فتح الباري " عن ابن عبد البر قوله : ( لا يجوز لأحد أن يدخل على المتناجيَيْن في حال تناجيهما )، ثم قال ابن حجر : ولا ينبغي لداخل القعود عندهما ولو تباعد عنهما إلا بإذنهما، لمّا افتتحا حديثهما سرًّا وليس عندهما أحد دل على أن مرادهما ألّا يطَّلِع أحدٌ على كلامهما، ويتأكد ذلك إذا كان صوت أحدهما جهوريًّا لا يتأتى له إخفاء كلامه ممن حضره، وقد يكون لبعض الناس قوة فهم بحيث إذا سمع بعض الكلام استدل به على باقيه، فالمحافظة على ترك ما يؤذي المؤمن مطلوبة وإنْ تفاوتت المراتب . اهـ .

382 – ومن الأدب عدم مقاطعة الحديث، ومن قاطع فيُعْرَض عنه تأديباً
روى البخاري في صحيحه ( 59 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يُحَدِّث القوم جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحَدِّث، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم : بل لم يسمع . حتى إذا قضى حديثه قال : " أين - أراه - السائل عن الساعة "، قال : ها أنا يا رسول الله، قال : " فإذا ضيّعت الأمانة فانتظر الساعة ...
قال ابن حجر في " فتح الباري " : قوله ( من سُئِل علماً وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل )، محصله التنبيه على أدب العالِم والمتعلّم، أما العالِم فلِما تضمّنه من ترك زجر السائل، بل أدّبه بالإعراض عنه أولاً حتى استوفى ما كان فيه، ثم رجع إلى جوابه فرفق به لأنه من الأعراب وهم جفاة، وفي العناية جواب سؤال السائل ولو لم يكن السؤال متعيناً ولا الجواب، وأما المتعلِّم فلِمَا تضمّنه من أدب السائل أن لا يسأل العالِم وهو مشتغل بغيره لأن حق الأول مقدم .

383 – هل تعرف في القرآن ( الرحيم الرحمن ) ؟
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 1038 ) : قال ابن حجر للشهاب الرِّيشي مرّة وهو جالس في محراب المنكوتمرية، والشهاب بحذاء المحراب أيضاً : يا شهاب الدين، هل تعرف في القرآن ( الرحيم الرحمن ) ؟ فبادر إلى إنكار ذلك، مع كونه ماهراً في حفظ القرآن، بل ومن القرّاء، واستمر يُبالغ في الإنكار وشيخنا ساكت وهو يُكثر التبسّم، وأطال في ذلك، فقال له : يا شهاب، ارفع رأسك وانظر تُجاهَك، فرفع رأسه، فرأى بصدر الإيوان المقابل له مكتوباً : بسم الله الرحمن الرحيم ( الرحمن * علّم القرءان )، فكانت هذه من الفوائد الجليلة، واستحسنها الجماعة .

384 – ترجمة ساقطة من مطبوعة " معجم الأدباء " لياقوت الحموي
قال عبد الرزاق بن أحمد ابن الفوطي ( ت 723 هـ ) في " مجمع الآداب في معجم الألقاب " ( 5 / 17 / ط . إيران ) – في ترجمة أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري - : ذكره ياقوت الحموي في كتاب " معجم الأدباء " وقال : كان إماماً كبيراً ضريراً إمام مسجد ابن حمدي بالريحانيّين ومتقدّم الأضرّاء به، وكان ديِّناً ورعاً صالحاً متقلِّلاً حسن الأخلاق، قليل الكلام فيما لا يُجدي نفعاً، لم يُخرِج من رأسه كلمةٌ فيما علمتُ إلا في علمٍ أو ما لا بُدَّ له منه في مصالح نفسه، وكان رحمه الله رقيق القلب، تفرّد في عصره بعلمِ العربية والفرائض، سمع من ابن الخشّاب، وحضر مجلس الوزير عون الدين ابن هُبيرة في القراءة والسّماع، وله تصانيف كثيرة، وله شعرٌ، روى لنا عنه جماعةٌ من مشائخنا، وكان مولده سنة ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة عشرة وستّ مئة، ودُفِن بباب حرب . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وسقوط الترجمة من مطبوعة " معجم الأدباء " نبّه عليه محقّق " مجمع الآداب " .

385 – كتاب لم ينبِّه عليه أحد في علمي : " ثلاثيات مسند الإمام الشافعي "
قال عبد الرزاق بن أحمد ابن الفوطي ( ت 723 هـ ) في " مجمع الآداب في معجم الألقاب " ( 5 / 156 / ط . إيران ) : مخلص الدين عبد الله بن مسعود بن أحمد بن الجصّاص
خرّج " ثلاثيّات " مسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي في أربعين حديثاً رواها عنه علاء الدين أبو بكر ابن عبد الله الهاشمي الطوسي . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : عثرتُ على ذكرٍ لابن الجصّاص هذا في " التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين " للرافعي القزويني ( ت 623 هـ )؛ قال : مسعود بن أحمد بن أبي القاسم الليثي النيسابوري ثم الطوسي أبو أحمد ابن أبي نصر الصوفي، متعبد حسن الأخلاق، ورد قزوين زائراً، وكان قد سمع الحديث من خاله أبي بكر عبد الله بن مسعود بن أحمد الجصاص الطوسي ومن أبي محمد عبد الله بن علي بن سويد التكريتي وغيرهما . اهـ . فهذا يفيدنا أن المؤلِّف كان حيًّا في النصف الثاني من القرن السادس .
وقال محمد بن جعفر الكتاني في " الرسالة المستطرفة " – عند ذكره لثلاثيات كتب السنة - : للشافعي في ( مسنده ) وغيره من حديثه، وهي جملة أحاديث . اهـ .

386 – تعقّب الإمام الألباني في تصحيحه لأثر علي رضي الله عنه : " سلمان منا أهل البيت "
عن أبي البختري قال : قالوا لعليٍّ : أخْبِرْنا عن سلمان، قال عليٌّ : ( أدرَك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا ينزح قَعْرُه، هو منّا أهل البيت ) .
قال العلاّمة الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 8 / 179 ) : أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 148 / 12380 ) وابن سعد ( 2 / 346 و 4 / 85 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 187 ) وابن عساكر ( 7 / 411 و 415 )،
وإسناده صحيح على شرط الشيخين . اهـ .
هكذا قال الشيخ رحمه الله، وقد أفاد الأخ أبو صاعد المصري أن رواية أبي البختري عن علي مرسلة وأنه لم يسمع منه شيئاً ( كما هو مذكور في ترجمته في تهذيب الكمال وغيره )، فعندها الإسناد ضعيف مرسل وليس صحيحاً على شرط الشيخين .

387 – نقد الإمام الألباني لرسالة السيوطي العجيبة " الكشف عن مجاوزة هذه الأمّة الألف " وقوله ( أن الواقع يشهد ببطلانها )
للعلاّمة الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 3611 ) نقد لرسالة السيوطي العجيبة " الكشف عن مجاوزة هذه الأمّة الألف "، قال في آخره : الفائدة الثالثة : أن الواقع يشهد ببطلان هذه الأحاديث، فإن السيوطي قرّر في الرسالة المذكورة بناءً عليها وعلى غيرها من الأحاديث والآثار – وجلّها واهية – أن مدّة هذه الأمّة تزيد على ألف سنة، ولا تبلغ الزيادة عليها خمسَ مئةِ سنة، وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مئة وعشرين سنة ! أقول : ونحن الآن في سنة ( 1391 هـ )، فالباقي لتمام الخمسِ مئة إنما هو مئة سنة وتسع سنوات، وعليه تكون الشمس قد طلعت من مغربها من قبل سنتنا هذه بإحدى عشرة سنة على تقرير السيوطي، وهي لَمَّا تطلُعْ بَعْدُ ! والله تعالى وحده هو الذي يعلم وقت طلوعها، وكيف يُمكِن لإنسان أن يُحَدِّد مثل هذا الوقت المستلْزِم لتحديد وقت قيام الساعة، وهو يُنافي ما أخبر الله تعالى من أنها لا تأتي إلا بغتةً؛ كما في قوله عز وجل : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ، لا يُجَلِّيها لوقتها إلا هو ثَقُلَت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ، يسألونك كأنك حَفِيٌّ عنها ، قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ( الأعراف : 187) .

388 – استشكال ابن تيمية لمسألة وتوقّفه فيها
قال الحافظ ابن كثير ( ت 774 هـ ) في تفسير آية ( وربائبكم اللاتي في حُجُوركم من نسائكم ) ( النساء، 23 ) : قد قيل: بأنه لا تحرم الربيبة إلا إذا كانت في حجر الرجل، فإذا لم تكن كذلك فلا تحرم . وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا هشام - يعني ابن يوسف - عن ابن جريج، حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، قال: كانت عندي امرأة فتوفيت، وقد وُلِدَتْ لي، فوجدتُ عليها، فلقيني علي بن أبي طالب فقال: ما لك ؟ فقلت: توفيت المرأة . فقال علي: لها ابنة ؟ قلت: نعم وهي بالطائف. قال: كانت في حجرك ؟ قلت: لا، هي بالطائف، قال: فانكحها، قلت: فأين قول الله ( وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ ) ؟ قال: إنها لم تكن في حجرك، إنما ذلك إذا كانت في حجرك . هذا إسناد قوي ثابت إلى علي بن أبي طالب على شرط مسلم ( قال أبو معاوية البيروتي : وصحّحه الألباني في الإرواء 1880 )، وهو قول غريب جدًّا، وإلى هذا ذهب داود بن علي الظاهري وأصحابه، وحكاه أبو القاسم الرافعي عن مالك رحمه الله، واختاره ابن حزم، وحكى لي شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي أنه عرض هذا على الشيخ الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله، فاستشكله وتوقف في ذلك، والله أعلم .

389 – كتاب " الواضح في قطع لسان النّابح " للفقيه المازَرِيّ ( ت 536 هـ )
المازَرِيّ هو الفقيه الأُصولي محمد بن علي بن عمر التميمي مؤلِّف كتاب " المُعْلِم بفوائد مسلم "، ويُنسَب إلى ( مازَر )؛ وهي إحدى مدن جزيرة صقلية، وقد ذكر د . الحسين شواط في كتابه " منهجية فقه الحديث عند القاضي عياض " ( ص 112 – 113 / ط . دار ابن عفان ) عدداً من مؤلفاته؛ منها :
• كتاب " الواضح في قطع لسانِ النَّابِح "، وهو كتاب نافح فيه عن القرآن الكريم وجمعه، ردًّا على بعض من انتسب إلى العلم من أهل صقلية حيث طعن في طريقة جمع القرآن، فشبَّهه بالكلب النّابِح لعظم الجرم الذي أتاه .

390 – تعظيم سلاطين العثمانيين لقبر إمام وحدة الوجود ابن عربي واعتنائهم به، والله المستعان !
قال نعمان بن عبده قساطلي ( ت 1339 هـ ) في كتابه " الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء " ( ص 137 / ط . دار الرائد العربي ) : وقد اعتنى سلاطين آل عثمان بإظهار قبره، وبنى عليه المرحوم السلطان سليم خان ( ت 1223 هـ ) المدرسة العظيمة وبجوارها الجامع المعمور، ورتّب له الأوقاف الحسان ... والقوم لا ينقطعون عن زيارة الشيخ محيي الدين ويعتبرونه من أعظم الأولياء، وفي كل جمعة ترى مئات من الناس حول ضريحه للصلاة والزيارة .

391 – من بطولات الصحابة : إنقاذ البراء بن مالك لأخيه أنس بن مالك رضي الله عنهما من كلاليب العدو
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو، والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتَعْلَق بالإنسان فيرفعونه إليهم، فعَلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الأرض، فأتى أخوه البراء فقيل له : أدرك أخاك ! وهو يقاتل الناس، فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار، فما برح يجرّهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل، ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم، أنجى الله عز وجل أنس بن مالك رضي الله عنه بذاك .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1182 )، وحسّن إسناده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 540 / ط . دار الفكر ) .

392 – متى بدأ أهل دمشق يتركون لباسهم العربي ويلبسون البنطلون ولباس الإفرنج
قال نعمان بن عبده قساطلي ( ت 1339 هـ / 1920 م ) في كتابه " الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء " ( ص 126 / ط . دار الرائد العربي ) : ملابس أهل دمشق
كان أهالي دمشق في الأيام السالفة يلبسون الملابس الضخمة ويتعمّمون رجالاً ونساءً بالعمائم الكبيرة جدًّا، وقد أَشْبَهَت ملابسهم وقتئذٍ في أكثر الأشياء ملابس الأكراد في وقتنا الحاضر، ولكنهم منذ أيام إبراهيم باشا المصري أخذوا يغيّرون زيّهم حتى صار لطيفاً حسناً يوافق طباعهم .
وفي وقتنا الحاضر ( يتكلم المؤلف عن الفترة ما بين 1864 و 1878 م ) يلبس الرجال القنابيز ويتمنطقون فوقها بشالة أو زنار حريري أو غير ذلك، ومنذ مدة ليست بطويلة اعتاد بعضهم على التسرول، وبعضهم لبسوا البنطلون كالإفرنج واليهود والنصارى، وبعض المسلمين يلبسون على رؤوسهم الطرابيش الإسلامبولية، وأكثر المسلمين يتعمّمون بعمائم لطيفة من قماش الأغاباني، وكانوا منذ عشر سنين يلبسون الطيلسانات الطويلة فوق ملابسهم، ولكنهم قد أخذوا يقلعون عن ذلك ويعتاضون عنه بالبالطات، وكان قبلاً من الأمور المعيبة أن يطلق الرجل شعر رأسه وأمّا الآن فتغيّر الحال . اهـ .

393 – في أي سنة وُلِدَ نعمان بن عبده قساطلي
قال أبو معاوية البيروتي : سنة ولادته لم يذكرها من ترْجَم لنعمان كالزركلي في " الأعلام " وغيره؛ وأخطأ فيها عمر كحالة في " معجم المؤلفين " حيث ذكرها سنة 1855 م، قال نعمان قساطلي في كتابه" الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء " ( ص 90 / ط . دار الرائد العربي ) : وسنة 1854 ... في أواخر هذه السنة وُلِدَ مؤلِّف هذا الكتاب في مدينة دمشق .

394 - ترجمة أخرى ليست موجودة في مطبوعة " معجم الأدباء " لياقوت الحموي
قال عبد الرزاق بن أحمد ابن الفوطي ( ت 723 هـ ) في " مجمع الآداب في معجم الألقاب " ( 5 / 625 / ط . إيران ) – في ترجمة موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الأديب - : ذكره الفاضل شهاب الدين ياقوت الحموي في كتاب معجم الأدباء، وقال : لبس الخرقة من ضياء الدين أبي النجيب السهروردي، وقرأ على الشيخ الحسن بن علي بن عبيدة الكرخي، وله تصانيف في الأدب والحديث والطب . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ولعلّ هناك تراجم أخرى لم تَرِدْ في مطبوعة " معجم الأدباء "، وابن الفوطي حضر مجلس شيخه علي بن عسكر في جماعة كانوا يسمعون عليه كتاب " معجم الأدباء " بروايته عن مصنِّفه ياقوت، قال عبد الرزاق بن أحمد ابن الفوطي ( ت 723 هـ ) في " مجمع الآداب في معجم الألقاب " ( 4 / 202 / ط . إيران ) : حضرت مجلس كمال الدين علي بن عسكر في خدمة والدي تاج الدين في جماعة كانوا يسمعون عليه كتاب " معجم الأدباء " بروايته عن مصنِّفه ياقوت مولاهم، ثبّتني في ذلك شيخنا جلال الدين بن عكبر وكان ممّن حضر المجلس . اهـ .
وأُضِيف فائدة أخرى أنني وقفتُ في ترجمة الموفق عبد اللطيف في " عيون الأنباء في طبقات الأطباء " لابن أبي أصيبعة ( ت 668 هـ ) أن الموفّق كتب لنفسه سيرة ذاتية، قال ابن أبي أصيبعة في ترجمته : نقلت من خطه في سيرته التي ألفها ما هذا مثاله ... اهـ . فنقل منها ما يُقارب العشر صفحات .

395 –




الساعة الآن 12:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.