{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر القرآن والسنة - للنساء فقط (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   مسائل في: ( الجمع بين ... وبين ... ) (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=17374)

أم زيد 05-18-2010 11:58 PM

مسائل في: ( الجمع بين ... وبين ... )
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الجمع بين الحياة الطيبة وبين الابتلاء



[سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-]

ما هو الجمع بين قول الله -عز وجل-: {مَن عَمِل صالحًا مِن ذَكَرٍ أو أثنى وَهو مُؤمنٌ فَلَنُحيِيَنَّه حياةً طيبةً ولنجزِينَّهم أجرَهُم بأحسنِ ما كانُوا يعمَلُون} [النحل: 97]، وقول الصحابي للرسول -صلى الله عليه وسلم-: " أي الناس أشد بلاء ؟ " قال: " الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل "، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: " يُبتلى الرجل على قدر دِينه "؛ فكيف الجمع بين الحياة الطيبة والبلاء في حياة المؤمن ؟


[فأجاب]

الحياة الطيبة ليست -كما يفهمه بعضُ الناس- هي السلامة من الآفات؛ من فقر ومرض وكدر؛ لا.
بل الحياة الطيبة: أن يكون الإنسان طيب القلب، منشرح الصدر، مطمئنًّا بقضاء الله وقدره؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.
هذه هي الحياة الطيبة، وهي راحة القلب.
أما كثرة الأموال، وصحة الأبدان؛ فقد تكون شقاء على الإنسان وتعبًا؛ وحينئذٍ لا يكون هناك منافاة بين الآية الكريمة وبين ما ذكره السائل من الحديثين؛ فإن الإنسان قد يُبتَلى بالبلايا العظيمة؛ ولكن قلبه مطمئن وراضٍ بقضاء الله وقدره -سبحانه وتعالى-، ومنشرح الصدر لذلك؛ فلا تؤثر عليه هذه البلايا شيئًا. (43-44)



[هذه الفتوى وما يليها من فتاوى، أنتقيها -لكنَّ- من كتيب " فتاوى تتعلق بمسائل أشكلت بين الناس "، جمع: دخيل الله المطرفي، أضع رقم الصفحة في نهاية الفتوى، وما بين معقوفين زيادة للتوضيح -سوى اسم السورة ورقمها-].

أم رضوان الأثرية 05-19-2010 09:45 AM

أحسن الله إليك أختي أم زيد ورحم الله العلامة الفقيه ابن عثيمين

أم زيد 05-19-2010 11:36 PM

الجمع بين القول باللين وبين القول بالشدة



[سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-]

فضيلة الشيخ: بالنسبة لقول الله -سبحانه وتعالى-- لموسى: {فقُولا لهُ قولاً ليِّنًا لعلَّهُ يتذكَّرُ أو يخْشَى (44)} [طه]؛ نجد في سورة الإسراء أن موسى -عليه السلام- حصل بينه وبين فرعون كلام فيه شدة وغلظة، ومنه قول موسى: {وَإنِّي لأظنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا (102)} [الإسراء]. كيف الجمع بين هذه الآية والقول باللين؟


[فأجاب]

الجمع بينهما: أنه خاطبه باللين -أولاً-، فلما طغى وشمخ وارتفع؛ كان حقه أن يُهان.
وهذا من التدرج بالدعوة إلى الله بالحكمة؛ نتكلم مع المدعو -أولاً- باللين والسهولة، فإذا أصر وعاند؛ فليس جزاؤه إلا أن يُغلظ عليه، كما قال الله -تعالى-: {ولا تُجادِلوا أهلَ الكِتابِ إلا بالتي هيَ أحسنُ إلا الذينَ ظَلَمُوا منهُمْ} [العنكبوت: 46]. (21-22)

أم عائشة 05-20-2010 12:38 AM

بورك فيك يا أم زيد
في المتابعة إن شاء الله

أم زيد 05-20-2010 01:22 AM

أختي الكريمتين / أم رضوان، وأم عائشة
جزاكما الله خيرا على المرور والدعاء والمتابعة.
وعودا حميدا لك أختي أم عائشة، أسأل الله لك طيب المقام أينما حللت.

أم زيد 05-21-2010 12:02 AM

الجمع بين {اليَومَ نَنْسَاكُم} وبين {ولا يَنْسَى}

[سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-]

قال -سبحانه- مُخاطِبًا الكفار وهم في النار: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الجاثية: 34]، وقال -سبحانه-في آية أخرى-: {فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)} [طه]؛ فكيف نجمع بين الآيتين؟


[فأجاب]
معنى النسيان المذكور في الآيتين مختلف.
فالنسيان الذي نفاه الله عن نفسه هو: النسيان الذي هو بمعنى الغفلة والذهول، والله -سبحانه- منزَّه عن ذلك؛ لأنه نقص وعيب.
أما النسيان المثبَت لله في قوله -تعالى-: {نَسُوا اللهَ فنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67]؛ فمعناه: تَركُهم في الضلال وإعراضه -سبحانه- عنهم؛ وذلك من باب المقابلة والمجازاة؛ فإنهم لما تركوا أوامره وأعرضوا عن دينه؛ تركهم الله وأعرض عنهم.
وكلمة النسيان: لفظ مشترك يفسَّر في كل مقام بحسبه وعلى مقتضاه اللغوي.
وهذا مثل: مَكْره -سبحانه- بالماكرين، وسخريته من الساخرين، واستهزائه بالمستهزئين؛ كله من باب المجازاة والمقابلة؛ وهو عدل وكمال منه -سبحانه-. [المرجع السابق(51-52)]

أم عبدالله نجلاء الصالح 05-21-2010 11:10 AM

جزاك الله خير الجزاء أختي الكريمة " أم زيد" وبارك الله فيك وبما تخطه يمينك.
ورحم الله شيخنا العلامـــة " ابن عثيمين " رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى مأواه.
وأطال عمر شيخنا الفاضل "صالح الفوزان" وعمَرَه بالصالحات، وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ونفع بهم وبعلمهم.

أم عبدالله الأثرية 05-21-2010 01:38 PM

أحسن الله إليك أختي الحبيبة أم زيد وزادك من فضله
ورحم الله العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة
نتابع معك إن شاء الله

أم زيد 05-22-2010 07:05 AM

أشكر لكما مروركما أختي الفاضلتين!

أم زيد 05-22-2010 07:08 AM

الجمع بين " لا تسُبوا الدهر " وبين " الدنيا ملعونة "



[سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-]

هل هناك تعارض بين قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " لا تسبوا الدهر؛ فأنا الدهر " (1) وبين قوله في حديث آخر: " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها " (2) إلى آخر الحديث؟


[فأجاب]

أولاً: الحديث الثاني الذي ذكرتَ في صحته نظر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وإذا قدر أنه صحيح؛ فإن هذا لا ينافي قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " لا تسبوا الدهر"؛ لأن هذا خبر، ومعنى كونه خبرًا: أن الدنيا ليس فيها خير إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم.
وفرق بين الخبر والإنشاء.
وأما السب ففيه إنشاء؛ إنشاء اللوم والقدح للمسبوب؛ ولهذا جاء في قول لوط -عليه الصلاة والسلام- {هذا يومٌ عَصِيبٌ(77)} [هود]، وهو لم يُرد أن يسب هذا اليوم ويقدح فيه؛ لكنه أراد أن يخبر بأنه يوم شديد عليه.
فيجب التفريق بين إنشاء القدح والذم وبين مجرد الخبر.
وهذا حسب نية الإنسان.
لكن الغالب في قول القائل: (لا بارك الله في هذا اليوم)، وقول القائل: (الله لا بارك في الساعة التي جابتك)؛ هذا -في الغالب- يريد السب؛ فليتنبه اللبيبُ للفروق الدقيقة! [المرجع السابق(82-83)]





________________________
(1) رواه مسلم.
(2) حسَّنه الألباني -رحمه الله- في سُنن ابن ماجة.


الساعة الآن 03:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.