قصيدة لبيد بن ربيعة ( بلينا وما تبلى النجوم الطوالع)
.
بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا والمَصانِعُ *** وقد كنتُ في أكنافِ جارِ مَضِنّة ٍ ففارقَني جارٌ بأرْبَدَ نافِعُ *** فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا وكُلُّ فَتى ً يَوْمَاً بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ *** فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَةٍ وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ *** ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلُها بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ *** ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ يحورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ *** ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ منَ التُّقَى وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ *** ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ وَديعَةٌ وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ *** وَيَمْضُون أرْسَالاً ونَخْلُفُ بَعدهم كما ضَمَّ أُخرَى التّالياتِ المُشايِعُ *** ومَا الناسُ إلاَّ عاملانِ: فَعامِلٌ يُتبِّرُ ما يبني، وآخرُ رافِعُ *** فَمِنْهُمْ سَعيدٌ آخِذٌ لنَصِيبِهِ وَمِنْهُمْ شَقيٌّ بالمَعيشَة ِ قانِعُ *** أَليْسَ ورائي، إنْ تراخَتْ مَنيّتي، لُزُومُ العَصَا تُحْنَى علَيها الأصابعُ *** أُخَبِّرُ أخبارَ القرونِ التي مضتْ أَدِبُّ كأنّي كُلّما قمتُ راكعُ *** فأصبحتُ مثلَ السيفِ غيَّرَ جفنَهُ تَقَادُمُ عَهْدِ القَينِ والنَّصْلُ قاطعُ *** فَلا تَبْعَدنْ إنَّ المَنيَةَ موعدٌ عَلَيْكَ فَدَانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ *** أعاذلَ ما يُدريكِ، إلاَّ تَظنيّاً، إذا ارتحلَ الفتيانُ منْ هوَ راجعُ *** تُبَكِّي على إثرِ الشّبابِ الذي مَضَى ألا إنَّ أخدانَ الشّبابِ الرّعارِعُ *** أتجزَعُ مِمّا أحدَثَ الدّهرُ بالفَتى وأيُّ كَريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ *** لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ما اللّهُ صانِعُ *** سَلُوهُنَّ إنْ كَذَّبتموني متى الفتى يذوقُ المنايا أوْ متى الغيثُ واقِعُ. |
جزاك الله خيرا ونفع بك
|
الساعة الآن 07:16 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.