{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر الرد على أهل الأهواء و الشيعة الشنعاء (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   " المُتَآمِرُونَ الأَشْرَارُ " / كتبه فضيلة الشيخ: أ.د. أحمد بن جزاع الرضيمان (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=73363)

ابوعبد المليك 06-14-2020 04:51 PM

" المُتَآمِرُونَ الأَشْرَارُ " / كتبه فضيلة الشيخ: أ.د. أحمد بن جزاع الرضيمان
 
جرت سنة الله تعالى أن أهل الشر يتآمرون على أهل الخير ، ويحسدونهم على ماآتاهم الله من فضله ، وجرت سنة الله كذلك على أن كل من دعا إلى توحيد الله وحده لاشريك له ، فإنه يُعادى ويُؤذى ، والشواهد من القرآن والسنة على هذه الحقيقة كثيرة ومعلومة.

قال تعالى {وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِين} ، هكذا هي النفوس الشريرة تتآمر على الرسل لإيقاع الشر والفساد في الأرض كما حصل للنبي موسى عليه السلام ، وكما حصل قبله للنبي إبراهيم عليه السلام عندما قال المتآمرون الأشرار { اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوه} ، ولكن العاقبة للمتقين ، قال تعالى { وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِين } ، وكما تآمر الأشرار كذلك على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام للمكر به والقضاء عليه وعلى دعوته، كما قال تعالى{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين } ، وقد كانوا يسمونه الأمين ، ولكن لما دعا إلى التوحيد استهدفوه ، هذا هو دأب الأشرار مع دعاة التوحيد من الرسل وأتباعهم

وقد قال ورقة بن نوفل للنبي عليه الصلاة والسلام كما في البخاري ( ماجاء أحدٌ بمثل ماجئت به إلا عُودي وأُوذي ) ،والمملكة العربية السعودية دعت إلى ما دعا إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، لذلك لا عجب أن يتآمر المجرمون عليها بدسائسهم ومكرهم ، ولكن سينقلب مكر المجرمين على أنفسهم قال تعالى { ولايحيق المكر السيء إلا بأهله} .
ونحن لانستيطع هداية من أعمى الحقد والدسائس والمؤمرات الإجرامية قلبه ، فالله تعالى يقول: {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} ويقول :{ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم }.

ولكن الذي نستطيعه ونحن مأمورون به شرعاً ما يلي :
1- ملازمة طاعة الله تعالى واللجوء إليه ، وتحقيق الإيمان ، فقد تكفل الله بالنصر لأهل الإيمان فقال ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) وقال ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد) وقال ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا).
وأخبرنا تعالى أنه نجى أهل الإيمان وجعل كيد المتآمرين الأشرار في سفال فقال تعالى { وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِين }.

2- تقوية اللحمة الوطنية ، وتفويت الفرصة على الأعداء ، الذين يحرصون على إثارة النعرات والعصبيات ، بل ويحرصون على كل مايؤدي إلى الفتنة وانقسام المجتمع ، وقد ينخدع بهم من لافقه عنده ، فيطعن بولاء إخوانه المواطنين ، ويتهمهم بما هم براء منه ، وكأنه يريد باستفزازه وظلمه ومزايدته جعلهم خصوماً لبلدهم ، وهذا أحد الأسس التي تقوم عليها الفتن.
والموفق هو : من يكسب إخوانه ممن زلت به القدم فضلاً عن غيرهم ليرجعوا عن خطئهم ويبينوا ، ويكونوا في صف بلادهم وولاة أمرهم ، فإن من النصيحة لأئمة المسلمين ( رد القلوب النافرة إليهم ) .
وأما من أصر على خطئه ولم يرجع إلى الحق فإنه يرفع به إلى ولاة الأمور.

3- تكثيف تدريس العقيدة الصحيحة في المساجد ودور العلم والإعلام، فهي أمان من جميع الانحرافات ، وهي التي بموجبها تؤدى البيعة والإمامة ، وبموجبها يتم لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ، وتحريم الخروج على ولاة الأمر بأي نوع من الخروج ، وعدم منازعة الأمر أهله .
4- ما كل مايُعلَم يُقال ، وما يُقال لأهل الاختصاص قد لايحسن قوله لغيرهم ، ورب كلمة أو تغريدة قالت لصاحبها دعني .

5- نحن مع إمامنا الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ، ولو خاضوا بنا البحر للدفاع عن الدين والوطن لخضناه معهم ماتخلف منّا رجلٌ واحد ، هذه عقيدتنا ، يجب أن يعلمها أبناؤنا في كل مراحل التعليم ، فالملك وولي العهد يسهران لننام ، ويتعبان لنرتاح ، ويدفعان عنا الأخطار ، ويعلمان من السياسات ما لانعلم ، فواجبنا الدعاء لهما بالتوفيق ، والوقوف معهما صفاً واحدا ، وعدم الالتفات لأي قنوات أو حسابات معادية ، تريد التفريق بيننا وبين ولاة أمرنا ، وتريد ملء القلوب حقدا على ولاة الأمور باسم الحقوق ونحوها ، فلنحذرهم فهم العدو ، فإنه لايوجد على وجه الأرض اليوم أفضل من ولاة أمرنا بحمدالله .

6- حرية التعبير لاتعني إساءة التعبير ، فالإساءة والاتهامات الظالمة إلى مؤسسات الدولة ورجالها ، ليس من الحكمة ، ولا علاقة له بالنقد البناء ، وإنما هو بابٌ من أبواب الإثارة والتجييش المنهي عنه شرعا .

7- الدفاع بالكلمة عن المملكة العربية السعودية يكون بالحجة والبرهان ، وبلادنا بحمد الله على حق ، ونحن نملك الدليل والبينة على عدالة موقف بلادنا ، وظلم خصومها ، ولذلك لاحاجة للكلام الذي يضر ولا ينفع ، بل نضبط ما نقوله ونفعله ، ونزنه بميزان العدل، ونجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله، وجعله هدى للناس ، فندمغ بالحق والحجة والبرهان باطل الأشرار فإذا هو زاهق .

ا.د. أحمد الرضيمان

وهذا قراءة صوتية للمقال:

https://safeshare.tv/x/YrRRyEKDq2Q#


الساعة الآن 07:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.