أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
24727 97777

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-29-2009, 02:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي البطانــــــة الصالحـــــة - مَزيد ومُجدد -.

البطانــــــــة الصالحـــــــة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

قال الله - تبارك وتعالى – في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ۞ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورْ. [سورة آل عمران: 118 - 119].
نهانا الله تعالى عن اتخاذ الكفرة بطانة من دون المؤمنين، فلا ينبغي مودّتهم ولا الركون إليهم.
أما وقد تكالبت علينا الأمم وانقلبت الأحوال في هذه الأزمان؛ وآلت الأمة إلى ما آلت إليه من الفرقة والضعف والذل والهوان؛ وتقويض أركان الأسر والمجتمعات؛ وضياع البلاد وهلاك العباد.
آن لنا أن نراجع أنفسنا ونحزم أمورنا فيمن نتخذهم بطانة ومقربين وكتبة وأمناء من أهل الكتاب من أعداء الدين؛ ومثلهم من يكيد لأهل السنة ويعاديها من الخوارج وغيرهم؛ ولا يحبونها، ولا يريدون خيرًا بها؛ بل يبطنون لها العداوة والبغضاء ويضمرون المكر والغش والسوء والخداع؛ ويتربصون بها الدوائر؛ ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ وهذا هو النفاق المحض؛ فلا يؤمن جانبهم.

[والبِطانَةُ: صَفِيُّ الرجل يكشِف له عن أَسراره]. ا هـ. [المعجم الوسيط].
و[البطانة مصدر، يسمى به الواحد والجمع .
وبطانة الرجل خاصته الذين يستبطنون أمره، وأصله من البطن الذي هو خلاف الظهر . وبطن فلان بفلان يبطن بطونا وبطانة إذا كان خاصا به.
قال الشاعر:
أولئك خلصائي نعم وبطانتي ... وهم عيبتي من دون كل قريب]. ا هـ. [تفسير القرطبي].
الصالحــــة: من الصلاح: والصلاح شرعًا إخلاص وإتباع.
وعليه فلن تكون البطانة صالحةً إلا إذا توفر فيها شرطــــان اثنــــان:
1. الإخلاص: توحيد بلا شرك، 2. والاتباع: اتباع بلا ابتداع.
قال ابن كثير رحمه الله – تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة أعلاه: [يقول الله - تبارك وتعالى – ناهيًا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة؛ يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم، والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يؤلون المؤمنين خبالا، أي: يسعون في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن، وبما يستطيعون من المكر والخديعة، ويودّون ما يُعنِتُ المؤمنين ويُحْرجُهُم ويشق عليهم.
وقوله - تعالى -: ﴿لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ أي: لا تتخذوا بطانة من غيركم من أهل الأديان.
وبطانة الرجل هم: خاصة أهله الذين يطلعون على داخلة أمره]. ا هـ. انظر: [تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 528].
قوله أهل الأديان: أي: أهل الشرائع ممن كان قبلنا؛ إذ أن الدين عند الله الإسلام.
[وقوله تعالى: ﴿لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً: لا يقصرون فيما فيه الفساد عليكم]. اهـ. [تفسير القرطبي].

وبطانة الحاكم: هم حاشيته وخاصته وأهل ثقته، ومن يحيطون به ويلازمونه، فهم مقربون إليه، يطلعون على ما لا يطلع عليه الآخرون، ولا يحجِب عنهم سرّه؛ فينبغي عليه أن يُحسِنَ اختيارهم بأن يكونوا من أهل التقى وسداد الرأي ورجاحة العقل، أمناء ناصحين أهلًا لهذه المكانة، على قدرٍ من تحمل المسؤولية، وعلينا نحن الرعية أن ندعو الله - تعالى - له بخير، وأن يرزقه البطانة الصالحـــة التي تعينه عليه.
روى أبو نعيم بسنده في الحلية (8/ 91) قال: [حدثنا محمد بن ابراهيم، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي قال: سمعت الفضيل بن عياض رحمه الله – تعالى - قال: [لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان.
قيل له: يا أبا عليّ فسر لنا هذا؟.
قال: إذا جعلتها في نفسي لم تتجاوزني، وإذا جعلتها في السلطان صلح. فيصلح بصلاحه العباد والبلاد؛ ولذا أُمِرنا بأن ندعو لولاة أمورنا بالصلاح، ولم نؤمر بأن ندعو عليهم وإن جاروا وإن ظلموا، لأن ظلمَهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين]. ا هـ. وأورده ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 641).

وروى الإمام البخاري رحمه الله – تعالى - في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أنَّ النَّبِيِّ رسول الله ﷺ قَالَ: (ما بَعَثَ اللهُ مِن نبيٍّ ولا استَخلفَ مِن خليفةٍ إِلَّا كانت له بِطانتان، بِطانة تأْمُرهُ بالمعروف وتحُضُّهُ عليه، وبِطانة تأمره بالشّرّ وتحضّه عليه، فالمعصوم من عصم اللَّه تعالى).
بيَّن رسول الله ﷺ في هذا الحديث الشريف سمات البطانة الصالحـــة وأهمية حُسن اختيارها وحضّ عليه، لأنها دليل مؤثِّر على صاحبها بحسب ما فيه مِن الخير أو الشر فيُحكَمُ به ويَدلُّ عليه؛ ذلك بأن الإنسان ينجذب إلى من يشاكله ويناسبه، فيصاحبه ويميل إليه بطبعه، ويتأثر به، ويحصل بينهما التآلف والتوافق؛ إن خيرًا فخير؛ وإن شرًّا فشر؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل). رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
فمن صحب الأخيار من أهل الفضل والخير وأحبهم؛ تنجذب نفسه إليهم؛ ولما تحمله نفوسهم من صفات الكمال، فيتأثر بهم ويميل إليهم ولأفعالهم؛ ويكونون عونًا لبعضهم على ما فيه حياة قلوبهم من فعل الخير وترك الشر. فهم كما قال رسول الله ﷺ: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) (صحيح مسلم رقم: 6376).
ذلك لأن الصحبة الصالحة والبطانة الصالحة لها أثرها على العبد في الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [سورة الزخرف 67]؛ وكل خِلَّة وكل صحبة كانت لغير الله تعالى فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان خالصًا لله عز وجل، فإنه دائم بدوامه كما قال إبراهيم عليه السلام لقومه: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ [سورة العنكبوت: 25 ].

فإن كانت البطانة صالحة ناصحة نقية تقية في نفسها، فعلت المعروف وأعانت على فعله، واجتنبت المنكر وحذرت من سوء عاقبته، تتقِ الله تعالى - في نفسها وفي الأمانة التي عُهِدَت إليها، والرعية التي وكِلت بها، تُعين على الخير وتُسارع إليه، وتُحذِّر من الشر وتفر منه أن تبوء بإثمه وإثم من يفعله، فتميل النفس السوية إليها وترتاح؛ ويطمئن القلب لها، ويُؤمَن جانبها، وَتُتَلقّى بالرضا والقبول والإقبال عليها؛ ويحشر مع من أحب يوم القيامة لحديث أبي موسى الأشعري ؤضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (المرء مع من أحب)، (متفق عليه).
وفي رواية: قيل للنبي ﷺ: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال: المرء مع من أحب).
ولهذا حض رسول الله ﷺ على محبة الصالحين ومجالستهم لما يرجى بها من خير في الدنيا والآخرة؛ ثم يحشر معهم، وحذر من جليس السوء وما يلحق به من أذى؛ لحديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة). (متفق عليه).

وأما إن كانت البطانة بطانة سوءٍ - والعياذ بالله ـ، فإنها صحبة أشرارٍ بيّنَ سماتها وحذَّرَ منها الشارع الحكيم؛ لما فيها مِن أمراض في القلوب من البغضاء والعداوة والغيرة والحقد والحسد وحُبِ الدنيا وشهواتها وحب الرياسة والتصدر؛ ولما يُتوجّس منها من الشر وفساد الرأي، والتخبط، والطيش، والكذب، والنفاق، والغشّ والخداع، والأنانية، وتزيين الباطل والمعاصي والمنكرات بل تؤُزُّ إليه اَزًّا، للحصول على مآربها، وإن خالفت الشرع الحكيم، وما جاء به الدين الحنيف، لا تُبالِ لتبرير ما تقوم به بشتى الوسائل والحجج لطمس الحقائق، وكسب ثقة الآخرين، وعليه فإنه لا يؤمن جانبها ... لا يؤمن مكرها على من خالطها ومن حولها أو إيذائهم بريحٍ خبيثة تكدِّر عليهم عيشهم، فلا أمن ولا أمان لبطانة السوء؛ وإن أخفوا ما يبطنون من عداوة لأهل الإسلام المتمسكين بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة؛ وفي صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله؛ فإنه لاح على صفحات وجوههم، وفلتات ألسنتهم ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل، ولهذا قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ

إن الله - تعالى - لبالمرصاد، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وحبل المكر والكذب والنفاق قصير، وعاقبتهما في الدنيا والآخرة الخزي والعار، وسخط الجبار - سبحانه -، والمعصوم من عصمه الله - جلَّ في علاه - وقانا الله وإياكم بطانة السوء.
فها نحن في زمن يموج بالابتلاءات والفتن، فتن كقطع الليل المظلم جعلت الحليم حيرانا، نسأل الله العافية؛ زمن تحكمت فيه الأهواء؛ وطغت فيه المادة والأنانية وحُبّ الذات والشهوات -إلا من رحم -، وَكَثُرَتِ فيه الشائعات والشبهات،عشنا فيه سنوات خدّاعات، ونطقت الرويبضة، واختلط الحابل بالنابل، وتعدَّدت الآراء والمفاهيم والأحزاب والجماعات؛ ناهيك عن شبكات التواصل الاجتماعي؛ عُرِفَ بها العدوّ من الصديق؛ يُفاجأ المتابِع لها بمخالفات شرعية كشفت أوراق الكثيرين ونفسياتهم؛ وكتابات وتطاولات على الله - عز وجل - وعلى رسول الله ﷺ وعلى العلماء؛ بل وصَلَ ببعضهم المجاهرة بالرِّدَّة عن دين الإسلام، وما تخفي صدورهم أكبر؛ فينبغي الحذر منهم ومن صحبتهم أو اتخاذهم بطانة وأمناء وخلطاء وجلساء؛ ونعوذ بالله من غضب الله تعالى، أن يصيبنا ما أصاب أقوام خلت؛ هانت عليهم أنفسهم فهانوا على الله تعالى فأهانهم وجعلهم عبرة وذكرى للذاكرين - نسأل الله العافية -.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (سيأتي على الناس سنواتٍ خداعات، يُصَدّقُُ فيها الكاذب، وَيُكَذّبُُ فيها الصادق، وَيُؤْتَمَنُ فيها الخائن، وَيُخَوَّنُ فيها الأمين، وَيَنْطِقُ فيها الرويبضة)، قيل: وما الرُّوَيْبِضَة ؟ قال: (الرجل التافه، يتكلم في أمر العامة) قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر صحيح الجامع رقم 3650].
وفي رواية أخرى له - رضي الله عنه -: (إن بين يدي الساعة سنين خداعة، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة ؟ قيل المرء التافه يتكلم في أمر العامة). (صحيح) انظر: [السلسلة الصحيحة 5/ 321 رقم 2253].

في زمنٍ ما أحوجنا فيه حُكامــًـا وَمَحكومين، عُلمــــــاءَ وطلبــــــة علمٍ، أزواجٍ وصحبةٍ وموظفين، كلٌ مِن موقعه، إلى بطانةٍ صالحةٍ تأخذ بالأيدي إلى سبل الرشاد، وإلى ما فيه خير البلاد والعباد.

يسرني مشاركة الأخوات في تقديم نماذج مضيئة، بل منارات على طريق الإستقامة، فيها عبرٌ وعظات، وأسوة حسنة، وقدوة صالحةٌ للبطانة الصالحة.

1.

زوجة أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري رضي الله عنهما

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله ﷺ في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: (ما جاء بك يا أبا بكر ؟) قال: خرجت ألقى رسول الله ﷺ وأنظر في وجهه والتسليم عليه. فلم يلبث أن جاء عمر فقال: (ما جاء بك يا عمر ؟) قال: الجوع يا رسول الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: (وأنا قد وجدت بعض ذلك).
فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلا كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك ؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء. فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي ﷺ ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بساطا ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال - النبي ﷺ: (أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟)، فقال: يا رسول الله ! إني أردت أن تختاروا أو تخيروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال ﷺ: (هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد).
فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما، فقال النبي ﷺ: (لا تذبحن لنا ذات در). فذبح لهم عَناقًا أو جديًا فأتاهم بها فأكلوا، فقال ﷺ: (هل لك خادم ؟) قال: لا. قال: (فإذا أتانا سبي فأتنا). فأتيَ - صلى الله عليه وسلم - برأسين ليس معهما ثالث. فأتاه أبو الهيثم فقال: النبي ﷺ: (اختر منهما). فقال: يا رسول الله اختر لي . فقال النبي ﷺ: ( إن المستشار مؤتمن خذ هذا فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفا). فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقوْل رسول الله ﷺ، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي -ﷺ إلا بأن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال ﷺ: (إن الله لم يبعث نبيًا ولا خليفةً إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، ومن يوقَ بطانة السوء فقد وُقي) (حديث صحيح) انظر: [مختصر الشمائل ص 79 ــ 81] و [السلسلة الصحيحة 193] و [الأدب المفرد 1/ 99 رقم 256].

إن المستشارَ المؤتَمَنَ يستشعرُ تقوى الله تعالى وعظم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه عند إسداء نصيحته، يزن الأمور بميزان الحق والعدل، على نورٍ من ربه - سبحانه -، لا بميزان الغش والنفاق والأنانيـــة والمصالــح الخاصـــة.
فعن تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّه قَالَ: قال رسول الله ﷺ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ)، قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: (للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ). رواه (مسلم).

أخي في الله؛ أختـــــاه !! يا من امتنّ الله - تعالى - عليكم بفضله ومنـــّــــه وكرمه، فأعزكم وأكرمكم بنعمة الإسلام، مـــــا أجمل أن تكونوا نعم البطـــانة الصالحــــة، كل من موقعه؛ ما أجمل أن تكونوا خير خلف لخير سلف بإذن الله - تعالى -؛ لأننا لن نبلغ الكمال المنشود، ولن نعيـــد المجـــد المفقـــود، إلا بالتأسي بخير الناس «سلفنـــا الصالـــح». ورحم الله الإمام مالكٍ حيث قال: [لن يصلح آخر هذه الأمة، إلا بما صلُحَ به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا، لا يكون اليوم دينا]. انظر: [حجة النبي ﷺ ص 104].

وكتبته أم عبدالله نجلاء الصالح


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-16-2009, 07:37 AM
سلاف الخير سلاف الخير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: المملكة الأردنيّة الهاشميّة
المشاركات: 251
Post

أختي العزيزة ، أم عبدالله نجلاء الصالح، أجزل الله لك المثوبة على ما خطت يمينك، ويسّر لك البطانة الصالحة - إن شاء الله - ورفع قدرك في الدنيا والأخرة.


في داخلي التحمت مشاعر بهجتي **** بأحبة في شرعة الرحمـن
أحببتهن وسأظل أعلنها لهــــــن **** ماعدت قادرة على الكتمان
سأظل يبهرني جميل فعالــــــهن **** وأذوق منهن روعة التحنـان
سأظل داعية لهن في غيبهــــن **** وتظل حجتنا على الإيمــــــان.


وعمراً معموراً بطاعة الرحمن - إن شاء الله -.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-19-2009, 03:39 PM
أم جنادة السرعاوي أم جنادة السرعاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 144
افتراضي

جزاك الله خيرا معلمتي أم عبد الله وجعل ما كتبت من أحرف نور وكلمات هداية في موازين أعمالكم ..... لا حرمنا الله جنة عرضها السموات والأرض آآآآمين .
__________________
عن أم الدرداء قالت : لقد طلبت العبادة في كل شيء ، فما أصبت شيء أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم " تهذيب الكمال: 35/ 355.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-21-2009, 08:58 AM
ام محمد السلفية ام محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق / بغداد / الاعظمية.. راس الحواش
المشاركات: 6
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-21-2009, 03:28 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي

جزاك الله خيرا أختي العزيزة
أم عبد الله - نجلاء الصالح -
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-24-2009, 11:57 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

الحمد لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وامتنّ عليهم فأكرمهم بالأخوة الإيمانية العظيمة، الرابطة الإيمانية العظيمة التي تآلفت عليها القلوب واجتمعت فازدادت بهجة وسرورا.

فمهما تناءت الأوطان، وتباعد الزمان والمكان، واختلفت الألسنة والألوان، فحبل الأخوة الإيمانية ممدود ليس له حدود، ولا ينقطع حتى بانقطاع الأنفاس في هذه الحياة الدنيا.

أسأل الله - تعالى - أن يجمعنا على منابر من نور يوم القيامة مع المتحابين في جلاله، وأن يُظلنا بظله يوم لا ظلّ إلا ظله.

شكر الله لكنّ أحبتي « سلاف الخير » و « أم جنادة » و « أم محمد السلفية » و « أم رضوان ».

فأنتن وكل بناتي وأخواتي نِعمَ الأحبة في الله سبحانه تعالى؛ - أحسبكنَّ كذلك والله حسيبكن؛ ولا أزكيكنَّ على الله تعالى - من النعم التي تعجز الكلمات عن التعبير عن مدى فرحي وسروري بها، والتي أسأل الله - جل في علاه - أن يعينني على شكرها.

والشكر والعرفان موصولٌ للإخوة الكرام في الإدارة الموقرة في منتديات « كل السلفيين » لتثبيت موضوع

« البطانه الصالحة ».


جزاكم الله جميعًا « أخوة وأخوات » خيرا، وبارك في جهودكم، وأثقل لكم الموازين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-23-2009, 05:30 PM
أم يحيى السلفية أم يحيى السلفية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 14
افتراضي

جزاكِ الله خيرا أم عبد الله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-26-2009, 01:11 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يحيى السلفية مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيرا أم عبد الله
وإياكم ابنتي الحبيبــــة : " أم يحيى السلفية " شكر الله لكم، وبارك الله فيكم وعليكم، ويسر لكم البطانة الصالحة زينة في السراء،
أسعدني مروركم والدعاء فجزاكم الله عني خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-01-2009, 01:39 PM
مناصرة الرسول مناصرة الرسول غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: عمان-الأردن
المشاركات: 278
Post

أختي العزيزة ، أم عبدالله نجلاء الصالح، أجزل الله لك المثوبة على ما خطت يمينك،ويسّر لك البطانة الصالحة -إن شاء الله_ ورفع قدرك في الدنيا والأخرة.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-26-2009, 07:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصرة الرسول مشاهدة المشاركة
أختي العزيزة، أم عبدالله نجلاء الصالح، أجزل الله لك المثوبة على ما خطت يمينك،ويسّر لك البطانة الصالحة -إن شاء الله_ ورفع قدرك في الدنيا والأخرة.


آمين ... آمين ولك بمثل وزيادة ابنتي الحبيبة " مناصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ".

أسعدني مرورك والدعاء، جعلك الله وأحبتك من سعداء الدنيا والآخرة، وجزاك الله عني خير الجزاء.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.