أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
90877 89571

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر اللغة العربية والشعر والأدب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-03-2017, 10:44 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي حاتم الطائي شاعرا ... جواد بماله .. جواد بشعره

.

كلنا يعرف حاتم الطائي كريما سخيا، وقَلّ من يعرفه شاعرا بليغا، وهذه إحدى قصائده التي جاد فيها بنصحه وحكمته وفصاحته وبلاغته، وهي تبين عن سخاء نفسه، وهو يخاطب زوجته ماوية فيقول:

أَماويَّ قد طالَ التَّجنُّبُ والهَجرُ ... وقد عَذَرَتْني في طِلابِكمُ العُذرُ


أماويَّ إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ ... ويَبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ


أمــــاويَّ إنِّي لا أقولُ لســـــــائلٍ ... إذا جــــــاءَ يومــــاً حلَّ في مالنا نذرُ


أمـــاويَّ إمَّـــــا مـــــانعٌ فــــمُبَـــيِّــنٌ ... وإمَّــا عــَـــطاءٌ لا يُـــنَـــهْــنِـــهُــــهُ الــــــزَّجــــرُ


وقدْ علمَ الأقوامُ لو أنَّ حاتماً ... أرادَ ثــــــــراءَ المــــالِ كانَ لهُ وَفْـــــرُ


إذا ضَـــنَّ بالمالِ البخيلُ فإنَّني ... أَجُـــــودُ فلا قُــــلٌّ عـــــطائي ولا نَزْرُ


أفكُّ بهِ العاني ويؤكلُ طيِّباً ... فـــــــما إنْ تُعرِّيهِ القِداحُ ولا الخمرُ


أماويَّ إنْ يُصبحْ صدايَ بقفرةٍ ... من الأرضِ لا ماءٌ لديَّ ولا خمرُ


تَرَيْ أَنَّ ما أفنيتُ لم يكُ ضرَّني ... وأنَّ يديَّ ممَّا بخلتُ به صِفرُ

أماويَّ إنِّي رُبَّ واحـــــــدِ أُمِّــــــهِ ... أَجــــرتُ فلا قــــتلٌ عــليهِ ولا أَســرُ

ولا أَظــــلمُ ابنَ العمِّ إِنْ كانَ إخوتي ... شهوداً وقد أَودى بإِخوتهِ الدَّهرُ



عُنِّينا زماناً بالتَّصعلكِ والغنى ... كما الدهرُ في أَيامه العُسرُ واليُسر


كَسَينا صُروفَ الدَّهرِ لِيناً وغِلْظـةً ... وكلاًّ سَقاناهُ بِكأْسَيْهما الدَّهـرُ


فما زادَنا بَغياً على ذي قرابةٍ ... غِنانا ولا أَزْرى بإِحساننا الفقرُ


فأَعطِ ولا تُمسكْ مخافةَ فاقةٍ ... وإنَّ وراءَ العُسرِ إنْ خفتَهُ اليسرُ


وما ضرَّ جاراً يا ابنةَ القومِ فاعلَمي ... يُجاورني ألاَّ يكونَ له سِـــتــرُ


لجاريَ حقٌّ قدْ رأَى ذاكَ واجباً ... وقبلي لهُ ماويَّ ما تنزلُ القدرُ


بعينيَّ عن عوراتِ جاريَ غفلةٌ ... وفي السَّمعِ منِّي من حديثهما وقرُ


متى ينأَ جاري لا يراني لعرسهِ ... بنفسي وصولاً ما أرى أنَّه سفرُ


سأرعاهُ جَهدي إنَّ للجارِ حرمةٌ ... ويرجعُ لمْ يرسلْ عليَّ لها حذرُ


لعمركَ لا أخشى بقولِ مُجاوري ... إذا متُّ ماتَ الجبنُ والبخلُ والغدرُ


لحا اللهُ من يُبقي من المالِ بعدَهُ ... لوارثهِ شيئاً ويتبعهُ الوزرُ


فلا تمنَعي راجي نوالَكِ إنَّهُ ... الذِّكرُ في الدُّنيا ويلحقُك الأجرُ


أأتركُ مالي إن هلكتُ لوارثٍ ... تتبَّعهُ عيني إذا ضمَّني القبرُ


أماويَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى ... إذا حشرجتْ نَفسٌ وضاقَ بها الصدرُ


إذا أَنا دلاّني الذينَ أُحـــبُّهمْ ... لِمَلحودةٍ زُلْجٌ جـــوانبُها غُبرُ


وقاموا على أرجائِها يدفنونَني ... يقولونَ قد أودى السَّماحةُ والفخرُ


وأُسلمتُ فيها غيرَ بارحِ قعرِها ... فلا عجبٌ ممَّا ترينَ ولا سخرُ


وراحوا سراعاً ينفضونَ أكفَّهمْ ... يقولونَ قد دمَّى أظافيرنا الحفرُ


هنالكَ لا آلــو لنفسي صنيعةً ... فــــأولُــــهُ زادٌ وآخــــرهُ ذخـــرُ
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.