أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
42381 | 88813 |
#1
|
|||
|
|||
حثُّ الباري سبحانه في كتابه على الصّلاح و الإصلاح..
"و هذه القاعدة من أهمِّ القواعد. فإنّ القرآنَ كلّه لهذا المقصد نزل.
و الصّلاح:أن تكون الأمور كلها مستقيمة معتدلة آخذةً سبيلها الذي سنَّهُ اللهُ، مقصوداً بها غاياتها الحميدة التي قصدَ اللهُ إليها فأمر اللهُ بالأعمال الصالحة، و أثنى على الصالحين لأنّ أعمال الخير تُصلحُ القلوبَ و الإيمانَ، و تُصلحُ الدينَ و الدنيا و الآخرةَ.و ضدّها فسادُ هذه الأشياء. و كذلك في آيات متعدّدةٍ، فيها الثناء على المصلحين لما أفسدَ الناسُ، و المُصلحين بين الناس، و أخبرَ على وجه العموم أنّ الصلحَ خيرٌ. فإصلاح الأمور الفاسدة: هو السّعي في إزالة ما تحتوي عليه و تُنتِجُه من الشرور و الضَّرر العام و الخاص. و من أهمِّ أنواع الإصلاح: السّعي في إصلاح أحوال المسلمين، في إصلاحِ دينهم و دنياهم، كما قال شعيب عليه السلام:"إنْ أريدُ الإصلاحَ ما استطعتُ" فكلّ ساعٍ في مصلحة دينية أو دنيوية، فإنّه مُصلح.و الله يهديه و يُرشده و يُسدِّده. و كل ساعٍ بضِدِّ ذلك فهو مفسد. و الله لا يصلحُ عملَ المفسدين. و من أهمِّ ما حثَّ اللهُ عليه: السّعي في الصّلحِ بين المتنازعين، كما أمرَ اللهُ بذلك في الدماء و الأموال، و الحقوق المتنازَع عليها بين الزوجَين. و الواجب أن يصلح بالعدل و يسلك كلَّ طريق توصِل إلى الملاءمة بين المتنازعين. فإنّ آثار الصُّلح بركةٌ و خير و صلاح، حتى أنّ اللهَ أمرَ المسلمين إذا جنحَ الكفارُ الحربيون إلى المسالمة و المصالحة:أن يوافقوهم على ذلك متوكّلين على الله. و أمثلة هذه القاعدة لا تنحصر. و حقيقتُها: السّعي في الكمال الممكن حسب القدرة بتحصيلِ المصالح أو تكميلها، أو إزالة المفاسد و المضار أو تقليلها:الكلية منها و الجزئية،المتعدّية و القاصرة. و الله أعلم." ----------------------- القواعد الحسان في تفسير القرآن للعلامة السعدي رحمه الله |
|
|