أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62298 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-25-2014, 08:15 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
Arrow الفكرة في الموت

الفكرة في الموت
واعلم رحمك الله أن مما يعنيك على الفكرة في الموت ويفرغك له ويكثر اشتغال فكرك به تذكر من مضى من إخوانك وخلانك وأصحابك وأقرانك وزملائك وأساتذتك ومشايخك الذين مضوا قبلك وتقدموا أمامك.
كانوا يحرصون حرصك ويسعون سعيك، ويأملون أملك، ويعملون في هذه الدنيا عملك وقصت المنون أعناقهم وقصمت ظهورهم وأصلابهم، وفجعت فيهم أهليهم وأحباءهم وأقرباءهم وجيرانهم فأصبحوا آية للمتوسمين وعبرة للمعتبرين.
ويتذكر أيضًا ما كانوا عليه من الاعتناء بالملابس ونظافتها ونضرة بشرتهم، وما كانوا يسحبونه من أردية الشباب وأنهم كانوا في نعيم يتقلبون، وعلى الأسرة يتكئون، وبما شاءوا من محابهم يتنعمون.
وفي أمانيهم يقومون ويقعدون، لا يفكرون بالزوال، ولا يهمون بانتقال، ولا يخطر الموت لهم على بال، قد خدعتهم الدنيا بزخارفها، وخلبتهم وخدعتهم برونقها، وحدثتهم بأحاديثها الكاذبة، ووعدتهم بمواعيدها المخلفة الغرارة.
فلم تزل تقرب لهم بعيدها، وترفع لهم مشيدها، وتلبسهم غضها وجديدها، حتى إذا تمكنت منهم علائقها، وتحكمت فيهم رواشقها، وتكشفت لهم حقائقها، ورمقتهم من المنية روامقها.
فوثبت عليهم وثبة الحنق وأغصتهم غصة الشرق، وقتلتهم قتلة المختنق، فحكم عليهم من عيون باكية، ودموع جارية، وخدود دامية، وقلوب من الفرح والسرور لفقدهم خالية.
وأنشدوا في هذا المعنى:
وَرَيَّانَ مِن مَاءِ الشَّبَابِ إِذَا مَشَىْ ... يَمِيْدُ عَلَى حُكْم الصِّبَا وَيَمِيْدُ
تَعَلْقَ مِن دُنْيَاهُ إِذَا عَرَضَتْ لَهُ ... خَلوبًا لألْبابِ الرِّجَالِ تَصِيْدُ
فَأَصْبَحَ مِنْهَا فِي حَصِيْدٍ وَقَائِم ... وَلِلْمَرْءِ مِنْهَا قَائمٌ وَحَصِيْدُ
خَلاَ بِالأمانِي واسْتَطَابَ حَدِيْثَها ... فَيَنْقُصُ مِن أَطْمَاعِهِ وَيَزِيْدُ
وَأدْنَتْ لَهُ الأَشْيَاءَ وَهيَ بَعَيْدَةٌ ... وَتَفْعَلُ تُدْنِي الشَّيءَ وَهْوَ بَعَيِدُ
أتِيْحَتْ لَهُ مِن جَانِب الْمَوتِ رَمْيَةً ... فَراحَ بِهَا الْمَغْرُوْرُ وَهْوَ حَصِيْدُ
وَصَارَ هَشِيْمًا بَعْدَمَا كَانَ يَانِعًا ... وَعَادَ حَدِيْثا يَنْقَضِيْ وَيَبِيْدُ
كَأَنْ لَمْ يَنَلْ يَومًا مِن الدَّهْرِ لَذَّةً ... وَلاَ طَلَعَتْ فِيْهِ عَلَيْه سُعُوْدُ
تَبَارَكَ مَن يُجْرِيْ عَلَى الْخَلْقِ حُكْمَهُ ... فَلَيْسَ لِشَيءٍ مِنْهُ عنه مَجِيْدُ
انتهى
الكتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار
المؤلف : أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان
__________________
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتى ****** بأن يدى تفنى ويبقى كتابها
فإن عملت خيراً ستجزى ***** وإن عملت شراً عليَ حسابها


***********
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.