أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
103583 94165

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-16-2016, 01:50 PM
محمد عياد محمد عياد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: عمان - الأردن
المشاركات: 354
افتراضي نص وثيقة المدينة المنورة



الاخوة الفضلاء نص وثيقة المدينة المنورة مشهور ومعروف واردنا بيان دراسة سندها بشكل علمي والله الموفق


قال ابن هشام : قال ابن إسحاق :وكتب رسول الله r كتاباً([1]) بين المهاجرين والأنصار وادع فيه يهود وعاهدهم على دينهم وأموالهم ،وشرط لهم واشترط عليهم :" بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي r بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم:
إنهم أمة واحدة من دون الناس.
المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى،كل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو الحارث على ربعتهم([2]) يتعاقلون معاقلهمالأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النُبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وإن المؤمنين لا يتركون مفرحاً ([3])بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل([4]).
وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة([5])ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وإن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم.
ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.
وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.
وإن سلم المؤمنين واحدة،لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضاً.
وإن المؤمنين يـبيء ([6])بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله.
وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه.
وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
وإنه من اعتبط ([7])مؤمناً قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول.
وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمدr.
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ([8]) إلا نفسه وأهل بيته.
وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف،وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف ،وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بن عوف ،وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف،وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم.
وإن لبني الشُطَيبة مثل ما ليهود بني عوف.
وإن البر دون الإثم وإن موالي ثعلبة كأنفسهم.
وإن بطانة يهود كأنفسهم.
وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد r .
وإنه لا ينحجز على نار جرح.
وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته، إلا من ظُلم.
وإن الله على أبر هذا.
وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه.
وإن النصر للمظلوم.
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله r.,
وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
وإن بينهم النصر على من دهم يثرب.
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين على كل أناس حصتهم في جانبهم الذي قبلهم.
وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة.-قال ابن هشام ويقال مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة-.
وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه .
وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم،وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم.
وإن الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله صلى الله r "([9]).


قلت :
1-أخرجه -بهذا الطول - ابن هشام 3/31 ،وابن كثير في النهاية 3/224،وابن سيد الناس في عيون الأثر 1/238.كلهم عن ابن إسحاق دون ذكر سند.
2-وأخرج –بنحوه- البيهقي في الكبرى 8/106من طريق الحاكم النيسابوري فأسنده إلى محمد بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس ،محمد بن يعقوب. قال :حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال :حدنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال :حدثني عثمان بن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق قال: أخذت من آل عمر بن الخطاب y هذا الكتاب كان مقرونا بكتاب الصدقة الذي كتب عمر للعمال ...".بنحو الحديث.
فأبو العباس :ثقة ([10]).
وأما أحمد بن عبد الجبار :فهو العطاردي ،أبو عمر الكوفي ،قيل أن أبا داود أخرج له لذا ذكر في كتب رجال الستة ،ولم يثبت ذلك ،كما نص عليه الحافظان المزي وابن حجر العسقلاني ([11]).
قال الحاكم :"ليس بالقوي عندهم تركه أبو العباس –ابن عقدة-([12]).وقال ابن عدي :رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه،ولا يعرف له حديث منكر وإنما ضعفوه أنه لم يلق من يحدث عنهم .وقال مطين :كان يكذب .وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وسئل الدارقطني عنه فقال:لا بأس به .
وقد نافح عنه الخطيب البغدادي وذهب لتوثيقه.
وقال الذهبي :ضعفه غير واحد .وقال الحافظ ابن حجر :ضعيف وسماعه للسيرة صحيح .
قلت :ولا يفهم من قول ابن حجر هذا أنه ثقة في السيرة ! وإنما مراده دفع شبهة التدليس عنه لأنه متهم بها كما مر؛ إذ أنه بكّر بسمع المغازي مع أبيه من يونس بن بكير الشيباني ،فاتهم:" بأن الكتب التي يحدث منها كانت لأبيه فادعى سماعها معه " ،فأراد الحافظ ابن حجر أن يثبت سماعه، وقد نقل الخطيب قصة تبين صحة سماعه من يونس إذ نقل بسنده عن محمد بن الحسن بن حميد بن الربيع عن أبيه :"..أنهم سألوا أبا كريب عن مغازي يونس بن بكير فقال :مروّا إلى غلام بالكناس يقال له العطاردي سمع معنا مع أبيه فجئنا إليه فقال: لا أدري أين هو مذ سمعته ما نظرت فيه ولكن هو في قمطار فيها كتب فاطلبوه ،فقمت فطلبته فوجدته وعليه ذرق الحمام ،وإذا سماعه مع أبيه بالخط العتيق،فسألته أن يدفعه إلي ويجعل وراقته لي ففعل ".وهذه القصة إن ثبتت فإنّ الراوي يضعّف حفظه "صدراً"إذنسيه فلم يذكره،ويبين ضعف اهتمامه به "كتاباً"،إذ تركه في برج حمام،حتى أصابه ذرقه!فالرجل ضعيف كما نص على ذلك أئمة الشأن ([13]).
أما يونس بن بكير هو الشيباني الكوفي :
فوثقه ابن معين وابن نمير،وذكره ابن حبان في الثقات،وقال أبو حاتم:محله الصدق .وضعفه النسائي وأبو داود وقال :ليس هو عندي بالحجة ،يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالحديث.وقال الذهبي :أحد أئمة الأثر والسيرة ،كان حسن الحديث .وقال ابن حجر :صدوق يخطئ .
فالرجل صدوق إذا توبع،وفي تفرده كلام،وهكذا هو هنا،أضف إلى كونه انفرد به عن ابن إسحاق،وكلام أبي داود فيه واضح،ثم إنّ ابن إسحاق رواه في مغازيه دون إسناد؟
وأما ابن إسحاق:ففيه كلام طويل خلاصته:أنه صدوق يدلس في الحديث ،وهو إمام المغازي والسير ،إليه المنتهى فيهما.
قال عباس الدوري :سُئل أحمد بن حنبل في ابن إسحاق فقال :"يكتب عنه هذه الأحاديث –يعني المغازي ونحوها –فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا ،وضم يديه وأقام أصابعه الإبهامين "([14]).
وأما عثمان بن محمد بن مغيرة الأخنس الثقفي الحجازي: فهو صدوق ،له أوهام ومناكير ([15]).
فهذا الإسناد لا يفرح به،إذ فيه العطاري وابن بكير،أضف إلى شبهة الانقطاع إذ لم يصرح عثمان ممن أخذه من آل عمر بن الخطاب؟ فلعله وهم فيه،أو يكون الوهم من ابن بكير إذ هو معروف بالمخالفة فكان يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالحديث.
2-وأخرجه أبو عبيد في الأموال ص215 –مرسلاً- فقال : حدثني يحيى بن عبدالله بن بكير وعبد الله بن صالح قالا: حدثنا الليث بن سعد قال :حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال : بلغني أن رسول الله r كتب بهذا كتاباً..." بنحو حديث ابن إسحاق.
قلت :هذا الإسناد أنظف الأسانيد التي جاءت في الوثيقة –أعني التفصيلية-لولا إرسال الزهري ،وهو إمام الدنيا في الحديث بيد أن في مراسيله كلاماً.
قال ابن القطان:مرسل الزهري شر من غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمي يسمي،وإنما يترك من لا يستحسن أن يسميه"؛وقال أبن معين:"مرسل الزهري ليس بشيء"،وروي عن الإمام الشافعي وغيره مثل قول ابن معين([16]). فالحديث ضعيف .
3-وأخرج - طرفاً منه -البيهقي 8/106 من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف فقال : وروى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال : كان في كتاب النبي r :" إن كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط من المؤمنين وإن على المؤمنين أن لا يتركوا مفرحا منهم حتى يعطوه في فداء ".
حدثنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا:حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال :حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال :أنبأ معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق -هو الفزاري -عن كثير بن عبد الله فذكره.
وأخرجه ابن أبي خيثمة –كما نقله ابن سيد الناس في عيون الأثر 1/240 من طريق كثير هذا ،فقال : حدثنا احمد بن جناب ابو الوليد ،قال: حدثنا عيسى بن يونس قال:حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن ابيه عن جده :"أن رسول الله r كتب كتابا من المهاجرين والانصار"فذكر بنحوه –أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق أ.هـ كلام ابن سيد الناس .
قلت:هذا الحديث ليس متابعاًُ لحديث ابن اسحاق بل جاء مختصراً كالروايات الآتية، وإنما ذكره ابن سيد الناس كما قال :"أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق" وتابعه عليه من تابعه لا يقوم له ،إذ لم يذكر لنا ابن سيد الناس متنه ،وهي في المفقود من تأريخ ابن ابي خيثمة ([17])،ويؤيد هذا أن البيهقي أخرجه مختصراً كما ترى .
وعلى كل حال فالسند ضعيف إذ مداره على كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني :
قال ابن معين :ليس بشيء. وقال أبو زرعة الرازي : واهي الحديث ليس بالقوي.وقال الشافعي وأبو داود :ركن من أركان الكذب . وضرب أحمد على حديثه.
وقال أبو خيثمة الحافظ والد (محمد) -وهو من روى هذا الحديث – قال لي أحمد بن حنبل :لا تحدث عنه شيئاً. وقال النسائي مرة: متروك ،وروي عنه أخرى:ليس بثقة.
وقال ابن حبان :له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ،لايحل ذكرها والرواية عنه إلا على جهة التعجب.وقال ابن عدي:عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال الدار قطني :متروك
وقال الحافظ ابن حجر :ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب([18]).
قلت : فالرجل ضعيف جداً ،ولم يخطئ من أتهمه بالكذب.
الحديث بهذا الإسناد واهي،وهوعلة بذاته لا يصلح أن يشهد لغيره ناهيك أن يقوم بنفسه،وفي الصحيح ما يغني عنه وعن أمثاله من الأسانيد.
ومما يشهد لأصل الوثيقة،وبعض ألفاظها :
ما أخرجه أحمد 1/79 ،والبخاري1/53(111) و3/110(2882)،و6/2531(6507)،و6/2534(6517) ،والترمذي (1412)،والنسائي 8/23 ،وابن ماجة (2658)من طرق عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: قلت: لعلي هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة .قال :قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر".
وما أخرجه أحمد 3/321و349-واللفظ له-ومسلم2/1146(507)،
والنسائي في الكبرى 4/240(7034)،والصغرى8/52،وأبو يعلى في مسنده 4/160(2228)من طرق عن أبي الزبير عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهyِ يَقُولُ :"كَتَبَ النَّبِيُّ r عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُتَوَالَى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ قَالَ رَوْحٌ يُتَوَلَّى"([19]).
وما أخرجه إبن أبي شيبة في مصنفه 5/419(27577)،وأحمد1/276،وأبويعلى4/366(2484) من طرق عن حجاج([20])،عن الحكم ،عن مقسم عن ابن عباسy قال :" كتب رسول الله r كتاباً بين المهاجرين والأنصار: أن لا يغفلوا معاقلهم ، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين الناس".
وما أخرجه أحمد 1/276و2/204 قال :حدثنا سريج،قال :حدثنا عباد عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده([21]) أن النبي r كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين ".
وهكذا فإن أصل الوثيقة ثابت بالحديث الصحيح عند الأئمة :البخاري ومسلم وغيرهما ،وجاءت الروايات مجتزأة مختصرة بمجموعها يثبت أن رسول الله r كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة ؛أما التفصيلات التي جاءت في رواية
ابن إسحاق فلم نجدها إلا عنده ومدارها عليه ،وجاءت أيضاً من طريق الزهري مرسلة ؛ فهي ضعيفة ([22]).
وعلى كل حال فإننا سنناقش هذه الوثيقة -رغم ضعفها - ونحلل معانيها ونستخرج دررها إذ العلماء كأنهم أجمعوا على تساهلهم في المغازي والسير بخلاف الحلال والحرام ،وأحسن الشيخ سعيد حوى بقوله:" وعلى كل الأحوال فعلى مذهبنا الذي ذكرناه في مقدمة هذا القسم اعتمدنا فيه أن إماما من الأئمة عندما يذكر شيئا بلا نكير فذلك يدل على أن مذهبه اعتماد ما ذكره فإذا كان من أهل الاجتهاد في شان فبإمكاننا اتباعه فيه، ولا أحد يشك أن ابن إسحاق إمام الأئمة في السيرة"([23]) .







([1])اختلف أهل المغازي والسير في تسميتها (الوثيقة،الدستور،الصحيفة ،الكتاب)،وناقش د.جاسم محمد راشد العيساوي في بحثه (الوثيقة النبوية )ص27 فما بعد بإسهاب فانظره هناك.

([2])حالهم وشأنهم الذي كانوا عليه،النهاية ،ابن الأثير 2/189.

([3])هو من أثقله الدين والغرم ،النهاية 3/424.

([4])- في الأصل هنا :"قال ابن هشام –"المفرح المثقل بالدين والكثير العيال، قال الشاعر:
إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانةوتحمل أخرى أفرحتك الودائع".

([5])أي عطية:أي طلب عطية على سبيل الظلم ،النهاية 2/117.

([6])أي:يلتزم .النهاية 1/159.

([7])أي: قتله بغير جناية ،ولا جريرة .النهاية 3/172.

([8])أي: يهلك .النهاية 5/149.

([9])السيرة النبوية ،ابن هشام 3/31-35.

([10])هو :"محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو العباس الأصم النيسابوري ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وطوف البلاد وسمع الحديث الكثير ..قال الحاكم :وكان محدث وقته بلا مدافعة حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة ولم يخلف مثله في صدقه وصحة سماعه وكف بصره في آخر عمره. وقال الذهبي مسند الشافعي لم يفرده الشافعي بل خرجه أبو جعفر محمد بن جعفر بن مطر لأبي العباس الأصم مما كان يروى عن الربيع عن الشافعي من كتاب الأم وغيره توفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة وهو من أهل الطبقة الرابعة بل من الثالثة لولا تأخر وفاته".أنظر طبقات الشافعية 2/133-134،وطبقات المحدثين 1/111،وسير إعلام النبلاء ،الذهبي 15/453.

([11]) انظر تهذيب الكمال هامش 1/54،والتقريب 1/67(64).

([12]) قلت ولعله لم يخرج حديثه هذا في مستدركه رغم أنه من طريقه لهذه العلة .

([13])انظر الجرح والتعديل،ابن أبي حاتم 1/62،والضعفاء ،العقيلي 1/5،وتهذيب الكمال1/4،والتهذيب 1/44(88)،وميزان الاعتدال ،الذهبي 1/112،والتقريب ،ابن حجر 1/67(64).

([14]) انظر ترجمته في تهذيب الكمال 6/226(5646)،وسير أعلام النبلاء 7/38،والتقريب 3/211(5721).

([15]) انظر تهذيب الكمال 5/136،وميزان الاعتدال 3/52،والتقريب 2/446(4515).

([16]) انظر تأريخ دمشق ،ابن عساكر11/78،وتهذيب الكمال 6/507،وجامع التحصيل،العلائي ص90،وتدريب الراوي،السيوطي/ 124.


([17]) انظر السيرة النبوية الصحيحة ،د.أكرم ضياء العمري1/275.

([18]) انظر ترجمته في تهذيب الكمال 6/158(5537)،وميزان الاعتدال 3/406-408،والتقريب 3/193(5617).

([19]) انظر السيرة النبوية الصحيحة ،د.أكرم ضياء العمري 1/275.

([20]) هكذا حدث به الحجاج مرة عن مقسم ،وأخرى عن عمرو –كما في رواية أحمد الآتية- فلعله سمعه مرتين أو لعله وهم فيه،إذ هو "كثير الخطأ والتدليس"، ولم يتابع على كلتيهما ،وقد صحح كلا الإسناد ين العلامة أحمد شاكر 4/146.

([21])أنظر تفصيل الكلام في "عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " تهذيب التهذيب 8/45-48.

([22]) وقد صحح الوثيقة –بطولها- د.أكرم ضياء العمري السيرة النبوية الصحيحة 1/275 ،وتبعه :د. جاسم العيساوي في بحثه "الوثيقة النبوية"ص 69 ،وتبعهما أخي الفاضل الشيخ محمد صالح السامرائي في بحثه أثر التخطيط النبوي في بناء المجتمع المدني "ص 179 ،وأخي د.خالد سليمان الفهداوي في بحثه "الفقه السياسي للوثائق النبوية "ص 94 ،ود. الصلابي " السيرة النبوية"1/564.

([23])الأساس في السنة 1/407.
__________________

قال تعالى:"وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " فصلت 34

مذكرا نفسي بما رواه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ( 1 / 7 ) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67 / 113) عن أبي عمرو بن العلاء - شيخ القراء والعربية - : "مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ".
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.